أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
الكيمياء الحيويةبيولوجياعلم الجينات والوراثة

تقرير حكومي ينتقد العالِم صاحب تجربة ولادة التوأم باستخدام تقنية كريسبر

أخبار تحرير الجينات

GENE EDITING

 

هي جيانكوي خسر وظيفته في الجامعة بعد اكتشافات أولية تُشير إلى انتهاك القوانين و “التهرب من الإشراف”

بقلم: دنيس نورمايل Dennis Normile

رحّب العلماء في جميع أنحاء العالم بنبأ مفاده أن هي جيانكوي He Jiankui، الباحث الصيني الذي ادعى أنه استخدم تقنية كريسبر CRISPR لتحرير جينوم الطفلتين التوأم بطريقة قابلة للتوريث، “سيتلقى عقابًا وفقًا للقوانين واللوائح،” كما ذكرت شينخوا Xinhua، وكالة أنباء الحكومة الصينية، في 21 من يناير 2019. وخلصت النتائج الأولية للتحقيق الرسمي الذي أجرته مقاطعة غوانغدونغ إلى أنه “تعمد التهرب من الإشراف، وجَمَع الأموال، ونظَّم باحثين من تلقاء نفسه لتحرير جين الجنين البشري الذي يهدف إلى الإنجاب، وهو ما حظرته صراحةً اللوائح ذات الصلة،” كما صرّحت وكالة شينخوا.

وفي غضون ساعات أعلنت الجامعة الجنوبية للعلوم والتكنولوجيا Southern University of Science and Technology في شينجين أنها ألغت عَقد جيانكوي كأستاذ مشارك وأنهت أنشطته في التدريس والبحث. وقالت اللجنة الوطنية للصحة National Health Commission في بكين: “إنّ الواقعة انتهاك خطير للقوانين واللوائح الوطنية والمبادئ الأخلاقية.”

ويقول وي وينشنغ Wei Wensheng، عالِم الأحياء الجزيئية من جامعة بكين Peking University في بكين: “إنّ جزءًا من القلق الذي كان ينتابنا هو الظن بأنّ المسؤولين سيسمحون لـ[هي] بالإفلات” دون إجراء تحقيق. ” من المهم كشف هذه الممارسة الخطيرة وغير المبررة رسميّا واعتبارها غير قانونية،” كما أضافت جينيفر دودنا Jennifer Doudna، المخترعة المشاركة لتقنية كريسبر من جامعة كاليفورنيا في بيركلي. لكن ديفيد بالتيمور David Baltimore، من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا California   Institute of Technology في باسادينا يُشير إلى أنّ تقرير وكالة شينخوا ترك العديد من الأسئلة الرئيسية دون إجابات، بما في ذلك ما إذا كانت جينومات الأطفال قد حُوّرت كما ادعى “هي”، وتابع قائلا: “آمل بأن يصدر تقرير مكتمل شامل للبيانات والإجراءات ذات الصلة التي اتبعت.”

في نوفمبر 2018 ادعى “هي” أنه استخدم تقنية كريسبر لمنح الفتيات ونسلهن مقاومة ضد فيروس نقص المناعة البشري HIV. وهذا الإنجاز المشبوه، الذي وصفه في اجتماع علمي في هونغ كونغ وفيديوهات على قناة اليوتيوب، أدانه سريعًا عدد من الباحثين وعلماء الأخلاق الذين أشاروا إلى وجود طرق آمنة وفعالة للوقاية من العدوى بفيروس نقص المناعة البشري، وأنّ تقنية كريسبر قد تتسبب بطريق الخطأ في حدوث طفرات خطيرة.

من المهم كشف هذه الممارسة الخطيرة وغير المبررة رسميّا واعتبارها غير قانونية.” جينيفر دودنا، من جامعة كاليفورنيا في بيركلي.

وذكرت وكالة شينخوا أنّ هي كان يأمل بكسب “شهرة خاصة”؛ بكونه الأول في العالم بهذا الصدد. إذ جندت التجربة المتزوجين الذين كان فيهم الزوج فقط هو المصاب بفيروس نقص المناعة البشري. ومثل هؤلاء الأزواج ليسوا مؤهلين للحصول على علاجات إخصاب في المختبرات بالصين، كما تقول المادة الخبرية، وقالت الوكالة إن “هي” قد ذهب إلى أبعد من ذلك في إخضاع الأفراد غير المصابين لاختبارات الدم. وقد توقع العديد من الباحثين تقريرًا رسميًا من الحكومة أو المحققين، وليس مجرد مادة خبرية نقلًا عن “فريق تحقيق” مجهول الهوية. لكن، يقول وي: “هذه هي الطريقة المُتّبعة في الصين.” ويُضيف: “هذا أمر رسمي، ويمثل رأيًّا رسميًا.”

وقالت هيلين أونيل Helen O’Neill، اختصاصية الصحة الإنجابية من جامعة يونيفرسيتي كوليدج University College London، في بيان لها إنّ التقارير الأخيرة “لا تسلط الكثير من الضوء على القصة الخبرية الجديدة”. وعلى سبيل المثال، لم تذكر قصة وكالة شينخوا الحالة الصحية الحالية للفتيات الرضيعات أو لامرأة أخرى قال هي إنها حامل أيضًا بطفل خضعت جيناته للتحوير، فقد قالوا إنهم تحت المراقبة الطبية.

والتحقيق مستمر، على الرغم من ذلك، ويقول زانغ لينكي Zhang Linqi، الباحث في مجال فيروس نقص المناعة البشري في جامعة تسينغهواTsinghua University  ببكين، إنه “متأكد من أنّ تفاصيل التحقيق ستكون علنية في المستقبل القريب. “وبدأت العديد من الوكالات الحكومية والأكاديمية بتحديث السياسات واللوائح المتعلقة بتحرير الجينات، كما عقّب زانغ. ويقول: “سيكون الإجماع مطروحًا للنقاش،” كما يقول، “ونأمل أن توضع السياسات الجديدة في محلها قريبًا.”

 ووفقًا لتقارير إخبارية، فقد قيّدت تحركات “هي” منذ نوفمبر 2018، مع وجود حراس خارج شقته في حرم الجامعة، ولم يرد على رسالة أرسلته مجلة سينس Science عبر البريد الإلكتروني للتعليق على هذا الموضوع.

 تقرير كتبه جون كوهين.

 

©sciencemag.org

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى