أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
تكنولوجيا

حياة رقمية

حياة رقمية(*)

قد تتيح منظومات جديدة تسجيل كل ما يراه الناس

ويسمعونه ـ وحتى ما لا يستطيعون استشعاره ـ وكذلك تخزين جميع هذه البيانات في أرشيف رقمي  شخصي.

<G.بِلّ> ـ <J.گِمِّلّ>

 

 

 

 

كثيرًا ما أحتاج إلى ذاكرة صنعية، محمولة، لا تخطئ.» 

ـ <P.أوبران>(1) في «ثروة الحرب»

 

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2007/4/68.gif
أطلق <بِلّ> [أحد مؤلِّفَي هذه المقالة] مشروع بحثٍ هدفَ إلى إنشاء أرشيف رقمي يشمل جميع تفاعلاته مع العالم. وتتضمن ذكريات <بِلّ> الرقمية وثائق من عمله المديد في صناعة الحاسوب، وجميع الصور التي يلتقطها والمحادثات التي يسجلها، وكل موقع وِب يزوره وكل رسالة إلكترونية يرسلها ويتلقاها. وقد ضُمِّنت بعض اللقطات التي أخذت من أرشيف <بِلّ> في هذه الصورة.

 

يمكن لذاكرة الإنسان أن تتوارى(2) إلى حد مقلق. فنحن نصطدم يوميا بمحدودياتها عندما ننسى رقم هاتفِ صديق أو اسم شخص على صلة بالعمل أو عنوان كتاب مفضل. وقد طوَّر الناس استراتيجيات متنوعة لمكافحة النسيان، من قبيل تدوين ملاحظات على قصاصات ورقية أو في دفاتر العناوين الإلكترونية في الأجهزة المحمولة. ومع ذلك تستمر المعلومات المهمة بالتسرب عبر تصدعات الذاكرة. لذا شرع فريقنا في شركة أبحاث مايكروسوفت MicrosoftResearch في الآونة الأخيرة بمحاولة تسجيل جميع جوانب حياة الفرد رقميا وفق تسلسل حدوثها، وابتدأ بحياة أحدنا <بِلّ>. فخلال السنوات الست الماضية، حاولنا تسجيل جميع اتصالات <بِلّ> مع الأشخاص والحواسيب، إضافة إلى الصور التي يراها والأصوات التي يسمعها ومواقع الوِب التي يزورها، ثم خزَّنا جميع ذلك في أرشيف رقمي شخصي آمن قابل للبحث فيه.

 

يمكن للذكريات(3) الرقمية أن تؤدي مهامَّ تفوق مجرد المساعدة على استذكار الأحداث والأحاديث والمشاريع الماضية. فالمُحِسَّات(4)  المحمولة يمكن أن تأخذ قراءات عن أشياء قد لا يستشعرها الإنسان، كمستويات الأكسجين في الدم أو مقدار ثنائي أكسيد الكربون في الهواء. بعدئذ يمكن للحواسيب البحث في هذه البيانات لتحديد المعالم الموجودة فيها: على سبيل المثال، يمكن أن تحدِّد الظروف البيئية التي تفاقم الربو لدى الأطفال. ويمكن للمحسَّات أيضا أن تسجل ثلاثة البلايين أو نحوها من خفقات قلب إنسان على امتداد حياته؛ إضافة إلى مؤشرات فيزيولوجية أخرى، وتحذِّر من نوبة(5)  قلبية محتملة. إن هذه المعلومات يمكن أن تُيسِّر للأطباء تحديد مواطن عدم الانتظام باكرا، منذرة بالمرض قبل استفحاله. ويمكن لطبيبك الوصول إلى سجلك الصحي التفصيلي المستمر من دون أن يضني دماغك بالإجابة عن أسئلة مثل «متى أحسَسْت بهذا العَرَض أول مرة؟»

 

لقد وفر مشروعنا البحثي، المسمى بتات حياتي MyLifeBits، بعض الأدوات اللازمة لتكوين أرشيف رقمي طوال مدة الحياة. وقد وجدنا أن الذكريات الرقمية تتيح للمرء استحضار الأحداث بوضوح مع أصواتها وصورها، محسِّنة تصوراته الشخصية على النحو نفسه الذي ساعدت به الإنترنت الاستقصاءات العلمية. فكل كلمة قرأها المرء في الماضي، في رسالة بريد إلكتروني أو في وثيقة إلكترونية أو في موقع وِب، يمكن الوصول إليها ثانية بفضل بضع نقرات فقط على لوحة المفاتيح. ويمكن للحواسيب أن تحلِّل الذكريات الرقمية لتساعدك على إدارة الوقت، منبِّهة إياك عندما لا تعطي وقتا كافيا لأشد أولوياتك أهمية. ويمكن أن تسجَّل أمكنة وجودك في أوقات منتظمة، مولِّدة خرائط حية لمسار تجوالك. ولعل الأشد أهمية هو أن الذكريات الرقمية تمكِّن جميع الناس من سرد قصص حياتهم لأولادهم وأحفادهم سردا أخَّاذا وتفصيليا كان مقتصرا حتى الآن على الأغنياء والمشاهير فقط.

 

 

يوم من الحياة الرقمية(**)

 

 يمكن للذكريات الرقمية التي تشمل الحياة كلها أن تحسِّن الإنتاجية والمعالجة الطبية والأداء المدرسي وكثيرا من الأمور الأخرى. ونظرة سريعة إلى الحياة اليومية للأسرة الرقمية، وهي أسرة افتراضية تعيش في المستقبل غير البعيد، توضِّح بعض الفوائد الممكنة.

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/2007/4/0039.gif

 

 تحتاج أستاذة الكيمياء <آنّ ديجيتال> إلى مراجعة مقالة كتبها أحد زملائها، لكنها لا تتذكر اسمه. إنها تتذكر أنها شاهدت تلك الوثيقة أثناء محادثة هاتفية مع أحد طلبتها في الصيف الماضي. لذا فإنها تقصر بحثها على الوثائق التي شاهدتها أثناء محادثاتها الهاتفية مع ذلك الطالب، والتي سُجِّلت تلقائيا حينذاك، فتعثر مباشرة على ضالتها.

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/2007/4/0062.gif

 

 يقوم <ديف ديجيتال> [وهو سمسار أوراق مالية] بأرشفة جميع وثائقه من بريد إلكتروني ومكالمات هاتفية وزيارات إلى مواقع الوِب طوال يوم العمل. وأثناء كتابته رسالة إلكترونية ينبهه برنامج إدارة الوقت إلى أنه يقضي ساعات عديدة في التراسل مع زبون قليل الأهمية. فيتجاوز تنقيح الرسالة ويرسلها على حالها، ثم ينصرف إلى العمل في حساب زبون أكثر أهمية. ويراجع <ديف> السجلات الأخيرة لوزنه ومعدل ضربات قلبه وما تناوله من حريرات ليحدِّد الآثار السلبية الناجمة عن اجتماعات العمل المرهقة خلال اليومين الماضيين.

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/2007/4/0063.gif

 

 يأخذ <ديف> ابنته <لورا> التي يبلغ عمرها سبع سنوات إلى الطبيب. فقد أوصى برنامج تحليل حالتها الصحية بمعاينتها، لأن ازدياد وزنها خلال ستة الأشهر السابقة يقل عن المتوقع. ويقول الطبيب إن هذا العرَض قد يكون من الآثار الجانبية لدواء الربو الذي تتناوله <لورا>. ولأن تنفسها كان ممتازا طوال شهور عدة، فإن الطبيب ينصح بإيقاف الدواء مؤقتا.

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/2007/4/0065.gif

 

 وأثناء العَشاء، يتجادل <ديف> و<آنّ> مع ابنهما <ستيف> ذي الأربعة عشر عاما. ف<آنّ> مستاءة من ترك <ستيف> واجباته المدرسية المنزلية حتى اللحظة الأخيرة، وتريده أن يبدأ بكتابة موضوع الإنشاء فورا. لكن <ستيف> يُطلع والديه على نتائج برنامج تحليل وضْعه التعليمي التي تبين أن علاماته تبقى عالية حتى عندما ينجز واجباته متأخرا. وتبين ذكريات <ستيف> الرقمية أيضا أنه يتعلم بالاستماع، أي إنه يتعلم من النقاش الجماعي أكثر من القراءة.

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/2007/4/0064.gif

 

 أما <جين>، أم <آنّ>، فهي متقاعدة وتعيش في دار لرعاية المسنين، ويستطيع موظفو الدار النفاذ إلى جزء من ذكرياتها الرقمية. لذا سوف يُنبَّهون تلقائيا حين حصول أي اضطرابات في قلبها أو تنفسها، أو إذا بيَّنت المحسَّات التي ترتديها أنها لا تقوم برياضة المشي كالمعتاد. وقد اكتشفت <آنّ> أن مراقبة سجل غسالة صحون والدتها تنم عن حالتها: عندما تشعر <جين> بالإعياء، فإنها غالبا ما تهمل الصحون. وعندما يحين وقت النوم، تشاهد <جين> الصور القديمة وأفلام الکيديو من سجلها الرقمي، مستخدمة شاشة تفاعلية لتذهب في رحلة طويلة على درب الذكريات.

 

شبكة من المسارات(***)

 

كانت فكرة الذاكرة المدعومة آليا قد طُرحت أول مرة في نهاية الحرب العالمية الثانية، وكان من طرحها هو <V.بوش> الذي كان مديرا للمكتب الحكومي الأمريكي المشرف على الأبحاث إبان الحرب. فقد اقترح تجهيزة سُمِّيت ميمكس(6)، وهي آلة تقوم على الميكروفيلْم(7)  يمكن أن تُخزَن فيها جميع كتب الشخص وسجلاته واتصالاته. وكان من المفترض بناء الميمكس ضمن طاولة مكتب، وتزويدها بلوحة مفاتيح وميكروفون وعدد من سطوح العرض. ويمكن للشخص الجالس خلف الطاولة استخدام آلة تصوير لنسخ الصور والأوراق على الميكروفيلم أو استحداث وثائق وذلك بالكتابة على شاشة حساسة للَّمس. ويمكن لمستخدم الميمكس أيضا أن يركِّب آلة تصوير على جبهته ليلتقط الصور عندما يبتعد عن الطاولة. وكانت إحدى أكثر أفكار <بوش> استشرافا للمستقبل اقتراحه بأن الميمكس يجب أن تُصمَّم على نحو يحاكي التفكير الترابطي(8) للعقل البشري الذي وصفه بالعبارة الحيوية التالية: «بوجود فكرة بحوزته، يقفز آنيا إلى الفكرة التالية التي يوحي بها ترابط الأفكار، وفقا لشبكة معقدة من المسارات التي تحملها خلايا الدماغ.»

 

وخلال نصف القرن الذي تلا الاقتراح طوَّر رواد علم الحاسوب، ومنهم <T.نلسون> و<D.إنگلبرت>، بعض أفكار <بوش>، واستعار مخترعو شبكة الوِب مفهوم «شبكة المسارات» لبناء منظومة ربط المواقع معا. ومع أن الميمكس ذاتها بقيت بعيدة المنال تقانيا، فإن التطورات السريعة التي حصلت في السنوات الأخيرة في تقانة الخزن والمحسَّات والمعالجات مهدت السبيل أمام منظومات رقمية جديدة للتسجيل والاستعادة يمكن أن تتجاوز كثيرا رؤية <بوش>.

 

 

نظرة إجمالية/ ذكريات رقمية(****)

 

 بما أن ذاكرة الإنسان عرضة للخطأ، يجهد الباحثون من أجل تطوير منظومات يمكنها تسجيل الاتصالات والوثائق والصور وأفلام الکيديو تلقائيا وحفظها جميعا في أرشيف قابل للبحث فيه.

 

  يَعِد التقدم المستمر في مضمار المحسَّات وخزن البيانات بجعل التسجيل الرقمي أيسر من ذي قبل. لكن التحدي الأكبر هو ابتكار برمجيات يمكنها تنظيم المعلومات.

 

 يمكن للذكريات الرقمية تقديم فوائد على صعيد الرعاية الطبية وإنتاجية العمل وغيرها، لكن على المطورين ضمان أمن الأرشيفات.

 

لقد كان نمو سعات الخزن مذهلا؛ فاليوم يمكن لقرص صلب ثمنه 600 دولار أن يحفظ تيرابايت (أي تريليون بايت) من البيانات، وهي سعة تكفي لخزن كل ما تقرؤه (ومن ضمنه الرسائل الإلكترونية وصفحات الوِب والمقالات والكتب) وكل ما تسمعه من الموسيقى وثماني ساعات من الكلام وعشر صور، يوميا طوال الستين سنة المقبلة [انظر الجدول في الصفحة  40].  وإذا ما استمرت التطورات الحالية، فإنك سوف تتمكن في غضون عشر سنوات من وضع المقدار نفسه من المعلومات في ذاكرة هاتفك الخلوي(9)  والاتصال في الوقت نفسه لاسلكيا بقرص في حاسوبك الشخصي سعته أربعة  تيرابايت وثمنه مئة دولار. وفي غضون عشرين سنة سوف تكفي 600 دولار لشراء 250 تيرابايت من سعة الخزن، وهي سعة كافية لحفظ عشرات آلاف الساعات من الکيديو وعشرات الملايين من الصور. إن هذه السعة سوف تكون كافية لتأمين ما يحتاج إليه أي شخص من التسجيل مدة تزيد على مئة سنة.

 

وفي الوقت ذاته، تُنتِج الشركات المصنِّعة جيلا جديدا من المحسَّات الرخيصة التي سوف تنتشر قريبا في كل مكان. ويمكن لبعض هذه المحسَّات أن تُسجِّل كمًّا كبيرا من المعلومات عن صحة مستخدمها وعن حركاته الفيزيائية. ويمكن لمحسَّات أخرى قياس درجة الحرارة والرطوبة والضغط الجوي ومستوى الإضاءة في البيئة المحيطة، وحتى الكشف عن وجود أجسام دافئة في الجوار. وقد صُمِّم بعضها للارتداء وبعضها الآخر ليوضع في الغرف أو ضمن التجهيزات المنزلية كالبرادات (يمكن لمحسِّ البراد متابعة عاداتك الغذائية بتحديد عدد مرات فتح باب البراد). وقد أصبحت الميكروفونات وآلات التصوير الآن رخيصة إلى حد يتيح تركيبها عمليا في أي مكان، وعلى وجه الخصوص في الهواتف الخلوية (المحمولة) التي أصبح وجود آلة التصوير فيها هو القاعدة.

 

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2007/4/66.gif
يمكن توثيق الجولات اليومية باستخدام كمرة الاستشعارSenseCam (التي تتدلى في الصورة على صدر <بِلّ>). تلتقط هذه الكمرة الصور تلقائيا عندما تستشعر محسَّاتها تغيرا في مستويات الإضاءة أو عند اقتراب أشخاص منها. ويلاحق جهاز تحديد الموقع العام (GPS) مكان <بِلّ> متيحا تكوين مذكرات مرئية عن تجواله.

 

 

أخيرا، فقد أدى النمو الهائل للطاقة الحاسوبية خلال العقد الماضي إلى توفير معالجات يمكنها استحضار وتحليل وإظهار مقادير هائلة من المعلومات. فالحاسوب الشخصي العادي يستطيع تشغيل قاعدة بيانات أغنى وأكبر بنحو مئة مرة من تلك التي كانت المصارف الكبرى تستخدمها في ثمانينات القرن العشرين. ويمكن لهاتف خلوي رخيص الثمن أن ينفذ إلى الوِب وأن يعرض أفلام الکيديو.

 

ومع تحسُّن عتاديات التسجيل الرقمي، بدأ عدد متزايد من الناس بتكوين سجلات  إلكترونية لحياتهم. وأدى ظهور آلات التصوير الرقمية الرخيصة ذات النوعية الجيدة (ومنها تلك التي في الهواتف الخلوية) إلى طفرة في مضمار التصوير. وأضحت مجلات الوِب(10)  المحتوية على الصور الفوتوغرافية أكثر شيوعا من مواقع الوِب الشخصية، واستهوى الشباب ـ على وجه الخصوص ـ إنشاء مجلات الوِب واستخدام التجهيزات النقالة. إن الحقيقة الكامنة في أن هذا الانتشار الواسع لسجلات الأحداث الرقمية يحصل باستخدام أدوات بدائية جدا تبيِّن مدى عمق هذا الحماس لها. وبلا ريب، فإن هذا الاهتمام سوف يتزايد حالما تصبح عملية التسجيل الرقمي أسهل وأكثر شمولا.

 

ذكريات رجل(*****)

 

بدأت تجربتنا الشخصية في مضمار الذكريات الرقمية في عام 1998، عندما قرَّر <بِلّ> الاستغناء عن الورق بالتخلص من الكم الهائل من المقالات والكتب والبطاقات والرسائل والمذكرات واللوحات والصور المكدسة من دون انتظام. ولكي يحوِّل <بِلّ> هذه الكومة من المعلومات إلى سجل رقمي، انقطع كليا إلى مسح جميع ما لديه من الوثائق والأشياء التي تخص حياته الشخصية وعمله المديد في مضمار الحاسوب. (حتى إنه ذهب بعيدا إلى حد مسح الأشكال التي على فناجين القهوة وعلى القمصان). وبدأ أيضا برقمنة الأفلام المنزلية والمحاضرات المسجلة على شرائط الکيديو والتسجيلات الصوتية. وهو الآن بلا ورق، لكن التكلفة كانت باهظة: لقد تطلب إنجاز هذه المهمة عمل مساعد شخصي طوال عدة سنوات. (لم يتطلب تسجيل المواد التي هي أحدث مثل ذلك الجهد المضني، لأن معظم الوثائق والصور وأفلام الکيديو تُنتَج الآن بالصيغ الرقمية، ولذا يُجرى تحصيلها تلقائيا.)

 

وبعد أن قام <بِلّ> بمسح جميع تلك المعلومات، أصيب بخيبة أمل. فهو لم يستطع الاستفادة من سجلاته الرقمية عمليا باستخدام البرمجيات المتوافرة حينذاك. وأدت هذه الخيبة إلى المشروع MyLifeBits. لكنْ عندما بدأنا العمل بالمشروع في عام 2001، وجدنا أن أدوات البحث التي طُوِّرت سابقا للحواسيب الشخصية كانت شديدة التعقيد. لذا عزمنا على إنشاء قاعدة بيانات لا تمكننا فقط من القيام بالبحث النصي الشامل في حواسيبنا الشخصية (وهي إمكانية شائعة الآن)، بل من استحضار الذكريات الرقمية بسرعة أيضا، مستخدمين خصائص تسمى البيانات الوسيطة(11)، كتاريخ الصورة الفوتوغرافية ومكانها وموضوعها، أو الملاحظات المكتوبة أو المنطوقة التي تذيِّل بها قاعدةُ البيانات ملفَّات البيانات. إن البيانات الوسيطة تمثل أحيانا جزءا جوهريا من عملية الاستحضار؛ فالشخص الذي يبحث عن رسالة إلكترونية معينة مثلا قد يتذكر أنها أُرسلت في وقت محدد من السنة. وبربط هذه البيانات الوسيطة، التي يمكن الحصول على معظمها آليا، بالذكريات الرقمية تمكِّن قاعدة البيانات المستخدِمين من التمشيط الفعال حتى لأضخم الأرشيفات.

 

ووفر المشروع MyLifeBits  ل<بِلّ> أيضا مجموعة أدوات لتسجيل تفاعلاته مع الناس والآلات. فالنظام يسجِّل مكالماته الهاتفية والبرامج التي يتابعها على الراديو والتلفاز. وعندما يستخدم حاسوبه، يخزن المشروع MyLifeBits  آليا نسخة من كل صفحة وِب يزورها ومن كل رسالة يرسلها أو يتلقاها. ويسجِّل أيضا الملفات التي يفتحها والأغاني التي يسمعها وعمليات البحث التي يقوم بها. حتى إن النظام يرصد النوافذ المعروضة على شاشة حاسوبه في أي وقت، ويراقب حجم الأنشطة الجارية في لوحة المفاتيح والفأرة. وعندما يتنقل <بِلّ>، يقوم المشروع MyLifeBits  بإرسال إحداثيات موقعه لاسلكيا من جهاز تحديد الموقع العام  (GPS) إلى أرشيفه. إن هذا التعقب الجغرافي يمكِّن البرمجيات من ربط المواقع تلقائيا بصور <بِلّ> اعتمادا على وقت التقاط كل منها.

 

وكي يحصل <بِلّ> على سجل مرئي ليومه، يرتدي كمرة الاستشعارSenseCam، وهي آلة تصوير طورتها شركة أبحاث مايكروسوفت لتلتقط الصور آليا عندما تشير محسَّاتها إلى أن المستخدم قد يرغب في التقاط صورة. على سبيل المثال، إذا كشف محسُّ الأشعة تحت الحمراء في كمرة الاستشعار جسما دافئا في الجوار، قامت الكمرة بتصوير الشخص. وإذا تغير مستوى الإنارة تغيُّرا محسوسا، وهذا يدل على أن المستخدم قد دخل غرفة أو غادرها وأصبح في وضع جديد، فإن الكمرة تلتقط صورة أخرى. لقد بيَّنت دراسة حديثة، أشرف عليها باحثون من مستشفى أدِّنبروك في كمبريدج بإنكلترا، أن مريضا مصابا بضعف الذاكرة راجع صور كمرة الاستشعار كل ليلة، فاستطاع الاحتفاظ بذكرياته مدة تزيد على شهرين. (وبالمقابل، لم تؤد المراجعة اليومية لمذكرات مكتوبة إلى أي تحسن تقريبا في الاحتفاظ بالذكريات.) ويرى <M.كونواي> [المختص بعلم النفس العصبي في جامعة ليدز بإنكلترا] أن كمرة الاستشعار قد تصبح «أول منشِّط فعال للذاكرة في القرن الحادي والعشرين.»

 

وبعد ست سنوات من بداية المشروع، جمع <بِلّ> أرشيفا رقميا يضم أكثرمن000 300سجل احتلت نحو 150 جيگابايت من الذاكرة. وقد خُزِنت هذه المعلومات  في حاسوب بِلّ المحمول ذي القرصين وفي حاسوب مساعده، وحُفِظت نسخة احتياطية منها محليا وفي مكان آخر. وقد أخذت ملفات الکيديو حصة الأسد من سعة الخزن، أي أكثر من 60 جيگابايت؛ في حين أن الصور احتلت 25 جيگابايت، واحتلت الملفات الصوتية (ومعظمها موسيقي) 18  جيگابايت. أما ما تبقى فيحتوي على000 100 صفحة وِب و000 100رسالة إلكترونية و000 15 ملف نصي و2000 ملف PowerPoint،..إلخ. وقد وجد <بِلّ> النظام مفيدا خاصة في التواصل مع معارفه القدامى وفي العثور على الآخرين الذين يحتاج إلى الاتصال بهم. واستخدم MyLifeBits أيضا لاستحضار مواقع وِب لتكون مَراجع في أبحاثه، ولتزويد أطبائه بسجلاتِ عمليةِ تبديل شريان إكليلي أجراها قبل 25 سنة، وللحصول على صورة صديق راحل لتأبينه في إحدى الصحف.

 

 لقد أُدخلت بعض خصائص المشروع MyLifeBits، من قبيل البحث النصي الشامل، فعلا في منتجات تجارية. ومع ذلك، يبقى هذا النظام بحاجة إلى مزيد من التطوير لتسهيل استخدامه وتحسين إدارته للبيانات. فوجود برمجيات أفضل لتحويل الكلام إلى نص، يمكن أن يحسِّن النظام تحسينا كبيرا بتمكين المستخدمين من البحث عن كلمات أو عن عبارات في المكالمات الهاتفية أو التسجيلات الصوتية الأخرى. وعلى نحو مشابه، يمكن للبرمجيات التي تتعرف الوجوه آليا حل المشكلة العويصة المتمثلة بوضع الملاحظات على الصور. ويمكن لاستحضار المعلومات أن يصبح أشد سهولة إذا تمكَّن النظام من التحديد الآلي لطبيعة كلِّ صنف من عدة مئات  أصناف الوثائق الموجودة، ربما بتحليل شكل الوثيقة ومحتوياتها. ولكن مشروع البحث الذي نقوم به قد عمَّق فعلا تطوُّر الحاسوب من مجرد معالج نصوص وآلة حاسبة فائقة إلى معالج واقعات(12) يمكنه تسجيل كل شيء عن حياة المستخدم بأدوات متعددة الوسائط عالية الدقة. لقد تنبأ العديد من الخبراء بنهاية الحاسوب الشخصي، لكن من الواضح أن صفة «الشخصي» لن تختفي. فآلاتنا سوف تتطور لتشكل مجتمعات حاسوبية لا تشمل الحواسيب فقط، بل خدمات الخزن في الإنترنت أيضا وتجهيزات نفاذ جديدة (كالهواتف الخلوية ومراكز التسلية) ومحسَّات منتشرة في كل مكان. وعلى الأرجح، فإن بتات حياتنا سوف تستقر في نهاية المطاف في مخدِّم منزلي متصل بخدمات الوِب المتنوعة.

 

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2007/4/65.gif
يمكن أن تصبح عطلات الأسرة أشد تذكُّرا إذا سُجِّلت وأُرشفت. تُربط صور العطلة التي أمضاها <J.گِمِّل>  [وهو أحد مؤلِّفَيْ هذه المقالة] مع أولاده في لوس أنجلوس بسجلات الجهاز GPS (النقاط الزهرية على الخريطة).

 

تحقيق الرؤية(******)

 

لإيضاح المفاعيل الممكنة للذكريات الرقمية، تخيَّلنا مجريات يوم من حياة أسرة افتراضية تستخدم هذه التقانة استخداما شاملا في مستقبل ليس بالبعيد [انظر محتوى الإطار في الصفحتين 36 و 37]. تُخزن مختلف أجزاء ذكريات الأسرة الرقمية في أجهزة أفرادها الشخصية كالهواتف الخلوية والحواسيب المحمولة والمنزلية..إلخ، وتُرسل جميع هذه المعلومات أيضا بصورة آمنة عبر الإنترنت إلى مخدِّم مضيف تُشغِّله شركة افتراضية اسمها شركة بِتات الحياة. تقوم هذه الشركة بإدارة خزن البيانات وتولِّد نسخا احتياطية منها بانتظام (لاسترجاع ما قد يُمحى من دون قصد)، وتضع نسخا من الأرشيف في مواقع مختلفة للتحقق من عدم تلفها بسبب كوارث طبيعية أو صنعية.

 

ولأن معلومات الأسرة متاحة عبر النفاذ الآمن إلى الوِب، فإنه يمكن لأفرادها استحضار تلك المعلومات في أي وقت وفي أي مكان. أما المعلومات ذات الأهمية الخاصة والتي قد تعرِّض أحدا ما لمساءلة قانونية، فيمكن حفظها في حساب لخزن البيانات خارج البلاد، في «مصرف بيانات سويسري» إن صح التعبير، لإبعادها عن متناول المحاكم الأمريكية. ويمكن لأطفال الأسرة تعمية تسجيلاتهم، لكن خدمات شركة بتات الحياة سوف تسمح للوالدين بالنفاذ إلى بيانات أولادهم في الحالات الطارئة. وعلى نحو مماثل، يمكن ربط بعض ذكريات الآباء الرقمية بعقود توظيف تنص على أن ملكية البيانات ذات الصلة بعملهم تعود إلى أرباب عملهم. وعندما يترك هؤلاء الموظفون عملهم، قد يترتَّب عليهم إجراء عملية «استئصال دماغي جزئي» لنُسَخ ذكرياتهم الرقمية، حاذفين كل ما يتضح أن ملكيته تعود إلى الشركة.

 

 

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2007/4/0013.gif
قد لا يكون مجموع الأرقام دقيقا بسبب التدوير.
في السنوات الأخيرة، نمت سعة الخزن نموا هائلا، وسوف تستمر بالازدياد (الخط البياني). وسوف يخزن الحاسوب الشخصي العادي ما يزيد على تيرابايت (أو تريليون بايت) من البيانات بحلول عام 2010؛ ويُتوقع أن تصل الحواسيب المحمولة والمساعِدات الرقمية الشخصية والهواتف الخلوية إلى تلك السعة بحلول عام 2015. إن هذه السعة تكفي لحفظ جميع الكتب والرسائل الإلكترونية والمحادثات المسجلة والأغاني والصور التي من المحتمل أن يجمعها المرء خلال ستين سنة (الجدول).

 

 

إن بعض السيناريوهات التي وصفناها ليس مجرد توقعات مستقبلية. فالمحسَّات التي يمكن ارتداؤها لجمع البيانات الصحية ولمراقبة المؤشرات الحيوية، كمعدل نبضات القلب والتنفس وعدد الحريرات (السعرات) المحروقة، هي قيد التسويق الفعلي من قبل شركات مثل VivoMetrics في ولاية كاليفورنيا وBodyMedia في ولاية پنسلکانيا. وفي الوقت نفسه، طوَّرت الشركة Dust Networksفي ولاية كاليفورنيا مركزا لاسلكيا لنقل الإشارات بين شبكة من المحسَّات. وفي المشروع المسمى بيت كلام الإنسان Human Speechome الذي يقوده <D.روي> [في مختبر الوسائط المرئية والمسموعة بمعهد ماساتشوستس للتقانة]، تُسجَّل جميع ساعات اليقظة خلال السنوات الثلاث الأولى من حياة طفل يبلغ عمره الآن سنة واحدة وهو ابن <روي>، وذلك لدراسة كيفية اكتساب الناس اللغة. ويعمل <K.آيزاوا> وزملاؤه [في جامعة طوكيو] على تطوير منظومات تصوير کيديوي قابلة للارتداء ويمكن أن تميِّز اللحظات المثيرة فتلتقط صورا للذكرى، وذلك بمراقبة موجات ألفا(14)  في دماغ المُستخدم.

 

وتموِّل مايكروسوفت أربع عشرة جامعة تعمل في مشاريع متنوعة في حقل الذكريات الرقمية. وأحد هذه المشاريع هو المشروع بتات صحتي MyHealthBits، الذي يُشرف عليه <B.بارمانتو> [في جامعة بِتّسبُرگ] والذي يتصدى لمشكلة تسجيل مقادير هائلة من البيانات الصحية وإدارة السجلات الضخمة الناجمة عنها. وقد بينت دراسات حديثة في جامعة واشنطن فوائد المراقبة الصحية المستمرة لمرضى السكري وللأفراد الذين يعانون اضطرابات النوم.

 

إن هذا التقدم المبكر مشجع بلا ريب، لكن حقبة الذكريات الرقمية لن تكون خالية من المتاعب. فبعض الدول وبعض الولايات الأمريكية تفرض حاليا قيودا على تسجيل المحادثات وعلى تصوير الناس. ويخشى الكثير من الناس تسجيل معلومات يمكن أن تُستخدم لتجريمهم في المحاكم. فالذكريات الرقمية، خلافا لتلك التي في أدمغتنا، يمكن أن تكون أدلة مقبولة في الإجراءات القضائية. من المعروف أن <ريتشارد نيكسون>(15)  كان قد نصح مساعديه أن يقولوا «إني لا أتذكر» عند الإدلاء بشهاداتهم أمام القضاء، لكن تسجيلات مكالماته هي التي أدَّت إلى سقوطه. وبالنسبة إلى أولئك الذين يرون الذكريات الرقمية امتدادا لأذهانهم، فإن استخدامها في المحاكم يمكن أن يكون بمثابة تجريم للذات. مع ذلك، يمكن للتقانات الحديثة تقليص الأخطار الممكنة. فعند تسجيل معلومات تخص الآخرين، مثلا، يمكن العمل على إخفاء صورهم أو كلامهم لتجنب التسجيل اللاقانوني.

 

والحفاظ على خصوصية الذكريات الرقمية يمثل مشكلة عويصة أيضا. فاحتمال وصول منتحلي الشخصية أو مروِّجي الشائعات أو الحكومات المستبدة إلى مثل تلك السجلات يثير القلق. ومع ذلك فقد وضع معظم الناس بالفعل كثيرا من معلوماتهم المهمة على حواسيبهم الشخصية. إن الأمن مصدر مهم للقلق بقطع النظر عن المدى الذي تذهب إليه في استخدام الذكريات الرقمية (إن خزن بيانات شخصية تخص الحياة كلها في أرشيف وحيد يفاقم المشكلة كميا على الأقل، إنْ لم يكن نوعيا أيضا). يضاف إلى ذلك أنه حتى لو أمكن جعل منظوماتنا الحاسوبية آمنة كأمان فورت نوكس(16)، فإن على المستخدمين توخي الحذر الشديد حين التشارك في معلوماتهم؛ فنقرة مفتاح خاطئة واحدة كفيلة بنشر السجل الصحي للشخص من دون قصد في شتى أرجاء العالم. وللحيلولة دون وقوع مثل هذه الأخطاء، يجب أن تكون واجهات تخاطب المُستخدِم مع الذكريات الرقمية أفضل من تلك التي نمتلكها الآن، وسوف نحتاج إلى برمجيات ذكية للتحذير عندما يبدو أن تشارك البيانات محفوف بالمخاطر.

 

وثمة معضلة تقنية أخرى تتمثل بضمان أن المستخدِمين يستطيعون فتح ملفاتهم الرقمية بعد عقود من خزنها. وفعلا، فقد واجهتنا حالات لم نستطع فيها الوصول إلى وثائق بسبب تقادم مصاغاتها. لذا سوف يكون على المؤرشفين الرقميين العمل باستمرار على تحويل ملفاتهم إلى أحدث المصاغات، وفي بعض الحالات قد يحتاجون إلى تشغيل محاكيات للآلات القديمة لاسترجاع البيانات. لذا قد تنشأ صناعة صغيرة مكرسة للحيلولة دون ضياع ما يحتفظ به الناس من معلومات بسبب تطور المصاغات.

 

 

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2007/4/63.gifhttp://oloommagazine.com/Images/Articles/2007/4/62.gif
إن المحسَّات القابلة للارتداء، التي تسجِّل وتؤرشِف إشارات الفرد الحيوية باستمرار، تُمكِّن الأطباء من تشخيص الأمراض قبل استفحالها. على سبيل المثال، يستطيع سِوار الذراع SenseWear الذي تنتجه الشركة BodyMedia في بتّسبُرگ حساب عدد الحريرات المحروقة بقياس درجة حرارة الجلد وفقده الحراري ومقاومته للتيار الكهربائي.

 

 

أما التحدي الأكبر فسيكون ابتكار برمجيات تستطيع جعل الحواسيب تنفِّذ مهام مفيدة استنادا إلى هذا المخزون الهائل من المعرفة المتراكمة. فالهدف في نهاية المطاف هو آلة يمكنها أن تتصرف كمساعد شخصي يُقدِّر حاجات مستخدمه. وكحد أدنى، على الحواسيب أن تمتلك مقدرة أفضل على تنظيم المعلومات، فاستراتيجيات البحث التي تعمل بنجاح مع بضعة رفوف من الكتب ليست مفيدة لمكتبة بحجم مكتبة الكونگرس. إن معظمنا لا يريد أن يقوم بمهمة الإشراف على أرشيفاتنا الرقمية، بل أن تقوم الحواسيب بتلك المهمة.

 

لذا اهتمت مجموعتنا اهتماما كبيرا بتطبيق الذكاء الصنعي على الذكريات الرقمية. صحيح أن الكثير من الخبراء يتشكك في الذكاء الصنعي(17)، إلا أننا نعتقد أن مثل تلك البرمجيات قد تُعطي نتائج عملية إذا استطاعت الاستقاء من المخزون الهائل من بيانات الأرشيفات الشخصية. فمن المؤكَّد أن منظومات الذكاء الصنعي التي صُمِّمت للتعامل مع كمّ كبير من المعلومات سوف تعمل على نحو أفضل من تلك التي تضع توصيات اعتمادا على عدد ضئيل من البيانات. لقد بدأنا العمل في هذا المضمار لتطوير برمجيات يمكنها تنظيم الملفات استنادا إلى محتوياتها، لكن ما زال ثمة الكثير مما يجب فعله.

 

إن حقبة الذكريات الرقمية آتية لا محالة بطريقة أو بأخرى. وحتى أولئك الذين ينفرون من نبوءتنا هذه سوف يمتلكون في الأعوام المقبلة مخزونات هائلة جدا في حواسيبهم، وسوف ينتظرون برمجيات توفّر لهم المزيد من المساعدة على استخدامها. صحيحٌ إن بعضهم قد يتخوَّف من فكرة شيوع التسجيل، إلا أن الإثارة بالنسبة إلينا تفوق الخوف بكثير. فالذكريات الرقمية سوف تثمر فوائد في طيف واسع من المجالات، مقدمة كنزا من المعلومات حول طريقة تفكير الناس وأحاسيسهم. إن أطباء المستقبل، بمراقبتهم المستمرة لصحة مرضاهم، يمكن أن يبتكروا أساليب أفضل لعلاج أمراض القلب والسرطان وغيرها. وسوف يتسنى للعلماء إلقاء نظرة على عمليات أسلافهم الفكرية، وسوف يتمكن مؤرخو المستقبل من تفحص الماضي بتفصيل غير مسبوق. فالفرص لا يحدها سوى قدرتنا على تصورها.       

                             

المؤلفان

GORDON BELL – JIM GEMMELL

 

 يعملان معا في المشروع MyLifeBits لدى شركة أبحاث مايكروسوفت Microsoft Research منذ عام 2001. أشرف <بِلّ> [وهو واحد من رواد صناعة الحاسوب] على تطوير الحاسوب المصغَّر VAX  لمصلحة الشركةDigital Equipment Corporation في سبعينات القرن العشرين. وانخرط في ثمانينات القرن العشرين في مضمار السياسات العامة لعلم الحاسوب، ثم انضم إلى مايكروسوفت في عام 1995 بوصفه كبيرا للباحثين ضمن مجموعة أبحاث العلوم الإلكترونية Sciences Research Group في سان فرانسيسكو. أما <گِمِّلّ>، فهو باحث رئيسي في مجموعة أبحاث وسائط المستقبل المسموعة والمرئية Next Media لدى مايكروسوفت. ويتركز اهتمامه الآن على خزن المعلومات الشخصية مدى الحياة، إضافة إلى إدارة الوسائط المسموعة والمرئية الشخصية، والوجود عن بعد telepresense والبث المتعدد multicast الموثوق.

 

 مراجع للاستزادة 

 

As We May think. Vannecar Bush in Atlantic Monthy, vol. 176, No. 1, pages 101-108; July 1945.

A personal Digital store. g, Bell in Communications of the ACM, vol.44, No. 1, pages 86-91; January 2001.

 

Digital Memories in an Era of Ubiquitous Computing and Abundant Storage. Mary Czerwinski, Douglas W, Gake, Jim Gemmell,

 Catheince C. Marshallm Manue A, Perez-Quinones, Meredith M. Skeels and Tiziana cater in Communications of the ACM,

Vol. 49, No. 1, pages 44-50; January 2006.

 

MyLifeBits: A personal Database for Everything, Jim Gemmell, Gordon Bell and Roger Lueder in Communications of the ACM,

 Vol. 40, No. 1, pages 88-95; January 2006.

Information about MyLifeBits can be found at www.mylifebits.com

 

(*) A DIGITAL LIFE

(**) A DAY IN THE DIGITAL LIFE

(***) A Web of Trails

(****) Overview/ Digital Memories

(*****) One Man’s Memories

(******) Realizing the Vision

 

 

 (1) روائي ومترجم بريطاني عاش بين عامي 1914 و 2000.

(2) elusive

(3) memories، أي جميع ما يمكن تذكره.

(4) sensors

(5) attack، أو هجمة.

(6) Memex، وهي اختصار للعبارة memory extender، أي موسِّع الذاكرة.

(7) microfilm، وهو مجموعة من البطاقات الشفافة التي يحمل كل منها عددا كبيرا من الصور المصغَّرة للوثائق والأشياء، والتي تُمكِن قراءتها بواسطة جهاز إسقاط ضوئي.          (التحرير)

(8) associative thinking، وهي السيرورة الذهنية لإيجاد الصلات بين شيء معين وجميع العوامل المرتبطة به من دون الاعتماد على خبرة سابقة.

(9)cell phone

(10) Blog، وهي اختصار لـ weblog، والمقصود بها مجلة على الوِب يُجرى تحديثها باستمرار للاستخدام العام، وهي تحوي صورا كثيرة وتعبِّر عموما عن شخصية مؤلفها.

(11) metadata، وهي المعلومات التي تُستخدم لوصف معلومات أخرى.         (التحرير)

(12) transaction processor : يقوم معالج الواقعات بتجزئة الواقعة إلى عمليات إفرادية غير قابلة للتجزئة على نحو يجعل كل عملية تنتهي إلى إحدى حالتين محددتين، من دون أن تبقى في حالة وسيطة غير محددة. وتُستخدم معالجة الواقعات في مجالات مختلفة منها الأعمال المصرفية والإنتاجية والتجارية..إلخ.          (التحرير)

(13) scanned

(14) alpha waves: هي موجات كهربائية ذات تواتر يقع بين 8  و 12 هرتز يُطلقها دماغ الشخص حينما يكون مستيقظا ومسترخيا.

(15) رئيس الولايات المتحدة من عام 1969 حتى عام 1974. أُجبر على الاستقالة بسبب تجسُّس مساعديه على مناوئيه فيما عُرف بفضيحة ووترگيت الشهيرة.

(16)  Fort Knox: موقع للجيش الأمريكي في كنتاكي يضم مركز مدرعات الجيش ومدرسة المدرعات وآمرية التجنيد.       (التحرير)

(17) يرى بعضهم أن تطور تقنيات الذكاء الصنعي قد بلغ أقصى مداه تقريبا، ومع ذلك فإن تلك التقنيات لم تحقق ما كان مأمولا من الذكاء الصنعي في البداية، وهو مضاهاته للذكاء الطبيعي.    (التحرير)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى