أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
العلوم البيئية

18 مشروعاً قائماً وجاريًا يمكنها إنقاذنا من التغير المناخي

ليس من الضروري أن تكون عملية خفض انبعاثات غازات الدفيئة عملية صعبة، بل يمكنها حتى أن تكون مُربحة اقتصاديًّا، مثلما تُظهر قصص النجاح العظيمة للمشاريع المنخفضة الكربون في جميع أنحاء العالم.

بقلم: غرايام لاوتون
ترجمة: آية علي

لم يقل أحد إنّها ستكون مهمّة سهلة، لكنها ربما لا تكون أيضا بالصعوبة التي نتصوّرها. وبينما يكابد العالم من أجل إيجاد سبيل للحد من الاحترار العالمي Global warming إلى 1.5 درجة سيليزية فقط، هناك حلول موجودة بين أيدينا بالفعل. وفي جميع أنحاء المعمورة تعمل الدول على نشر تقنيات تقلل من انبعاثات الكربون في المجالات الكبيرة التي تحتاج إلى تغييرات جذريّة، كتوليد الطاقة والنقل والصناعة والمباني واستخدامات الأراضي.
وفي عام 2012، قرّرت 12 مؤسسة رائدة في مجال البيئة من جميع أنحاء العالم، بقيادة صندوق الابتكار الوطني في فنلندا (سيترا SITRA)، تقييم إمكانات هذه الحلول. وتعلّق أوتي هانبيرا Outi Haanperä من سيترا قائلة: “كان لدينا سؤال بسيط جدا في بداية المشروع، وهو: إلى أيّ مدى يمكننا الوصول باستخدام التقنيات الموجودة وتوسيع نطاقها فقط؟”

تبيّن أن بإمكاننا قطعُ شوطٍ كبير. حدّد التقييم 18 حلا من شأنها، مع نشرها على أوسع نطاق ممكن، خفض الانبعاثات العالمية بنحو 12 غيغاطن من ثاني أكسيد الكربون سنويًّا بحلول عام 2030، أو 25% من الانبعاثات المُتوَقّعة إذا امتثلت البلدان لالتزاماتها بموجب اتفاق باريس للمناخ لعام 2015. ويقول إرنستو هارتيكنين Ernesto Hartikainen من سيترا: «نعم، لا تزال ثلاثة أرباع الكمية من دون حلول، لكنّ هذه ]المشاريع[ تعرض لنا الكثير من الحلول المُجدية تقنيًّا واقتصاديًّا.»
سيًكلّف تنفيذ هذه الحلول 94 بليون دولار سنويًّا، أي أقل من خُمس ما تنفقه الحكومات في الوقت الحالي على الدعم المباشر للوقود الأحفوري. أضف إلى ذلك الفوائد الأخرى المتمثّلة بالنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة والحد من الفقر، كما أن العديد من هذه الحلول مربحة اقتصاديًّا حتى قبل أن تضع في الاعتبار تكاليف تأثير عدم فعل شيء في الصحة والثروة والبيئة. إذاً، فهذه هي الحلول، بدءًا من أقّلها توفيراً للانبعاثات: 18 قصة نجاح لمشاريع منخفضة الكربون قائمة وقابلة للتنفيذ.

18. توليد الطاقة: الطاقة الشمسية خارج الشبكة off-grid solar
بنغلاديش
وفقا الهيئة الحكومية المعنية بتغيرالمناخ (اختصارا: الهيئة IPCC)، فإنّه يتعيّن على 50% على الأقل من الطاقة في العالم أن تأتي من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2050، وذلك إذا رغبنا في تحقيق هدف تقليص الاحترار إلى 1.5 درجة سيليزية، ويفضّل تحقيق ما هو أكثر من هذا بكثير. ويتطلّب بلوغ هذا الأمر مجموعة من الحلول المُصمّمة لتلبية احتياجات متباينة جدا.
وفي بنغلاديش لا يزال 50 مليون شخصٍ من سكان الدولة البالغ عددهم 165 مليون نسمة دون اتصال بشبكة الكهرباء Electricity grid . وتعتبر مصابيح الكيروسين القذرة وغير الفعّالة المصدر الرئيسي للإضاءة. لكن منذ عام 2002، أدى برنامج أنظمة الطاقة الشمسية Solar Home Systems programme في البلاد إلى توليد الكهرباء خارج الشبكة off-grid electricity وتوفيرها لنحو 20 مليون شخص ينتمون إلى 4.5 مليون أسرة.
وساهم هذا الحل بالفعل في توفير ما يُقدّر بنحو 220 مليون لتر من الكيروسين؛ ممّا خفض الانبعاثات بنحو 580 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون. ويمكن للبلدان الأخرى التي تتضمن عدداً كبيراً من السكان غير المرتبطين بشبكة الكهرباء في إفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي وأمريكا الوسطى ومنطقة آسيا والمحيط الهادي أن تستفيد منه على نحوٍ مُماثل.
الوفورات السنوية المحتملة لغاز ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030:
ثلاثة ملايين طن (طن متري).
ما يعادل انبعاثات: دولة توغو Togo التي تحتل المرتبة 142 من أصل 220 دولة في أطلس الكربون العالمي لتصنيف الدول والأقاليم المُسبِّبة للانبعاثات.

17. النقل: حافلات أفضل
كولومبيا
تُعتبر أنظمة النقل العام الشاملة والمنظّمة أمراً مسلّمًا به في معظم العالم الغنيّ، لكنّها ليست كذلك في العديد من المدن السريعة النمو.
ومع ذلك، يتمتّع المسافرون في مدينة بوغاتا، عاصمة كولومبيا، بواحد من أكثر أنظمة الحافلات كفاءةً ومراعاة للمناخ في العالم. يحتوي نظام حافلات ترانزميلينو للنقل السريع TransMilenio Bus Rapid Transit system الذي دُشِّن عام 2000 على 11 خطا للحافلات، وهي تسير في مسارات مخصصة على طول 112 كيلومترًا من الطرق، وتنقل 2.2 مليون مسافر يوميًا. وتعمل هذه الحافلات على الديزل، لكن النظام يوفّر 6000 طن من انبعاثات الكربون سنويًا بإحلالها محلّ مركبات أخرى أقلّ كفاءة. وتبلغ تكلفة النظام جزءاً يسيرا جدا من تكلفة نظام الترام أو مترو الأنفاق. وتذكر الهيئة IPCC أنّه يجب أن يكون هناك انخفاض بنسبة 30% في انبعاثات النقل العالمية بحلول عام 2030، وذلك من أجل تحقيق هدف التقليص المتمثل في 1.5 درجة سيليزية. وقد تحذو العديد من المدن الأخرى في البلدان المتوسطة الدخل، ولا سيما في الصين والهند، حذو مدينة بوغوتا.
الوفورات العالمية السنوية المحتملة: 24 مليون طن متري.
ما يعادل انبعاثات: سريلانكا (في المرتبة 84).

16. المباني: عزل المنازل

ألمانيا

في عام 1948 جرى تأسيس بنك جديد في ألمانيا، وذلك كجزء من خطة مارشال Marshall Plan التي حظيت بدعم الولايات المتحدة. وكانت مؤسسة التسليف لإعادة الإعمار Kreditanstalt für Wiederaufbau، اسماً على مُسمّى، وذلك بإعادة بنائها للبلاد بعد الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية.

ولا يزال المصرف موجوداً، لكنّه يشارك اليوم في نوعٍ مُختلف من عمليّات الإنقاذ الدولية، إذ يمنح قروضا مدعومة من الحكومة بهدف تحسين كفاءة استخدام الطاقة المنزليّة. فبين عامي 2006 و2014، موّل البنك عمليات تحديث كفاءة الطاقة أو البناء لما يقرب من أربعة ملايين منزلٍ ألماني؛ ممّا قلّل الانبعاثات بنحو 700 ألف طن. ويمكن للدول الأخرى ذات الدخل المرتفع، التي تشهد فصول شتاء باردة -من بينها الولايات المتحدة وكندا واليابان، أن تسير على الطريق نفسه.

الوفورات العالمية السنوية المُحتملة: 77 مليون طن متري.

ما يعادل انبعاثات: اليونان (في المرتبة 47).

37.1 بليون طن

حجم الانبعاثات العالميّة المتوقّعة لعام 2018.

المصدر: أطلس الكربون العالمي.

 

  1. الصناعة: المحرّكات الكهربائية المُحسَّنة

الولايات المتحدة الأمريكيّة

ربما تكون الولايات المتحدة أرض الأحرار، لكنّ حكومتها تفرض قواعد صارمة تتعلق بكفاءة الطاقة. وإحدى أكثر هذه القواعد نجاحاً هي تلك الخاصة بالمحركات الكهربائية الصناعية المستخدمة لتشغيل المراوح والمضخات والناقلات والضواغط. وقد تمكّنت هذه المعايير الصارمة على جميع المحركات الكهربائية التي تصل قوتها إلى 500 حصان (373 كيلووات) من توفير ما لا يقل عن 28 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا في الولايات المتحدة. وتحتاج الصناعة العالمية إلى خفض الانبعاثات بنسبة 80% بحلول عام 2030 لتحقيق هدف التقليص إلى 1.5 درجة سيليزية. وإذا جرى تطبيق هذا الإجراء في جميع أنحاء العالم؛ فسيتمكن من تحقيق ما هو أعظم من مجرّد توفير تكاليف الكهرباء.

الوفورات العالمية السنوية المُحتملة: 112 مليون طن متري.

ما يعادل انبعاثات: جمهورية التشيك (في المرتبة 38).

لقراءة المقال كاملاً، يمكنكم الحصول على نسختكم من مجلة العلوم عدد مايو-يونيو 2019 عبر

shop.aspdkw.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى