أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
العلوم البيئية

عشر قصص نجاحٍ عن الحفاظ عن أنواعٍ عادتْ من حافة الهاوية

الحوت الأزرق والغوريلا الجبلية والبيسون الأوروبي من الحيوانات التي نجتْ من الانقراض، وأظهرتْ ما يَنْجَحُ في الحفاظ على الحياة البرية في العالم

بقلم: أدام فوغان

ترجمة: محمد الرفاعي

انظرْ كيف فشلنا في تحقيق جميعِ أهدافِ التنوع الحيوي العشرين في العقد الماضي، أو إلى الرسوم البيانية المروعة للحيوانات المهددة بالانقراض، ومن السهلِ أن تشعرَ بالإحباط حول مصير العالم الطبيعي. ويقول ستيوارت بوتشارت Stuart Butchart، من منظمة بيردلايف إنترناشيونال BirdLife International، وهي هيئة معنية بالحفاظ: “هناك الكثير من القصص الحزينة والمأساوية عن التنوع الحيوي”. “سيكون من السهل الشعور بأن الحِفَاظ كان تمريناً لا طائل منه، وليس هناك ما يمكننا القيام به لإبطاء القوة الغاشمة”.

   ولكن بحث بوتشارت يشير إلى أن هذه ليست الصورة الكاملة. فقد كان عضواً في فريقٍ قدّر مؤخراً أن مبادرات الحفاظ أنقذَتْ ما يصل إلى 32 نوعاً من الطيور، و16 نوعاً من الثدييات من الانقراض منذ عام 1993. وبالنظر إلى أن عشرة أنواعٍ من الطيور، وخمسة أنواع من الثدييات قد انقرضَتْ في ذلك الوقت، فقد خلصَ الباحثون إلى أن معدلاتِ الانقراضِ كان قد تكون أعلى بما يصل إلى أربع مراتٍ دون تدخل. ويقول فريدريك بولام Friederike Bolam، من جامعة نيوكاسل Newcastle University في المملكة المتحدة والمؤلف الرئيس للدراسة: “أعتقد أن هذه رسالةٌ إيجابيةٌ…ليستْ كل الأخبارِ سيئةً دائماً”.

   تشملُ العديد من جهود الحفاظ الأكثر نجاحاً أنواعاً كبيرةً ذات “كاريزما”، مثل الباندا العملاقة، والتي تجذب الانتباه والتمويل بسهولةٍ. ولكن فريق بلوم وبوتشارد حدد عدداً من السماتِ المتكررةِ والقابلة للتطبيق على نطاقٍ واسعٍ في أعمال الحفاظ الناجحة: إزالةُ الأنواع الغازية Invasive species، وتنظيمُ الصيد، وحمايةُ الموائل المهمة. ويقول بوتشارت: “عموما، لدينا الأدوات، نحتاج فقط إلى مواردَ وإرادةٍ سياسيةٍ أكبر بكثير”.

   وعلى الرغم من ذلك، فإن الإجراءات المستهدفة لن تقلبَ الطاولةَ وحدها. وسيتطلبُ وقفُ فقدانِ التنوع الحيوي المزيد من التغييرات الجوهرية في كيفية تقديرنا للطبيعة أيضاً ـ وأما السؤال الأهم فهو: هل سيحدثُ ذلك؟ في الوقت الحالي، ها هي عشر قصص نجاحٍ في مجال الحفاظ من جميع أنحاء العالم تقدِّمُ فكرةً عما ينجح.

الكندور الكاليفورني CALIFORNIA CONDOR (Gymnogyps californianus)

كوندور كاليفورني مربوطٌ به جهاز راديو في المكسيك عام 2011

Claudio Contreras/naturepl.com

مدرج في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة International Union for Conservation of Nature (اختصاراً: الاتحاد IUCN): مُهَدَدٌ بخطر انقراض أقصى Critically endangered

   انخفضَتْ أعدادُ أكبرِ طائرٍ أرضي Land bird في أمريكا الشمالية انخفاضاً حاداً في القرن العشرين فلم يتبق منه سوى 27 طائراً بحلول عام 1987، فأُسِرَتْ جميعها في ذلك الوقت لمحاولة إنقاذ النوع. ويقول بوتشارت: “إنه ببساطةٍ نسرٌ. يقتات بالجثث ويبتلع شظايا الطلقاتِ النارية المصنوعة من الرصاص، ولأنه يعيش لعقودٍ من الزمن، يمكن أن يتراكم بمرور الوقت، إنه سامٌ جداً”. وشملتْ الضغوط الأخرى ابتلاعَ فراخِه النفاياتِ بما في ذلك الزجاج، والتصادمَ بأبراج الكهرباء، والتعرضَ لمبيد الحشرات DDT -الممنوع في الولايات المتحدة منذ عام 1972 -مما أدى إلى جعل قشور بيض هذا النوع أَرَق من المعتاد.

   بعد برنامج تربيةٍ ناجحٍ في الأسر، أُعيدَ إطلاقُ الكندور في البرية بدءاً من عام 1991. ويوجد الآن 93 فرداً بالغاً من أصل 300 طائر في البرية. وإذا استمرتْ الأعدادُ في الازدياد، يمكِنُ أن يُحَسَنَ وضعُه ليكون “مهدد بالانقراض” Endangered في القائمة الحمراء للاتحاد IUCN عام 2024. فلا يزال الرصاصُ الموجود في الطلقاتِ التي يستخدمها الصيادون لقتل الحيوانات، والتي تقتاتُ بها هذه الطيور، مشكلةً، على الرغم من أن جماعات الضغط دفعتْ كاليفورنيا إلى حظرها في عام 2019. حالياً، تُؤسَر الطيورُ المصابةُ كي يُجرى لها غسيل الكلى Dialysis لإزالة الرصاص من دمائها. ويقول بوتشارت: “لن تُنْقَذْ بالكامل بأي حالٍ من الأحوال”.

الكرسوع النيوزيلاندي BLACK STILT (Himantopus novaezelandiae)

blickwinkel/Alamy

الحالة: مهدد بخطر انقراض أقصى

   اعتبَرَه الماوري Maori “كنزاً حياً” في موطنه نيوزيلندا، لكن هذا الطائر الخوّاض كاد يكون كنزاً من الماضي، والسببُ في ذلك يرجع إلى حدٍ كبيرٍ إلى الأنواع المفترسة التي أُدْخِلَت البلادَ مثل القطط والقَاقُم والجرذان. وقد كانتْ الحيواناتُ غير الأصليةِ أيضاً التهديدَ الأكبر لـ 32 نوعاً من الطيور التي قال فريق بولام أنها نجتْ من الانقراض.

   ساهم فقدانُ الموائل نتيجةَ استغلالها في الزراعة، ومشروعاتُ الطاقة الكهرومائية أيضاً في انخفاضِ أعداد الكرتوع النيوزيلاندي إلى 23 فقط في عام 1981، فتدخلَتْ حينئذٍ حكومةُ نيوزيلندا ببرنامجٍ مكثفٍ للتربية في الأسر، ومكافحةِ الآفات.

  ففي عام 2017 تَحَسَّنَتْ الأرقامُ إلى 106، ولكن ضغط المفترسين لا يزال قائماً: كل أربعة إلى خمسة أعوام، يسببُ إطلاقُ كمياتٍ كبيرةٍ من البذور من أشجار الزان الجنوبية ازديادَ أعداد الفئران التي تتغذى ببيض هذا الطائر. وفي عام 2016 وضَعَتْ نيوزيلندا هدفاً طموحاً هو القضاء على الحيوانات المفترسة الغازية بحلول عام 2050.

“لدينا الأدوات اللازمة لوقف فقدان التنوع الحيوي ـ نحتاج إلى الإرادة”

النمر TIGER (Panthera tigris)

Arco/TUNS/Imagebroker/Alamy

الحالة: مهدد بالانقراض

   يقول ستيوارت تشابمان Stuart Chapman من منظمة الصندوق العالمي للطبيعة  WWFفي المملكة المتحدة: “قصةُ النمور هي قصةُ تراجعِ أحدِ أكبر الحيوانات المفترسة على الأرض”. فخلال القرن العشرين انحسرَ هذا الحيوان اللاحم من موئله التاريخي الممتد من الهند إلى إندونيسيا، وشرق آسيا، والشرق الأقصى الروسي. وتقول إليزابيث بينيت Elizabeth Bennett من جمعية الحفاظ على الحياة البرية Wildlife Conservation Society ومقرُها الولايات المتحدة، إن فقدانَ الموائلِ والصيدَ الجائر والانتقامَ بسببِ الصراعِ مع الناس والماشية كانتْ هي العوامل الأساسية. فقد ساهمَ فقدانُ الفريسة في ذلك أيضاً، إذ يحتاج النمر إلى أكل حيوانٍ بحجم غزالٍ في الأسبوع. وانخفضَ عدد النمور من نحو 100,000 قبل قرنٍ إلى 3200 بحلول عام 2010.

   في 2010 اتُفِقَ على مبادرة تي إكس 2 (TX2) الدولية التي تهدف إلى مضاعفة أعداد النمور بحلول عام 2022 من خلال مبادراتٍ مثل المناطق المحمية، وإزالة الشِراك، و”ممرات النمور” تحت الطرق. وسَتُنْشَرُ التقديراتُ الرسمية في العام المقبل، لكنه يُعتقد الآن أن الأرقام ترتفعُ في الهند ونيبال وبوتان والصين وروسيا ـ لكن النمورَ اختفتْ تماماً من كمبوديا ولاوس وفيتنام.

   يقول تشابمان: “كانت هناك أمورٌ جيدةٌ وأخرى سيئةٌ”. “كانتْ لتختفي بلا شكٍ دون التدخلات للحفاظ عليها.” فمن المقرر أن تُجري قمةٌ كبرى لبحث وضع النمور في سان بطرسبرج St Petersburg في روسيا، في أكتوبر 2022، جرداً، وتتطلعَ إلى مستقبلٍ أكثر إشراقاً، بما في ذلك إعادةُ إطلاق النمور في البرية.

الغوريلا الجبلية MOUNTAIN GORILLA (Gorilla beringei beringei)

robertharding/Alamy

الحالة: مهددة بالانقراض

   نبَّهَتْ أول حالةِ إصابة غوريلا بفيروس كوفيد-19 -التي أعلنَتْ عنها حديقة حيوان سان دييغو San Diego Zoo في كاليفورنيا في 11 يناير – لخطرٍ جديدٍ مقلقٍ على الغوريلا الجبلية. وتعيشُ هذه الأنواعُ الفرعية من الغوريلا الشرقية Eastern gorilla، وهي أكبر الرئيسيات Primate الحية، في مجموعتين منفصلتين في الغابات المطيرة على بركانٍ خامدٍ في رواندا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. إنها أيقونةٌ تمثل الحفاظ متجذرةٌ في السياحة الإيكولوجية، وتجذبُ الناسَ إلى موائلها.

  ففي عام 1981 أدى الصيدُ الجائرُ وقطعُ الغابات لأغراض الزراعة إلى انخفاض أعداد الغوريلا الجبلية إلى نحو 250. وتقولُ بينيت إنه بعد أن اسْتَعْدَتْ محاولاتٌ سابقةٌ لإنشاء مناطقَ محميةٍ بعضَ المجتمعات المحلية، حققَتْ السياحةُ الإيكولوجية نجاحاً سريعاً، إذ جعلتْ الغوريلا الحيّة ذات فائدةٍ أكبر من النافقة ـ إذ يمكن أن تُكَلِفَ تصاريحُ رؤيةِ الحيوانات 1500 دولارٍ أمريكي لكل غوريلا.

   لا تقلُّ الأعدادُ الآن عن 1063 ـ وهو القرد العظيمُ Great ape الوحيدُ الذي يتحسنُ وضعه. وتقول كاث لوسون Cath Lawson من الصندوق WWF في المملكة المتحدة إن التهديداتِ المستمرةَ تشملُ الأمراضَ والشِراكَ المُعدَّةَ لصيد حيواناتٍ أخرى. وتقول: “نعتبرها قصةَ نجاحٍ في مجال الحفاظ، لكن الأمر لم ينتهِ بعد”. وتستأنفُ رواندا وأوغندا الآن الزياراتِ السياحيةَ التي ستشتَمِلُ على خطواتٍ لتقليل مخاطر كوفيد-19، وذلك بعد توقفٍ ناجمٍ عن الجائحة.

دُلفين نهر السند INDUS RIVER DOLPHIN (Platanista gangetica minor)

Roland Seitre/Minden Pictures/Alamy

الحالة: مهدد بالانقراض

   يوجد هذا الدُلفين النهري، وهو نوعٌ فرعي من دُلفين نهر جنوب آسيا South Asian river dolphin يعتمدُ على تحديد الموقع بالصدى Echolocation، ولا يوجد سوى في حوض نهر السند Indus river، وفي باكستان بالذات . ففي عام 1923 بنتْ السُّلطاتُ الاستعمارية البريطانية أولَ سدٍ من أصل 19 على نهر السند لتحويل المياه لري المحاصيل، مما أدى إلى تَجزِئَةِ موائِل الدلافين. فقد كانتْ فيما مضى منتشرةً في كافة أجزاء نهر السند البالغ طوله 3000 كم، لكن مجالها تقلّص إلى 1300 كم. وبحلول عام 2001 انخفضَتْ أعدادُها إلى 1200.

   ففي عام 2009 أظهرَ التتبع بالأقمار الاصطناعية أن الدلافين يمكن أن تعبرَ أحياناً السدودَ، لكنها غالباً ما تَعْلَقُ وتموتُ في قنواتِ الري التي تُصَرَفُ المياه فيها. وتُشَكِلُ شباكُ الصيد ِ مشكلةً أخرى. وتقول أوزما خان Uzma Khan من الصندوق WWF في باكستان إنه لا يمكن إزالة السدود ببساطةٍ. وتساعدُ الأجهزةُ الصوتية على ردع الدلافين من دخول القنوات، لكن خان تقول إن تثقيفَ مجتمعات الصيد، وتوظيفَ السكان المحليين في السياحة الإيكولوجية، والمراقبةَ كانوا مفتاحَ زيادة الأعداد إلى نحو 1800 حيوان. وتقول: “في البداية، كنتُ أنظرُ إلى كل شيءٍ كَعَالِمَةٍ”. “عَلِمْتُ بأنه لا يمكننا فعلُ أي شيءٍ من دون المجتمعات”.

“يُظْهِرُ تحسنُ أعدادُ الحوتُ الأزرق ما يمكن للبشر فعله إذا تركوا الأشياء وشأنها”

حوت القطب الجنوبي الأزرق ANTARCTIC BLUE WHALE

(Balaenoptera musculus intermedia)

إن نجاة الحوت الأزرق من الانقراض بأعجوبةٍ قصةُ نجاحٍ في الحفاظ على الطبيعة

Alamy Stock Photo

الحالة: مهدد بخطر انقراض أقصى

   تقولُ جينيفر جاكسون Jennifer Jackson من هيئة المسح البريطاني للقطب الجنوبي British Antarctic Survey: “كان العالم يعتمدُ على الحيتان”. اصْطِيْدَتْ الحيتان للحصول على شحومها الزيتية، وكان النوعُ الفرعي القطبي الجنوبي، وهو أكبر الحيتان، مرغوباً فيه بصورةٍ خاصةٍ. وأدى صيد الحيتان إلى انخفاض أعدادها من نحو 239,000 قبل ظهور صيد الحيتان الصناعي في أوائل القرن العشرين، إلى 360 فقط بحلول سبعينات القرن العشرين.

   لقد مُنِحَ هذا النوع حمايةً قانونيةً في ستينات القرن العشرين، لكن، وعلى الرغم من ذلك، فإن صائدي الحيتان السوفييت واصلوا الصيد في المحيط الجنوبي Southern Ocean. وتقول جاكسون: “لقد اصطادوا ما تبقى من الحيتان”. وكان التعليق الرسمي الدولي لصيد الحيتان الذي وقِّعَ في عام 1986 ذا نطاقٍ والتزامٍ عالميين ـ على الرغم من أنه لم يُتَفَقَ على ذلك إلا حين كان من الواضح أنه لم يتبقَ سوى القليل من الحيتان الثمينة لتُصَاد.

   تقول جاكسون إن التقديرات الأولية تشير إلى أن أعداد الحيتان القطبية الجنوبية الزرقاء قد ارتفَعَتْ إلى نحو 4500 فردٍ بحلول عام 2015، لكن هذا الرقم لن يُؤَكَدَ رسمياً حتى وقتٍ لاحقٍ من هذا العام. وسوف يستغرقُ الأمرُ قروناً حتى تعود أعدادها إلى ما كانتْ عليه، لكن جاكسون تقول: “تَحَسُنُ أعداد الحوت الأزرق هو رمزٌ لما يمكن أن يفعله البشر إذا تركوا الأشياء وشأنها”. ويقول رود داوني Rod Downie من الصندوق WWF في المملكة المتحدة إن أكبرَ تهديدٍ لهذا النوع حالياً هو التغيّرُ المُناخي، وبصورةٍ خاصةٍ التغيرات في الجليد البحري الذي يؤثر في أماكن ولادة الكريلKrill ، وهي قشرياتٌ صغيرةٌ تُغَذي أكبر حيوانٍ موجودٍ على الأرض.

البيسون الأوربي EUROPEAN BISON (Bison bonasus)

بيسون أوربي يرعى في غابة ياوفياجا البولندية

Alamy Stock Photo

الحالة: قريب من خطر الانقراض Near-threatened

   يبلغ ارتفاعُ أكبر حيوانٍ ثديي في أوروبا نحو مترين، ويصل وزنه إلى طن؛ يمتدُ موئلهُ من إسبانيا إلى القوقاز Caucasus. فقد عاد عودةً رائعةً واستثنائيةً منذ مقتل آخر فردٍ بريٍّ في غابة ياوفياجا Białowieża في بولندا في عام 1927؛ إنه ضحيةُ الصيدِ، وتدميرِ الموائل، وتجزئتِها.

   ويقول بول دي أورنيلاس Paul de Ornellas من الصندوق WWF في المملكة المتحدة إن إعادة إطلاق البيسون في البرية بجميع أنحاء أوروبا الشرقية بعد أن انخَفَضَتْ أعداده إلى 54 في الأسر كانت “قصةً لا تُصَدَقْ”. ويقول أيضًا: “أحد الدروس هو أن عمليات إعادة الإطلاق الناجحة في البرية تتطلبُ الكثيرَ من الجهدِ والتنسيقِ والأشخاصِ”.

   لقد خفّض الاتحادُ IUCN من وضع البيسون من نوعٍ ضعيفٍ Vulnerable إلى قريبٍ من خطر الانقراض في ديسمبر الماضي، وذلكَ بعد أن ارتفعَتْ الأرقامُ من 1800 في عام 2003 إلى 6200 في عام 2019. ويوجد الآن 47 قطيعاً يجول بحريةٍ في بلدانٍ مثل ألمانيا وبولندا ورومانيا، لكن ثمانيةً فقط تُعْتَبَرُ كبيرةً بما يكفي، ومتنوعةً وراثياً بما يكفي لتحقيق الاكتفاء الذاتي. ويُرَكِزُ العملُ الآن على تنمية المجموعات الصغيرةِ، ومساعدة القطعان على التواصل.

وحيد القرن الجاوي JAVAN RHINOCEROS (Rhinoceros sondaicus)

Stephen Belcher/Minden Pictures/Alamy

الحالة: مهدد بخطر انقراض أقصى

   في عام 2010 عُثِرَ على آخر وحيد قرن غاباتٍ في البر الرئيسي الآسيوي نافقا في فيتنام، ويبدو أنه نفق بعد شهورٍ من إطلاق النار عليه. فقد كان الصيدُ الجائر وفقدانُ الموائل -بسبب الزراعة، بما في ذلك مزارع زيت النخيل، والمستوطنات البشرية المتنامية -عدواً له.

   لحسن الحظ، نجا نحو 50 حيواناً في حديقة أوجونغ كولون الوطنية Ujung Kulon National Park في غرب جزيرة جاوا Java الإندونيسية المكتظة بالسكان. ويقول بيبهاب تالوكدار Bibhab Talukdar من الاتحاد IUCN إن هناك 74 حيواناً في الحديقة الآن بفضل الجهود التي تقودها الحكومة الإندونيسية. وشَمِلَتْ هذه الجهود جعل مأواهم منطقةً محميةً، إضافةً إلى السيطرة على النخيل المُجْتَاح من نوع Arenga obtusifolia. وتقول سي سي سيفريت CeCe Sieffert من مؤسسة وحيد القرن الدولية International Rhino Foundation، إن هذا النبات يزاحم النباتات الأخرى بسرعةٍ بمجرد أن يحصل على موطئ قدم. وتقول: “لا يمكن للأنواع النباتية الأخرى أن تنافسه، وهو غير صالحٍ ليأكله وحيد القرن الجاوي”.

   تستأجرُ مجموعتها أشخاصاً محليين لقطع النخيل باليد. ولكن لما كان المأوى الوحيد لهذه الحيوانات معرضاً لخطر التسونامي وثوران البراكين والأمراض، فإنه يجبُ العثورُ على مواقع مناسبةٍ لإعادة إطلاقه في البرية. ويقول تالوكدار: “نقوم بذلك لكيلا نضع كل البيض في سلةٍ واحدةٍ”.

الباندا العملاقة GIANT PANDA (Ailuropoda melanoleuca)

Stefan Huwiler/imageBROKER/Alamy

الحالة: ضعيف

   أدى قطعُ الأشجار والتوسعُ في المدن والسياحةُ والطرقُ التي شَقّتْ موطنَها في الغابات إلى ما يسميه شيانغ زو Qiang Xu في الصندوق WWF بالصين “انخفاضاً سريعاً جداً” في أعداد الباندا العملاقة في القرن العشرين. ولم تجدْ الدراساتُ المَسْحِيَّةُ بين عامي 1985 و1988 سوى 1114 حيوانٍ فقط، أي أقل من 2459 التي اكتُشِفَتْ بين عامي 1974 و1977.

   قلبتْ الإرادةُ السياسيةُ والمناطقُ المحمية الموازينَ. فقد أنشأتْ الصينُ 67 محميةً للباندا العملاقة منذ ستينات القرن العشرين، وفي عام 1988 حظرتْ قطعَ الأشجارِ تماماً في موائلها. ويقول زو: “تصميمُ واستثمارُ الحكومة الصينية هو المفتاح”. ففي عام 2015 وجد المسح الوطني الرابع للحيوانات 1864 حيواناً. وبعد مرور عام غُيِّرَتْ حالة الحفاظ الرسمية لتعكس ذلك، إذ خُفّضت من “مهددةٍ بالانقراض” إلى “ضعيفة”.

   لكن المجموعات العشرين التي نجتْ لا تزالُ مجزأةً. فحديقة الباندا العملاقة الوطنية Giant Panda National Park التي أُعلِنَ عنها مؤخراً، والتي تمتد عبر أكثر من 27,000 كم2 في مقاطعات سيشيوان Sichuan وشانكسي Shaanxi وغانزو Gansu الصينية، محاولةٌ كبيرةٌ لإصلاح ذلك. وسيحدد الوقت ما إذا كانتْ ستنجح.

الجبون الهايناني HAINAN GIBBON (Nomascus hainanus)

جبون هايناني بالغ في محمية باونغلينغ Bawangling بالصين في عام 2015

Alamy Stock Photo

الحالة: مهدد بخطر انقراض أقصى

   تقلَّصَ عددُ أكثر الرئيسيات المهددة بالانقراض في العالم، والذي يستوطن جزيرةً صينيةً تحمل الاسم نفسه، من 2000 فرد إلى نحو تسعة بحلول ثمانينات القرن العشرين. فقد حصَرَهُ الصيدُ وإزالةُ الغابات المطيرة في منطقةٍ واحدةٍ فقط من الغابة تسمى باونغلينغ.

   أدتْ المراقبةُ من قبل دعاة المحافظة، والسكانِ المحليين منذ عام 2005 إلى ردع الصيد الجائر، كما ساعدتْ التدخلاتُ العمليةُ، مثل جسر الغابة الذي بُني بعد إعصارٍ لمساعدة الجبون على عبور فجوةٍ في الغابة أحدثها انهيارٌ أرضيٌ. ويقول بوسكو تشان Bosco Chan العامل في مزرعة وحديقة كادوري النباتية Kadoorie Farm and Botanic Garden في هونغ كونغ Hong Kong: “أعداده تتزايدُ ببطءٍ ولكن بثبات”. ففي العام الماضي عثر على مجموعة خامسة من الرئيسيات، ويعتقدُ الآن أن هناك نحو 33 فرداً.

   يقول بينغفاي فان Pengfei Fan من جامعة سن يات سين Sun Yat-Sen في قوانغتشو Guangzhou بالصين، إنه على الرغم من أن الأرقام ”  لا تزال صغيرةً جداً جداً”، إلا أن هناك التزاماً بحمايتها. ويقول فان إن الحكومة الإقليميةَ والمركزيةَ زادتْ الاستثمارَ العام الماضي، كما أن الدوريات آخذةٌ بالازدياد، وقد تُنْقَلُ قريةٌ تقع بالقرب من موئل الجبون. ويقول بوسكو: “إن هذا يُظْهِرُ، أنه حتى بالنسبة إلى أكثر الأنواع تعرضاً للخطر، هناك دائماً أمل”.

المصطلح الإنجليزي المصطلح العربي
Invasive species نوع غازٍ
Critically endangered مهدد بخطر انقراض أقصى
Land bird طائر أرضي
Endangered مهدد بالانقراض
Dialysis غسيل كلى
Primate الرئيسيات
Echolocation تحديد الموقع بالصدى
Near-threatened قريب من خطر الانقراض
Vulnerable ضعيف

© 2021, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى