أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
تكنولوجياذكاء اصطناعيكتب

مراجعة 12 بايت: جانيت وينتِرسون تتحدثُ عن الذكاء الاصطناعي وجعل الحياة أقل ثنائيةً

12 بايت 12Bytes

جانيت وينتِرسون Jeanette Winterson

بدأت جانيت وينترسون Jeanette Winterson، المؤلفة الحائزة على جائزةٍ لكتابها البرتقال ليس الفاكهة الوحيدة Oranges Are Not the Only Fruit، تدورُ حول الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence (اختصاراً: الذكاء الاصطناعي AI) بعد قراءتها كتابَ التفردُ قريبٌ The Singularity is near لراي كورزوايل Ray Kurzweil. منذ ذلك الحين، أثّرَتْ علوم وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي AI في رواياتها الخيالية، بما في ذلك روايتها لعام 2019 فرانكشتاين Frankissstein.

   12 بايت (12 Bytes) هو أول كتابٍ غير خيالي لوينتِرسون عن الذكاء الاصطناعي AI. إن كتابها مؤلفٌ من 12 مقالةً، أو “بايت” Byte، تشكل معاً مطالعةً غير عاديةٍ ومسليةً، ويتسمُ بالفكاهة الجافة المُبهجة نفسها الموجودة في سائر أعمالها.

   مع أنّ وينتِرسون تؤكد أن 12 بايت “ليس تاريخاً للذكاء الاصطناعي AI”، إلا أنّه يتعقب النساء التاريخيات والمعاصرات اللاتي استُبعِدنَ من سجل ماضي الحوسبَةِ ومستقبلِ الذكاء الاصطناعي AI. تؤكد وينتِرسون على أهميّة النساء، من نضالات إيدا لوڤلِس Ada Lovelace ضد اضطهاد القرن الـ 19 إلى الطريقة التي كانت بها الأدوار الحاسمة لكاثرين جونسون Katherine Johnson وغيرها من النساء الأمريكيات من أصلٍ إفريقي في وكالة ناسا NASA أثناء سباق الفضاء Space race غير معروفةٍ إلى حدٍ كبيرٍ قبل الكتاب والفيلم شخصياتٌ مُغَيَّبَةٌ Hidden Figures.

   لم يتغير ما يكفي. إذ تنتقد بشدةٍ فنيّاً ذَكَرَاً في غوغل Google قلّلَ من شأن قدرات المرأة في رسائل بريدٍ إلكتروني أرسلها لموظفي الشركة، وفيزيائياً حَاضَرَ عن سبب كون النساء غير مناسباتٍ فعلاً للفيزياء في سيرن CERN، مدعيةً أن هذه الأحداث ليست حالاتٍ فرديةً ولكنها مؤشرٌ على التحيزات الشاملة التي تفسرُ نقص المديرات التنفيذياتِ والطالباتِ والعاملاتِ في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات Science, technology, engineering, and mathematics worker (اختصاراً: مجالات STEM). لكن، لماذا تدومُ هذا الثنائيةُ المبنيةُ من قوالبَ نمطيةٍ؟

   لا تتهربُ وينتِرسون من كل هذا، بل هي متأنيةٌ بصورةٍ منعشةٍ ومتفائلةٌ. تعتقد أن الذكاء الاصطناعي AI يوفر فرصةً لتصحيح الوضع. إنه ليس بشرياً وليس له جنسٌ أو إثنيةٌ. كتبتْ: “الحواسيبُ ليستْ ثنائيةً ولكنها تستخدم نظاماً ثنائياً”. فقد يُعَلِّمُنَا الذكاء الاصطناعي AI أن نكون أقل ثنائيةً، حتى فيما يتعلق بالذكاء.

   وتتساءل ما الذي نعنيه بالضبط بـ “الذكاء” في “الذكاء الاصطناعي”. ويعتمد تعريفنا على ثنائية ديكارت Descartes’s dualism، والتي تقول إنّها “خلَطَتْ الوعي بالتفكير العقلاني، والاستنباطيّ، والذي يحلّ المشكلات، من النوع الذي يُظْهِرُهُ البشر (أحياناً). في رأيه، البشر الذكور”.

   لقد هزَمَنَا الذكاءُ الاصطناعي على هذه الجبهة بالفعل: إنه “يفكر” أسرع مما نفكر، فأحدثُ الحواسيب المحمولة تستطيعُ إجراء 100 بليون تعليمةٍ في الثانية. تقول وينتِرسون: لدينا ذكاؤنا، إضافةً إلى ذكاءِ الذكاءِ الاصطناعي AI، لكننا لسنا قريبين أبداً من حل قضايا إنسانيةٍ مثل المساواة بين الجنسين، أو بين الأعراق، أو أزمة المناخ. وتخلص إلى أنه ليس لدينا تعريفٌ غير ثنائي للذكاء، يشملُ الذكاءَ العاطفي والحب. تكتب: ليتَ ديكارت كتب أيضاً “أنا أحب، إذن أنا موجودٌ”.

   12 بايت هو استراحةٌ مرغوبٌ فيها من إثارة الذعر التي تصاحب استطلاعات غير الاختصاصيين للذكاء الاصطناعي AI التي يَسْهُلُ فيها الانسياقُ وراء سردِ المؤلفِ الحماسي.

   في حين أن وينتِرسون متفائلةٌ بأننا سنتعلمُ من الذكاء الاصطناعي AI، إلا أنها مدركةٌ أن النوع نفسه من الأشخاص (الرجال البيض، من الناحية الإحصائية) هم من يبرمجونه ويصممونه. وبصرف النظر عن زيادة التنوع في مكان العمل، وهو ما لا يحدث إلا ببطءٍ، فهي لا تعرفُ كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تجنبُ عكسِ تحيزاتِ صانعيه.

   سيحثُ 12 بايت بمقالاته الإبداعيّة، والثاقبة، والواسعة النطاق القراءَ بلا شكٍ على بدء دورانهم حول الذكاء الاصطناعي AI. أمّا ما إذا كان سيخرجُنا من المدار النظري اللانهائي، ويلهمُنا مساراً للتعامل مع مشكلات الذكاء الاصطناعي AI ؛ فإنّه أقلُ تأكيداً.

بقلم: لورا غريس سيمبكينز

ترجمة: د. محمد الرفاعي

© 2021, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى