أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
العلوم الطبيعيةفضاء

الأرض قد يكون لها زوج من الأقمار الشبح مُكوّنان من غبار محبوس في مدار الأرض

بقلم: ليا كراين Leah Crane
ترجمة: مي منصور بورسلي

قد يكون للأرض زوج من الأقمار الشبح، عبارة عن سُحب من الغبار شبه شفافة تدور حول الأرض مع القمر. ويبدو أنّ الصور الجديدة تُظهر هذه السُحب التي قد يصل عرضها إلى 100 ألف كيلومتر، بتفاصيل جديدة، قد تؤدي إلى إنهاء الجدل حول وجودها. ولكن ليس الكل مقتنع بذلك.

ويحتوي نظام القمر-الأرض على مجموعة من خمس نقاط توازن تجاذبية، حيث تتوازن عندها قوى الجاذبية القادمة من الأرض والقمر. ويمكن للأجسام أن تنحصر في هذه المناطق دون أن تنجذب إلى الأرض أو إلى القمر، وتسمى تلك النقاط بنقاط لاغرانج Lagrange points.

وفي عام 1951 توقع العالِم الفلكي جوزيف ويتكوسكي JÓzef Witkowski أنّ الغبار الكوني الذي يطفو عبر الفضاء يجب أن يتجمّع عند نقطتين من نقاط لاغرانج، يقع كل منها على بُعد 400 ألف كيلومتر عن الأرض وعن القمر.

وبعد ذلك، في عام 1961، التقط عالِم الفلك كازيميرز كورديليوسكي Kazimierz Kordylewski الصور الأولى التي بدا أنها تُظهر بقعًا ساطعة بالقرب من هذه المناطق واستخدمها كدليل على وجود السُحب. وقد سُمّيت سُحب الغبار المُجمّعة بِسُحُب كورديليوسكي Kordylewski تيمنًا به.

ولكن لأنّ هذه الغيوم قليلة الكثافة وخافتة للغاية، كان من الصعب رصدها بشكل حاسم، وقد ناقش علماء الفلك ما إذا كانت حقاً موجودة هناك أم إنها مُجرّد فكرة نظرية. وقد حسمت مركبة فضائية يابانية حلّقت خلال نقطتي لاغرانج في أوائل التسعينات القرن العشرين النقاش عندما لم تجد زيادة واضحة في مستويات الغبار؛ مما يشير إلى عدم وجود سحب غبار.

ولكن الآن هناك تطور في القصة. إذ يدّعي غابور هورفاث Gábor Horváth من جامعة إيوتفوس لوراند Eötvös Loránd في هنغاريا وزملاؤه إنهم صوروا إحدى سُحب كورديليوسكي بالتفصيل. وقد التقطوا صوراً لأحد هذين القمرين الشبحين باستخدام تلسكوب ومرشحات أرضية مصممة خصيصًا لالتقاط الضوء المُرتد عن حبيبات الغبار(Monthly Notices of the Royal Astronomical Society, doi.org/cwf9).

وقد وجدوا الكثير من هذا الضوء المُستقطب في المنطقة التي من المتوقع أن توجد فيها إحدى سُحب كورديليوسكي. وتحتوي ملاحظاتهم على أنماط مشابهة لتلك الموجودة في الصور الأقل جودة المُلتقطة سابقًا. “نحن على يقين من أنّ هذه الغيوم موجودة،” كما يقول هورفاث.

كان من الصعب رصدها بشكل حاسم، وناقش علماء الفلك ما إذا كانت حقاً موجودة. “

 غير أنّ علماء الفلك الآخرين غير مقتنعين بأنّ هذا الرصد يُظهر أي فرق عن المناطق المحيطة. ويقول أنتوني دوبروفولسكيس Anthony Dobrovolskis من معهد البحث عن الذكاء خارج الأرض Search for Extraterrestrial Intelligence Institute (اختصارًا: المعهد SETI) في كاليفورنيا: ” يبدو أنّ هذه الورقة الأخيرة تدل على وجود شيء ما بدلاً من كونها دليلا دامغا.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى