أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
تكنولوجيافضاءفضاء

تأريض المريخ قد يكون مستحيلاً بسبب نقص ثاني أكسيد الكربون

الكوكب الأحمر هامد وبارد جدا وغير صالح للسكن في الوقت الحاضر

بقلم: ليا كراين Leah Crane
ترجمة: مي منصور بورسلي

لطالما حَلِمنا طويلاً بتحويل كوكب المريخ Mars إلى أرض ثانية، مكان يمكن للبشر أن يعيشوا فيه دون أن يضطروا إلى ارتداء بذلات الفضاء. وأسهل طريقة للقيام بذلك هي استخدام ثاني أكسيد الكربون CO2 الموجود مسبقًا على المريخ لخلق جو جديد، ولكن ذلك مستحيلًا يبدو  الآن.

إذ سيشمل تأريضُ المريخ لجعله صالحًا للحياة الأرضية رفعَ درجة حرارة سطحه وزيادة ضغطه من خلال إضافة جو مصنوع من غازات الدفيئة التي تحبس الحرارة. والغازان الوحيدان الموجودان على المريخ بكميات كبيرة هما ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء وكلاهما متجمد.

ويقول كريس ماكاي Chris McKay من مركز أبحاث أميس Ames Research Center التابع لوكالة ناسا في كاليفورنيا: “إذا كان هناك ما يكفي من ثاني أكسيد الكربون، فيمكننا إحماء المريخ في غضون مئة عام بمجرد أن نبدأ بذلك.” ويُضيف قائلا: “نحن نعرف كيف ندفئ كوكبنا، فنحن نفعل ذلك على الأرض. والسؤال الأساسي هو، هل لدينا ما يكفي؟”

وكما اتضح لنا، لا. فقد استخدم بروس جاكوسكي Bruce Jakosky من جامعة كولورادو University of Colorado في بولدر وكريستوفر إدواردز Christopher Edwards من جامعة شمال أريزونا Northern Arizona University نتائجَ من عدة مركبات فضائية لمعرفة ما إذا كان تحرير ثاني أكسيد الكربون من باطن كوكب المريخ إلى الغلاف الجوي سيولِّد درجات حرارة وضغط كافيين لدعم الحياة.

وفي الوقت الحالي للمريخ ضغط جوي يبلغ نحو 6 مللي بار، صغير جدًا مقارنةً بالواحد بار (البار وحدة قياس الضغط الجوي Bar) عند مستوى سطح البحر على الأرض. ويقول جاكوسكي: “سنحتاج إلى ما يعادل مليون مكعب ثلج من ثاني أكسيد الكربون المتجمد، والتي يصل عرضها إلى نحو ألف كيلومتر لنحصل على ضغط يعادل بار واحد.”

وعند ضغط واحد بار، تكون درجة الحرارة أعلى من 0 درجة سيليزية، مما يسمح بوجود الماء السائل، ومن ثم الحياة، على السطح. ولن يكون الجو صالحا للتنفس، ولكن يمكن للبشر العيش بارتداء أقنعة التنفس دون الحاجة إلى بذلات الفضاء الكاملة.

“نحن نعرف كيف ندفئ كوكبنا فنحن نفعل ذلك على الأرض. ولكن هل يوجد ما يكفي من ثاني أكسيد الكربون على المريخ؟”

 ولكن جاكوسكي وإدواردز وجدا أنّ هناك على الأرجح ما يكفي من ثاني أكسيد الكربون في القمم الجليدية القطبية، والغبار والصخور لرفع مستوى الضغط إلى 20 مللي بار. لذلك لا يمكننا تأريض المريخ على التقنية الحالية (Nature Astronomy، doi.org/csk4).

ويقول جاكوسكي: “لا يعني هذا أنّ التأريض غير ممكن في حد ذاته، إلا أن الأمر ليس سهلاً كما يدّعي البعض حاليًا.” ويُضيف قائلا: “لا يمكننا مجرد تفجير بعض الذخائر النووية فوق القمم الجليدية في المريخ.”

وقد تكون هناك خزّانات خفية عميقة من الكربون تحت السطح يمكن أن تجعل المهمة أسهل، كما يقول روبن وردزورث Robin Wordsworth من جامعة هارفارد Harvard University. إذ يقول: “إذا كان بإمكانك تطوير تكنولوجيا للبحث عن تلك المكامن ومن ثم استخلاصها، فقد يُقرّبك ذلك من البار.” ويُضيف قائلاً: “لكنها ستكون أشبه برحلة صيد استكشافية وليس هناك ما يضمن وجود مثل هذه الخزّانات.”

وهناك عامل آخر له دور في الساحة أيضًا، فنحن أيضًا بحاجة إلى النيتروجين، ولا نعلم كمية وجوده في المريخ.

ويقول ماكاي: “إذا لم يكن هناك ما يكفي من ثاني أكسيد الكربون، فستستغرق عملية تأريض المريخ آلاف السنين أو أكثر، لكنها ما زالت عملية ممكنة.” ويُضيف قائلا: “إذا لم يكن هناك ما يكفي من النيتروجين، فأنت بحاجة إلى سفينة ستار تريك الفضائية Star Trek. وستحتاج إلى محرك الانفتال Warp drive وحِزم من شعاع القَطر Tractor beams لسحب النيتروجين من جو المشتري Jupiter. حينها تكون الاقتراحات خيالًا علميًا. “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى