أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
فيزياء نظرية

لمحة عن الحياة العلمية للعالِم: موري گيل مان


لمحة عن الحياة العلمية للعالِم: موري گيل مان Murray Gell-Mann

http://oloommagazine.com/images/Articles/SCI_General_index001.jpg

أوديسيوس(1) فيزياء الجسيمات

 

ينبغي ألا يدهشنا أن لدى موري گيل مان، عالم الفيزياء النظرية البارع، تفسيرا لمدى اهتماماته المذهل. ففي حين نجد أن معظم الناس ينقسمون إما إلى “أپولويين”(2) أي متجردين وتحليليين، أو”ديونيسوسيين”(2)  أي متأثرين ونزّاعين إلى الحدس، فإن گيل مان يجمع الخصيصتين. ويقول گيل مان: “بعض الناس يسمي مثل ذلك الشخص أوديسيوسيا”، ويلفظ گيل مان بوضوح كل مقطع من الكلمة الأخيرة، ربما لمساعدتي في تهجئتها. “إنها حالة تجعل المرء في عُزْلَة.”

 

مضى من عمر گيل مان 66 سنة، وهو أستاذ في معهد كاليفورنيا للتقانة، ولكنه مشهور أكثر بوصفه متخصصا في فيزياء الجسيمات. حاز جائزة نوبل، وهو أحد المهندسين الأساسيين للنموذج المعياري Standard Model، ذلك الصرح النظري المُحْكم الذي يُفسِّر سلوك الجسيمات دون الذرية subatomic particles والقوى التي تَحكُمها. ومن جملة إسهاماته أنه اقترح أن النيوترونات والبروتونات، وهي اللبنات الرئيسية للمادة العادية، مكونة من جسيمات تسمى كواركات quarks أساسية أكثر من النيوترونات والبروتونات.

 

بيد أن الفيزياء مملكة أصغر من أن تحوي فكر گيل مان الذي لا يهدأ. ويورد “بيانه الشخصي”، الواقع في 17 صفحة، قائمة باهتمامات مثل “التاريخ الطبيعي (وبخاصة دراسة الطيور) وعلم اللغة التاريخي وعلم الآثار القديمة والتحليل النفسي والتفكير الإبداعي.” ثم هناك “أمور تتصل بالسياسة الخاصة بجودة البيئة العالمية (يدخل فيها الحفاظ على التنوع البيولوجي) وبكبح النمو السكاني والتنمية الاقتصادية الصالحة لأن تُدعم واستقرار النظام السياسي العالمي (ويشمل ذلك وضع الأسلحة الاستراتيجية).”

 

ويقر گيل مان بأنه مفرط في توسعه. وفي الواقع، لقد حسب بالضبط مقدار هذا التوسع. فهو يتحسر قائلا: “إني أضطلع بمقدار يزيد نحو 50 مرة على ما يمكن أن يفعله أي إنسان، وأعمل بكفاءة قريبة من 2 في المئة. لذا فإني أصارع يوميا معامِلا قدره 2500، ويزداد يوميا رجوعي إلى الوراء مدة 8 سنوات. وإن ثمانية وتسعين في المئة من وقتي هو وقت ضائع، مجرد ضائع.”

 

وبطبيعة الحال، ثمة قليل من الوقت للمقابلات. فأسبوعا تجده قائما بدور المضيف والمتحدث الرئيسي عند الاحتفال بالعيد المئوي لتأسيس كالتك Caltech(معهد كاليفورنيا للتقانة). وفي الأسبوع التالي تجده في طريقه إلى أوروبا لحضور ندوة في الفيزياء. ويخصص الأُويقات الفائضة لتأليف كتاب عنوانه “الكوارك والنمر الأمريكي” ويدور حول اهتمام حالي رئيسي: هو التفاعل في الطبيعة بين الظواهر البسيطة كالكواركات، والمعقدة كالنمور الأمريكية. ولكن كان في برنامج گيل مان صباحٌ غير مشغول بشيء، وذلك في نهاية رحلة له إلى نيويورك. فاستطعت أن أنضم إليه لتناول الفطور ثم لأودعه في مطار لاگارديا.

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/12/SCI96b12N1_H05_005603.jpg

يشرح موري گيل مان في مكتبه في كالتك، بوصفه هاويا لعلم الإنسان، طريقة اللعب بلعبة إفريقية-غربية تعرف باسم واري Wari.

 

بدا لي گيل مان، ذلك الرجل الضئيل ذو الشعر الأبيض المقصوص والنظارة السوداء، أنه بين أهله وذويه وهو يمضغ رغيفا لامعا له شكل كعكة مزينة بطبقة من سمك سليمان المُدَخَّن في مطعم مزدحم في مانهاتن. وهو مثل عدة فيزيائيين بارزين من جيله، ولد في مدينة نيويورك لأبوين من المهاجرين الأوروبيين اليهود ونشأ فيها. أما طريقته في الكلام، فمع أنها نموذج للمعرفة الواسعة ـ ولعدم الانتماء إلى مكان بعينه ـ فإنها مازالت محتفظة بأسلوب أهالي نيويورك الساخر اللاذع.

 

وربما كانت تلك طريقته في إبداء آرائه. فالكتاب العلميون والصحفيون عموما هم “جهولون” و”صنف فظيع”. وينزع العلماءُ البريطانيون إلى “الاهتمام بكونهم أذكياء وغير عاديين أكثر من اهتمامهم بكونهم على صواب.” كما أعطى گيل مان تقييمات تنقصها الحماسة لبعض العلماء المرموقين. ثم قال “لكني لا أرغب في أن يُنقل عني أنني أشتم الناس، فهذا شيء غير لطيف، وبعض هؤلاء الناس هم أصدقائي.”

 

لنستعرض بسرعة شباب گيل مان: دخل جامعة ييل سنة 1944، عقب إكماله الخامسة عشرة من عمره، وتخرج فيها بعد ذلك بأربع سنوات مع شخص حقَّق هو الآخر نجاحا عظيما، ذلكم هو جورج بوش، ومع أنهما كانا في ييل في جماعتين مختلفتين فقد تعرَّف الأولُ بوشَ بعد ذلك بعشرات السنين أثناء عملهما عضوين في مجلس المعهد السميثسوني. ويقول گيل مان: إن بوش “إنسان لطيف” يقيم “حفلات جيدة جدا. وما أتمناه هو أن يجد له شخص ما عملا أفضل من إدارة شؤون البلاد.”

 

لقد شعر گيل مان بشيء من الأسى عندما أخفق في الفوز بعرض مقبول ماليا قدمه أحد برامج “عصبة آيکي”(3) للدراسات العليا في الفيزياء. إذ خشي أن يكون معهد ماساتشوستس للتقانة MIT،الذي عرض عليه أن يعمل مساعدا للفيزيائي < F.V.ڤايسكوپڤ>، “مكانا وضيعا”، أي محلا لإنتاج المهندسين بدلا من العلماء الحقيقيين. ويقول گيل مان “غير أني ذهبت إلى هناك فوجدت المعهد رائعا.” فقد تبين أن ڤايسكوپڤ”رجل مدهش وفيزيائي ممتاز.” فضلا عن ذلك، كان كثير من زملائه من خريجي عصبة آيکي، “لذا فإني لم أكن كالمعزول عن هؤلاء الناس.”

 

وبعد حصول گيل مان على الدكتوراه من المعهد MIT في أوائل سنة 1951 كافح لإيجاد نظام في المجموعة المنوعة المذهلة من الهدرونات hadrons  الناشئة  في مسرِّعات الجسيمات. والهدرونات جسيمات تخضع للقوة النووية الشديدة التي تشد النيوترونات إلى البروتونات وتمسكها معا في نوى الذرات. واخترع گيل مان في آخر الأمر خاصية كمومية سماها الغرابة strangeness تنبأت، بدقة،  بسلوك الهدرونات الجديدة الغريبة.

 

أنشأ گيل مان، تأسيسا على هذه النظرة الثاقبة، نظام تصنيف للجسيمات سمّاه الطريق الثُّماني eightfold way  على غرار النهج البوذي إلى الاستنارة. وقد شجع هذا المصطلحُ الفكرةَ التي كانت رائجة في الستينات، وهي أن فيزياء الجسيمات والتصوف الشرقي مترابطان بعمق، ويسمّي گيل مان هذه الفكرة “هراء”. وهو يقول: إن تلميحه إلى البوذية (وهي من جملة اهتماماته) كان مجرد “دعابة حملها بعضهم محمل الجد.”

 

ويشير گيل مان إلى أنه كان في وسعه أن يدبر بسهولة “أسماء أعلام طنانة للأشياء تقوم على اللغة الإغريقية وما إليها. فأنا أعرف كيف أفعل ذلك. ولكن تلك الأسماء كانت في الغالب قائمة على أفكار تبيَّن أنها خاطئة. فكلمة (بروتون) مثلا تعني (الأول)، و(أتوم) atom  تعني (الذي لا يتجزأ). وهذا كله خطأ كما تبين! لذا قَدّرتُ أنه ربما من الأفضل أن آتي بشيء هازل.”

 

نال گيل مان جائزة نوبل لعام 1969 جزاء عمله على “الغرابة” و”الطريق الثماني”. وكان قد اخترع قبل خمس سنوات نظرية أوسع شمولا بكثير (اقترحها أيضا بصفة مستقلة أحد طلابه السابقين وهو <G.زڤايك>). وهي تقول بأن النيوترونات والبروتونات وجميع الهدرونات الأخرى مكونة من جسيمات أولية أبسط منها تسمى كواركات، تربطها معا جسيمات حاملة للقوة، مُنحت (وليس المانح گيل مان) اسم گلوونات gluons.

 

ويتوق گيل مان إلى تبديد اعتقادين خاطئين شائعين حول تاريخ الكواركات. فأولا هو لم يسرق ببساطة هذا اللفظ الجديد من كتاب جيمس جويس بعنوان السهر عند جثة فينيگان Finnegans Wake، وإنما قرر في البداية أن صوتا مثل”kwork” (يُلفظ على قافية واحدة مثل “fork”) قد يكون لقبا لطيفا للجسيم الجديد. عندئذ فقط، أثناء تمعنه في قراءة كتاب جويس، المُطنَب وغير المفهوم غالبا ـ وهو كثيرا ما فعل ذلك منذ صدور الكتاب سنة 1939 ـ وقع على الجملة الآتية: “three quarks for muster mark” وقرر أن يعتمد تهجئة جويس للكلمة.

 

ثانيا، مسألة إشارة گيل مان في إحدى مقالاته الأولى إلى أن الكواركات هي كيانات “رياضياتية” لا “حقيقية”. ويقول في هذا الصدد: إنه دعا إلى هذا التفريق لأنه اعتقد أن الكواركات ستبين بالاختبار أنها على الدوام “حبيسة”trapped ضمن الهدرونات، ومن ثم سيتعذر عزلها وكشفها بمفردها. “لم أرغب في الدخول في جدل مع الفلاسفة، المزعجين بدرجة لا تصدق، فيقول كثير منهم: (ماذا؟ حقيقية؟ ماذا تعني بقولك حقيقية!).”

 

قدمت التجارب في السبعينات دليلا ـ غير مباشر ولكن مازال لا يقاوم ـ على نموذج گيل مان الأساسي للكواركات الحبيسة (وعلى نظرية أكثر تفصيلا، قائمة على الكواركات، استنبطها گيل مان وآخرون، سميت الديناميك اللوني (الكروموديناميك) الكمومي quantum chromodynamics.) ويقول گيل مان “ولكن عمليا الجميع يكررون، في كتب متلاحقة يضعها كتّاب علميون وأناس على شاكلتهم، أني لم أؤمن، حقا، قط بالكواركات لأني قلت إنها على الأرجح (رياضياتية).”

 

وطوال السنوات العشر الأخيرة أو نحوها، كان گيل مان أقل انغماسا في التطورات اليومية لفيزياء الجسيمات. فهو مرشد مشجِّع ـ لا مطور نشيط ـ للأوتار الفائقة superstrings. وهي جسيمات غاية في الصغر وافتراضية، ينشئ تلوِّيها، كما يُفترض، جميع الجسيمات وقوى الطبيعة القابلة للرصد، ومعها الثقالة gravity. ويقول گيل مان إنه يشعر شعورا أبويا نحو الأوتار الفائقة، لأن مقالته عن شيء يسمى نظرية التشتت dispersion في الخمسينات ساعدت على إلهام الباحثين النموذجَ الوتري الأول first string model.

 

ولكن گيل مان كان ولايزال أكثر انغماسا في ابتكار صيغة للميكانيك الكموميquantum mechanics يمكن تطبيقها في علم الكون (الكونيات، الكوسمولوجيا). وقد نشأ هذا العمل، جزئيا، عن اقتراح قدمه <W.S.هوكنگ> (من جامعة كامبريدج)، و <B.J.هارتل> (من جامعة كاليفورنيا في سانتا بارباره) مفاده أن الكون كله يمكن وصفه بمعادلة كمومية أو بِدالَّة (تابع) موجيّة. ولكن ثمة مشكلة: فالدالة الموجية تعين للجسيم سلسلة مسارات محتملة، ولا “يختار” الجسيمُ أحد المسارات إلا عندما يرصده شخص ما. فإذا كان الجسيم هو الكون كله، فمن هو الراصد وأين هو؟

 

ويشير گيل مان إلى أن <H.إفريتIII> (من جامعة پرنستون) اخترع في أواخر الخمسينات شكلا من الميكانيك الكمومي غير مقيد بالراصد يسمى التفسير المتعدد العوالم many-worlds. وهو ينص على أن الجسيم يتبع جميع المسارات المعينة بدالته الموجية، إنما في عوالم مختلفة، ويقوم گيل مان مع هارتل، تلميذه سابقا، بتطوير شكل معدل لفكرة إکريت، يسمى التفسير المتعدد التواريخ many-histories.

 

ويقول گيل مان إنهما، هو وهارتل، قصدا باختيارهما كلمة “تواريخ” إبعاد نفسيهما عن اعتقاد إڤريت “المعيوب”، وهو الاعتقاد بحقيقة العوالم البديلة. ويتذكر گيل مان ملاحظة أحد زملائه وهي: “إن كنت تصدق تفسير إڤريت، فينبغي لك أن تقامر برهن ضخم، لأنك في أحد العوالم سوف تربح مالاً كثيرا.”

 

كما صار گيل مان باحثا متحمسا لدراسة التعقد complexity الذي، كما يقول، يجسد المبادئ التي تشكل فعليا أساس جميع مشغولياته واهتماماته الأخرى. وقد ساعد في أوائل الثمانينات على تأسيس معهد سانتافي في نيومكسيكو، حيث يدرس الباحثون “نظما معقدة مُوائمة” كاللغات والمقدرة العقلية والاقتصاديات القومية. كما حاول وضع بصماته على هذا الحقل المعرفي باقتراحه مصطلحا جديدا هوplecticsٍٍٍ يتصل بدراسة البساطة والتعقد في كل مظاهرهما التي لا عدّ لها. (لم يثبت هذا المصطلح بعد، ربما لأن فيه جذرا إغريقيا.)

 

وصلنا إلى المطار وقد نفد الوقت ولم نلمس تقريبا شخصية گيل مان السياسية التي تعود إلى حداثته. ففي سنة 1944 دخل جامعة ييل متأخرا فاستطاع العمل متطوعا في حملة إعادة انتخاب الرئيس روزڤلت . وساعد في الستينات، بوصفه مستشارا علميا للپنتاغون، على صياغة السياسة التي أدت بالولايات المتحدة والاتحاد السوڤييتي (سابقا) إلى حظر جميع الصواريخ النووية باستثناء دفاعات محدودة جدا لكل من الدولتين. وفي عام 1979، بعد أن صار گيل مان مدير “مؤسسة ماك آرثر الوقفية” بدأ بإنشاء برامج لتشجيع الحفاظ على الموارد الطبيعية، وضبط النمو السكاني، و”الأنشطة المستدامة” في جميع أرجاء العالم.

 

وسُنحت لي فرصة لأطرح سؤالا عن علم اللغة التاريخي. فيبوح لي گيل مان: “علم اللغة هو شيء أعرفه حق المعرفة.” وفي الواقع، فإنه يعمل محررا مشاركا لكتاب في هذا الموضوع كما يكتب له مقدمة وأحد فصوله. وتناقش مقدمةُ گيل مان باختصار نظرية اقترحها <H.J.گرينبرگ> (من جامعة ستانفورد) تقول بأن في وسع المرء إنشاء شجرة العائلة لجميع لغات العالم، وذلك بتحليل التشابهات بينها. ويحاجُّ بعض علماء اللغة المحترفين، في أن دليل گرينبرگ اللغوي لا يستطيع تأييد استنتاجاته. ويرى گيل مان هذا الرأي “سخيفا على ما يظهر بحيث تتساءل: كيف يمكن لأناس راشدين أن يُقرُّوه؟.”

 

ولما أبرز گيل مان تذكرة سفره لتسجيلها، أبدى قلقه من أنه قد لا يكون في حوزته من النقود ما يكفي لاستئجار سيارة من مطار كاليفورنيا إلى بيته. فأقرضته 40 دولارا، وكتب لي شيكا بها. وأثناء تسليمه إلي، اقترح علي أن أفكر في عدم صرفه، إذ قد يكون توقيعه “ذا قيمة إلى حد ما.”

 

ثم اندفع گيل مان بعجلة نحو بوابة المغادرة قائلا: “أحب أن أكون أول من يركب الطائرة.” تبعته من غير تفكير، وأخيرا استجمعت شجاعتي لأقول له بأن بعض العلماء يقرون بأنه بارع جدا، ولكنهم يرون أيضا أنه من النوع الذي يدعي معرفة شاملة. فرد گيل مان بجلافة “لا أدري ما معنى ذلك.” ولكنه بعد بضع ثوان أضاف: “فعلاً إنني أعرف الكثير عن أشياء كثيرة، هذا صحيح!”

<J.هورگان>

 

(1) Odysseus هو بطل ملحمة الأوديسّة Odyssey للشاعر هوميروس.

(2) نسبة إلى Apollo و Dionysus: الأول إله إغريقي للفنون والطب والضوء، ويمثل في الفن أرفع نموذج للوسامة عند الشباب. أما الثاني، فيمثل في الميثولوجيا الإغريقية إله الخمر. (التحرير)

(3) Ivy League، مجموعة كليات أمريكية رفيعة المكانة الأكاديمية والاجتماعية.   (التحرير)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى