أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
الطاقة المتجددة

بحث عن حلّ جذري

 

بحث عن حلّ جذري(*)

سيأتي أعظم مكسب من الطاقة نتيجة إعادة ابتكار

جوهرية للتقانات السائدة، وذلك على حد قول المستثمر <V. خوسل>.

مقابلة أجراها .M< فيشيتي>

 

 

باختصار

   الابتكار الجذري ثمة حاجةٌ إلى تطوير يحقق ما هو أكثر من مجرد إضافات بسيطة عند ابتكار تقانات طاقة نظيفة وفاعلة يمكنها المنافسة من دون دعم (حكومي) في الأسواق الكبرى.

   التقانات التقليدية السائدة مثل أنظمة تكييف الهواء ومحرّكات السيارات التي يمكن أن تمثِّل أفضل الأهداف للإنجازات التي تغيّر لعبة الطاقة الراهنة.

   هنالك حاجة إلى مزيد من حملة الدكتوراه في المجالات العلمية التقنية لتحقيق إنجازات فعلية، وثمة طلبة بدؤوا بالتوجه نحو هذه المجالات.

   معيار إنتاج الكهرباء بأسلوب يخفِّض انبعاث الكربون سوف يشجِّع معايير الطاقة غير المتجددة أو نظام السقف-و-المقايضة a cap-and-trade system على ابتكار تقانات أكثر نظافة، ومنها الوقود الأحفوري.

لقد صار <V. خوسل> أشهر المستثمرين الذين نالوا اعترافا واسعا في مجال التقانات النظيفة، تلك التي تُولِّد الطاقة أو تقتصد في استخدامها مع أقلِّ قدر من التأثير البيئي. في عام 2004 أسس الشركة خوسلا ڤينتشرز KhoslaVentures لتمويل شركات جديدة بعد أن ظل ردحا طويلا من الزمن شريكا في شركة الاستثمار الضخمة Kleiner Perkins Caufield & Byers. وتعود بداياته في التعهدات الاستثمارية إلى عام 1982  حين شارك في تأسيس الشركة صن مايكروسيستمز Sun Microsystems التي أصبحت شركة للأجهزة الحاسوبية والبرمجيات وقد بلغت قيمتها سبعة بلايين دولار. وفي حوار ثنائي أُجري أمام جمهور من المستثمرين وأصحاب المشاريع entrepreneurs في مجال الطاقة في المؤتمر GoingGreen الذي انعقد مؤخرا في سان فرانسيسكو، طلب مراسل مجلة ساينتفيك أمريكان <M. فيشيتي> إلى <خوسل>  (أحد مستشاري المجلة) أن يقيّم، بعين المموّل المبادر، الابتكارات الجديدة في مجال الطاقة التي يرجِّح نجاحها وأن يعلل سبب هذه التوقعات. وفيما يلي نعرض مقتطفات من هذا اللقاء:

 

ساينتفيك أمريكان (SA): أحد المبادىء التي تبنَّيتَها بوصفكَ مستثمرا: إذا لم يكن الابتكار قابلا للتطبيق على مدى واسع، فلن يكون مؤثرا. كيف يمكن تطبيق ذلك على التقانات النظيفة؟

 

<خوسل>: إن طاقة الرياح قابلةٌ للتطبيق على مدى واسع، ولكن تدهشني ندرة الابتكارات في هذا المجال. فما تحتاج إليه الرياح فعلا هو تقانة لتخزين الطاقة، ولم يُبْدأ بتطوير التخزين للتطبيق على مدى واسع بعد. وفي رأيي أن معظم المحاولات في هذا المجال ليست جدية؛ فنحن بحاجة إلى تغيير جذري. أما الطاقة الشمسية فيبدو أنها تُبلي بلاءً حسنا، ولكن عددا أكبر من اللازم من الشركات تقوم بالشيء نفسه. صحيحٌ أن التكاليف آخذة في الانخفاض، ولكن ليس إلى درجة تكفي للوصول إلى حدِّ القدرة على المنافسة في السوق من دون دعم – وهذا مبدأ آخر أتبنّاه. وتقع تبعة أغلب ذلك على المستثمرين والممولين الذين يحاولون التركيز على الابتكار الهامشي التالي بدلا من الابتكار الجوهري التالي.

 

إن أكثر المجالات إثارة للاهتمام هو الذي يجده المعنيون أشد صعوبة: ألا وهو الوقود الحيوي biofuels. فقد بدأت الشركة أميريس Amyris اكتتابا أوليا لأسهمها والذي حقق نجاحا باهرا، وإحدى شركاتنا الأخرى وهي الشركة جيڤوGevo سائرة على الطريق نفسه. وثمة أدلةٌ كافية تثبت أن قلة من التقانات التي لا يتعدى عددها أصابع اليد ستكون مجديةً اقتصاديا، بعضها بدعم حكومي، وبعضها الآخر من دون هذا الدعم. أما التقانات التي لا تحظى بالدعم فهي الأشد إثارة للاهتمام لأنه سيكون بالإمكان تطبيقها على مدى واسع بشكل لا حدود له.

 

(SA): مبدأ آخر: لا تَسْتثِمرْ في التقانة النظيفة clean tech، بل استَثْمِر في التقانة الرئيسية main tech. فما هي التقانة الرئيسية ولماذا يكمنُ فيها الوعدُ المأمول؟

<خوسل>: لا تمثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح سوى تعريف ضيّق للتقانة النظيفة؛ بل لعله الجزء الأقل إثارة للاهتمام. فشركتنا تستثمر في محركات للسيارات جديدة كليا من الشركة إيكو موتورز EcoMotors تتميز بأنها أكثر كفاءة بنسبة %50 وأقل تكلفة من المحركات المتوافرة اليوم. ونحن نستثمر في مكيّفات هواء تستخدم فيها دورة ديناميكية حرارية جديدة. تلك هي في رأيي التقانة الرئيسية. إنها أجهزة تكييف الهواء التي لا تزيد تكلفتها على تكلفة الأجهزة الحالية، ولكن استخدامها للطاقة يقل بنسبة %80 – هذا هو مايستحق أن نتكلم عنه. إنها أنظمة إنارة تتميز بكفاءتها وتغطي تكاليفها على مدى الاثني عشر شهرا الأولى لا الاثني عشر عاما التالية – وهذا أيضا ما يستحق أن نتكلم عنه.

 

ونحن نستثمر في الزجاج وفي الإسمنت [انظر الإطار في الصفحة 28] – أي في البنية التحتية للمجتمع لا في التقانات النظيفة الهامشية المعتمدة على الدعم الحكومي. فإذا أراد مجتمع أن ينشئ مثلا 10 شركات جديدة تعادل نمطگوگل Google  ولكن في مجال التقانات النظيفة فسوف تكون هذه الشركات من شركات التقانة الرئيسية التي تعمل في الأسواق الرئيسة من دون دعم حكومي.

 

وأيُّ تقانة لا تحقق القدرة التنافسية في السوق من دون دعم حكومي خلال السنوات السبع الأولى من بدء بتطبيقها على مدى واسع لا تستحق مثل هذا الدعم. ربما تحتاج إلى ثلاث أو أربع أو خمس سنوات للبحث والتطوير قبل البدء بتطبيقها على مدى واسع، لكنك لن تتمكن من العمل في الصين أو في الهند إن لم تكن تتمتع بالقدرة على المنافسة في السوق من دون دعم. فلا وجود للدعم أو الإعانات في الهند، ولا يوجد دعم للطاقة الشمسية في تشيلي أو في إفريقيا أو في معظم بلدان العالم. وغالبية الأسواق المهمة في مجال الطاقة هي أسواق العالم النامي التي تشهد معدلات نمو مرتفعة. فإن لم تتمتع بالقدرة التنافسية من دون الاعتماد على الدعم، فلن تتمكن من دخول هذه الأسواق، ولن تخرج الشركة عن كونها شركة شديدة التخصص.

 

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2011/9-10/In%20Search_opt.jpeg

 

(SA): إذن، ما هو الحد الأدنى من السعر المطلوب للقدرة على المنافسة؟ لقد ظلّ المستثمرون على مدى سنين يقولون إن تقانة الطاقة الجديدة يجب أن تنافس النفط عندما يصل سعر البرميل إلى 40 دولارا. وبعضهم قال 50  دولارا. ولكن أسعار النفط ظلّت أعلى من ذلك بكثير طوال سنين، علما بأن الدول النفطية الكبرى أكَّدت أنها تريـــد أن تجعل الــحــد الأدنى للسعر 80 دولارا. فأين  هو الحد؟

 

 

 

حقيبة استثمارات

شركة خوسلا ڤينتشرز(**)

استثمرت شركة خوسلا ڤينتشرز في سبع وثلاثين من شركات تقانة المعلومات وثلاث خمسين من شركات التقانة النظيفة، ومن هذه الأخيرة:

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2011/9-10/In%20Search2_opt.jpeg

شركة أميريس AMYRIS

في إميرڤيل بولاية كاليفورنيا

   نجحت في إنتاج متعضيات ميكرويةmicroorganisms  معدّلة تحوِّل السكر من مواد حيوية إلى وقود حيوي ومواد كيميائية للاستخدامات المتخصصة.

 

شركة كاليرا CALERA

في لوس گاتوس بولاية كاليفورنيا

   ابتكرت عمليةً معالجة تلتقط ثاني أكسيد الكربون وتحتجزه من محطات الطاقة ثم تستخدمه كمادة خام في صناعة الإسمنت.

 

إيكو موتورز ECOMOTORS

في ألين بارك بولاية متشيگان

   أنتجت محرك سيارة يتميز بمكبس معاكس وأسطوانة معاكسة opposed piston, opposedcylinder، يقتصد في الحجم والوزن واستهلاك الوقود.

 

شركة كايتين CAITIN

في بيتالوما بولاية كاليفورنيا

   ابتكرت نظاما لتكييف الهواء يستخدم دورة ديناميكية حرارية جديدة لتخفيض استهلاك الطاقة تخفيضا مهما عند التشغيل.

 

<خوسل>: يجب أن ننظر إلى المستقبل البعيد. لنفترض أن أول مصنع إنتاجي لتحويل المواد الحيوية biomass إلى وقود حيوي ينتج الوقود بما يعادل 75 دولارا للبرميل. فالاحتمالات تقتضي بأن المصنع الخامس سوف ينتج الوقود بسعر 60 دولارا للبرميل، ومع بنائك للمصنع الخامس عشر تصل إلى سعر 50 دولارا. وهكذا، فإن المصنع الأول سينتج الوقود بالسعر السائد تقريبا، ثم يستمر السعر بالانخفاض مع ازدياد عدد المصانع.

 

وعند بناء المصنع الخمسين، تبدأ حينئذ المنظومة البيئية المحيطة بتقديم يد العون: إذ تصبح أسعار خام التغذية من المادة الحيوية أرخص بكثير؛ ويصنّع أمثال .J< ديري>(1)  معدات وأدوات مصنّعة لحصاد المادة الحيوية وتقطيعها. وإذا تمكن المصنع الأول من إنتاج الوقود بما يعادل 75  دولارا للبرميل، فإنه لن يتوقف عن الإنتاج إلى أن يصبح السعر ثلاثين دولارا. وبحلول العام 2030سيصبح سعر النفط بأسعار العام 2006 ثلاثين دولارا للبرميل، ليس لأننا سنكون قد توقفنا عن استخدام النفط بل لأن النفط سيواجه حينذاك منافسة قوية.

 

(SA): كانت الاستثمارات في الوقود الحيوي كبيرة قبل سنتين، ولكنها تركزت قبل ذلك على طاقة الرياح والطاقة الشمسية، بينما تركزت في السنة الماضية على الشبكة الذكية، وهكذا يبدو أن التقانة النظيفة هدف متحرك.

 

<خوسل>: من المشكلات القائمة أن الناشطين البيئيين نجحوا نجاحا كبيرا في تحديد المشكلات التي نحتاج إلى حلِّها. ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا في اختيار الحلول. وأعتقد أن معظم الناشطين البيئيين يقفون غالبا حجر عثرة في طريق الحلول المجدية اقتصاديا. وسوف تفوز الجاذبية الاقتصادية على الدوام. لهذا  أتبنّى مبدأ القدرة على المنافسة في السوق من دون دعم حكومي.

 

على سبيل المثال، لا أعتقد أن السيارات الكهربائية هي مجدية اقتصاديا اليوم. خذ مثلا السيارة نيسان ليف Nissan Leaf: إنها سيارة كهربائية يبلغ سعرها 26 ألف دولار ببطارية يصل سعرها إلى 20 ألف دولار؟ هذا غير معقول. أما السيارة شيفروليه ڤلط Chevy Volt، التي تُعَدُّ سيارة [هجينة] جيدة، فمن المتوقع أن تصدّر 40 ألف سيارة بحلول العام 2012. في حين أن السيارة تاتا نانو Tata Nano [وهي سيارة صغيرة ورخيصة الثمن صُنعت في الهند] قد تلقت 200 ألف طلب شراء في اليوم الأول من الإعلان عنها. فتقاناتنا يجب أن تكون مشابهة لتقانة تاتا نانو، لا تقانة شيفروليه ڤلط، من حيث انخفاض انبعاثات الكربون، فمعظم النمو في سوق السيارات العالمي يحدث في الهند والصين والجاذبية الاقتصادية هي المفتاح.

 

وفي سيارةٍ ثمنها 100 ألف دولار، مثل السيارة تيسلا Tesla، ليس من المهم كثيرا أن تكلِّف البطارية 20 ألف دولار. ولا ريب في أن هذه السيارة جذّابة وممتعة، لكن مالكها لا يُعَدُّ مشتريا يهتم بالسعر، خلافا لمعظم الزبائن في العالم الذين يهتمون فعلا بالسعر، ويختارون حتما السيارة «تاتا نانو». وإذا أردت حلَّ مشكلة المناخ، فما عليك سوى أن تصنع سيارات على شاكلة «نانو» ذات انبعاثات كربون منخفضة.

 

وإلا يجب صنع بطارية سيارة كهربائية تكلِّف عُشر تكلفة بطاريات أيونات الليثيوم lithium-ion التي تصنع الآن. ومن المؤكد تقريبا أن غالبية بطاريات أيونات الليثيوم التقليدية ستختفي في غضون خمسة عشر عاما أو نحوها. ولا أحد غيري يعتقد ذلك، وها أنا أعلنها على الملأ.

 

نحن نستثمر في بطاريات أيونات الليثيوم الجافة وقد ينجح ذلك، ونستثمر في بطاريات المغنيزيوم magnesium وقد ينجح ذلك أيضا. كما أننا نستثمر في ابتكارات جديدة غير عادية أدعوها «الأشياء النوعية المصغّرة التي لا أعرف لها اسما». وأحسب أن البطارية الرائدة بعد خمسة عشر عاما ستكون البطارية الأقل احتمالا للنجاح بنظر الناس اليوم.

 

يعيدنا ذلك كله إلى الابتكار الجذري، فالشركات التي ستفوز في معركة الجاذبية الاقتصادية الطاحنة وفي القدرة على المنافسة في السوق من دون دعم، هي التي تحاول تجريب التقانات الجذرية. وإذا وُجدت فكرة مبتكرة من المرجَّح أن تكون نسبة فشلها %90، فإنني أتبناها. لماذا؟ لأنه من المرجَّح أن تحقق قفزةً نوعيةً في الأداء. وهذه هي «أطروحة البجعة السوداء في الطاقة» التي وضعتها. لا تبحث عن الحلول في المجالات التي يرتفع فيها احتمال تحقيق النجاح. فهذه كلها لا تتحقق سوى بإضافات بسيطة وإنما ابحث عنها في طرف منحنى التوزيع [الهرمي الشكل] «للاحتمال الأكثر حظا في النجاح».

 

(SA): هل تقع هذه الحلول المتطرفة في بؤرة نشاط الصندوقين اللذين أنشأتهما: بليون دولار لتقانة الطاقة والمعلومات و300 مليون دولار للتجارب العالية المخاطرة؟

<خوسل>: لدينا مال كثير لاستثماره. والمشكلة تكمن في العثور على مَنْ يريد إيجاد اكتشافات غير تلك التي تحقق إضافات بسيطة والتي لا يمكن تطبيقها على مدى واسع. هل تريد إنتاج ديزل حيوي من زيت النخيل؟ عظيم، ربما ينجح مسعاك. ولكن هل يستحق هذا المسعى النجاح؟ لا أرجِّح ذلك.

 

يحاول آخرون إنجاح السحر في مجالات فشل فيها. الوقود من الطحالب؟ لقد قمت بمعاينة عشرين مقترح عمل، ولم أجد واحدا منها مجديا من الناحية الاقتصادية. والأسوأ من ذلك أنني لا أستطيع عند معاينة تكاليف المعالجة أن أحدد الابتكارات الافتراضية التي يمكن أن تحقق تطورا أو تحسنا بمقدار خمس مرات. والآن، هل تستطيع أن تنشئ مصنعا لمعالجة الطحالب للحصول على منتج عالي القيمة مثل نيوتراسيونتال neutraceutical (منتجات غذائية مفيدة صحيا أو طبيا)؟ حتما. وأقترح على المشتغلين بالطحالب تحويل هدفهم إلى المنتجات العالية القيمة، فربما تنجح.

 

إذن، ثمة مالٌ كثير. ولكن لا توجد أعداد كافية من التقانات المبتكرة. ولا يوجد ما يكفي من البارعين من حملة الدكتوراه في هذه المجالات. والواقع أنني أحصي عدد حملة الدكتوراه في كلِّ شركة [نقوم بتمويلها أو نفكر في تمويلها]. فأستدعي كلَّ مدير تنفيذي وأسأله: «ما هو عدد حملة الدكتوراه الذين وظفتهم في الشهر الماضي؟» هذا هو السؤال التقليدي الذي أطرحه. إذ لا يوجد ما يكفي من المهارات التقانية لتحقيق ابتكارات مهمة. فلم تكن جامعاتنا تخرّج ما يكفي من هؤلاء إلى ما قبل سنتين أو ثلاث، حين ازداد الاهتمام بالتقانةالنظيفة أو تقانات الطاقة. والخبر السار هو أن الأذكياء والمبدعين من طلبة الدكتوراه يتّجهون الآن إلى هذه المجالات، ومن ثَمّ سيكون هناك انفجار في الابتكارات في غضون عشر سنين.

 

(SA): تقول إن هناك وفرة في المال، ولكن منتقدي التقانة النظيفة يؤكدون أن تطبيقها على مدى واسع يتطلب الكثير من المال.

 

<خوسل>: هذا خطأ مطلق، وحجةٌ فاسدة. فحجم المال المطلوب لتحقيق تدفّق نقدي تُعادل فيه الأرباح التكاليف أو الاكتتاب العام الأولي (للأسهم) أو لبلوغ مرحلة معقولة يمكن عندها بيع الشركة لا يختلف عما بدت عليه حقيبتنا لأسهم التقانة النظيفة، حقيبتنا الاستثمارية الرئيسية على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية التي كنتُ في أثنائها في شركة كلاينر بيركينز حين كنا نستهدف في نشاطنا تقانة المعلومات أو معدات الاتصال الإلكترونية أو البرمجيات التجارية. وفي تسعينات القرن الماضي احتاج كثير من الشركات إلى خمسين أو مئة مليون دولار للوصول إلى نقطة التعادل. وسوف تحتاج شركاتنا العاملة في مجال أنظمة الإنارة والتكييف إلى استثمارات مبالغ ضمن هذه الحدود.

هل هناك قلة من الشركات التي تحتاج إلى 300 أو 400 مليون دولار؟ أجل بالتأكيد، ولكن لدينا شركات تقانة حيوية بحاجة إلى 300 أو 400 مليون دولار. يبدو أن التوزيع متماثل تقريبا.

 

(SA): رأس المال مهم. ولكن ماذا عن التشريعات القانونية لتقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون؟ فضريبة على الوقود  الأحفوري أو نظام السقف- و-المقايضة(2)  أو وضع معايير لطاقة متجددة تتطلب أن توفر الطاقات المتجددة نسبة مئوية من موارد الطاقة على مستوى الولاية أو المستوى الوطني جميعها وسائل غير مرنة سياسيا؟ بدلا من ذلك تنادي بـ«معيار لإنتاج الكهرباء بأسلوب يخفِّض انبعاثات الكربون»، الذي يتطلب أن تقلص الولايات الانبعاثات من مصادرها الكهربائية بنسبة محددة، مثلا، %80 بحلول عام2030. لماذا قد تنجح مثل هذه الخطة؟

 

<خوسل>: وفقا لمعيار إنتاج الكهرباء بأسلوب يخفِّض انبعاثات الكربون، فإن المقياس الوحيد هو حجم ثنائي أكسيد الكربون المنتج وليس مصدر الطاقة المستعمل أو التقانة النظيفة المستخدمة لتحقيق ذلك الهدف. ويمكن لكلِّ ولاية أن تختار التقانات المناسبة لها، مثل الطاقة الشمسية في أريزونا أو طاقة الرياح في تكساس أو المادة الحيوية في أركنساس. كما يمكن للولايات التي تنتشر فيها محطات الفحم الحجري أو الغاز الطبيعي أن تستخدم لاقط الكربون أو تشظية الكربون لتخفيض الانبعاثات من دون تغيير نوع الوقود،ويكوِّن هذا بدوره ضغطا تنافسيا لتحسين تلك التقانة وتطويرها، وهو ضغط لا وجود له حاليا.

 

كما يُمكِّن معيار إنتاج الكهرباء المنخفضة الكربون أرباب الوقود الأحفوري التقليدي ومحطات الطاقة النووية الجديدة من المنافسة. ونحن بحاجة إلى تضافر جهود الجميع في محاولة تطوير تقانات تخفِّض انبعاثات الكربون تخفيضا جذريا، ولا تقتصر فقط على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. إذ يمكن لتقانة لاقط الكربون من الغاز الطبيعي أن تخفِّض انبعاث الكربون طوال عمر المحطة مثلما تفعل الطاقة الشمسية، فضلا عن أنها أرخص تكلفةً. وإذا لم تشمل خطة تخفيض الانبعاثات محطات الوقود الأحفوري، فلن يصبح لاقط الكربون مجديا من الناحية الاقتصادية. وسوف ينحصر في نطاق المشروعات الباهظة التكلفة التي تُعدّها وزارة الطاقة.

 

وتتمثل الفائدة الإضافية بأن الولايات المتحدة ستطور كثيرا من التقانات الاقتصادية في مجال تخفيض انبعاث الكربون لتجعل من البلد رائدا في تصدير تقانات لاقط الكربون إلى الهند والصين حيث تقع معظم محطات توليد الطاقة من الفحم الحجري.

 

(SA): أنت مؤيد متحمّس لتقانة لاقط الكربون. فقد قلت: «لا أعمل إلا على الأشياء التي تثير اهتمامي، لذلك تتغير اهتماماتي كلَّ بضع سنين وقد حان الوقت لأتعلم شيئا جديدا». ما هي التقانات الأشد إثارة للاهتمام في السنوات الخمس القادمة؟

 

<خوسل>: يثير اهتمامي كلُّ مجال أعاينه. وأنا لست بمازح. لم أعتقد أننا سنبتكر نوعا جديدا لا سابق له من المحرّكات. وحين تفحصنا تكييف الهواء، توقعنا التوصّل إلى كمبرسرات أفضل أداءً – وهذا شيء هامشي. ولكننا اكتشفنا دورة ديناميكية حرارية جديدة، وهذه تقانة جديدة طوَّرها مهندسون في الشركة كيتين Caitin. ولم يستخدم أحد فعلا دورة ديناميكية حرارية جديدة لأغراض تجارية طوال خمسين سنة، أو ربما مئة. لم أكن أتوقع ذلك.

 

والواضح أن الأشخاص الذين عملوا في مجالات الطاقة القديمة طوال ثلاثين سنة لا يتبنون منظورا جديدا، مع أن العالم قد تغيَّر من حولهم. خذ مثلا الهندسة الميكانيكية، فما زلنا نستخدم النظم الميكانيكية العتيقة مثل الكاماتcams لتنظيم الحركة ونقلها إلى الصمامات والأسطوانات في السيارة. والكامة هي قطعة ثابتة من المعدّات، ولكن ظروف القيادة تغيرت، ولذلك يجب تغيير التوقيت. إن ما نحتاج إليه للتوقيت الدقيق لا بل المتغير، هو أجهزة محولات طاقة إلكترونية power electronics تكون أسرع أداءً في فتح الصماماتوإغلاقها. لماذا لا يتم التحكم إلكترونيا في صمامات المحرك كلِّها؟ لماذا يجب على عنفات (توربينات) turbines الرياح أن تدور بسرعة محددة بواسطة ناقل السرعة، بدلا من استخدام محولات الطاقة الإلكترونية لتحويل الطاقة جميعها إلى قوة نستخدمها حسب وتيرة احتياجاتنا؟ هذان مجرد مثالين اثنين؛ ولكن هنالك مئة حالة مشابهة في محولات الطاقة الإلكترونية يمكن أن تؤدي إلى تغيير التطبيقات تغييرا جذريا.

 

ثمة ابتكارٌ إبداعي في كل مجال مهما كان قديما، وهذا يمثَّل مفاجأة ما كنت لأتوقعها.

  مراجع للاستزادة

 

Sun Co-Founder Uses Capitalism to Help the poor. Vikas Bajaj in New York Times, October 5, 2010

 

Khosla Venture’s clean tech investments can be seen at www.khoslaventures.com

 

Vinod Khosla’s argument for a low-carbon-electricity standard can be found by searching for “khosla, LCES” at www.greentechmedia.com

 

(*) Khosla Ventures

(**) IN SEARCH OF THE RADICAL SOLUTION

(1) جون ديري (1804-1886م) مستثمر أمريكي ومصنِّع للأدوات الزراعية.

(2) a cap-and-trade system

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى