أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
العلوم البيئية

حرب الغذاء

 

 

حرب الغذاء(*)

إن المحاصيل المعدلة وراثيا تتلقى – على حد قول قيصر
البحث الزراعي <R. بيتشي> – اتهامات غير مبررة من قبل البيئيين.

مقابلة أجراها <B. بوريل>

 

 

باختصار

   كرائد في تطوير الأغذية المعدلة وراثيا أدى دورا مؤثرا على رأس وكالة أبحاث الزراعة الأمريكية.

   يواصل <R.  بيتشي> الدفاع عن مكانة بارزة للهندسة الوراثية للمحاصيل، ويدّعي أنها توفر أساسا لأغراض الزراعة المستدامة والخالية من المواد الكيميائية التي ستثبت أنها محض نعمة للبيئة مقارنة بمخاطر مضادات الأعشاب والحشرات التقليدية.

   في الوقت نفسه أعرب الناقدون للأغذية المعدلة وراثيا عن قلقهم بسبب تعيين >بيتشي> في منصبه؛ إذ يدّعي >بيتشي> أنه من دون المحاصيل المعدلة وراثيا، سيضطر المزارعون إلى العودة إلى الممارسات القديمة التي من شأنها أن تسبب انخفاضا في غلة المحاصيل وارتفاع الأسعار وزيادة في استخدام المواد الزراعية الكيميائية الضارة بالصحة.

 

نشأ <R.  بيتشي> في أسرة تنتمي إلى طائفة الآميش Amish التقليدية بولاية أوهايو في مزرعة صغيرة كانت تنتج الغذاء «بطرق بدائية» ، باستخدام عدد قليل من المبيدات الحشرية والعشبية أو المواد الزراعية الكيميائية الأخرى. فقد تابع طريقه ليصبح خبيرا مشهورا في ڤيروسات النباتات وليكون أول من أنتج محصولا زراعيا معدلا وراثيا – مثل نبات الطماطم (البندورة) الحامل لجين يمنحه المقاومة لڤيروس الطماطم الفسيفسائي المدمر. لا يرى <بيتشي> فرقا بين الفلاحة بتقنية بسيطة منخفضة التكاليف كان يستخدمها في طفولته بقريته وبين حياة مهنية قضاها في تطوير التقانات الزراعية الحديثة المرتفعة التكاليف؛ إذ يعتبر <بيتشي>  المعالجة الوراثية للنباتات الغذائية طريقة مُسَاعِدَة للحفاظ على تقاليد المزارع الصغيرة بخفض كميات المواد الكيميائية المستخدمة من قبل المزارعين في محاصيلهم.

 

في عام 2009 تولى <بيتشي> زمام العمل في المعهد الوطني للأغذية والزراعة، الذراع البحثي الجديد لوزارة الزراعة الأمريكية ، حيث يتحكم في ميزانية تعادل 1.5 بليون دولار للسعي إلى تحقيق رؤيته المستقبلية عن الزراعة. وفي عام 2010 مَوَّلَ معهد «بيتشي» الأبحاث الزراعية الطموحة، مثل الدراسة الجينية الضخمة لـ 5000  سلالة من القمح والشعير، جنبا إلى جنب مع مشاريع غير متوقعة: مثلا تخصيص 15 مليون دولار لدراسة سلوكية على بدانة الأطفال  في الولايات الريفية.

 

أثار تعيين <بيتشي> جدلا لدى دعاة حماية البيئة لأن عمله ساعد على البدء بمشاريع بقيمة 11 بليون دولار في الصناعة العالمية حول التقانات الحيوية الزراعية. لم تسوق شركات البذور مطلقا نباتاته المقاومة للڤيروسات، ولكن نجاح زراعة نبات الطماطم الذي أظهر مقاومة شبه كاملة للعديد من سلالات الڤيروس المختلفة – أكد على أهمية التقانة التي اعُتُمدت في النهاية على نطاق واسع من قبل المزارعين في الولايات المتحدة. وحاليا في الولايات المتحدة فإن أكثر من %90 من فول الصويا ومحاصيل القطن وأكثر من %80  من نباتات الذرة هُنْدِسَت وراثيا لمقاومة مبيدات الأعشاب والحشرات باستخدام أساليب مماثلة لتلك التي طورت من قبل <بيتشي>. أثارت علاقات <بيتشي>القوية بالشركات الزراعية الكبيرة قلق المزارعين العضويين organic farmersوأولئك الذين يفضلون الطعام المنتج في مناطق قريبة منهم(1)  الكثير من تمويل عمله في زراعة الطماطم من شركة مونسانتو – إضافة إلى دفاعه عن التعديل الوراثي للمحاصيل الغذائية. لا يزال <بيتشي> ثابتا على موقفه. وعلى الرغم من أنه يعتقد أن شركات البذور يمكنها أن تفعل المزيد لتحسين الأمن الغذائي في العالم النامي، لكنه يصر على أن التعديل الوراثي (المعالجة الجينية) أمر ضروري لإطعام الأعداد المتزايدة من سكان الأرض على نحو مستدام. والآن مع مقتطفات من محادثتنا الهاتفية مع السيد <بيتشي>:

 

مجلة ساينتفيك أمريكان (SA): هل كنت حاضرا لترى الطماطم المعدلة وراثيا وهي تنمو عندما زُرعت في الحقل في إلينوي في عام 1987؟

 

<بيتشي>: بالطبع , فقد كنت أنا من قام بزراعتها وكنت أقوم بعزقها؛ حيث كنت أَمرّ على المكان مرة في الأسبوع، وأتحقق بنفسي من كل شيء في الحقل؛ كما ساعدتني ابنتي (K.C.) في نزع الأعشاب الضارة حول الطماطم في مرة من المرات. أردتُ حقا أن أرصد المزروعات وأرى كيف تطورت.

 

(SA): هل تفاجأت بفعالية الجين المقاوم للڤيروس؟

 

<بيتشي>: بكــــل تأكيــــــد , فبينمــا كانت النباتات الأم والتي لا تحوي الجين تزداد ضعفا، كانت تلك النباتات المحتوية للجين تبدو وكأنها تتفجر حيوية كالديناميت. ما زلت أحتفظ بالصور الأصلية منذ 25 عاما. إنه لشيء جميل حتى الآن أن ننظر إلى هذه الصور ونقول: «لقد عمل فريقنا بجد حقا». رَأى أُناس آخرون النوع نفسه من الأعمال التقانية تطبق على الخيار والپاپاياpapaya واليقطين والفلفل الأخضر. كثير من الناس يندهش من البساطة النسبية للمبدأ النظري ولمدى التأثير الكبير الذي قد ينتج منه.

 

(SA): إن الفعالية التي حققتها مثل هذه التجارب لا تدوم في الواقع إلى الأبد. نحن نرى اليوم أن هذه التقانات قدمت لنا نباتات مقاومة للحشرات وللأمراض النباتية التي تمت السيطرة عليها. فهل تعتقد أن الصناعة اعتمدت بشكل كبير على التعديل الوراثي كحل لكل المشكلات كرصاصة فضية؟

 

<بيتشي>: لا، تَحْدثُ هذه الأشياء في استنسال(2) النبات بجميع أنواعه, سواء أكان الاستنسال تقليديا أو جزيئيا كما نفعل الآن. وفي الستينات والسبعينات من القرن العشرين انتشرت أنماط جديدة من مرض صدأ القمح بفعل الرياح القادمة من المكسيك، لذا نشط مستنسلو النباتات جدا في إيجاد مقاومة لهذا النمط من الصدأ، ولكن بعد عدة سنوات سينتشر نمط آخر من الصدأ، لذا سيكون عليهم العمل مسبقا بحثا عن أنواع مقاومة للأنماط الجديدة.

 

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2011/9-10/sa0411Bore01_opt.jpeg

 

لا توجد مقاومة دائمة للأمراض، مما يطرح السؤال التالي: لماذا قمنا بالتعديل الوراثي للنباتات الزراعية في المقام الأول؟ ما قمنا به خلال الـ 15  أو20 عاما الماضية هو أننا قللنا من استخدام المبيدات الحشرية في البيئة، وهذا شيء رائع. ما نتساءل عنه الآن هو هل سنعود إلى استخدام المواد الكيميائية فقط، أو أننا سنجد جينات جديدة تتوافق مع تنوع الآفات التي نراها في جميع أنحاء العالم.

 

فعلى عكس الولايات المتحدة, تواجه المناطق الاستوائية في العالم ومن ضمنها أجزاء من الصين، ضغطا متواصلا من حشرات متعددة. ويحتاج العلماء إلى مجموعة متنوعة من التقنيات الجينية المختلفة للسيطرة على المجموعة المتنوعة من الحشرات الضارة بالمحاصيل، أو أنه قد يكون من الضروري تطبيق التقانات غير الجينية مثل مختلف المبيدات الحشرية غير المجرّبة للسيطرة عليها. وعموما، سوف نجد أنواعا من الجينات التي من شأنها الحماية من الذباب الأبيض في بلد ما ومن يرقاته في بلد آخر. إذا نجحنا في هذا فإنه سيكون لدينا حلول وراثية لهذه الأسئلة وليس حلولا كيميائية، ومن ثم، في رأيي، ستكون الحلول أكثر استدامة.

 

(SA): يشكو نقاد صناعة التقانة الحيوية الزراعية من أنها ركزت على تأمين مصالح المزارعين بدلا من تحسين نوعية الأغذية للمستهلكين. ماذا تقول لهم ؟

 

<بيتشي>: في السنوات الأولى اهتم الكثيرون منا في الوسط الجامعي باستخدام الهندسة الوراثية لتعزيز محتوى الڤيتامين في الطعام وتحسين نوعية البروتينات في البذور وتطوير المحاصيل الزراعية التي لا تتطلب استخدام المبيدات – وجميع ما فكرنا فيه مفيد للزراعة وللمستهلكين. وقد كانت عملية الموافقة على منتجات التقانة الحيوية مرهقة ومكلفة وغير معروفة للأكاديميين. وسيتطلب الأمر اللجوء إلى القطاع الخاص لجعل التقانات الجديدة ناجحة لإيجاد فرصة لمنح المزارعين محاصيل ذات إنتاجية عالية. إلا أن شركات الصناعات الغذائية التي تشتري تلك المحاصيل (مثل المطاحن العامة، كيلوگز Kellogg’s) لم تعتد أن تدفع أكثر من أجل شراء القمح أو الشوفان الأعلى من حيث القيمة الغذائية أو الخضار المحتوية على كميات أكبر من المعادن.

 

(SA): لم لا؟

 

<بيتشي>: لأن الشعب الأمريكي لا يرغب في دفع المزيد مقابل الحصول على تلك المنتجات.

 

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2011/9-10/sa0411Bore02_opt.jpeg
يكفي محصول الذرة المعدلة وراثيا لأكثر من 80 في المئة للسلالات الأمريكية من هذا المحصول.

 

(SA): المستهلكون اليوم مستعدون لدفع مبالغ أكثر للمحاصيل التي تسمى عضوية organic أو حتى الخالية من التعديل الوراثي GM-free، لأنهم ينظرون إلى مثل هذه المحاصيل على أنها أكثر استدامة. كيف تعتقدون أن المحاصيل المعدلة وراثيا يمكن أن تساعد على جعل الزراعة أكثر استدامة؟

 

<بيتشي>: في رأيي، إن المحاصيل المعدلة وراثيا (GM) التي لدينا أسهمت بالفعل في الزراعة المستدامة، فقد خفضت من استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب الضارة وساعدت على منع تدهور التربة لأن محاصيل الزراعة المعدلة وراثيا تشجع على استخدام أساليب الزراعة من دون حراثة. ومع ذلك، هناك الكثير الذي يمكن القيام به. وكما تعلمون، تمثل الزراعة والحراجة(1)نحو 31 في المئة من الانبعاثات الناتجة لغازات الاحتباس الحراري (الدفيئة)greenhouse، أي أكثر من الـ26 في المئة الناتجة من قطاع الطاقة والزراعة تعتبر مصدرا رئيسيا لانبعاثات غاز الميثان وأكاسيد النتروجين، وهي مسؤولة عن بعض التلوث في المجاري المائية وذلك بفعل الأسمدة المتسربة من الحقول. والزراعة بحاجة إلى تحسين ذلك.

 

لم نصل بعد إلى الحد الأعلى لتعداد سكان العالم، وربما لن نصل إلى ذلك حتى عام 2050 أو 2060. وفي غضون ذلك، يجب علينا زيادة الإنتاج الغذائي وتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتقليل من تآكل التربة والحد من تلوث المجاري المائية. إنه تحدٍ هائل، ولكن مع التقانات الجديدة في مجال البذور وإنتاج المحاصيل الزراعية، سيكون من الممكن التقليل من استخدام الأسمدة الكيميائية وكمية الري مع المحافظة على المردود العالي. وسوف تساعد على ذلك البذور الأفضل ، وكذلك تطور الممارسات الزراعية.

(SA): تردد علماء البيئة في تبني المحاصيل المعدلة وراثيا بسبب مخاوف انتقال الجينات إلى المحاصيل غير المعدلة وراثيا وكذلك إلى النباتات البرية الأصلية. وهذا هو أحد الأسباب التي أدت بقاض اتحادي في ولاية كاليفورنيا إلى أن يأمر مؤخرا بتدمير محاصيل الشوندر السكري المعدلة وراثيا.

 

<بيتشي>: أنت على صواب. ومع ذلك، فمن المهم الإشارة إلى أن حكم المحكمة لم يكن حول سلامة الشوندر السكري أو النباتات التي تنتج من التلاقح بين الأنواع. فالمزارعون الذين أحضروا عينة ممتازة من محاصيلهم على أساس أنها عضوية – يلاحظ من تعريفها أنها لا تتضمن هندسة جينية (تعديل جيني). فهم قلقون لأن محاصيلهم غير المعدلة وراثيا non-GM  ستتلقح بلقاح من المحاصيل المعدلة وراثيا مما سيقلل من قيمتها. فالموضوع والحالة هذه ليس قضية سلامة الغذاء وإنما قضية تسويق المُنتَج.

 

ومن ناحية أخرى، صحيح أن هناك أسبابا تدفعنا للمحافظة على الأنواع البرية من المحاصيل النباتية فهي تؤدي دور مستودع يضمن التنوع الوراثي. وهنا في الولايات المتّحدة على سبيل المثال، لا تُزْرَعُ الذرةُ المعدلة وراثيا بجانب الذرة الصفراء البرّية الآتية منْ المكسيك. هناك بَعْض أنواع النباتات المحلية التي قد يحدث التلاقح فيما بينها، ومنها على سبيل المثال الشمام والقرع إذ تنمو بعض الأسلاف البرية في الحقول. ومن الأهمية بمكان أن نضمن الحفاظ على هذه المادة الوراثية.

 

وقد يكون من المستحسن في بعض الأرجاء نقل ميزة مقاومة المرض أو الآفات، سواء كانت طبيعية الوجود أو ناشئة عن تعديل وراثي، إلى الأعشاب الضارة ذات القرابة، وذلك لأن هذا سوف يقلل من انتشار الحشرات أو الممرضات (العوامل الممرضة)(2) pathogens في المنطقة.

 

(SA): قد يكون هذا الأمر إيجابيا بالنسبة إلى الزراعة، ولكن ليس بالضرورة إلى النظم البيئية البرية. فما هي العواقب إذا قمت بتكوين أرز غني بالڤيتامينA وانتشر هذا الجين في بيئة يكون فيها الڤيتامين A  نادرا؟

 

<بيتشي>: لا يتوقع معظم العلماء أي عواقب سلبية إذا انتقلت الجينات المستخدمة في تطوير الأرز الذهبي (الأرز الغني بالڤيتامين A) إلى أصناف أخرى أو إلى الأصناف البرية القريبة. وفي المقابل، إن الفائدة من انتشار الأرز الذهبي على نطاق واسع كغذاء لأولئك الذين يفتقر غذاؤهم إلى الڤيتامين Aستكون هائلة. تخيل فيما لو أخرنا السماح بمثل تلك الأغذية المعدلة، تاركين مئات الآلاف من الأطفال يصابون بالعمى، أو ضعف البصر، أو الوفيات المبكرة بسبب نقص الڤيتامين A. ما هي قيمة البصر عند الأطفال؟ وما هو الضرر المحتمل حدوثه من انتقال الصفة الجينية إلى الأرز البري أو الوحشي؟ أنت على حـــق، فلا تستطيع أن تقول إن في كل مكان في أي بلد أو كل مكان في العالم أو كل بيئة، ساخنة كانت أم باردة، لن يكون لها تأثير، ولكن نحن بحاجة إلى الموازنة بين المحاذير والمنافع.

 

(SA): يشكو بعض العلماء من أن شركات التقانات الحيوية قد أعاقت الأبحاث الخاصة بالمحاصيل المعدلة وراثيا. أليست هناك حاجة لمثل هذه الدراسات للحصول على إجابات حول مخاطر هذه المحاصيل؟

 

<بيتشي>: هذا سؤال معقد بسبب العوامل المختلفة الكثيرة المنخرطة. وفي رأيي، هذا المجال سيكون أكثر تقدما إذا أسهم عدد أكبر من العلماء الأكاديميين في الاختبار وأجريت أنواع أخرى من التجارب. لقد كانت مشاركة القطاع الأكاديمي ضعيفة جدا في بعض هذه الحالات. ومنذ البداية حثّ الكثير منا على أن يكون هناك مزيد من المشاركة، وأنا أستطيع أن أفهم قلق الأكاديميين.

 

من ناحية أخرى، سَألتُ الشركات لماذا لا تُتيح البذور للدراسة من قبل العلماء الأكاديميين؟ فأشار البعض إلى أن عددا من الدراسات الأكاديمية في السنوات الـ 20 الماضية حول استخدام المحاصيل المعدلة وراثيا كان ناقصا أو سيئ التصميم. ونتيجة لذلك ، كان هناك الكثير من الجهد الضائع من قبل العديد من العلماء الآخرين الذين تابعوا مثل هذه الدراسات.

 

لنأخذ حالة التقرير القائل إن حبوب لقاح الذرة المقاومة للحشرات تضر بيرقات الفراشة الملكية وغيرها من الفراشات، والذي قاد الكثيرين إلى الاستنتاج بأن الذرة المعدلة وراثيا سيكون لها أثر مدمر في تعداد الفراشات الملكية. هذه النتيجة نُشرت على نطاق واسع في وسائل الإعلام، كما بذلت وزارة الزراعة قدرا كبيرا من الجهد على تعداد الفراشات الملكية والاستثمار في متابعة الأبحاث التي أظهرت في النهاية أن اليرقات من المرجح أن تتأثر في ظل ظروف محدودة جدا: على سبيل المثال، إذا حدث تلقيح المحاصيل في الوقت نفسه والمكان ذاته الذي يتم فيهما نمو اليرقات، وهي حالة نادرة جدا جدا.

 

إضافة إلى ذلك، يفيد استخدام الذُرة المقاومة للحشرات في خفض الاستخدام للمبيدات الكيميائية، مما يسبب ازديادا في عدد الفراشات والحشرات الأخرى. من هذه الأمثلة وغيرها، فإن الشركات كانت قلقة بخصوص جودة بعض الدراسات الأكاديمية، وشعرت بأنها قد تخسر أكثر مما تكسب في مثل تلك الحالات. ومع ذلك فإن الفائدة المرجوة من العلماء الأكاديميين من خلال إجراء دراسات مصممة تصميما جيدا على المحاصيل المعدلة وراثيا، لهي فائدة كبيرة، وآمل بأن تؤدي إلى مزيد من التعاون في المستقبل، وشكوك أقل بين علماء القطاع العام والقطاع الخاص في مجال التقانة الحيوية والزراعة.

 

(SA): ماذا ستكون النتيجة فيما إذا رفعت المحاصيل المعدلة وراثيا فجأة من السوق؟

 

<بيتشي>: هنا في الولايات المتحدة، يحتمل حدوث زيادة بسيطة في أسعار المواد الغذائية نظرا للكفاءة العالية حاليا نتيجة لاستخدام ميزات التعديل الوراثي والتي أدت إلى انخفاض أسعار المواد الغذائية. يتعين علينا أن نعود إلى أنواع الإنتاج الأقدم التي من شأنها أن تؤدي إلى انخفاض كثافة المزروعات ومن المحتمل إلى انخفاض مردود الفدان. نريد أن نرى زيادة في عدد الهكتارات المزروعة، بما في ذلك استخدام بعض الأراضي شبه الزراعية، لزيادة الناتج الإجمالي. في الولايات المتحدة والدول الأخرى، توجد زيادة كبيرة في استخدام الكيميائيات الزراعية(5)  مما سبب زيادة القضايا المتعلقة بالصحة ذات الصلة. ومع أن هناك تقدما كبيرا في مجال زراعة النباتات خلال السنوات الـ 20 الماضية، سيكون مردود المحاصيل الرئيسة مثل فول الصويا والذرة والقطن أقل في غياب التقانة الحيوية مما سيكون عليه في حال وجودها. وإذا هبط إنتاجُ المحصول العالمي الكليِّ، فسيَكُونُ تأثير هذا الهبوط على الأمم الفقيرة أكبر منه على الأمم الأكثر غنى. وسوف تعاني البلدان الفقيرة زراعيا أكثر من تلك البلدان التي تمتلك قاعدة قوية لإنتاج الغذاء الزراعي.

 

<B. بوريل> يقطن في مدينة نيويورك، وكثيرا ما يكتب عن العلوم والبيئة لمجلتي: ساينتفيك أمريكان و  نيتشر.

  مراجع للاستزادة

 

Genetically Modified Foods: Debating Biotechnology. Edited by Michael Ruse and David Castle. Prometheus Books, 2002

 

Safe Food: The Politics of Food Safety. Marion Nestle. University of California, 2010

 

(*) FOOD FIGHT

(1) locavores

(2) breeding

(3) أو العوامل المسببة للمرض.

(4) forestry

(5) agrochemicals

http://oloommagazine.com/Images/none.gif

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى