تجارة جلود تماسيح الكيمن
تجارة جلود تماسيح الكيمن(*)
إن تجارة جلود تماسيح الكيمن المهرّبة تبين كيف أنّ تطبيق
شعار «الاستخدام الذي يُبقي على النوع» قد أخفق في
الإبقاء على الأنواع المعرّضة لخطر الانقراض.
<P. برازيتس> ـ <M. وطنابي> ـ <G. أماتو>
يشكّل تمساح الكيمن الياكاره، الذي يتميّز بنمط معقّد من الحراشف على جانبي جسمه، هدفا للصيادين؛ إذ يسهل صيده في أثناء موسم الجفاف عندما تتجمّع أفراده في بعض البرك الضحلة. |
في مكان بارز من واجهة العرض بأحد المتاجر الفخمة في شارع ماديسون أفينيو بمدينة نيويورك، تُعرض حقيبة يد صغيرة بالغة الأناقة تُنبئ بطاقة ثمنها البالغ 3700 دولار أمريكي أنّها مصنوعة من جلد تمساح حقيقي وليس من جلد البقر المضغوط. ويمكن لعدد قليل فقط من الخبراء في العالم أن يعرفوا عندما ينظرون إلى الوجه البرّاق لهذه الحقيبة أنها مصنوعة من جلد تمساح الأليگيتور alligator الأمريكي العالي النوعية والمعروف المصدر، في حين تكون جوانبها مصنوعة من جلد تمساح الكيمن caiman الأرخص الذي قد يكون مصدره من التجارة الواسعة المحظورة لتهريب الجلود.
إنّ فرع الولايات المتحدة الأمريكية التجاري(1) التابع للصندوق الدولي للحياة البرّية الذي يتعقّب التجارة المحظورة في منتجات الحياة البرّية المهرّبة، يُقدّر بكل تحفّظ عدد جلود التماسيح في السوق العالمية بين 1.5 و 2 مليون جلد سنويا. ومع هذا فإنه وفقا لمستشار التجارة <D. أشلي> (في فلوريدا) لم يتوافر في عام 1993 من المستندات القانونية الدالة على المصدر إلا لنحو مليون فقط من هذه الجلود. وهكذا فإن ما يقرب من نصف كمية الجلود المستخدمة في صنع تلك الحقائب اليدوية ومحافظ النقود والأحزمة الغالية الثمن يكون قد تمّ الحصول عليه من الحيوانات البرّية بانتهاك القوانين المحلية والعالمية. ويأتي القسم الأكبر من هذه الجلود غير المشروعة (المهرّبة) من أنواع الجنس كَيْمَن.
إن مظهر جلد الألّيگيتور يُعبّر منذ القديم عن الغنى والترف. ومع أنّ هذا المظهر هو دائما في قمة الأناقة، فإنّ صناعة الأزياء تشجّعه بشكل دوري كل ثلاث إلى خمس سنوات مؤدية إلى زيادة الطلب على جميع منتجات جلود التماسيح. وقد بقيت أرقام التجارة الدولية المتعلقة بجلود الكيمن المشروعة أو المهرّبة غير متيسّرة حتى العام 1993 (وهذه الأرقام مازالت الوحيدة المتيسّرة). ففي حين أبلغت البلدان التي تستهلك هذه البضاعة ـ مثل الولايات المتحدة ـ عن استيراد847 648 جلدا (إهابا)، وجد الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة(2) 132 556جلدا فقط تمّ تصديرها بالطرق المشروعة في ذلك العام. ومن الواضح أنّ بعض تلك الجلود المستوردة كانت مستنداتها مزيفة. ولقد قدّر الاتحاد الدولي المذكور تجارة جلود الكيمن الحالية بمليون جلد على الأقل في السنة، وهذا أكثر من الإنتاج المشروع بنحو 50%.
إن التجارة غير المشروعة لجلود الكيمن رائجة جدا؛ لأنّها تدر أرباحا طائلة. فالتماسيح يمكن أن تُربّى في مزارع مخصصة لاستيلاد أنواعها أو لرعاية بيضها وتفقيسه، كما في المزارع الكثيرة بالولايات المتحدة. وربما يكون أحد مربِّي أو أحد صيادي تمساح الألّيگيتور الأمريكي الذي صُنعت من جلد بطنه حقيبة اليد المعروضة في متجر ماديسون أفينيو قد جنى ربحا صافيا يقدر بمئات الدولارات. أما جلد تماسيح الكيمن فتتراوح تكلفته في كل مكان ما بين 5 و 50 دولارا، سواء تم اقتناؤه بطريقة مشروعة من إحدى المزارع المنتشرة حاليا في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية أو تمّ اقتناصه خلسة من المناطق المحيطة بها. ومع ذلك تُباع المنتجات المصنوعة من جلد الكيمن بما يعادل ثَمَن تلك المصنوعة من جلد الأليگيتور.
تصنيف تماسيح الكيمن
تنتمي مجموعة التمساحيات إلى العظايا القديمة (الأركوصوراتarchosaurs)، أي الزواحف التي سادت على سطح الأرض قبل 200 مليون سنة. ومعظم أنواعها الثلاثة والعشرين مهدّد بالانقراض، إمّا بسبب فقدان مواطنها أو نتيجة لصيدها الجائر.
تُقسم التمساحيات الحالية (الحديثة) إلى ثلاث فصائل families: فصيلة التمساحيات الحقيقية (Crocodylidae) وفصيلة الگافيالات (Gavialidae) وفصيلة التمساحيات الأمريكية (Alligatoridae). وتضمّ الفصيلة الأخيرة مجموعة الألّيگيتور الأمريكي ومجموعة قريبه الأصغر الألّيگيتور الصيني ومجموعة الكيمن. تعيش أنواع الكيمن في المياه العذبة للأنهار والجداول والبحيرات والبرك والمستنقعات المنتشرة في المناطق المدارية في الأمريكتين الوسطى والجنوبية وفي بعض جزر البحر الكاريبي.
|
وتتألف مجموعة الكيمن من ثلاثة أجناس: يضمّ الجنس الأول نوعا واحدا هو الكيمن العملاق الأسود (ميلانوسوخوس نيگر Melanosuchus niger)، وهو الآن على حافة خطر الانقراض. ويضمّ الجنس الثاني پاليوسوخوسPaleosuchus نوعين تنتشر بين حراشفهما صفائح عظمية ثقيلة تجعل جلودهما غير صالحة للاستعمال تجاريا. أمّا الجنس الثالث كيمن Caiman، فيضم تشكيلة من الأنواع معظمها حيوانات صغيرة الحجم نسبيا يتراوح طول الواحد منها ما بين 1.2 و 2.8 متر.
إن تصنيف تماسيح الكيمن يكتنفه الكثير من الجدل والخلاف. فقبل أن يتم إجراء دراسة مسحية حديثة برئاسة أحد مؤلفي المقالة (برازيتس)، لم تربط أية دراسة بين توزيع أنواع الكيمن في شبكة أنهار أمريكا الجنوبية وبين طُرُزpatterns ترتيب حراشفها وخصائصها المورفولوجية والدناوية DNA. ولقد قام <R. مادن> (من كلية ماري ماونت في ولاية نيويورك) بتحليل إحصائي للبيانات الجديدة عن بنية أنواع الكيمن وطرز ترتيب حراشفها وألوانها. وفي دراسة تكميلية قام أيضا أحدنا (أماتو) ـ مع زملائه في جمعية الحفاظ على الحياة البرية والمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي ـ بدراسة الدنا المأخوذ من أنسجة أنواع الكيمن ودمائها. وعلى نحو مخالف للاعتقاد السائد بأنّ الجنس كيمن يضمّ نوعين متميّزين فقط، دلّت نتائج دراستهم على وجود أربعة أنواع. وعلاوة على ذلك فقد حدّدوا مواصفات تُمكّن من تمييز الأنواع، وفي هذا عون كبير لموظفي تنفيذ القوانين الذين كانت تربكهم مسألة التنوّع ضمن الأنواع.
تتصف تماسيح الكيمن العادي بالمكر والانتهازية والتأقلم مع مواطن ونُظُم غذائية متنوعة. وفي مسح بيئي أُجري حديثا في البرازيل فشل الباحثون تماما في العثور على أي منها في بعض المناطق التي كانت توجد فيها بالفعل فيما مضى. يصل طول الكيمن العادي إلى 2.5 متر. وتأتي معظم جلوده المشروعة من ڤنزويلا وغير المشروعة من البرازيل. وتحوي بعض الجلود نسبا عالية من الرصاص، كما أنّ موطنها ملوّث بالزئبق. |
وغالبا ما يوجد تمساح الكيمن العادي(3) (كيمن كروكوديلوس Caimancrocodilus) في أحواض تصريف نهري الأمازون والأورينوكو. أمّا الكيمن القاتم الجلد أو البني اللون (كيمن فُسكوس Caiman fuscus) فتمتد منطقة وجوده من المكسيك شمالا إلى البيرو جنوبا لانعزاله جغرافيا عن الكيمن العادي بسلسلة جبال الآنديز. وهذان النوعان الأخيران ينعزلان بدورهما عن الكيمن الياكارهCaiman yacaré بالمجن (الدرع) البرازيلي Brazilian shield وبعدد من المرتفعات المتفرّقة. أمّا رابع أنواع مجموعة الكيمن فهو الكيمن العريض الخطم (كيمن لاتيروستريس Caiman latirostris) الذي يجوب شبكة من الأنهار الموازية للمرتفعات الشرقية والمناطق المدارية الساحلية والجنوبية من أمريكا الجنوبية.
والدان يقظان
قبل مئة عام تحدّث بعض المستكشفين المسافرين عبر البرازيل عن تماسيح الكيمن المنتشرة والمتراصة الواحد بجوار الآخر مغطية ضفاف نهر الأمازون. كانت تماسيح الكيمن الأسود التي يصل طول الواحد منها إلى 7 أمتار تقريبا كثيرة العدد بصورة خاصة، وأحيانا كانت تلقف الآدميين الذين يُجازفون بالاقتراب كثيرا من ضفاف النهر. أمّا في الوقت الحاضر فتكثر تماسيح الكيمن في بعض المناطق المنعزلة، ولكنّها اختفت (أي انقرضت محليا) في بعضها الآخر.
ويدلّ فصل الأمطار السنوي على حلول وقت التناسل؛ إذ تصدر الذكور أصواتا، وتتخذ لنفسها مناطق لا تلبث أن تُحدّد أنثى واحدة أو أكثر أن تبنى فيها أعشاشها. تقع الأعشاش فوق مستويات الفيضان ولكنّها لا تبعد كثيرا عن الماء. وقد يتجاوز أحيانا عرض العش المترين وارتفاعه نصف المتر، ويُبنى عادة من الحشائش والأغصان الصغيرة والطين في الأدغال أو الآجام الكثيفة.
يصل طول تمساح الكيمن القاتم الجلد إلى المترين، وهو يعيش في مواطن مختلفة. وكان حتى وقت قريب بمأمن من ضغوط التجارة؛ لأنّ نوعية جلده (إهابه) منخفضة نسبيا. ولكن بعد أن أصبحت أنواع التماسيح ذات الجلود الأجود نادرة تزايد الطلب على جلود التماسيح القاتمة اللون. ولقد انخفضت أعداد المجموعات البرية في كولومبيا التي كانت تشكّل المصدر الرئيسي للجلود. |
وتُؤمّن المواد العضوية التي تتحلّل في العش درجات حرارة تتراوح ما بين 28 و32 درجة سلسيوس طوال فترة حضانة البيض التي تمتد ما بين 8 و10 أسابيع. ففي ذروة الفصل المطير تضع الأنثى ما بين 20 و30 بيضة في العش وتتولّى حراستها بحذر، في حين تجوب الذكور في الغالب المنطقة المجاورة. وعندما يقترب موعد الفقس وتبدأ صغار تماسيح الكيمن بالنداء من داخل البيض تحفر الأنثى عشّها لتحرّر الأفراخ، وقد تحملها أحيانا برفق في فمها إلى مكان منعزل في بركة حضانة مجاورة.
تبقى صغار الكيمن مع أبويها اللذين يؤمّنان لها الحماية معظم السنة الأولى من عمرها، وكثيرا ما تُرى راكبة فوق ظهريهما. وتتغذّى صغارها وأفرادها البالغة باللافقاريات البرية (الأرضية)، ومع اطّراد نموها تتغذّى بعدد كبير من الحلازِن (الغذاء الشائع لكثير من أنواع التماسيح الصغيرة في العالم). تُؤوي الحلازِن طفيلي المُنْشَقّة Schistosoma المسبّب لداء البلهارسيا. وتوحي بعض الروايات القصصية أنّ افتراس التماسيح للحلازِن قد يساعد على الحدّ من انتشار داء البلهارسيا، وهو مرض مداري خطير يصيب الإنسان والحيوانات الأليفة.
هذا وعلى الرغم من حذر الأبوين فإن الأفراخ غالبا ما تصبح فريسة لكثير من أنواع الحيوانات الأخرى: فالسلاحف والطيور والثعابين المائية والأسماك المفترسة (مثل السمك الضاري piranhas) تصطاد صغار تماسيح الكيمن. وإذا أخذنا إحصائيات مجموعات التمساح الأمريكي البرّية كأمثلة لوجدنا أنّ 50% وربما أكثر من الأفراخ تأكلها الحيوانات المفترسة خلال السنة الأولى من حياتها.
الكيمن القاتم الجلد
الكيمن العادي الكيمن الأسود الكيمن العريض الخطم الكيمن الياكاره تفيد الطُّرُز patterns الغريبة لترتيب الحراشف على جانبي الجسم في تعرُّف جلود الكيمن؛ إذ تتميّز تماسيح الكيمن القاتم الجلد بصفوف متماثلة من الحراشف البيضية الشكل والتي تتبادل مع صفوف من حراشف أخرى صغيرة خرزية الشكل. أمّا تماسيح الكيمن العادي فتتميّز بجانبين ضيقين وحراشف كبيرة بارزة بشدة ومرتبة في صفوف يفصل بينها جلد ليّن ومجعّد وحراشف صغيرة. وأمّا تماسيح الكيمن الأسود فتتميّز بجانبين عريضين مؤلفين من صفوف عديدة من حراشف قليلة التطاول ضعيفة النتوء. وأكثر جلود هذه الحيوانات ليونة هو جلد البطن الناعم الأبيض (غير ممثل في الشكل). وتتميّز تماسيح الكيمن العريض الخطم بعدد قليل من الصفوف المؤلفة من حراشف عظمية كبيرة تتبادل مع حراشف عظمية صغيرة. وأمّا تماسيح الكيمن الياكاره فتتميّز بجانبين عريضين مزوّدين بحراشف أغلبها ملساء مستديرة ومرتبة في صفوف متقاربة منفصلة بجلد مجعّد على شكل حلقات السلسلة. (في جميع أشكال الجلود يقع رأس الحيوان في اليسار). |
أمّا تماسيح الكيمن التي تنمو إلى حجم أكبر فإنّها تأكل أنواعا من الأسماك لا يُحتمل أن تضمّها مائدة طعام الإنسان: مثل سمك السلّور المدرّع وبعض أنواع الأنقليس eels، إضافة إلى أنواع من الأسماك الخطرة مثل السمك الضاري. ولولا افتراس التماسيح لهذه الأسماك الخطرة لنافس الكثير منها تلك الأنواع التي يأكلها الإنسان. وعلاوة على ذلك فإنّ تماسيح الكيمن سريعة التحوّل إلى أي طعام متاح لها، ولذلك فهي مهيأة جيدا للحياة في أية بيئة تتغيّر فيها مصادر الغذاء المائية تغيرا هائلا على مدار السنة.
وفي الموسم المطير تنتشر تماسيح الكيمن في المستنقعات والغابات، أمّا في موسم الجفاف فإنّها تحفر حفرا في البرك القليلة المتبقية وتتجمّع فيها؛ وهي بهذا لا تصنع لأنفسها المأوى وحسب، بل أيضا تُهيئ ملجأ للأسماك والبرمائيات والأنواع المائية من النباتات واللافقاريات. ولأن البرك تكون في الغالب المصادرَ الوحيدة للغذاء المائي، فهي تجذب إليها الطيور المهاجرة التي تتغذّى بالأسماك واللافقاريات.
قد يصل عمر تمساح الكيمن إلى 65 عاما (في الواقع يصل عدد قليل جدا إلى هذا العمر). وفي بعض الأحيان تقع تماسيح الكيمن البالغة فريسةً للأصَلات العاصرة anacondas، غير أنّ قتل الإنسان للتماسيح يشكّل أهم عامل في انقراض أنواعها؛ إذ يتخذ المستهلكون المحلّيون من التماسيح المتوسطة إلى الكبيرة الحجم طعاما، ويقتل الصيادون التماسيح الأكبر من أجل جلودها.
ويشير أحد تقارير الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة إلى تناقص المجموعات البرّية للكيمن العادي في نصف عدد البلدان الستة عشرة التي توجد فيها. أمّا أنواع الكيمن الياكاره والكيمن العريض الخطم والكيمن الأسود فقد استنزفت في جميع مواطنها، وقد بلغ هذا الاستنزاف حدا خطيرا بالنسبة إلى النوعين الأخيرين. وهذا الوضع ناتج من تعديات الإنسان على مواطنها، إضافة إلى عمليات صيدها الجائر التي استمرت نصف قرن من الزمان.
إن الاتفاقية الدولية المتعلقة بتجارة الأنواع البرية النباتية والحيوانية المعرضة لخطر الانقراض(4) (السيتس CITES)، تنظم التجارة الدولية في جميع أنواع الأحياء البرية بما فيها أنواع الكيمن (سواء أكانت حية من أجل تربيتها أم ميتة من أجل لحمها أو جلدها أو منتجاتها الأخرى). وتطبق أيضا القوانين المحلية مثل قوانين بلد منشأ الحيوانات أو مثل القانون الأمريكي للأنواع المعرضة لخطر الانقراض(5). وتستخدم اتفاقية «السيتس» المعلومات المتاحة عن نوع ما لتصنيفه في أحد ملاحق ثلاثة؛ الملحق I: حيوانات غير مصرح بالاتجار بها دوليا. الملحق II: حيوانات مصرح بالاتجار بها فقط بموجب وثيقة «السيتس» الصادرة عن السلطات الحكومية في بلد المنشأ (أو بإجازات إعادة تصدير مناسبة إذا كان منشأ الحيوان من بلد آخر). الملحق III: حيوانات مصرّح بالاتجار بها بلا قيود. ولقد أُدرج تمساح الكيمن العريض الخطم وأحد نُوَيْعات subspecies الكيمن العادي (كيمن ريوأپاپوريس Rio Apaporis) والكيمن الأسود ضمن الملحق I، أما سائر الأنواع الأخرى من الكيمن فقد أُدرجت ضمن الملحق II.
إنه يصعب التمييز بين ما هو قانوني وما هو غير قانوني. فهناك بلدان كثيرة تصدّر جلودا لا يمكن أن تكون قد نشأت فيها البتّة، ومع ذلك أُرفقت بها مستندات قانونية تشهد بما يخالف الحقيقة. فقد يحدث مثلا أنّ جلدا صدرته كولومبيا كجلد تمساح الكيمن العادي، في حين أنه في الحقيقة جلد كيمن الياكاره، وهو نوع لا يوجد في كولومبيا. وقد تحدث تجارة رائجة حتى في الوثائق غير القانونية: في حالة الإعلان عن ضياع استمارات «السيتس» الخاصة بالتصدير.
إنّ صناعة الأزياء تُشجّع تجارة جلود التماسيح بشكل دوري (كل أربع سنوات تقريبا. وعندها تزداد الضغوط على مجموعات الكيمن البرية. |
عندما تشتبه مصلحة شؤون الأسماك والحياة البرية بأمريكا في مشروعية الاتجار بجلود الكيمن أو منتجاته، فإنها تلجأ في الغالب إلى الاستعانة بخدمات خبير متخصص بتماسيح الكيمن. ويعدّ برازيتس (أحد مؤلفي المقالة) واحدا من علماء التصنيف في الولايات المتحدة. ولرفع الدعوى على مالكي هذه المنتجات يتعيّن على المصلحة المذكورة تعريف نوع كل جلد في الشَّحْنَة التي قد يصل عددها إلى الآلاف. وهذه ليست بالمهمة السهلة؛ لأن جلود الياكاره وغيره من نُوَيْعات الكيمن العادي تبدو متشابهة إلى حدّ غير عادي، فهي بمجرّد دباغتها وصبغها تفقد طُرزَها اللونية الفريدة المميّزة للنوع. إنّ الذي يجعل الأمور أكثر صعوبة استخدامُ أشرطة جلدية غريبة في البضائع الجلدية لا تتضمّن خصائص مميّزة تساعد على تعرّفها.
في عام 1969 شرع كل من برازيتس و< F.W. كينگ> (من جامعة فلوريدا في گينزڤيل، وكانا يعملان حينذاك في حديقة الحيوان ببرونكس) بتطوير وسائل للتمييز بين الأنواع. وبحلول عام 1984 تمكّنا من حلّ المشكلة جزئيا؛ لأن أنواع الكيمن تتميّز بجلود تحوي صفائح عظمية ثخينة تدعى الجلد العظميosteoderms ضمن حراشف منطقة البطن، وهذا ما يميّزها بوضوح عن جلود التمساحيات الأخرى. وتقلّ كثافة هذه الصفائح العظمية على جانبي الجسم بين القائمتين الأماميتين والقائمتين الخلفيتين وعلى طول جانبي الذيل، ممّا يجعل الجلد في هاتين المنطقتين ليّنا. وهذه القطع الليّنة، التي غالبا ما تستخدم في صنع المنتجات الجلدية، هي المفتاح في عملية تمييز أنواع الكيمن المعرّضة لخطر الانقراض. ولكن الأمر مازال بحاجة إلى المزيد من المعلومات.
في أواسط الثمانينات موّل برنامج الأمم المتحدة للبيئة، مع بعض الحكومات وهيئة السيتس، مشروعا طموحا لتعرُّف مجموعات تماسيح الكيمن وتقدير أعدادها في البرازيل وبوليڤيا وپاراگواي. وقد قاد برازيتس فريقا من علماء البرازيل ضمّ العديد من البيولوجيين، من بينهم <G. ريبيلو> (من المعهد القومي لبحوث الأمازون INPA) و<C. ياماشيتا> (من المعهد البرازيلي للبيئة والموارد الطبيعية والمتجدّدة IBAMA). حدّد هذا الفريق أماكن مجموعات تماسيح الكيمن وجمع عيّنات من دماء الحيوانات البرّية (الطليقة) ومن عضلاتها وجلودها وأنسجتها الأخرى، كما جمع عيّنات من بعض التماسيح التي أعدّها المواطنون المحلّيون للطبخ، إضافة إلى التماسيح الفرادى التي عُثر عليها وهي تموت متأثرة بالتلوّث أو بما ألحقه بها الصيادون من إصابات (كانت الحيوانات البرّية تُؤسر وتُطلق بعد الدراسة، وإذا ما كانت مُعتلّة إلى درجة خطيرة كنا ندبّر لها وسيلة للموت بلا ألم بدافع الإنسانية).
إنّ عيّنات أنسجة تماسيح الكيمن لا تُفيد في تصنيفها فقط، وإنّما أيضا تُتيح وسيلة دقيقة لتعرُّف أنواع الجلود غير المدبوغة. ومن المحتمل في المستقبل القريب أن تتمكّن مصلحة شؤون الأسماك والحياة البرّية بأمريكا من استخدام دليل الدنا DNA، الذي توصّل إليه أحدنا (أماتو)، لتعرُّف الجلد المدبوغ من أنواع التماسيح المعرّضة لخطر الانقراض.
تمّ توضيح شجرة نسب مجموعة الكيمن في ضوء مسح بيئي حديث في البرازيل أجراه مؤلفو هذه المقالة وزملاؤهم. ويبدو أن النُّوَيْع subspecies الذي وُصف في أوائل الخمسينات بناء على سمات الجلود والجماجم وأُطلق عليه الاسم اللاتيني الكيمن أپاپورينسيس Caiman c. apaporiensis، هو أحد تماسيح نوع الكيمن العادي common caiman. أمّا الكيمن القزم والكيمن الأملس الجبهة فينتميان إلى جنس منفصل ضمن مجموعة الكيمن. |
ولدهشتنا الكبيرة، وجد فريقنا أنه بعد انقضاء خمس سنوات اختفت تماما بعض مجموعات تماسيح الكيمن التي كانت معروفة من قبل. لقد كانت غالبية ما تبقّى من التماسيح في المواقع المدروسة حديثة السن ولم يكن يُرى من الأفراد البالغة إلا القليل. ولقد تأكدنا من ذلك بعد قيامنا بعمليات المسح البيئي طوال الموسم المطير حيث تتفرّق التماسيح في المجاري المائية الوفيرة، وكذلك طوال موسم الجفاف حيث تتجمّع التماسيح بكثافات عالية في البرك القليلة المتاحة. ويعني نقصانُ عدد الأفراد البالغة قلةَ الأفراد القادرة على التناسل لاستمرار النوع، وهذا بدوره يعني العدد القليل من الصغار التي ستبقى على قيد الحياة نتيجة للحرمان من الرعاية الأبوية. وهذا يمهّد الطريق أمام خطر كبير يهدّد المنطقة. وغالبا ما تُشكّل الحفر التي تحفرها التماسيح في البرك المصدرَ الوحيد للغذاء، ليس فقط للتماسيح بل أيضا للثدييات والطيور المهاجرة.
علاوة على ذلك وجدت <E. أوديرنا> (التي كانت طالبة بكلية مانهاتن في برونكس) أنّ بعض أنسجة تماسيح الكيمن ملوّثة بمستويات خطيرة من الرصاص. وقد كان هذا الاكتشاف مفاجئا تماما؛ لأن الهدف الأصلي للطالبة كان التحقّق من وجود الزئبق المستخدم لاستخلاص ركاز ore الذهب في مناطق متعددة من مواطن تماسيح الكيمن. فقد اكتشف البيولوجيون البرازيليون بالفعل في وقت سابق، الزئبق بمستويات عالية في معظم أنواع الأسماك التي يتغذى بها البشر وتماسيح الكيمن في كل مكان من حوض الأمازون. وقد أكّدت اختباراتنا الميدانية أنّ مواطن تماسيح الكيمن ملوّثة كذلك بالزئبق. وعلى الرغم من أنّ تأثير الزئبق والرصاص في تماسيح الكيمن غير معروف، فإنه يُفترض أن تضرّ الفلزات بهذه المخلوقات مثلما تضرّ بالبشر.
استخدام جائر لا يُبقي على النوع
إنّ شعار الكثير من علماء بيولوجيا التماسيح في الوقت الحاضر هو «استخدام يُبقي على النوع»، ويعني ذلك الاستفادة من النوع إلى حدّ يحافظ على المستوى الاقتصادي للسكان المحليين ويُبقي على النوع. ويُجرى تطبيق هذه الفلسفة على أشجار الأخشاب الصلبة hard wood وعلى الفيلة (من أجل العاج) وعلى الحيتان (من أجل لحمها)، ويمتد إلى كل نوع مهدّد بالانقراض. أمّا بالنسبة إلى التماسيح فإنّ جميع جهود الحفاظ عليها تقريبا موجّهة نحو الاستفادة من منتجاتها الجلدية الفاخرة ومن لحومها.
وفي الوقت الحاضر يقود مستثمرون وأصحاب مزارع في أمريكا الجنوبية حركة لبناء مزارع لتربية تماسيح الكيمن وأخرى لرعاية بيضها وأفراخها، وهذا ما يُتيح تصدير جلودها بالطرق المشروعة. وتتضمّن مزارع التربية جمع التماسيح الحية البالغة من بيئتها البرّية (الفطرية) والاحتفاظ بها واستيلادها في الأسر. ويُستخدم بعض ذريتها للحصول على الجلد واللحم، في حين يُستخدم الباقي للاستيلاد بعد أن تُربّى التماسيح حتى تصل إلى سن البلوغ. ولو أُجريت هذه العملية كما ينبغي لأصبحت المزرعة نموذجا لنظام مغلق لا يحتاج إلى جلب حيوانات زيادة على الدفعة الأولى. أمّا في مزارع رعاية البيض والأفراخ فيجمع البيض من أعشاش التماسيح البرّية وتحضن أو تؤخذ الأفراخ من بيئتها البرّية. تُربّى الصغار إلى أن يبلغ طول الجلود نحو المتر وعندها يحين «استغلالها». ولأنّ البيئة البرّية هي مورد مزرعة رعاية البيض، فأخذ البيض(6) يُعطي حافزا للحفاظ على بيئة تماسيح الكيمن.
إن الواقع شيء والنظرية شيء آخر. فوفقا للمستشار التجاري أشلي، لدى البرازيل حاليا 75 مزرعة لتربية التماسيح أو لرعاية بيضها. وبينما تُدار بكل فاعلية بعض هذه المزارع التي تضم حظائر وأبنية لإيواء تماسيح الكيمن، نرى في بعض الأماكن «مزارع» عبارة عن مجرّد مساحة من مواطن التماسيح البرّية قام أحد الملاّك بتسييجها. وتماسيح الكيمن التي تعيش، لسوء حظها، في مثل هذه الأماكن ستصبح فيما بعد مجرّد سلعة تجارية. وقد تُجمع أحيانا التماسيح البالغة من مجموعات برّية سبق استنزافها لتكون نواة لإحدى العمليات التجارية. وأينما يسهل الحصول على حيوانات برّية عبر السياج، فإنّ أية مزرعة تُدار بصورة خاطئة يمكن أن تصبح وسيلة (أو «غسّالة») لإضفاء الشرعية على عملية الأسر غير المشروعة للحيوانات البرّية(7).
هذا ويوجد دليل مادي على أنّ بعض حيوانات المزارع هي في الواقع حيوانات برّية. فعندما فحص برازيتس حديثا شحنات من جلود تماسيح الكيمن أُرفقت بها مستندات توضح أنّ مصدرها هو بعض مزارع كولومبيا، تبيّن له وجود شيء غير عادي يثير الاهتمام في ربع عدد الجلود التي يصل طولها إلى 1.6 متر والتي من الواضح أنّ مصدرها حيوانات أطول فقدت أطراف ذيولها وأعادت تجديدها. ويبدو في الحياة البرّية أنّ 50% من صغار تماسيح الكيمن تفقد أطراف ذيولها نتيجة لافتراسها، غير أنّ هذا الأمر نادر الحدوث في أية مزرعة يكون الهدف منها إنتاج جلود غير معيبة. وعلاوة على ذلك يتم «حصاد» حيوانات المزارع عادة قبل أن يبلغ طولها 1.5 متر.
وينظر الكثير من أنصار الحفاظ على البيئة إلى تربية التماسيح على نطاق تجاري على أنها وسيلة لتحقيق عائد مالي سيتم توجيهه بطريقة ما للإنفاق على الحفاظ على البيئة. ولكن يبدو أنّهم يعتقدون أنّ البلاد ذات التاريخ غير المشرّف في تطبيق قوانين الحياة البرّية سوف تصبح بين يوم وليلة مطيعة تماما للقوانين. فالمتوقّع أن يُقدم المستثمرون الطعام والدواء والعناية لفرخ التمساح مدة تقارب ثلاث سنوات حتى يبلغ الحجم المطلوب للسوق ليحققوا ربحا من بيعه لا يتجاوز في أي حال 50 دولارا. ولكنّ الباحث <T. جونِن>، الذي كان يعمل في محمية روكفلر للحياة البرّية بلويزيانا، أشار إلى أنّ مثل هذه التوقّعات خيالية حتى في أمريكا الجنوبية ذات الاقتصاد المستنزف. وعلاوة على ذلك فإنّ الجانب الأكبر من عائد بيع الجلود لا يُوجّه إلى تعزيز قوانين الحياة البرّية أو الحفاظ على البيئة والمجموعات البرّية، بل إنّها تذهب ـ على الأرجح ـ إلى مكاسب الاستثمار أو إلى ميزانيات الإدارة أو إلى الصناديق الحكومية العامة.
وبمجرّد أن يدخل نوع محظور عالم التجارة فإنه سرعان ما يخلق سوقا جديدة. ومن دون القدر الكافي من الرقابة الدولية ومن دون القدرة على الفصل بين ما هو مشروع وغير مشروع، فإنّ إضفاء الشرعية لا يفيد إلا في تصحيح ما تبقّى على نطاق واسع من تجارة غير مشروعة؛ إذ من المحتمل أن يُسمح للتجارة الدولية قريبا بالاتجار بالكيمن الأسود المعرّض لخطر الانقراض الذي يربّى في الإكوادور. غير أنّه من المستحيل ببساطة مراقبة حركة جلود الكيمن الأسود غير المشروعة، من المصادر البرّية الرخيصة إلى ما يُصنّع منها من منتجات. فهذه الحيوانات لها دورات تناسلية بطيئة نسبيا، كما أنّه من السهل قتلها، فضلا عن أنّ تربيتها تتطلّب مواطن خاصة، وحالما تستنزف مجموعاتها نادرا ما تتجدّد مرة أخرى. ونتيجة لذلك يرى المعنيّون ـ وحتى آشلي نفسه ـ أنّه عندما تبدأ التجارة في أي نوع، فإنّ مجموعاته البرّية ستحتاج إلى أن تُراقب عن كثب، ولكن لا يوجد حتى الآن أي برنامج من أجل مراقبة المجموعات البرّية.
وعندما تقرّر دولة ما استثمار ثروتها الحيوانية في «استخدام يُبقي على النوع» يتم وسم حيواناتها البرّية كموارد طبيعية. وعادة ما يُوجّه كل التمويل المتاح نحو تقانة إنشاء المزرعة من دون بذل أي جهد لحماية الموطن؛ إذ تتم حماية الأنواع الحيوانية ذات القيمة التجارية بشكل انتقائي كمصدر للربح وليس كعوامل تقوم بوظائف بيولوجية في المنظومة البيئية. وهذا لم يُشاهد بصورة أفضل ممّا هو عليه في الصين، حيث بدأت تربية الألّيگيتور الصيني في عام 1979. فعلى الرغم من النجاح الذي تُحققه الآن عملية التربية، فإن الألّيگيتور البري يتعرض للانقراض: إذ ما تبقى منه في البراري لا يزيد عدده على 1000. ولم يعد بالإمكان إعادة تجديد المجموعة البرية بدءا من مجموعات المزارع، لعدم وجود موطن طبيعي صالح تعود إليه الحيوانات.
ومن حيث المبدأ، يمكن أن تستخدم مزرعة ما لتكثير نوع معرّض لخطر الانقراض ثم إعادته مرة أخرى من المزرعة إلى الحياة البرية. وهذا ما حدث في الهند عندما زودت الحكومة الهندية وبنك التماسيح في مدينة مِدْراس المزارع بتماسيح الگاڤيال وتماسيح المياه العذبة والمالحة. ومن الجدير بالذكر أن الهند تحمي بالقانون المجموعات البرية ولا تسمح بالاتجار بالتماسيح، ولذلك تضاءلت حوافز قتل الحيوانات البرية.
مسألة علمية
إن مزارع تربية التماسيح ورعاية بيضها وأفراخها تدعم ـ إضافة إلى الصناعات الجلدية ـ البحث العلمي في بيولوجية التماسيح دعما قويا. ومعظم المموّلين الرئيسيين لمجموعة المتخصصين بدراسة التماسيح هم أعضاء في تجارة المنتجات الجلدية. وهي مجموعة تقدم المشورة العلمية للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة الذي يقوم بدوره بتقديم التوصيات لهيئة «السيتس» وللحكومات. ومع كل هذا العدد الكبير من العلماء المعتمدين على دعم الصناعة الجلدية، فإن عملية الحفاظ على الأنواع تكون عرضة لخطر معالجتها بشكل سريع ومقتضب عندما توضع مقابل شعار «الاستخدام الذي يُبقي على النوع».
ويعتقد مستشارو الصناعة أنّ التوسع في تجارة الأنواع من شأنه أن يزيد الحافز لحماية النوع. واعتمادا على هذا المنطق خصّصت هيئة السيتس حصة تصدير سنوية قدرها 600000 جلد كيمن إلى كولومبيا التي لا يتجاوز إنتاجها السنوي 450000 جلد معظمها من نوع الكيمن القاتم الجلد. والمنطق في هذا الإجراء هو أنّ كولومبيا سرعان ما سيكون في مقدورها زيادة صادراتها من جلود الكيمن عن طريق إنشاء مزارع لتربية التماسيح ورعاية بيضها وأفراخها.
عندما تمّ توقيع قانون الأنواع المعرّضة لخطر الانقراض في عام 1973، صنّفت مصلحة شؤون الأسماك والحياة البرية في الولايات المتحدة الكيمن الياكاره نوعا معرّضا لخطر الانقراض، وبالتالي منعت الاتجار به في الولايات المتحدة. وبسبب عدم وجود القدر الكافي من المعلومات عن توافر هذا النوع، سعت صناعة جلود التماسيح منذ أواسط الثمانينات إلى إخراج الكيمن الياكاره من هذا التصنيف. وعندما أخفقت محاولاتها الأولى رعت صناعة الجلود إحدى الدراسات التي صنفت نوع الياكاره إلى ثلاثة نُوَيْعات على أساس جلود مدبوغة واردة من مصادر مجهولة. وبهذه الحجة دافعت بعدئذ عن وجوب الاتجار بما يسمّى النُوَيْعات، وهي حجة لم تقرّها لحسن الحظ مصلحة شؤون الأسماك والحياة البرية الأمريكية. (ومع ذلك فقد أُدرجت هذه النويعات الثلاثة في النشرات الدورية لهيئة السيتس من دون أن تقدّم الوسائل الكفيلة التي تساعد موظفي تنفيذ القانون على التمييز بينها.) إنّ بيانات مسحنا الميداني تُثبت أنّ تقسيم نوع الياكاره إلى نويعات ليس له أي أساس علمي على الإطلاق. ومازالت الجهود مستمرة لمحاولة إخراج نوع الياكاره من قائمة الحظر، على الرغم من التقارير التي تُؤكّد تدهور مجموعاته البرية (ومجموعات كل أنواع الكيمن الأخرى) في جميع بيئاتها.
ومع تزايد الضغوط لفتح باب الاتجار في جميع أنواع التماسيح يستمر افتقارنا إلى وسيلة لمعرفة ما إذا كانت قطعة الجلد مأخوذة بطريقة مشروعة من حيوان عاش في مزارع لتربية التماسيح أو رعاية بيضها أم مأخوذة من مخلوق برّي عاش في إحدى «المحميّات» وضُرب على رأسه وهو يتشمّس على حافة إحدى البرك. وفيما عدا أنواع الكيمن المعتنى بها في المزارع التجارية لتربية التماسيح ورعاية بيضها فإنّ أنواعها البرّية في الأمريكتين الوسطى والجنوبية قد تكون في الواقع في طريقها لأن تصبح تذكارا حقيقيا ـ جزءا من محفظة نقود معروضا في أحد المتاحف.
المؤلفون
Peter Brazaitis – Myrna E. Watanabe – George Amato
إنهم يقدمون خبرات ومهارات متنوعة في مجال دراسة تماسيح الكيمن. برازيتس متخصص قضائي في علم الزواحف والبرمائيات سبق له أن عمل 43 عاما في جمعية الحفاظ على الحياة البرّية بمدينة نيويورك، وهو منسّق مشارك في المجموعة الاستشارية لشؤون التماسيح بالاتحاد الأمريكي لحدائق الحيوان والمرابي المائية aquaria. و وطنابي (زوجة برازيتس) متخصصة في علم سلوك الحيوان، وقامت بدراسة تماسيح الألّيگيتور الأمريكية والصينية في مواطنها الطبيعية ولها مؤلّفات في التقانة الأحيائية (بيوتكنولوجيا). أمّا أماتو فهو مدير بحوث في علم الوراثة وكبير البيولوجيين في جمعية الحفاظ على الحياة البرية، وتتمثّل مشاريع أبحاثه الرئيسية في دراسات طويلة الأمد على تمايز المجموعات الحيوانية والتغيرات الجينية والتاريخ التطوري للتماسيح ووحيدات القرن والأبقار الآسيوية والأيائل وغيرها من الفقاريات الأخرى.
مراجع للاستزادة
REPTILE LEATHER TRADE: THE FORENSIC SCIENCE EXAMINER’S ROLE IN LITIGATION AND WILDLIFE LAW ENFORCEMENT. Peter Brazaitis in Journal Of Forensic Science, Vol. 31, pages 621-629; 1986.
CROCODILES AND ALLIGATORS. Edited by Charles A. Ross. Facts on File, 1989.
THREATS TO BRAZILIAN CROCODILIAN POPULATIONS. Peter Brazaitis, George H. Rebelo, Carlos Yamashita, Elizabeth A. Odierna and Myrna E. Watanabe in Oryx, Vol. 30, No. 4, pages 275-284; 1996.
Scientific American, March 1998
(*) The Caiman Trade
(1) Traffic USA.
(2) (International Union for the Conservation of Nature and Natural Resources (IUCN.
(3) الذي يسمى أيضا «الكيمن ذو النظارة».
(4) International Trade in Endangered Species of Wild Fauna and Flora.
(5) Endangered Species Act.
(6) ranching.
(7) إنها عملية تشبه عملية غسل الأموال.