أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
العقل / الذاكرة

ملف الذاكرة: هل بإمكانك شحن ذاكرتك شحنا فائقا؟

هل تريد تذكر أي شيء دون جهد؟ التعديلات التي تفوق القدرات البشرية والمتمثلة بالأطراف الاصطناعية والزرعات صارت وشيكة.

بقلم: جيسيكا هامزيلو
ترجمة: مرام سيف العنزي

للذاكرة فوق البشرية جاذبية خاصة. مَنْ سيتمكن من مقاومة فكرة تذكر كل شي يريده دون بذل أي جهد؟ التعلم سيكون سهلا، والاختبارات بلطافة النسمة، ولن تنسى أبدا أين وضعت مفاتيحك. وستلتقى أمراض الذاكرة كمرض الزايمر بندّها.

وليس أمرا مفاجئا أن العلماء قد صبّوا انتباههم نحو طرق تحسين الذاكرة البشرية باستخدام تقنيات ستحفز أو تبدل أو حتى تحاكي أجزاء من الدماغ. الهدف المباشر هو معالجة أمراض الذاكرة، ولكن فكرة الأطراف الاصطناعية للذاكرة المعدة لللستخدام اليومي صارت في تقدم. “نحن على مفترق طرق، إذ يبدو الأمر مثيرا من جهة، لكنه في مثير للجدل من جهة أخرى، نحن لا نعالج الأمراض فحسب بل نحاول تحسين المهام العقلية،” كما يقول مايكل كيوسفتز Michal Kucewicz من عيادة مايو كلينيك Mayo Clinic في مينيسوتا.

إحدى الوسائل هي التحفيز العميق للدماغ Deep brain stimulation (اختصارا: التحفيز DBS)، والتي تتضمن تدمير المنطقة المتأثرة في الدماغ بواسطة قطب كهربائي مزروع. ولا تزال هذه الطريقة تستخدم في علاج داء باركينسون Parkinson’s disease والصرع وغيرها من الحالات.

أظهرت زراعة الأعصاب الكهربائية في الأجزاء المسؤولة عن الذاكرة في الدماغ، في الحصين Hippocampus مثلا،  أنها تحفز الذاكرة قصيرة الأمد كذلك. وترجح أيضا دراسات محدودة أن التحفيز DBS قد يعكس بعضا من الضرر الملاحظ لدى أشخاص محددين من مرضى باركنسون، موقفا بذلك انكماش الحصين في الغالب مُحفِّزا على نموه.

ولا يزال التحفيز DBS أداة جلفة. والآن توجد وسيلة أكثر تقدما وهي إعادة تخليق مصطنع لذات النشاط الكهربائي في الدماغ الذي يحدث عند تكوين الذكريات. أحد الأمثلة على ذلك “الأطراف الاصطناعية للذاكرة” Memory prosthesis التي أثبتت نجاحها في أشخاص يعانون مشكلاتٍ في الذاكرة نتيجة للصرع. وتوصل الباحثون المختصون إلى تعليم خوارزمية التعرفَ على نمط عمل الدماغ الناتج عند ذهاب الذكريات إلى التخزين طويل الأمد، وذلك باستخدام معلومات جُمِعت خلال دراستهم لأدمغة المرضى أثناء انخراطهم في التعلّم. وقد استخدموا من بعدها عصبا كهربائيا مزروعا لتحفيز هذا النشاط، محفزا بذلك تخزين الذكريات في الدماغ. وحسَّن القطبُ الكهربائي المزروع الذاكرةَ بنسبة 30%. وقد تستخدم طريقة مشابهة لزراعة الذكريات بشكل مباشر؛ مما قد يساعد المصابين بداء باركنسون.

وتتضمن هذه الطرق تدخلا جراحيا، ولهذا تقتصر على من يعانون أمراضا عصبية تجعل نسبة الفوائد أعلى من المخاطر. لكن يتصور العديد ممن يعملون على البحث أنها مسألة وقت فقط قبل أن يكون بإمكاننا التجول بينما تحفز أطراف اصطناعية نشاط أدمغتنا بكل هدوء.

هذه المشاريع مدعومة من قبل أسماء ومصادر تمويل كبرى. مثلا فقد كانت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية  المتطورة (اختصارا: الوكالة DARPA) ولا تزال مستمرة بدعم مشروع الأطراف الاصطناعية للذاكرة المتضررة من مرض الصرع منذ عام 2013، كجزء من برنامج استعادة الذاكرة النشطة  Restoring Active Memory programme (اختصارا: البرنامج RAM)، الذي يسعى إلى المساعدة على تحسين الذاكرة في الدماغ المصاب.

وفي عام 2016 استثمر رائد الأعمال براين جونسون Bryan Johnson مئة مليون دولار في شركته Kernel، التي تسعى إلى تطوير الزراعة في الدماغ لزيادة الذكاء. بدأت الشركة بالتركيز على الذاكرة. ومنذ ذلك الحين انضم إلون ماسك Elon Musk إلى القافلة. وشارك هذا المهندس والمستثمر الذي يرأس الشركات Tesla  وSpaceX في تأسيس مشروع يدعى Neuralink. ويهدف هذا المشروع إلى جعل الالتقاء بين الآلة والعقل وسيلة لدمج جوانب من ذكاء الآلة بذكاء الانسان. والهدف الأسمى هو التغلب على المجهود الذي يتطلبه صنع الذكريات، سواء بهدف القضاء على الأمراض أم لوضع حد لقلقنا حول مكان وضع مفاتيحنا.

أفضل النصائح لتعزيز ذاكرتك

  • كن نشطا- ممارسة الرياضة بعد الدراسة تساعد على ثبات المعلومات. لأفضل النتائج، انتظر لعدد من الساعات قبل ممارسة الرياضة.
  • اختبر نفسك- عند المراجعة، لا يكفي مراجعة المادة. أنت بحاجة إلى تكرار اختبار نفسك أيضا.
  • خذ استراحة- ستتذكر أكثر إذا أخذت استراحات منتظمة من الدراسة. ولأفضل النتائج، انغمس بشيء مختلف تماما.
  • التوقيت مهم – المراهقون يتذكرون أفضل إذا درسوا في فترة بعد الظهر أو مساء، في حين أن البالغين الأكبر سنا يميلون إلى أن تكون أدمغتهم صباحية.
  • جرب التدريب في مراحل – هناك فترة مناسبة لمتى يجب أن تراجع ما درسته. راجع المادة عند فترة الدراسة التي تكون على بعد 10% أو 20% من الفترة السابقة على الاختبار وذلك لتحسين ذاكرتك بواقع 10% على الأقل.
  • نَمَ ” عليها” – أخذ غفوات بعدة فترة من قصيرة من تعلّم معلومات أو مهارات جديدة يساعد الدماغ على تعزيز مسارت الذاكرة، خصوصا إذا كنت ستخضع للامتحان في اليوم التالي.
  • امضغ اللبان – قد يساعد هذا على التذكر أثناء الاختبار. ولكن، التأثيراتِ قصيرة الأمد، لذا احتفظ بالمضغ إلى الوقت الذي تكون في أَمسِّ الحاجة إلى ذلك.

© Copyright New Scientist Ltd.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى