أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
علم النفسملف خاص

النجاح في العمل: من الحصول على العلاوة إلى التغلب على الضغوط العصبية

1. النجاح في العمل: هل العمل المرن فكرة جيدة؟

إنه العمل الذي يقضي فيه العديد منَّا معظم ساعات يقظتهم، لذا من المنطقي أن تكون لك وظيفة تحبها وأماكن عمل تُدخل السعادة إلى قلبك كل صباح. ليت الأمر كان كذلك دائماً. إذًا، لماذا لا تبقى مرهوناً في وظيفتك هذا العام مسلحاً بترسانة من الأدلة القائمة على العلم بالكيفية التي تجعل بها الوظيفة أكثر ملاءمة لك: من التعامل مع الزملاء المزعجين إلى فترات الاستراحة المثالية والقيام بالأقل مقابل الأكثر من المال.

بقلم: جاشوا هوغيغو

ترجمة: ألطاف الزواوي

تظهر التجارب أن أسابيع العمل الأقصر والعمل عن بعد من شأنهما تعزيز الإنتاجية – مادام بإمكانك تجنب الأعداء الثلاثة: الثلاجة، والسرير، والتلفاز؛ إذا كنت تعمل من المنزل.

العمل من المنزل، رصيد إجازات بلا حدود، والعمل مدة أربعةِ أيام في الأسبوع. يعرضُ أربابُ العمل المرونةَ في كيفية أداء عملنا على نحو متزايد؛ ففي عام 2016 في الولايات المتحدة قال نحو 43% من الموظفين إنهم أمضوا فترة لا بأس بها بالعمل عن بعد. فنحن نحب هذه الحريات، لكن هل هي جيدة للعمل؟

يعتقد أندرو بارنز Andrew Barns ذلك؛ فقد قرأ في أواخر عام 2017 أن الموظفين يكونون منتجين على نحو ملائم لبضع ساعات في اليوم فقط (انظر: التفوق في العمل: كيف تخطط ليوم (وتتفادى انخفاض نشاط ما بعد الظهيرة). ولهذا قرر أن يجري تجربة تقوم على العمل مدة أربعة أيام خلال الأسبوع في شركة ترست مانجمنت Trust Management التي أنشأها في نيوزلاندا. وتلخصت الفكرة بزيادة تركيز الموظفين لينجزوا أعمالهم بصورة أسرع، وفي المقابل تتم مكافأتهم بيوم راحة.

وقد أنجزوا الكمية ذاتها من العمل بالفعل. فقد قالت هيلين ديلانيHelen Delaney   الخبيرة الإقتصادية من جامعة أوكلاند University of Auckland، والتي أجرت دراسة استقصائية على الموظفين إنهم شعروا “بالراحة وتجدد النشاط لدى عودتهم إلى العمل؛ مما مكَّنهم من الحفاظ على مستوى أداء أعلى خلال فترة التجربة.” و ذكرت أن التجربة أثارت قدراً كبيراً من الاهتمام لدى النقابات العمالية والحكومات. وأضافت: “ثمة فضول، واهتمام ورغبة في التعلم.”

 

“يمكن للعمل والمنزل أن يكون ناجحاً إذا استطعت تجنب الأعداء الثلاثة: الثلاجة، و السرير، و التلفاز.”

 

 يبدو أن العمل عن بعد يقدم مزايا مماثلة، ففي عام 2013 أجرى نيكولاس بلوم Nicholas Bloom  الخبير الاقتصادي من جامعة ستانفورد Standford University في كاليفورنيا تجربة عشوائية في شركة سي تريب Ctrip وهي وكالة سفريات صينية يعمل بها 16,000 شخص، إذ قام هو وفريقه بتقسيم 250 من موظفي مراكز الاتصال إلى مجموعة ظلت تعمل في المكتب وأخرى تعمل بدوام كامل من المنزل مدة تسعة أشهر. وكانت الإنتاجية تقاس بعدد الحجوزات المكتملة وعدد المكالمات المردود عليها. وبالنسبة إلى المجموعة التي عملت من المنزل؛ فقد ارتفعت إنتاجيتها بنسبة 13%، كما ارتفعت بقدر إضافي بلغ 9% حين اختار هؤلاء الموظفون الأماكن التي عملوا منها. وصار واضحاً أن العمل عن بعد لا يلائم الجميع؛ إذ قال بلوم: ” كان هناك بضعة أشخاص من الذين أدركوا أنهم لا يستطيعون مقاومة أعداء العمل من المنزل: الثلاجة، والسرير، والتلفاز.”

أما ديلاني؛ فتتفق مع أن الاختيار أمر بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر بالعمل المرن؛ ” فإذا كان لدى الموظفين بعض الحرية و التحكم في الوقت الذي  يعملون فيه ومكانه ، فإنهم بذلك يكونون قد أحكموا سيطرتهم على العامل الأهم.”

ومع ذلك، ربما يجدر بنا الحذر من الإفراط في المرونة، تشير الأدلة المبنية على نظام الإجازات غير المحدودة المقدمة من أمثال شبكة التواصل المهني «لينكد إن» LinkedIn  و خدمة البث «نتفليكس» Netflix إلى أن ذلك يخفض المجموع الكلي للإجازات المأخوذة، ومع عدم وجود عدد أيام محدد للإجازات؛ فإن الموظفين يجدون أنفسهم عالقين في تنافس بينهم لرؤية من يستطيع العمل بجهد أكبر.

العبرة: المرونة في العمل إلى حدٍ معين.

©New Scientist

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى