أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
علم السياسة

العلماء يبدؤون بتحليل رئاسة ترامب

أخبار‭ ‬بالتفصيل

السياسة‭ ‬الأمريكية

مخاوف‭ ‬حول‭ ‬أبحاث‭ ‬العلوم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمناخ،‭ ‬آمال‭ ‬بتعزيز‭ ‬البنية‭ ‬التحتيّة‭.‬

بقلم‭: ‬جيفري‭ ‬ميرفيس


أحدث‭ ‬فوز‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬المفاجئ‭ ‬على‭ ‬هيلاري‭ ‬كلينتون‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬تغييرا‭ ‬عميقا‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬الأمريكي‭. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬أقل‭ ‬ارتباكا‭ ‬بسبب‭ ‬النتيجة‭ ‬من‭ ‬غيرهم؛‭ ‬النتيجة‭ ‬التي‭ ‬سلَّمت‭ ‬البيتَ‭ ‬الأبيض‭ ‬على‭ ‬طبق‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬إلى‭ ‬رجل‭ ‬يعارضه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأكاديميّين،‭ ‬وحافظت‭ ‬على‭ ‬سيطرة‭ ‬الجمهوريين‭ ‬على‭ ‬كلٍّ‭ ‬من‭ ‬مجلسي‭ ‬الشيوخ‭ ‬والنوّاب‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬بدأت‭ ‬المؤسسة‭ ‬العلمية‭ ‬بالاتحاد‭ ‬وراء‭ ‬رسالة‭ ‬مشتركة‭: ‬لا‭ ‬تجبَنوا‭ ‬ولا‭ ‬تفترضوا‭ ‬الأسوأ‭. ‬واصلوا‭ ‬إخبار‭ ‬الإدارة‭ ‬والكونغرس‭ ‬القادمين‭ ‬بأهمية‭ ‬الأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬ومساهمتها‭ ‬في‭ ‬ازدهار‭ ‬الأمة‭ ‬وأمنها‭. ‬

وينبع‭ ‬الشعور‭ ‬المجتمع‭ ‬العلمي‭ ‬الأوّلي‭ ‬اليائس‭ ‬من‭ ‬تعليقات‭ ‬ترامب‭ ‬العامّة‭ ‬المُشكِّكة‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬مفاهيم‭ ‬علمية‭ ‬أساسية‭ ‬مثل‭ ‬التطعيم‭ ‬وتغيّر‭ ‬المناخ،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬مستشار‭ ‬ذي‭ ‬معرفة‭ ‬علمية‭ ‬في‭ ‬فريق‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية‭.  ‬“مدفوعون‭ ‬بالحذر‭ ‬بشأن‭ ‬دعم‭ ‬ترامب‭ ‬للعلوم؛‭ ‬سيراقب‭ ‬المجتمع‭ ‬العلمي‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬لمعرفة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬خطاباته‭ ‬السابقة‭ ‬وإيجاد‭ ‬وسيلة‭ ‬لإثبات‭ ‬أنه‭ ‬سيحترم‭ ‬العلم‭ ‬وسيأخذه‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد،”‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬توبين‭ ‬سميث‭ ‬Tobin Smith،‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬للسياسات‭ ‬في‭ ‬رابطة‭ ‬الجامعات‭ ‬الأمريكية‭ ‬Association of American Universities،‭ ‬وهو‭ ‬اتحاد‭ ‬يقع‭ ‬مقره‭ ‬واشنطن،‭ ‬ويُعدٌُ‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الجامعات‭ ‬البحثية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

وأحد‭ ‬الأمور‭ ‬المثيرة‭ ‬للقلق‭ ‬هي‭ ‬كيفية‭ ‬ممارسة‭ ‬الرئيس‭ ‬الجديد‭ ‬لسلطاته‭ ‬التنفيذيّة‭ ‬الهائلة‭. ‬فبِجرّة‭ ‬قلم،‭ ‬يستطيع‭ ‬ترامب‭ ‬مثلا‭ ‬أن‭ ‬يمحوا‭ ‬الأوامر‭ ‬التنفيذية‭ ‬من‭ ‬عهد‭ ‬أوباما‭ ‬التي‭ ‬أصدرها‭ ‬لتخفيف‭ ‬القيود‭ ‬على‭ ‬أبحاث‭ ‬الخلايا‭ ‬الجذعية‭ ‬الجنينية‭ ‬البشرية،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يقوّض‭ ‬أنظمة‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انبعاثات‭ ‬الغازات‭ ‬الدفيئة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحماية‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬الصغيرة‭.‬

من‭ ‬الأمور‭ ‬الأخرى‭ ‬المثيرة‭ ‬للقلق‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬رئيسا‭ ‬جمهوريا‭ ‬هو‭ ‬أقل‭ ‬احتمالا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يهدِّد‭ ‬باستخدام‭ ‬حق‭ ‬النقض‭ ‬ضد‭ ‬تشريعات‭ ‬يصدرها‭ ‬كونغرس‭ ‬جمهوريّ‭. ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التهديد‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬كافيا‭ ‬لعرقلة‭ ‬تشريعٍ‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬المكتب‭ ‬البيضاوي‭. ‬فقد‭ ‬اعتاد‭ ‬الرئيس‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬محاربة‭ ‬مقترحات‭ ‬عارضها‭ ‬المجتمع‭ ‬العلمي‭ ‬أيضا،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬خطط‭ ‬لتغيير‭ ‬مراجعة‭ ‬الأقران‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنيّة‭ ‬للعلوم‭ ‬National Science Foundation‭ (‬اختصارا‭: ‬المؤسسة‭ ‬NSF‭) ‬،‭ ‬والحدِّ‭ ‬من‭ ‬أبحاث‭ ‬الأرض‭ ‬والبيئة‭ ‬والعلوم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تمولها‭ ‬المؤسسة‭ ‬NSF‭ ‬ووكالة‭ ‬ناسا،‭ ‬وإضعاف‭ ‬القوانين‭ ‬البيئية‭. ‬وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬أوباما‭ ‬قد‭ ‬صوّت‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬لصالح‭ ‬عشرات‭ ‬القوانين،‭ ‬يتضمّن‭ ‬ثلثاها‭ ‬أمورا‭ ‬متعلقة‭ ‬بالمناخ‭ ‬والبيئة‭. ‬

فهنالك‭ ‬مسألة‭ ‬التأثير‭ ‬الذي‭ ‬ستحدثه‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬التمويل‭ ‬الاتحادي‭ ‬للأبحاث‭. ‬فالأخبار‭ ‬المشجعة‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الحزب‭ ‬الذي‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬والكونغرس،‭ ‬فإن‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬العلم‭ ‬قد‭ ‬ظل‭ ‬ثابتا‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬الميزانية‭ ‬الاتحادية‭ ‬العامة‭ – ‬نحو‭ ‬10‭ ‬٪‭ ‬من‭ ‬الإنفاق‭ ‬التقديري‭ ‬للأغراض‭ ‬غير‭ ‬الدفاعية،‭ ‬كمقياس‭ ‬واحد‭ ‬مشترك‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مجالات‭ ‬مثل‭ ‬الأبحاث‭ ‬الطبيّة‭ ‬الحيويّة‭ ‬تتمتّع‭ ‬بتأييد‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬الحزبين‭. ‬لكن‭ ‬مجالات‭ ‬أخرى‭ ‬–‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مجالات‭ ‬المناخ‭ ‬والعلوم‭ ‬البيئية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬–‭ ‬لا‭ ‬تحظى‭ ‬بشعبية‭ ‬واسعة‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجمهوريين،‭ ‬ومن‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يتمّ‭ ‬الضغط‭ ‬عليها‭. ‬

لكن‭ ‬التاريخ‭ ‬قد‭ ‬أظهر‭ ‬أن‭ ‬سيطرة‭ ‬الحزب‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬والكونغرس‭ ‬لا‭ ‬يضمن‭ ‬الانسجام‭ ‬التشريعي‭. ‬ويمكن‭ ‬للخلافات‭ ‬الحادة‭ ‬أن‭ ‬تنشأ‭ ‬بعد‭ ‬ترجمة‭ ‬قائمة‭ ‬أولويات‭ ‬ترامب‭ ‬الأولية‭:  ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الهجرة،‭ ‬وإلغاء‭ ‬واستبدال‭ ‬قانون‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬ذي‭ ‬الأسعار‭ ‬معقولة‭ ‬–‭ ‬إلى‭ ‬مقترحات‭ ‬بقانون‭. ‬يُمكن‭ ‬حتى‭ ‬لبعض‭ ‬أهداف‭ ‬ترامب‭ ‬أن‭ ‬تخلق‭ ‬فُرصًا‭ ‬لدعاة‭ ‬العلم‭ ‬وحُماتِه،‭ ‬مثل‭ ‬تعهد‭ ‬حملته‭ ‬بضخّ‭ ‬مئات‭ ‬البلايين‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭ ‬لإصلاح‭ ‬الطرق‭ ‬والجسور‭ ‬والموانئ‭ ‬والمطارات‭ ‬وشبكات‭ ‬السكك‭ ‬الحديديّة‭. ‬إذ‭ ‬ترغب‭ ‬المجموعات‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬إدراج‭ ‬البُنية‭ ‬التحتية‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والعلمية‭ ‬ضمن‭ ‬أي‭ ‬قانون‭. ‬

وزيادة‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬جذّاب‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الأعضاء‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬الحزبين‭. ‬“‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يشجّع‭ ‬على‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ويخلق‭ ‬فرصا‭ ‬للعمل‭ ‬سيجعل‭ ‬أمريكا‭ ‬أفضل،”‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬زعيم‭ ‬الأغلبية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬الجمهوري‭ ‬السابق‭ ‬ترنت‭ ‬لوت‭ ‬Trent Lott،‭ ‬وهو‭ ‬الآن‭ ‬زميل‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬سياسة‭ ‬الحزبين‭ ‬Bipartisan Policy Center‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬واشنطن‭. ‬لكن‭ ‬لوت‭ ‬وآخرين‭ ‬يقولون‭ ‬إن‭ ‬إيجاد‭ ‬وسيلة‭ ‬لتأمين‭ ‬تكاليف‭ ‬أي‭ ‬برنامج‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬سيكون‭ ‬نقطة‭ ‬خلاف‭ ‬رئيسيّة‭. ‬

وإذا‭ ‬حُلّت‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬فإن‭ ‬قانون‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬أفضل‭ ‬فرصة‭ ‬لمناصري‭ ‬العلوم‭ ‬لتأمين‭ ‬ارتفاع‭ ‬قصير‭ ‬المدى‭ ‬في‭ ‬التمويل‭ ‬الاتحادي‭ ‬للأبحاث‭.  ‬ويستندون‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬نموذج‭ ‬حزمة‭ ‬التحفيز‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لعام‭ ‬2009‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬بعد‭ ‬تولّي‭ ‬أوباما‭ ‬لمنصبه‭ ‬بفترة‭ ‬وجيزة،‭ ‬حيث‭ ‬شملت‭ ‬21‭ ‬بليون‭ ‬دولار‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬وكالات‭ ‬الأبحاث‭. ‬

وفي‭ ‬غياب‭ ‬مبادرات‭ ‬مماثلة‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المرجّح‭ ‬أن‭ ‬يظلّ‭ ‬الإنفاق‭ ‬العلمي‭ ‬ضئيلا‭. ‬ومن‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسية‭ ‬لذلك‭ ‬هو‭ ‬قانون‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬العجز‭ ‬في‭ ‬الميزانية‭ ‬الفيدرالية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بقاء‭ ‬الحدّ‭ ‬من‭ ‬الإنفاق‭ ‬التقديري‭ ‬العام‭ ‬ساري‭ ‬المفعول‭. ‬وقد‭ ‬تسبب‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬بخفض‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬في‭ ‬الإنفاق‭ ‬عرف‭ ‬باسم‭ ‬العزل‭ ‬Sequestration‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2013،‭ ‬ولم‭ ‬تتقلّص‭ ‬سياسة‭ ‬خفض‭ ‬العجز‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭. ‬

وقد‭ ‬يحاول‭ ‬ترامب‭ ‬تعديل‭ ‬ذلك‭ ‬القانون‭ ‬لتعزيز‭ ‬الإنفاق‭ ‬للأغراض‭ ‬العسكرية،‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬يرغب‭ ‬فيه‭ ‬أيضا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬الكونغرس‭ ‬الجمهوريّين،‭ ‬دون‭ ‬زيادة‭ ‬الميزانيات‭ ‬المحلّية‭ ‬كذلك‭. ‬إن‭ ‬أي‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬الإنفاق‭ ‬الدفاعي‭ ‬سيتطلّب‭ – ‬تحت‭ ‬القانون‭ ‬الحالي‭ ‬–‭ ‬خفضا‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬المحلّية‭: ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬كل‭ ‬وكالة‭ ‬علمية‭ ‬خارج‭ ‬قسم‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬القومي‭. ‬سيعارض‭ ‬معظم‭ ‬أعضاء‭ ‬الكونغرس‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬بشدة،‭ ‬ولديهم‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬الأصوات‭ ‬اللازمة‭ ‬للرفض‭ ‬وهي‭ ‬40‭ ‬صوتا‭ (‬على‭ ‬افتراض‭ ‬أن‭ ‬الأغلبية‭ ‬الجمهوريّة‭ ‬لن‭ ‬تغيّر‭ ‬القواعد‭ ‬المسمّاة‭ ‬بـ‭ ‬“قواعد‭ ‬التعطيل”‭). ‬

وستضطر‭ ‬الإدارة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬إلى‭ ‬الإدلاء‭ ‬بدلوها‭ ‬بشأن‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬مجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والشيوخ‭ ‬الجمهوريّين‭ ‬حول‭ ‬نهج‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للعلوم‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬الأبحاث‭. ‬وقد‭ ‬أثار‭ ‬النائب‭ ‬عن‭ ‬ولاية‭ ‬تكساس‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬لامار‭ ‬سميث‭ ‬Lamar Smith‭ ‬غضب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬حين‭ ‬كتب‭ ‬تدابير‭ ‬لإعادة‭ ‬تفويض‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنيّة‭ ‬للعلوم‭ ‬تقترح‭ ‬تخفيض‭ ‬التمويل‭ ‬لعلوم‭ ‬الأرض‭ ‬والعلوم‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تغييرات‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬المؤسسة‭ ‬NSF‭ ‬لمراجعة‭ ‬الأقران،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اختيار‭ ‬أفضل‭ ‬الأفكار‭. ‬يقول‭ ‬سميث‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬سوى‭ ‬استخدام‭ ‬الأموال‭ ‬الشحيحة‭ ‬أفضل‭ ‬استخدام،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يقول‭ ‬العلماء‭ ‬أنه‭ ‬يريد‭ ‬فرض‭ ‬آرائه‭ ‬على‭ ‬آراء‭ ‬الخبراء‭. ‬وقد‭ ‬هدّدت‭ ‬إدارة‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬أوباما‭ ‬باستخدام‭ ‬حق‭ ‬النقض‭ ‬ضد‭ ‬تشريع‭ ‬سميث‭ ‬لأنه‭ ‬“قد‭ ‬يلقي‭ ‬بظلال‭ ‬على‭ ‬قيمة‭ ‬الأبحاث‭ ‬الأساسية‭… ‬ولن‭ ‬يضيف‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬مسؤولية‭ ‬التمويل‭ ‬الاتحادي‭ ‬للبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬يضيف‭ ‬–‭ ‬بلا‭ ‬داع‭ ‬–‭ ‬أعباءً‭ ‬بيروقراطيّة‭.‬”‭ ‬

كما‭ ‬لم‭ ‬يتبنَّ‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬بدوره‭ ‬رؤية‭ ‬سميث‭. ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬وعوضًا‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬لجنة‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬قد‭ ‬أيدت‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي‭ ‬ممارسات‭ ‬المؤسسة‭ ‬NSF‭ ‬في‭ ‬نسختها‭ ‬الخاصة‭ ‬لقانون‭ ‬إعادة‭ ‬التفويض‭. ‬وتأمل‭ ‬جماعات‭ ‬الضغط‭ ‬العلمية‭ ‬بأن‭ ‬تسود‭ ‬نظرة‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬في‭ ‬المفاوضات‭ ‬الجارية،‭ ‬وذلك‭ ‬لتسوية‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬الهيئتين‭. ‬

العلماء يبدؤون بتحليل رئاسة ترامب
Chris Bain / Shutterstock.com

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الصورة‭ ‬الكبيرة،‭ ‬فإن‭ ‬موقف‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬العلم‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬لغزًا‭. ‬لم‭ ‬يعلن‭ ‬بعد‭ ‬فريق‭ ‬ترامب‭ ‬الانتقالي‭ ‬عن‭ ‬الشخص‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬مراجعة‭ ‬السياسات‭ ‬والتعيينات‭ ‬في‭ ‬وكالات‭ ‬العلوم‭ ‬الأساسية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭: ‬المعاهد‭ ‬الوطنية‭ ‬للصحة‭ ‬National Institutes of Health،‭ ‬والمؤسسة‭ ‬NSF‭ ‬ووكالة‭ ‬ناسا‭. ‬“لا‭ ‬يعني‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬ييأس‭ ‬مناصرو‭ ‬العلم”‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬جماعات‭ ‬الضغط‭ ‬جولي‭ ‬ويدر‭ ‬Joel Widder‭ ‬من‭ ‬شركاء‭ ‬العلوم‭ ‬الاتحادية‭ ‬Federal Science Partners‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬واشنطن‭. ‬“إلى‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬سنتحدث‭ ‬إليه‭ (‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬لإدارة‭ ‬ترامب‭) ‬فإني‭ ‬سأُبقي‭ ‬الرسالة‭ ‬بسيطة‭: ‬يولّد‭ ‬دعم‭ ‬الأبحاث‭ ‬الأساسية‭ ‬المعرفة‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تغذي‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتوفّر‭ ‬المواهب‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إليها‭ ‬الصناعة،”‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬ويدر،‭ ‬عضو‭ ‬الكونغرس‭ ‬ومدير‭ ‬الشؤون‭ ‬الحكومية‭ ‬السابق‭ -‬ولوقت‭ ‬طويل‭- ‬لدى‭ ‬المؤسسة‭ ‬NSF‭.‬

يقدّم‭ ‬ويدر‭ ‬النصيحة‭ ‬ذاتها‭ ‬للذين‭ ‬يخشون‭ ‬من‭ ‬مماطلة‭ ‬ترامب‭ ‬أو‭ ‬اختياره‭ ‬لشخصٍ‭ ‬لا‭ ‬يتمتّع‭ ‬بتقدير‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬العلمي‭. ‬وسواءً‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬مقبولا‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬فإن‭ ‬ساسة‭ ‬العلم‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬التأخير‭ ‬الطويل‭ ‬في‭ ‬تعيين‭ ‬أحد‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬العلم‭ ‬أمرٌ‭ ‬ثانوي‭ ‬–‭ ‬أو‭ ‬أسوأ‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬–‭ ‬لدى‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الجديدة‭. ‬ويقول‭ ‬ويدر‭ ‬حول‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭: ‬“‭ ‬أعتقد‭ ‬أنهم‭ ‬سيستطيعون‭ ‬إيجاد‭ ‬شخص‭ ‬ذي‭ ‬مكانة‭ (‬جيّدة‭) ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ … ‬أنا‭ ‬فقط‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أنهم‭ ‬يضعون‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬قائمة‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬سيفعلونها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭.‬”

حتى‭ ‬إن‭ ‬ديفيد‭ ‬غولدستون‭ ‬David Goldston–‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬Natural Resources Defense Council‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬واشنطن،‭ ‬ورئيس‭ ‬الأركان‭ ‬السابق‭ ‬للجنة‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النوّاب‭ ‬–‭ ‬يقترح‭ ‬أن‭ ‬العلماء‭ ‬قد‭ ‬يكونون‭ ‬أكثر‭ ‬سعادة‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يختر‭ ‬ترامب‭ ‬اسم‭ ‬شخص‭ ‬ذي‭ ‬سلطة‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنسيق‭ ‬سياسة‭ ‬البحث،‭ ‬ويقول‭: ‬“إن‭ ‬الإهمال‭ ‬ليس‭ ‬نتيجة‭ ‬سيئة‭ ‬دوماو‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يعني‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المرونة‭ ‬للوكالات‭ ‬العلمية‭.‬”

مع‭ ‬تقديم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬أخبار‭ ‬ساينس

ترجمة‭: ‬آية‭ ‬علي


تجمّد‭ ‬أطول‭ ‬للإنفاق؟

بقلم‭: ‬جيفري‭ ‬ميرفيس

عاد‭ ‬الكونغرس‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬من‭ ‬“جلسة‭ ‬البطة‭ ‬العرجاء”‭ ‬Lame-duck session‭ [‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬منصب‭ ‬انتخابي‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬للنائب‭ ‬بعدها‭ ‬أن‭ ‬يترشح‭ ‬لولاية‭ ‬ثانية‭] ‬والمتوقع‭ ‬أن‭ ‬يهيمن‭ ‬عليها‭ ‬الجدل‭ ‬بشأن‭ ‬الإنفاق‭ ‬للسنة‭ ‬المالية‭ ‬الجديدة‭ ‬2017‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭. ‬وقد‭ ‬تجمّدت‭ ‬حاليًّا‭ ‬كل‭ ‬ميزانيات‭ ‬الوكالات‭ ‬عند‭ ‬مستويات‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬تحت‭ ‬ما‭ ‬يسمّى‭ ‬بقرار‭ ‬الاستمرارية‭ ‬Continuing Resolution،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المشرّعين‭ ‬الجمهوريين‭ ‬أن‭ ‬يقرّروا‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانوا‭ ‬سينتهون‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬ميزانية‭ ‬2017‭ ‬قبل‭ ‬رأس‭ ‬السنة‭ ‬ووضع‭ ‬مستويات‭ ‬محدّدة‭ ‬لكل‭ ‬وكالة،‭ ‬أو‭ ‬أنّهم‭ ‬سيمدّدون‭ ‬قرار‭ ‬الاستمرارية‭ ‬حتى‭ ‬يوم‭ ‬التنصيب،‭ ‬وهو‭ ‬20‭ ‬يناير‭ ‬2017‭. ‬

ويحظر‭ ‬قرار‭ ‬الاستمرارية‭ ‬بدءَ‭ ‬برامج‭ ‬جديدة‭ ‬أو‭ ‬توسيع‭ ‬مبادرات‭ ‬قائمة‭. ‬ففي‭ ‬المعاهد‭ ‬الوطنية‭ ‬للصحة‭ -‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭- ‬سيؤدي‭ ‬التجميد‭ ‬إلى‭ ‬مماطلة‭ ‬مبادرات‭ ‬أوباما‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬الوقائي‭ ‬وعلم‭ ‬الأعصاب‭ ‬والسرطان‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الطاقة،‭ ‬فإنه‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تأخير‭ ‬زيادات‭ ‬الإنفاق‭ ‬المقترحة‭ ‬على‭ ‬الحوسبة‭ ‬عالية‭ ‬الأداء‭ ‬وتجربة‭ ‬نيوترينو‭ ‬جديدة‭. ‬

وتواجه‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للعلوم‭ ‬سيناريو‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيدًا؛‭ ‬فهي‭ ‬تودّ‭ ‬بناء‭ ‬سفينتين‭ ‬متوسّطتي‭ ‬الحجم‭ ‬لتطوير‭ ‬أسطول‭ ‬الأبحاث‭ ‬الأكاديميّة‭. ‬وقد‭ ‬رفضت‭ ‬اللجنة‭ ‬الإنفاق‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬تمويل‭ ‬الطلب،‭ ‬بينما‭ ‬تريد‭ ‬لجنة‭ ‬الإنفاق‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬بناء‭ ‬ثلاث‭ ‬سفن‭. ‬لن‭ ‬يؤدي‭ ‬قرار‭ ‬استمرارية‭ ‬آخر‭ ‬إلى‭ ‬تأخير‭ ‬المنشآت‭ ‬وحسب‭ ‬بل‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إطالة‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬بشأن‭ ‬عدد‭ ‬السفن‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬بناؤها‭. ‬وقد‭ ‬زاد‭ ‬انتخاب‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬استمرار‭ ‬قرار‭ ‬الاستمرارية‭ ‬إلى‭ ‬أمد‭ ‬طويل،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتخب‭ ‬لم‭ ‬يعبّر‭ ‬بعد‭ ‬للصحافة‭ ‬عمّا‭ ‬يفضّل‭.‬


The‭ ‬©2016‭ ‬American Association for the advancement of Sciences‭. ‬All right reserved‭.‬

http://www.sciencemag.org

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى