أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
العلوم البيئية

قاع البحر يغرق تحت ثقل الماء الناتج من ذوبان الغطاء الجليدي

بقلم: مايكل مارشال

ترجمة: صفاء كنج

يغوص قاع البحر بنحو 0.1 ملليمتر في السنة بسبب وزن الماء الناتج من ذوبان الغطاء الجليدي.

يقول براما دوت فيشواكارما Bramha Dutt Vishwakarma من جامعة بريستول University of Bristol في المملكة المتحدة: ” إن ذوبان غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية أسرع بكثير]مما كان يحدث في السابق[، ومن ثم يمكننا أن نتوقع حدوث تشوهات أعلى بكثير في المحيطات في المستقبل”.

حسَبَ فيشواكارما وزملاؤه المقدارَ الذي تتسبب به الكتلة الإضافية في المحيط بتشويه قاع البحر وما يعنيه ذلك بالنسبة إلى مستويات سطح البحر. ووجدوا أنه لن يكون له سوى تأثيرٍ ضئيلٍ في ارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل لأن؛ البحار ترتفع نحو 3 ملليمترات في السنة، وهذا أسرع بكثير من مقدار انخفاض قاع البحر.

 إن ارتفاع مستوى سطح البحر هو نتيجة لتغير المناخ الذي يحدث بدوره من جراء انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة من النشاط البشري. وعلى امتداد القرون المقبلة، فمن المتوقع أن ترتفع مستويات سطح البحر عدة أمتار. ومع ارتفاع درجة حرارة المناخ سترتفع بالمثل درجة حرارة مياه البحر، وعندما تسخن المياه فإنها تتمدد، وهذ بدوره يتسبب في ارتفاع مستوى البحار.

وفي القرن العشرين كان هذا التمدد الحراري المحرك الرئيسي لارتفاع مستوى سطح البحر، وفق جوناثان بامبر Jonathan Bamber من جامعة بريستول، الذي تعاون في هذا العمل البحثي. وهذا يعني أن كتلة المحيطات بقيت تقريباً على حالها، على الرغم من تزايد حجمها.

وحالياً، يتسبب المناخ الذي صار أكثر دفئًا في ذوبان جليد الثلاجات الجليدية والغطاء الجليدي؛ مما يتسبب في تدفق مزيد من المياه إلى البحر. ويقول بامبر: “منذ منتصف تسعينات القرن العشرين، كانت تساهم كل من منطقة غرب القارة الجنوبية المتجمدة وغرينلاند في ذلك”.

 وهذا يعني أن كتلة المحيطات تتزايد منذ ذلك الحين وتضغط على قاع البحر الذي يضطر حالياً إلى الانخساف مثل رقاقة من المعجون المرن إذا وضعنا فوقها أوزاناً من الرصاص الثقيل.

يؤكد كل من فيشواكارما وبامبر أن نتيجة بحثهما لن تُحدث فرقًا ملموسًا بالنسبة إلى ارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل. وفي حين أن انخفاض قاع البحر سيبطئ من ارتفاع مستوى سطح البحر، إلا أنّ التأثير ضئيل جداً بحيث لا يمكن أن يكون ذا معنى.

ويقول بامبر: “مستوى سطح البحر آخذ بالارتفاع وقاع المحيط آخذ بالانخفاض، لكن الفرق في الأرقام كبير”. فانخساف قاع البحر يحدث أبطاأ بنحو 30 مرة من ارتفاع مستويات سطح البحر.

 وفي الوقت نفسه، هناك شكوك كبيرة حيال ارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل ويعود ذلك جزئياً إلى أننا لا نعرف بالضبط مدى سرعة ذوبان الجليد. وهذا يعني أن توقعات ارتفاع مستوى سطح البحر في القرن الحادي والعشرين تتراوح بين متر ومترين.

المرجع:

 Geophysical Research Letters, DOI: 10.1029/2019GL086492

© 2020, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى