أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
قضايا

الحوافز النقدية للأوراق البحثية أصبحت عالمية

بقلم: أليسون أبريتيس وأليسون ماكوك
Alison Abritis and Alison McCook

دورية ريتراكشن ووتش Retraction Watch

تشتهر الصين بالمكافآت السخيّة التي تدفعها للعلماء الذين ينشرون في دوريات علمية مرموقة تعتمد مراجعة الأقران Peer review. ولكن، يجني العلماءُ في العديد من البلدان جوائزَ مماثلة.

وبعد الاطّلاع على مناقشة  لقائمة المِنَح الدراسية حول هذا الموضوع، قُمنا بالمزيد من البحث للحصول على وثائق رسمية لهذه المدفوعات من المؤسسات المذكورة في الرابط. وقد توسّعت شبكتنا عند البحث في الإنترنت بعد استخدام المصطلحات الرئيسية مثل “الحوافز النقدية للنشر” و “مخططات النشر النقدي”. إذ اعتمدنا في الغالب على وثائق باللغة الإنجليزية من الإنترنت، لذلك غابت عنا بالتأكيد بعض السياسات. وتُمثّل الأرقامُ الواردة في الرسم البياني المبالغَ القصوى التي كشفناها في مؤسسات معينة في بلدان معينة.

وحتى في ظل هذه القيود، قمنا بتوثيق حوافز النشر من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك، في عدد من المؤسسات الأمريكية. وتكون الجوائز في المقام الأول نقدية؛ وبعضها قليلة بقيمة 10 دولارات مثل ما تمنحه جامعة أوكوود Oakwood University في هانتسفيل بألاباما، والتي تُمنح للمؤلفين عندما يُستشهد بأوراقهم البحثية في الأدبيات. وتُخصص بعض المؤسسات حوافز لأعضاء هيئة التدريس، في حين تُكافئ مؤسسات أخرى المؤلفين الطلاب.

والعلماء في المؤسسات الصينية مُهيؤون لجمع ثروة صغيرة في حال ظهرت ورقة ألّفوها في دوريات ذات معامل تأثير Impact Factor مرتفع. وأظهر تحليل حديث نُشر في قاعدة البيانات الإلكترونية آركايف arXiv أنّ الجامعات الصينية تقدّم للكُتّاب الأوائل في المتوسط أكثر من 43000 دولار لنشر ورقة في مجلة ساينس Science أو نيتشر  Nature، مع مكافأة عُليا تصل إلى مبلغ تصطك له الرُكبتان بقيمة 165000 دولار لمثل هذه الورقة. وفي معظم الحالات بالصين، تُدفع الحوافز النقدية للمؤلف الأول.

ومبتعدة في المرتبة الثانية بعد الصين تأتي دولتان خليجيتان، ومع ذلك يتوقع العلماء فيهما الحصول على دفعات كبيرة  عندما ينشرون أوراقهم. فعلى سبيل المثال، يتقاسم المؤلفون في جامعة قطر بالدوحة، ما يصل إلى 13700 دولار لكل ورقة منشورة في مجلة نيتشر أو مجلة ساينس، مع ذهاب معظم المال إلى المؤلف الأول. بل إنّ الجامعة تدفع حوافز للأوراق البحثية العادية: فنشرها في بعض المجلات ذات معامل تأثير أدنى من واحد تُكسب المؤلفين جائزة بقيمة 820 دولارا.

و تقول بولا ستيفان Paula Stephan، الخبيرة الاقتصادية من جامعة ولاية جورجيا Georgia State University في أتلانتا والتي درست تأثير الحوافز النقدية في النشر،  كنت «مندهشة إلى حد ما» لرؤية الحوافز النقدية للنشر قد انتشرت لتصل إلى الدول الغربية. ففي كلية ميلر لإدارة الأعمال Miller College of Business في مونسي بولاية إنديانا، على سبيل المثال، فإن أي شخص ينشر مقالة خاضعة لمراجعة الأقران -في قائمة تضم أكثر من 100 مجلة إدارة أعمال-يكسب  2000 دولار يمكن أن يستردها نقدا أو يستخدمها لدفع تكاليف الأنشطة الأكاديمية مثل الانضمام إلى عضوية جمعية أو للحد من عبء التدريس. ولم تضع المؤسسة أي حد على عدد هذه الجوائز التي يمكن للمؤلف تلقيها.

وتقول ستيفان: «يستجيب  الناس للحوافز، فالمؤسسات مدفوعة بصعوبة بالتدابير البيبليومترية الآن.» كما أنها تقول إن المؤسسات -في كل مكان- تنظر إلى عوامل التأثير وبيانات الاقتباس لأعضاء هيئتها التدريسية ومخرجاتهم. ولكن يمكن للحوافز أن تأتي بنتائج عكسية بإجهاد الدوريات العلمية. فقد وجدت ستيفان وزملاؤها في ورقة نُشرت في مجلة ساينس عام 2011، أنّ الحوافز النقدية قد زادت من معدلات تقديم الطلبات إلى مجلة ساينس، دون زيادة تقابلها في معدلات القبول. «عندما تُخصص حوافز نقدية هائلة لمجموعة محدودة جدا من الدوريات، فإن ذلك غير فعّال بالنسبة إلى النظام.» (وقد تلقى أحد المؤلفين المشاركين مكافأة على ورقة بحثية بقيمة 3500 دولار  فقام بالتبرع بها للجمعيات الخيرية.)

وتقول ستيفان إن من الناحية الإيجابية يمكن لحوافز النشر أن تقدح شرارة التعاون. فأحد علماء الفيزياء –الذين تعرفهم ستيفان- ينشر كثيرا في ساينس ونيتشر أصبح يتلقى الآن العديد من الطلبات من باحثين في الصين للتعاون معهم على أوراق بحثية. وتقول ستيفان: «يمكن أن يكون ذلك مفيدا، في كثير من النواحي. وعلى الأقل فإن ذلك يشجعهم على التواصل.»

 أُعدت هذه المقالة في إطار التعاون بين ساينس وريتراكشن ووتش.

نشر وازدهار Pubishing and Prosper

يمكن للمؤلفين الذين ينشرون أوراقا خاضعة لمراجعة الأقران في أفضل الدوريات تلقي حوافز نقدية ضخمة، اعتمادا على المكان الذي يعيشون فيه. وهناك مسح غير رسمي – -وغير شامل–يُظهر الحوافز المُجزية التي تدفعها المؤسسات أو الوكالات الحكومية في جميع أنحاء العالم.  لمزيد من التفاصيل حول كل أقصى دفعة مدرجة، انظر النسخة الإلكترونية من المقال:

 http://scim.ag/publishingrewards

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى