أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
علم المحيطات

العلم في صور


العلم في صور

صور بانورامية لقاع البحر

إن تقنيات السونار الحديثة ترسم خرائط للحواف القارية للولايات

المتحدة الأمريكية، وتكشفُ النقابَ عن مناظرَ وافرة التنوع عادة

ما تكون مختفية تحت الماء.

<F. L. پراتسون> – <F.W. هاكسبي>

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/14/SCI98b14N4_H03_007754.jpg

تظهر صور أحدثها الحاسوب لقاع البحر المحيط بالولايات المتحدة معالم جيولوجية بتفصيلات رائعة في مناطق تم وضع خرائط لها بوساطة أجهزة سونار مصممة لرسم الخرائط (يمين الخط الأسود).

 

في عام 85 قبل الميلاد، ونحو ذلك، أبحر شخص يوناني يُدعى پوسيدونيوس في مهمة غريبة من نوعها. فهو لم يكن ينقل في سفينته حمولة من البضائع والرّكاب، كما لم يكن في مهمة عسكرية؛ بل كل ما كان يسعى إليه ببساطة هو الحصول على إجابة عن سؤال قديم قدم التاريخ هو: كم يبلغ عمق المحيط؟ وعندما ألقى پوسيدونيوس مرساة سفينته وسط البحر الأبيض المتوسط، طلب إلى ملاحيه بلطفٍ أن يلقوا في الماء صخرة كبيرة مربوطة بحبل، ظلت تغوص في الماء نحو كيلومترين قبل أن تستقر في القاع. ولا بد أن پوسيدونيوس ورجاله شعروا عندئذ بابتهاج شديد، لم يبدده سوى اضطرارهم إلى المعاناة في استرجاع ذلك الثقل الكبير إلى سطح سفينتهم.

 

وطوال الألفي سنة التالية، واصل المسَّاحون البحريون والأوقيانوغرافيون (علماء البحار والأوقيانوسات) استخدام الطريقة ذاتها، أي طريقة الثقل والحبل، في سبرِ أعماقِ المحيطات. وبالطبع فإننا لا نشعر بالدهشة عندما نعلم أنهم لم يحققوا سوى تقدم ضئيل، إلى أن طوَّر الأوقيانوغرافيون خلال العشرينات من هذا القرن أول مسبار للصدى – وهو جهاز يمكنه قياس عمق المياه عن طريق ارتداد الموجات الصوتية إليه من قاع البحر. وبالفعل حصل العلماء على فكرة أولية غامضة عن أشكال أحواض المحيطات بسبب تعدد القياسات التي تمت بوساطة هذه الأجهزة.

 

وخلال العقود القليلة الماضية، تمكن المهندسون من صنع أجهزة صوتية أكثر تقدما من أي وقت مضى للإسراع في وضع خرائط لتلك الأجزاء من كوكب الأرض التي ما زالت مخفية عن الأنظار حتى الآن. وكانت القوة الدافعة الرئيسية لهذه المساعي تنطلق في البدء من اهتمامات تتعلق بالدفاع الوطني؛ ولكن الاعتبارات الاقتصادية صارت مؤخرا هي الدافع الأقوى للإسراع في وضع هذه الخرائط..

 

وفي عام 1981، أعلنت الولايات المتحدة أنها قررت اعتبار مياهها الإقليمية تمتد إلى مسافة 200 ميل عن سواحلها، قائلة: إن هذه المياه وقاع البحر تحتها هي «مناطق اقتصادية مقصورة عليها وحدها.» وما لبثت جميع دول العالم البحرية أن حذت حذوها واتخذت قرارات مماثلة. ومن ثم بدأت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والجو عام 1983 بمسح أجزاء من المناطق الجديدة التي تم ضمها إلى الولايات المتحدة بغية المساعدة على تقدير قيمة هذا التوسع. وأدى هذا الجهد (الذي استمر حتى عام 1993) إلى رسم خرائط لأكثر من 000 200 كيلومتر مربع من قاع البحر المجاور لسواحل المحيطين الأطلسي والهادي وخليج المكسيك.

 

وموَّلت مؤسسة العلوم الوطنية خلال الفترة ذاتها عمليتي مسح أخريين، أصغر من سابقتهما، بغية دراسة أجزاء من قاع البحر قرب سواحل نيوجيرسي وفلوريدا الغربية. وقد استخدمت جميع السفن التي اشتركت في العمليتين أجهزة سونار متعددة الحزم الشعاعية، وهي الأحدث من بين جميع الأجهزة المتوافرة بالفعل لقياس طبوغرافية قاع المحيط.

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/14/SCI98b14N4_H03_007755.jpg

يُمثِّل جرف يبلغ ارتفاعه ميلا واحدا حافةَ المنحدر القاري غرب فلوريدا. ويعادل ارتفاع هذا الجرف، المعروف باسم جرف فلوريدا، أربع مرات ارتفاع ناطحة السحاب المعروفة باسم إمپايرستيت في نيويورك. وفي حين يبلغ معدل ميل سطح هذا الجرف 35 درجة، فإن ميل المنحدر القاري في أمكنة أخرى يبلغ بضع درجات، كما أن جدران هذا الجرف تكاد تكون عمودية في أمكنة عديدة. وتشكل أعداد لا حصر لها من الهياكل العظمية لكائنات حية قاع البحر هنا بعد أن تماسكت والتصق بعضها ببعض. وكان التراكم التدريجي لهذه المادة قد شكل في إحدى المراحل منحدرا مائلا ميلا لطيفا، إلا أن قوة ما، ربما تكون تيارات جارفة عظيمة، قد حتت قاعدة المنحدر. وحاليا تنزُّ مياه جوفية عالية الملوحة من سطوح هذا الجرف وتذيب الصخور، وهذا يضعف المنحدر لدرجة أنه قد ينهار ساحبا معه كمًّا كبيرا من المواد التي تعلو هذه الصخور. ومما يثير الدهشة أن العلماء لم يعثروا عند قاعدة الجرف سوى على النزر اليسير من تلك المواد التي سحبها النَّز.

هناك ثلاثة أنواع من الحواف على طول حدود أمريكا الشمالية. الحواف التي تواجه المحيط الأطلسي وخليج المكسيك تسمى الحواف السلبية، لأنها جزء لا يتجزأ من لوح أمريكا الشمالية، وبالتالي فإنها تتحرك معها باعتبارها متوضعة فوقها. من ناحية أخرى تمتد الحافة الغربية للولايات المتحدة على طول الحد الأمامي للوح أمريكا الشمالية، حيث تشق طريقها بطحن وإزاحة القشرة الأرضية الواقعة تحت المحيط الهادي. ويأخذ هذا التصادم شكلين: فعلى معظم امتداد كاليفورنيا (وهي حافة منزلقة ممتدة) ينزلق لوح أمريكا الشمالية على الجنب فوق لوح المحيط الهادي على طول نظام من الانكسارات شبه العمودية في الأرض تُعرف بصورة عامة باسم: صدع سان أندرياس. أما إذا توجهنا إلى الأعلى من الساحل، (وهو حافة تقارب) فإن لوح أمريكا الشمالية يشق طريقه بقوة فوق شريحة من قشرة المحيط تسمى: لوح جوان دي فوكا.

نَحَتَ انهيار قاع البحر جيبا في المنحدر القاري بعيدا عن شاطئ وسط أوريگون. ويشير انتشار مخلفات الأحجار الصخرية الناجمة عن النحت، والممتدة نحو الخارج من خليج له شكل الهلال ويقع ضمن المنحدر القاري، إلى الممر الذي سلكته هذه الأنقاض في حركتها. ويبلغ عرض الجيب المحفور ستة كيلومترات – أي ما يعادل عرض جزيرة مانهاتن. كما أن ارتفاع بعض الكتل الحجرية المزاحة، التي تتوضع حاليا فوق البروز القاري، يعادل ارتفاع ناطحات السحاب الحديثة. وهناك احتمال كبير بأن تكون هزة أرضية هي السبب في الانهيار الذي أدى إلى تدحرج هذه الكتل الصخرية الضخمة على المنحدر. وبإمكان مثل هذا الانهيار المفاجئ للمنحدر القاري أن يولِّد موجاتِ مدًّ عاتية قد تغمر السواحل القريبة، وترتحل عبر المحيط الهادي وتُحدِث دمارا وخرابا على الشواطئ البعيدة.

تُهزِّم(1) pockmark معالم تشبه حُفَرَ البراكين قاع البحر بعيدا عن الشاطئ على مسافة تمتد من الميسيسيپي إلى تكساس الشرقية. وتملأ هذه الحفر، التي على شكل أحواض صغيرة، تراكمات كثيفة من الرسوبيات – وبعضها يحتوي على بلايين البراميل من النفط والغاز. وتحجب سلاسل المرتفعات والقباب الموجودة بين هذه الأحواض أجراما ملحية من أحجام وأشكال مختلفة مدفونة بشكل ضحل. وكانت كتل الملح هذه قد تشكلت بشكل مبدئي نتيجة لتبخر مياه خليج المكسيك (قبل نحو 180 مليون سنة). ومن ثم دُفنت هذه الطبقة من الملح بحمل هائل من الرسوبيات التي نُحتت من جبال روكي وحملتها مياه الميسيسيپي إلى الخليج. ونظرا لأن الملح مقاوم للانضغاط فإنه ينساب بدلا من أن يتصلب ويتماسك. وهكذا فإن بثرات هائلة من الملح برزت إلى الأعلى على شكل فقاعات نتيجة لثقل طبقة الرسوبيات التي تغطيه، وانتشرت نحو البحر المفتوح.

 يُغطي بساط متموج من الرسوبيات قعر البحر بعيدا عن شاطئ أوريگون. وقد نجمت هذه التموجات عن اصطدام مباشر وقع بين لوح (صفيحة) قارة أمريكا الشمالية ولوح جوان دي فوكا. ويحتُّ لوح أمريكا الشمالية الرسوبيات المتوضعة من لوح جوان دي فوكا الهابط ويكومها على شكل ثنيات، وكأنه جرّاف هائل، كذلك المستخدم في شق الطرق وتعبيدها. وتشكل تموجات الرسوبيات في الشمال (في أسفل اليسار) مرتفعات واضحة المعالم، أما في الجنوب (في أعلى اليمين)، حيث يبرز جزء من لوح جوان دي فوكا من تحت الرسوبيات التي تغطيه، فإن التموجات تبدو مكدسة وبعضها قريب من بعض إلى درجة أنها تشكل صفا من المصاطب.

 

ولقد زودتنا عمليات المسح المذكورة آنفا بمشاهد لا مثيل لها للمنحدر القاري للولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن أشعة الشمس لا تصل إلى تلك الأعماق السحيقة، فإن بإمكان الحواسيب أن تصور لنا مشاهد لقاع البحر كما كانت ستبدو للعيان لو تم تجفيف مياه المحيطات. ومثل هذا الرسم المنظوري(1) قَيِّمٌ بشكل خاص عند التخطيط للنشاطات الصناعية، التي تقام بعيدا عن الشواطئ. فعلى سبيل المثال، إن استخدام الكبلات تحت البحرية (التحبحرية) submarineيزداد باستمرار في عمليات نقل الاتصالات الدولية، كما أن منتجي البترول مستمرون في نقل منصات الحفر إلى مياه أكثر عمقا. وتتطلب مثل هذه المشروعات خرائط تدل على الأمكنة التي يبدو فيها قاع البحر مستقرا – وليس معرضا لتيهورات(2) تحت مائية (تحمائية) subsea avalanches  ولتيارات عنيفة. فضلا عن ذلك فإن التخلص من النفايات في البحار يتطلب وجود مثل هذه المعلومات؛ لأن بإمكان التيارات التي تجري على قاع البحر، أن تُحدِث اضطرابا في الأمكنة التي تستقر فيها النفايات، كما أن عمليات مسح قيعان البحار تساعد الجيولوجيين على تحديد أمكنة نظم التصدعات القائمة بعيدا عن الشاطئ، وتقدير مدى خطرها في استثارة الهزات الأرضية.

 

أدوات رسم خرائط قيعان البحار

تمثل الصور التي أخذناها بأجهزة سونار متعددة الحزم الشعاعية، مجرد طريقة واحدة يستطيع العلماء بوساطتها تصور قاع البحر، إذ إن هناك طرقا أخرى مستخدمة أيضا، ولكل منها ميزاتها الخاصة وعيوبها.

فالسواتلُ (a) لا تستطيع قياس عمق قاع البحر مباشرة، ولكن يمكنها استشعار التقلبات التي تحدث في ارتفاع الماء عند سطح المحيط. وعلى سبيل المثال فإن الساتل جيوسات Geosat، الذي تستخدمه البحرية الأمريكية، يستطيع قياس المسافة إلى سطح المحيط بدقة تصل إلى خمسة سنتيمترات عن طريق ارتداد النبضات الرادارية إليه من سطح الماء تحته. ونظرا لأن موقع الساتل معروف بدقة تامة، فإن هذه الطريقة تمكننا من قياس ارتفاع سطح مياه البحر.

يمكن لسطح المحيط أن يغير جانبيته بمقدار يصل إلى 200 متر. وتعكس هذه التموجات فروقا طفيفة جدا في الثقالة الأرضية من مكان إلى آخر. وهذا يتسبب في توزع المياه بصورة غير مستوية. وبشكل عام فإن هذه التغييرات في سطح المحيط الناجمة عن الفروق في الثقالة تسببها الطبوغرافية الوعرة لأرضيات قيعان المحيطات. وعلى سبيل المثال، فإن بركانا عظيما مغمورا يبلغ ارتفاعه 2000 متر، وعرضه 40 كيلومترا سيسحب المياه نحوه، مما يتسبب في حدوث بروز في سطح المحيط الذي يعلوه بمقدار مترين تقريبا. ولكن معالم قيعان البحار التي تقل المسافة من أحد جانبيها إلى الجانب الآخر عن عشرة كيلومترات لا تكون كتلتها بصورة عامة قادرة على التأثير في سطح المحيط، لذا فإن أجهزة الرادار المحمولة على السواتل تكون عاجزة عن اكتشافها. إضافة إلى ذلك، فإن بإمكان فروق الثقالة الأرضية (ولا سيما قرب الحواف القارية) أن تعكس اختلافات في كثافة صخر القاع بدلا من طبوغرافيته. ومع ذلك فإن السواتل تزودنا بخرائط واضحة المعالم، ولو أنها ليست كاملة، لمناطق لم يجر مسحها بوساطة السفن حتى الآن.

http://oloommagazine.com/images/Articles/14/SCI98b14N4_H03_007756.jpg

أما أجهزة السونار متعددة الحزم الشعاعية (b) فإنها تقيس عمق المحيط عن طريق ارتداد الصوت من قاعه. وتوظف هذه التقنية الحديثة عددا كبيرا من مصادر إطلاق الصوت وأجهزة الاستماع المحمولة على متن سفينة مسح جيولوجي، وذلك خلافا لمسبارات رجع الصدى البسيطة. وتُصدِر هذه الأجهزة كل بضع ثوان دفقة من الصوت تصل فقط إلى قطاع صغير من قاع البحر يتعامد مع الاتجاه الذي تتحرك السفينة نحوه. وفي الوقت نفسه تبدأ أجهزة الاستماع بتسجيل الأصوات المنعكسة من القاع، وهي أجهزة مصممة بحيث لا تلتقط سوى الأصوات المنعكسة من داخل سلسلة من الحارات الضيقة من قاع البحر، موازية لاتجاه السفينة. وهكذا فإن رجع الصدى الملتقط في السفينة يكون صادرا فقط عن المناطق التي تتقاطع فيها القطاعات الضيقة للصوت وأروقة الاستماع. ويزودنا توقيت هذه الانعكاسات بجانبية (منحى) لعمق قاع البحر. وتسجَّلُ مثل هذه الجانبيات كل بضع ثوان فيما تتحرك سفينة المسح على الماء فوق قاع البحر. وهكذا فإن المشاهَدات المتتالية تنشئ تدريجيا رقعات مستمرة من التغطية على طول خط سير السفينة. ويستطيع العلماء رسم خريطة كاملة لمنطقة ما – عن طريق جعل السفينة تكرر الإبحار ذاته بما يشبه حركة آلة حَشَّ العشب. ولكن بالنظر إلى أنه ليس هناك سوى أقل من مئتي سفينة مجهزة بالأدوات اللازمة للقيام بمثل هذه المهمة، فإن رسم خريطة لمجمل قيعان البحار والمحيطات في العالم كله بهذه الطريقة من شأنه أن يستغرق مئات السنين.

http://oloommagazine.com/images/Articles/14/SCI98b14N4_H03_007757.jpg

أما طريقة سونار المسح الجانبي side-scan sonar  c  فتعطينا رسما منظوريا مختلفا للشكل الذي يبدو عليه قاع البحر. فالأدوات المستخدمة في هذه الطريقة تكون محملة على مزلجة تجرها سفينة. وتعمل وحدتا سونار، كل منهما مثبتة بأحد جانبي المزلجة، واحدة كمصدر للصوت والأخرى كجهاز للاستماع في وقت معا. وتصدر هاتان الوحدتان طلقات صوتية إلى الخارج على كل من الجانبين. فإذا كان قاع البحر مستويا وأملس، فإن هذه الطلقات لن ترتد إلى مصدرها (تماما كما هي الحال عند توجيه حزمة من الضوء بشكل مائل نحو مرآة). ولكن إذا كان قاع البحر وعرا فإن الصوت الذي يصطدم بالقاع سيتفرق (يتشتت) في جميع الاتجاهات، بحيث يعود جزء منه إلى المزلجة الحاملة للسونار (كما هي الحال عندما تنعكس حزمة من الضوء تنير سطحا من الزجاج المسحوج فتنتشر في جميع الاتجاهات). وهكذا يكون بإمكان العلماء أن يحصلوا على صورة لبُنْيَة قاع البحر تشبه الصورة الملتقطة باللونين الأسود والأبيض، وذلك عن طريق الموازنة بين مدى اتساع الأصداء المسجلة بالنسبة إلى مختلف الظلال الرمادية وعرض النتائج لإظهار المسافة من المزلجة. ولكن الصورة المأخوذة بطريقة سونار المسح الجانبي لا تحدد ارتفاعات السطوح تحتها، شأنها في ذلك شأن الصورة الضوئية (الفوتوغرافية) المفردة المأخوذة من الجو.

إن أكثر المناظر دقة وتفصيلا لقاع البحر هي تلك التي يتم الحصول عليها عن طريق التصوير الضوئي الذي يجري تحت الماء (d) باستخدام آلة تصوير (كاميرا) يسحبها غواص على طول القاع، وتوضع على مركبات غائصة يتم توجيهها عن بعد. وهذه المعدات التي تحمل آلات التصوير تعطي الباحثين الفرصة لاستكشاف قاع البحر عن كثب. ومع ذلك فإنه بالنظر إلى أن أكثر الكشافات الضوئية قوة لا تستطيع اختراق مياه البحر بشكل فعّال، فإن المناظر المأخوذة بالتصوير الضوئي تظل محدودة بالمسافة القصيرة التي يمكن للحزم الضوئية الصُّنعية اختراقها.

http://oloommagazine.com/images/Articles/14/SCI98b14N4_H03_007758.jpg

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/14/SCI98b14N4_H03_007759.jpg

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/14/SCI98b14N4_H03_007760.jpg

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/14/SCI98b14N4_H03_007761.jpg

 

وإذا ما أخذنا الأمور على مستوى علمي أوسع، فإن وضع خرائط لقيعان البحار يزودنا بمعرفة أساسية عن القوى الجيولوجية التي تشكل قاع المحيط. فالصور، كتلك التي ابتكرناها، توفر للعلماء طريقة لاستيعاب وفهم امتدادات شاسعة من تضاريس أرض المحيط بمجرد إلقاء نظرة واحدة، وهي مقدرة متوافرة للعلماء استمتعوا بها منذ وقت طويل في دراساتهم لسطوح الأراضي في أقمار وكواكب بعيدة عن كوكبنا. ويتيح لنا ذلك الرسم المنظوري الآن تأملا جديدا ساحرا في التطور المعقّد والرائع لكوكب الأرض على مرِّ الزمان.

 المؤلفان

Lincoln F. Pratson – William F. Haxby

عملا معا مدة عامين في سبر أغوار الحواف القارية للولايات المتحدة. حصل پراتسون على الدكتوراه في العلوم الجيولوجية بجامعة كولومبيا عام 1993. وعكف بعد ذلك على دراسة طبوغرافية قاع البحار لصالح مكتب الأبحاث البحرية في مرصد لامونت – دوهرتي لمراقبة الأرض في كولومبيا. وانضم عام 1996 إلى معهد الأبحاث القطبيشمالي والألپي (نسبة إلى جبال الألپ) في جامعة كولورادو. أما هاكسبي فحصل على الدكتوراه من جامعة كورنيل عام 1978. ومنذ ذلك الحين أجرى تحقيقات في قيعان المحيطات بصفته عالمـًا بحاثة في مرصد لامونت – دوهرتي لمراقبة الأرض.

 

مراجع للاستزادة 

SWATH BATHYMETRIC MAPPING. Special issue of Journal of Geophysical Research, Vol. 19, No. B3; March 10, 1986.

IMAGING THE OCEAN FLOOR: HISTORY AND STATE OF THE ART. Peter R. Vogt and Brian E. Tucholke in Geology of North America, Vol. M: The Western North Atlantic Region. Edited by P. R. Vogt and B. E. Tucholke. Geological Society of America, 1986.

WHAT IS THE SLOPE OF THE U.S. CONTINENTAL SLOPE? Lincoln F. Pratson and William F. Haxby in Geology, Vol. 24, No. 1, pages 3-6;Januan 1996.

National Geophysical Data Center World Wide Web site available at

 http://ww-w.ngdc.noaa.gov/mgg/mggd.html

Scientific American, June 1997

 

(1) المنظوري، بدوُّ الأشياء للعين وفقًا لبعدها النسبي ومواقعها النسبية.                   (التحرير)

(2) يهزِّم: يكسو السطح بالهَزَمات، ومفردها هَزْمة، وهي أثر بثرة الجدري في الجلد.    (التحرير)

(3) التيهور، كتلة ضخمة من صخر وثلج وجليد تنهار بسرعة على منحدر.            (التحرير)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى