أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
ملف خاص

لا يزال علم المصريات يقف مشدوهاً حتى بعد انقضاء 100 عام على العثور على مقبرة توت عنخ آمون

كان اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون إنجازاً تاريخياً، لكن حتى بعد انقضاء 100 عام، ترسم لنا الأساليب العلمية الحديثة صورة أكثر روعة عن قدماء المصريين

يعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون على يد هوارد كارتر Howard Carter بعد مئة عام بالضبط من فك جان فرانسوا شامبليون Jean-François Champollion لرموز الهيروغليفية المصرية، أحد العجائب التاريخية الغريبة. فقد فتح إنجاز شامبليون عام 1822، أبواباً لأرشيف الحضارة الثري، في حين قدم اكتشاف كارتر عام 1922، لمحة خاصة عن الثراء الفرعوني.

على الأرجح، لن يذكر عام 2022 كعام محوري في علم المصريات، لكن ذلك لا يعني أن المجال لا يزال عالقا في دائرة محدودة. كما نفصل في مقالنا «كيف تحدث التكنولوجيا ثورة في فهمنا لمصر القديمة»، لدى علماء الآثار الآن أدوات العلوم الحديثة في راحة أيديهم. قد تبدو اكتشافاتهم رتيبة نسبياً للوهلة الأولى، لكنها قد تحدث تحولاً جذرياً لفهمنا لمصر القديمة.

إن إلقاء نظرة على الإنجازات التي حدثت في عامي 1822 و1922 يبين لنا السبب؛ فواحدة من أشهر النصوص المصرية القديمة التي استطعنا قراءتها بمجرد أن فهمنا الهيروغليفية كانت كتاب الموتى، كما أظهرت لنا كنوز مقبرة توت عنخ آمون مقبرة فرعونية كبيرة بكامل تفاصيلها. وبالأخذ بالاعتبار المومياوات المصرية والمقابر الأكثر شهرة في العالم -الأهرامات- من السهل أن نستنتج أن المصريين القدماء كانوا يولون أهمية كبيرة للموت.

يميل علماء الآثار حالياً إلى التركيز على الحياة اليومية في حياة المصريين القدماء، فتلك النظرة تطرح صورة أكثر واقعية عنهم، مما يجعلهم يبدون أكثر شبهاً بنا. فعلى سبيل المثال، صار في وسعنا الآن معرفة الطريقة التي عمل بها الفنانون المهرة منذ آلاف السنين، وإعادة بناء المشاهد والروائح للمناظر الطبيعية التي عاشوا معها، مما يقربنا أكثر من أي وقت مضى لتجربة مصر القديمة.

هذا لا يعني أن علماء الآثار أداروا ظهورهم للفراعنة؛ فالبعض لا يزال مقتنعاً بأن قبراً ملكياً لم يمسه أحد، أعظم حتى من مقبرة توت عنخ آمون، في انتظار اكتشافه له. وإذا حدث وتم العثور على مقبرة الملكة نفرتيتي، فسيحظى الباحثون بالتأكيد بعام آخر لا يقل أهمية عن عام 1822 و1922 للاحتفاء به. لكن حتى ذلك الحين، يستمر علم المصريات بالتأكيد على أهميته لجمهور القرن الحادي والعشرين، من خلال وضع حياة المصريين القدماء العاديين في دائرة الضوء.

© 2022, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.

بقلم نيوساينتست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى