أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
العلوم البيئية

الجهود العالمية لحماية التنوع البيولوجي غير كافية

تقرير جديد يكشف عن التقدم قليلاً، لكن الدول لا تحقق الأهداف

بقلم:     إريك ستوكستاد

ترجمة: مي بورسلي

 بطاقة تقرير رئيسة قيّمَت حالة التنوع البيولوجي Biodiversity ومنحت دول العالم درجات رسوب. فقد خَلُص تقرير التوقعات العالمية للتنوع البيولوجي 5 التابع لمنظمة الأمم المتحدة Global Biodiversity Outlook 5، والذي صدر في الأسبوع الثاني من سبتمبر، إلى أن العالم لم يحقق الأهداف الطموحة التي حُددت قبل عشر سنوات لحماية الطبيعة. وتقول جين لوبشينكو Jane Lubchenco، عالمة الإيكولوجيا البحرية من جامعة ولاية أوريغون Oregon State University في كورفاليس، والتي لم تشارك في إعداد التقرير: “نحن نفقد التنوع البيولوجي؛ وهذا له عواقب وخيمة على صحة البشر وازدهارهم ورفاههم”.

   ولا يزال هناك متسع من الوقت لوقف – بل عكس – فقدان التنوع البيولوجي، كما يخلص التقرير. ولكن هذا سيتطلب تغييرات سريعة وأساسية في الزراعة والصناعة والأنشطة الأخرى. “أكثر من أي شيء آخر، إنه يخبرنا بأن لدينا الكثير لنفعله. فالأمر لا يتعلق بعمل المزيد من الشيء نفسه، بل المزيد من التغييرات التحويلية الأكثر صعوبة”، كما تقول لينا باريرا Lina Barrera، رئيسة السياسة الدولية من منظمة الحفظ الدولية Conservation International، وهي منظمة بيئية. ومن بين هذه التغييرات إدراج قيمة التنوع البيولوجي في القرارات الاقتصادية، مثل الاستثمار في البنية التحتية أو الإعانات الزراعية.

   وفي عام 2010 وافقت 196 دولة مُوقِّعة على اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي U.N. Conservation on Biological Diversity  (اختصارا: الاتفاقية CBD) على 20 هدفًا لحفظ النباتات والحيوانات Flora and Fauna، والمعروفة بأهداف ” أيشي ” للتنوع البيولوجي Aichi biodeversity. فكل بضع سنوات تقيّم الاتفاقيةُ CBD التقدمَ المحرَزَ، بناءً على التقارير الوطنية والمصادر الأخرى. وهذا التقرير الأخير عكس أيضًا الاتجاهات التي كشفت عنها مراجعة علمية كبرى أجراها عدة مئات من الباحثين (Science, 10 May 2019, p. 517).

   والتقييم الجديد وجد بعض النقاط المضيئة. وصارت مصايد الأسماك أكثر استدامة في الدول ذات خطط الإدارة الجيدة. ويُقضى على الأنواع الغازية في المزيد من الجزر. ولعل الأكثر تشجيعًا هو أن مساحة المناطق المحمية قد زادت زيادة كبيرة إلى 15% من مساحة اليابسة و7% من مساحة المحيط (انظر: الرسم البياني) لكن هذه النِّسب لا تزال أقل من النسب المستهدفة 17% و 10% على التوالي، وتلاحظ لوبشينكو أن 2.5% فقط من المحيط كان يتمتع بحماية عالية حتى الآن. وعموما، أفادت الدول بأنها تسير على الطريق الصحيح لتحقيق متوسط 34% من أهدافها، على الرغم من أن العديد منها لم يكن طموحًا مثل أهداف ” أيشي” العالمية. وقد أفادوا بإحراز تقدم، على سبيل المثال، في زيادة الوعي حول الحفظ، وبناء القدرات البحثية، ووضع استراتيجيات لحماية الأنواع.

   والتقرير يفيد بأن هذا لا يكفي. والدول بلغت ستة أهداف فقط حتى ولو جزئياً وبعض المؤشرات تسير في الاتجاه الخطأ. فعلى سبيل المثال، بينما كان استخدام مبيدات الآفات Pesticides على مستوى العالم ثابتًا نسبيًا، زادت العديد من الدول من استخدامها للمواد الكيميائية التي تضر المُلقِّحات Pollinators. عموما، يتعرقل التقدم بسبب الاستهلاك المتزايد للطاقة والمواد، وتدمير الموائل Habitat بفعل إقامة المزيد من المزارع والطرق والسدود الجديدة. ونتيجة لذلك، لايزال التنوع البيولوجي فقيرا، كما خَلُصَ التقرير. وتقول ساندرا دياز Sandra Díaz، الاختصاصية بالإيكولوجيا من المجلس الوطني للأبحاث العلمية والتقنية National Scientific and Technical Research Council  في الأرجنتين وجامعة قرطبة الوطنية National University of Córdoba: “لن تتغير الأمور كثيرًا حتى نتعامل مع المشكلات الجذرية، وهذا أمر أكثر صعوبة”.

    والمراقبون يأملون بأن تُحفز استنتاجاتُ التقريرِ الدولَ على الضغط لتحقيق المزيد من التقدم وتحقيق أهداف أعلى عندما يجتمعون في مايو 2021 لوضع أهداف جديدة للاتفاقية CBD لعام 2030. وتقول باريرا إن مسودة الأهداف التي صدرت بالفعل: “تتحرك تقريبًا في الاتجاه الصحيح”. إذ يدعو أحد الاقتراحات، على سبيل المثال، إلى حماية ما نسبته 30% من الموائل البرية والبحرية. وتقول لوبشينكو: “هذا طموح، لكنه ضروري جدا”. وتقول دياز إن تحقيق الجولة التالية من الأهداف سيكون: “ذا مخاطر كبيرة جدًا للجميع… ليس فقط على الإيكولوجيين وأنصار حفظ البيئة”.

الرسم البياني

© 2020, American Association for the Advancement of Science. All rights reserved

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى