أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
فلك وعلم الكونيات

هل رصدنا حياة فضائية تطفو في سحب كوكب الزهرة؟

رصدُ غازٍ غير عادي في سحب كوكب الزهرة

بقلم:     ليا كرين
ترجمة: د. ليلى الموسوي

غيوم كوكب الزهرة قد تحتوي على حياة. فعلي ارتفاع يتراوح من 50 إلى 60 كيلومترًا فوق السطح، توجد كميات صغيرة من غاز الفوسفين Phosphine gas، وهي مادة موجودة في الغلاف الجوي للأرض تنتج من الميكروبات والعمليات التكنولوجية البشرية. ولا توجد آليات غير بيولوجية معروفة لتصنيع الغاز على كوكب الزهرة، لذلك ربما تنتجه ميكروبات فضائية Alien.

قادت جين غريفز Jane Greaves، من جامعة كارديف Cardiff University بالمملكة المتحدة، فريقًا من علماء الفلك الذين رصدوا كوكب الزهرة بتلسكوب جيمس كليرك ماكسويل في هاواي James Clerk Maxwell Telescope وتلسكوب مصفوفة أتاكاما المليمتري الكبير/تحت المليمترية Atacama Large Millimeter / submillimeter Array في تشيلي. فقد أظهرت البيانات من كلا التلسكوبين علاماتٍ تشير إلى وجود غاز الفوسفين في سحب كوكب الزهرة، وهو أمر غير متوقع تمامًا.

“رصد الفوسفين في تلك البيئة أمر مستغرب”، كما يقول ديفيد غرينسبون David Grinspoon من معهد علوم الكواكب Planetary Science Institute في أريزونا ، والذي لم يشارك في هذا البحث. ويتابع قائلا: “إنه لا ينتمي إلى هناك. إذ سيتدمر الغاز تلقائيا. إذًا، يجب أن يكون هناك مصدر”. فبطريقة ما ، فإن إطلاق الفوسفين يتجدد في سحب الزهرة باستمرار.

الطريقة الوحيدة لصنع الفوسفين على الأرض هي في المختبرات أو أن تنتجه الميكروبات. إنه موجود أيضًا في أعماق الكواكب العملاقة، لكن تكوينه يتطلب ظروفًا غير موجودة على كوكب الزهرة.

اختبر الباحثون مجموعة متنوعة من الطرق لإنتاج الفوسفين على كوكب الزهرة، من كيمياء الغلاف الجوي إلى البراكين إلى وصولها إلى هناك بفعل النيازك، لكنهم لم يتمكنوا من تفسير كمية الفوسفين التي لوحظت في البيانات المرصودة.

تقول عضوة الفريق كلارا سوزا – سيلفا Clara Sousa-Silva من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT: “لقد فكرنا في كل عملية قد تنتج الفوسفين، ولم تُنتج أي منها الفوسفين بأي قدر مشابه للكميات التي وجدناها. لقد استنفدنا الاحتمالات.”
ويبقى سيناريوهان فقط: إما أن يكون هناك شيء ما يحدث في غيوم كوكب الزهرة لا نفهمه، أو أن كل ما ينتج هذا الفوسفين هو شيء حي.

تقول سوزا – سيلفا: “إما أن الموضوع ليس بذي أهمية، أو أننا وجدنا كائنات زهروية وهذا أمر مدهش”. بل إن مجرد احتمال أن يصدق ذلك هو أمر مذهل حقًا بالنسبة إلي.”

إن فكرة حياة تطفو في سحب كوكب الزهرة ليست فكرة انبثقت فجأة. فقد يكون السطح كثيفًا وساخنًا بشكل ماحق، ولكنه الأجواء معتدلة نسبيًا بين السحب. فكما يقول بول بيرن Paul Byrne من جامعة ولاية نورث كارولينا North Carolina State University: “على مدى عقود، جادل الناس في أن الزهرة قد تكون صالحة للسكنى”. “في السابق كان الأمر مجرد تخمين، مكان قد تكون فيه البيولوجيا ممكنًة من الناحية النظرية، لكن لدينا الآن هذا الفوسفين.”

هذا، وتعكف غريفز وزملاؤها الآن على التأكد من بيانات رصد الفوسفين بقياسات أكثر تفصيلاً، ولكن هذه المرة للتأكد من مصدره. ربما يتعين علينا إرسال مركبة فضائية إلى كوكب الزهرة لإلقاء نظرة فاحصة.
يقول بيرن: “أنت بحاجة إلى الدخول إلى الغلاف الجوي واختبار ما يوجد هناك”.

إذا كانت هذه العينات تحتوي على حياة فيها، حتى ولو كانت ميكروبات صغيرة، يمكن للكوكب المجاور أن يقلب أفكارنا حول ماهية الحياة وكيف تنشأ.

المرجع العلمي: Nature Astronomy

DOI: http://dx.doi.org/10.1038/s41550-020-1174-4

© 2020, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى