حروب الفضاء
حروب الفضاء(*) تحوُّل جديد في الاستراتيجيَّة العسكريّة الأمريكيّة وأعمال <Th.هِتْشنْز>
في الحرب لا تَشن هجوما صاعدا وجها لوَجه على عدو يحتل في المعركة أرضا مرتفعة. لا تتشابك مع العدو عندما يهجم نازلا من أرض مرتفعة. استدرجه إلى أرض منبسطة لإدارة المعركة. ـ <S.تزو> استراتيجي حربي صيني، مؤلف كتاب «فنون الحرب» سنة 500ق.م. منذ القدم، تتضمن عقيدة القتال الحربي المتعارَفة لدى الجيوش نصا يقول: «استول على أرض مرتفعة للمعركة وتمسّك بها.» أما اليوم، وقد اقتحم البشر ومعداتهم الفضاءَ الخارجي، فلن يكون غريبا أن يَعْتَبر الضباط العسكريون، في جميع أنحاء العالم، مدارا حول كوكب الأرض المفتاحَ للصراع الحربي الحديث. وعلى الرغم من عدم وجود معاهدات أو قوانين دوليّة تمنع صراحة وضع منظومات غير نوويّة أو أسلحة ضد السواتل في مدارات حول الأرض، فقد ابتُكر حديثا معيار منَظّم يحظر وضْع أسلحة في الفضاء؛ إذ تحاشتّ أغلب الدول استعمال مثل هذه الأسلحة خشية إمكان الإخلال باستقرار توازن القوى العالمي نتيجة سباق تسلح في الفضاء باهظ الثمن. أما الآن فإن ذلك الإجماع يواجه خطر التفكك؛ إذ تبنتْ إدارة الرئيس الأمريكي <بوش> في الشهر 10/2006 بكلمات يكتنفها شيء من الغموض منهاجا جديدا لسياسة وطنيّة في أمور الفضاء تصر فيه على حق الولايات المتحدة الأمريكيّة في إدارة «التحكم في الفضاء» وترفض فيه «مساعي كيانات شرعيّة حديثة أو مقيدات أخرى هدفها منع أو تحديد حرية الولايات المتحدة الأمريكيّة في الوصول إلى الفضاء أو في استعماله.» وبعد ثلاثة أشهر من صدور هدا المنهاج صَدَمَتْ جمهورية الصين الشعبيّة العالمَ بإسقاط أحد سواتلها المسنة(1)من نوع مخصص لدراسة المناخ، وهو إجراء أدى إلى أن ينتشر في المدار حطام خطر وإلى تقديم احتجاجات دوليّة، إضافة إلى قَدْر كبير من الغضب في أوساطَ عسكريّة وسياسيّة أمريكيّة. كان ذلك الإطلاق أولَ اختبار ـ خلال أكثرَ من عقدين ـ لسلاح مكرّس ضد السواتل، وقد جعل ذلك الصينَ الدولةََ الثالثةَ بَعد الولايات المتحدة الأمريكيّة(2) والاتحاد الروسي، اللتين اختبرتا تقَانة مشابهة. تساءل كثير من المراقبين: هل سيصبح هذا الاختبار أولَ طلقة في عصر جديد ينبثق فيه صراع حربي في الفضاء؟
أصَرّ النقّاد على أنه ليس من الواضح مطلقا أن أمنَ أي دولة سَيعَزَّز بتطوير وسائلَ لشنّ حرب في الفضاء. ومع هذا فإن السواتلَ، وحتى الأسلحة المداريّة، تكون بطبيعتها سهلةَ للرصد نسبيا وسهلةَ الاقتفاء. وعلى الأغلب، سوف تبقى إلى حد بعيد، عرضة للإسقاط بمهاجمتها مهما اتخذَ من إجراءات دفاعيّة؛ إضافة إلى هذا، فمن المؤكد أن تطوير منظومات ضد السواتل سيقود إلى سباق تسلح ضخم التكاليف، وربما سيكون السباق جامحا غيرَ مسَيْطَر عليه حين تستنتج دول أخرى أن عليها أيضا خوض المنافسة. وحتى مجرد إجراء اختبارات للتقانة التي يُحْتاج إليها في معارك فضائية ـ فما بالك بمعركة حقيقية ـ يمكن أن تترك فيها كميات مذهلة من حطام سيستمر بالدوران حول الأرض. وباقتراب مثل هذا الحطام نحو السواتل ومَركَبات الفضاء المأهولة المتحركة بسُرَع تقارب بضعة أميال في الثانية الواحدة، سيهدد الحطام الاتصالات اللاسلكية المؤسسة على السواتل، كما سيهدد عمليات التنبؤات المناخية والملاحة الدقيقة، وحتى الأوامر والسيطرة الحربية، وربما سيُرْجع اقتصاد العالَم إلى ما كان عليه في خمسينات القرن الماضي.
منذ فَجْر عصر الفضاء، بدأت تتفتق في أذهان مخططي الدفاع أفكار حول مضادات للسواتل وحول أسلحة موجودة في الفضاء. يهتم جميع أولئك المخططين باستثمار المزايا الحربية التي يوافرها أقصى علو ممكن لساحة المعركة. لعل أفضل ما ينبغي الإشارة إليه من جهْد في هذا المضمار هو مبادرة الرئيس الأمريكي الأسبق <R.ريگان> حول مبادرة الدفاع الاستراتيجي المعروفة اختصارا (SDI)، وهي المبادرة التي سخر منها نقاده بنعتها «حرب النجوم.» لكن ـ على العموم ـ لم تحتضنْ قط الاستراتيجية الحربية للولايات المتحدة الأمريكية أسلحة كهذه. لقد عرفت أسلحة الفضاء تقليديا بأنها منظومات تدميرية تعمل في الفضاء الخارجي بعد إطلاقها مباشرة من الأرض أو بعد وَضْعها في مدار. يشتمل هذا الصنف على أسلحة ضد السواتل؛ ومنظومات تُقْرِن ليزرات على قواعد أرضية بمرايا مثبتة على مركبات هوائية (أي مناطيد)، أو منصوبَة على سواتل يمكنها أن تعكسَ حزمة شعاع ليزري إلى ما وراء أفق الأرض؛ ومِنَصّات مدارية قادرة على أن تطلق من الفضاء قذائفَ نارية أو حزما طاقية. (من المهم الإشارة إلى أنه من المفترض أن تتجنب جميع الدول استعمال نوع رابع من سلاح ضد السواتل، ألا وهو تفجير نوويّ على ارتفاع عال؛ إذ إن النبضة الكهرمغنطيسية وسحابةَ الجسيمات الفائقة الشحنةِ الناتجتين من تفجير كهذا قد تعطّلان أو تدَمّران جميعَ ما يدور في مدار الأرض تقريبا من سواتل ومَرْكَبات فضائيّة مأهولة [انظر: «انفجارات نووية في الفضاء»،العلوم، العددان 10/11 (2004)، ص 26].
لكن في الواقع لا تمر أي عبارة عن أسلحة الفضاء من دون مناقشتها سياسيا. فقد سعى حديثا بعض المناصرين لمثل تلك الأسلحة إلى توسيع التصنيف الذي وصفَ توا، والمعترف به طويلا، كى يشملَ تقانتين متوافرتين حاليا تعتمدان على المرور عبر الفضاء: هما الصواريخ البالستية العابرة للقارات المعروفة اختصارا (ICBMs)، ومنظومات حربية إلكترونية في قواعد أرضية. إن مجرد توافر هذين السلاحين يجعل إثارةَ أي أسئلة عن بناء منظومات أسلحة الفضاء من دون جدوى. وعلى الرغم من كل شيء، فإن «أسلحة الفضاء» وفقا لتعريفها المنَقّح موجودة فعلا. وعلى كل حال، مهما كان المعنى الدقيق لهذا المصطلح، فالأسئلة التي تثيرها أسلحة كهذه ليست بجديدة أبدا على غرف الأفكار(5) وعلى أوساط التخطيط الحربي في العاصمة الأمريكية واشنطن. ومن هذه الأسئلة: هل من المرغوب، أو حتى من المقبول، أن تدْرَجَ أسلحة ضد السواتل وأسلحة تقذف من مداراتها، في عداد الاستراتيجية الحربية الأمريكية؟
والنهج الجديد للسياسة الفضائية الأمريكية، مقرونا بالاختبار الصيني، جعلا إجراء ذلك النقاش الذي كان دائما يدور من وراء الكواليس، أمرا ملحا. وفي أعقاب الاختبار الصيني عبّر كثير من القادة العسكريين الأمريكيين عن تنبههم وقلقهم من أن أي صراع مسلح على جزيرة تايوان قد يمَكّن الصين من تهديد سواتل أمريكية تسبح في مدار منخفض حول الأرض. وقد شبّه <M.موزلي> [رئيس أركان القوة الجوية الأمريكية] في الشهر 4/2007 الاختبار المضاد للسواتل الذي أجرتْه الصين، بإطلاق الاتحاد السوکييتي السابق سپوتنك سنة1957 الذي زاد كثيرا من حدة سباق التسلح أثناء الحرب الباردة. وقد كشف <موزلي> أيضا أن الپنتاگون (أي وزارة الدفاع الأمريكية) بدأ بمراجعة الدفاعات الأمريكية لسواتلها، موضحا أن الفضاء الخارجي قد غدا الآن «منطقةَ صراع.»
أما ردة فعل مجلس الكونگرس الأمريكي فجاءت، كما هي متوقعة، مختلفة باختلاف الاتجاهات السياسية لأعضائه. فطالب المحافظون من «الصقور المعادين للصين(6)» مثل عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السناتور <J.كيل> [من ولاية أريزونا] بتطوير فوري لأسلحة مضادة للسواتل، كما طالبَ بتطوير صواريخ اعتراضية في الفضاء للرد على القدرات الصينية؛ في حين قام سياسيّون أكثر اعتدالا، من ضمنهم عضو مجلس النواب الأمريكي النائب <E.ماركي> [عن ولاية ماساتشوستس] بحَثّ إدارة الرئيس الأمريكي <بوش> على البدء بمفاوضات تهدف إلى تحريم جميع أسلحة الفضاء.
أدوار لقوى دولية أخرى(***)
ربما يكون الأمر المثير للقلق، حتى بدرجة أعلى من ذلك، هو أن دولا عديدة أخرى ـ من ضمنها إحدى الدول المنافسة الإقليمية للصين، هي الهند ـ قد تشعر أنها مرغمة على البحث عن قدرات هجومية ودفاعية في الفضاء. على سبيل المثال نقلتْ مجلة التجارة الأمريكية، المسماة أخبار الدفاع Defense News عن مسؤولين في وزارة الدفاع الهندية، لم تحَدَّدْ هوياتهم، قولهم: إن بلادَهم بدأتْ فعلا بتطوير سلاح ذي طاقة حركية (غير انفجاري، يدمر بالصدم) وأسلحة مضادة للسواتل تعمل بأشعة الليزر.
إذا انزلقتْ الهند إلى ذلك الطريق، فمن المحتمل أن تحذوَ حذوَها منافستها الرئيسية پاكستان؛ إذ إن پاكستان تمتلك كالهند برنامجَ صواريخ بالستية حسن التطور يشمل صواريخَ متوسطةَ المدى قادرة على إطلاق منظومات تتصدى للسواتل. وحتى اليابان، وهي القوة الآسيوية الكبيرة الثالثة، يمكن أن تنضم إلى سباق تسلح كهذا؛ إذ بدأ المجلس الوطني التشريعي الياباني (المسمى مجلس الدايت) في الشهر 6/2007 بالنظر في مسَوّدَة قانون دعمته حكومة فوكودا اليابانية، يسمح بتطوير سواتل لأغراض «الأمن العسكري والوطني.»
أما فيما يتعلق بروسيا، فكرر الرئيس الروسي السابق <V.پوتن> في أعقاب التجربة الصينية قولَه المعهود عن موقف موسكو المناهض لتسليح الفضاء. لكنه في الوقت نفسه رفض انتقاد أعمالَ بكين، بل أنحى باللائمة بدلا من ذلك على الولايات المتحدة، متهما جهودَها في إنشاء منظومة دفاع صاروخي في الفضاء، ومشيرا إلى أن مخططاتها، التي تزداد عدوانية بغية أخذ موقع عسكري في الفضاء، تُسرِّع التحركات الصينية. لكن روسيا نفسَها ـ بوصفها قوة رئيسية في أمور الفضاء، والتي أدرجتْ سواتلَ في بنْيَة أمنها الوطني ـ ستكون معرضة لضغوط قوية كي تدخل سباق التسلح في الفضاء. بناء على تزايد انتشار الكيانات الدولية التي أصابتْ نجاحات في الفضاء (انظر المؤطر في هذه الصفحة) يعتقد المناصرون لتبني استراتيجية منيعة لحروب الفضاء أن لا مناص من التسلح في الفضاء، وهم يحاجون في أن من المفضل أن تكونَ الولايات المتحدة أولَ مَنْ يصل إلى هناك، وأن تصلَ إليه بقوة ناريّة. ويضيفون إلى ذلك أن الأسلحة المضادة للسواتل والأسلحة ذات القواعد الفضائية ضرورية، لا لحماية السواتل الحربية والتجارية الأمريكية فحسب، بل عليها أيضا مَنْعَ أيَ مناوئ مستقبلي من استعمال الإمكانات الفضائية لتعزيز أداء قواته على أرض المعركة. لكن من المحتّم أن أي سباق تسلح في الفضاء سيخل باستقرار توازن القوى، ومن ثم يضاعف مخاطرَ اندلاع صراع شامل. وفي تنافس متهور ـ سواء أكان في الفضاء أم في مكان آخر ـ يكاد يكون من المستحيل عمليا الحفاظ على توازن بين المتنافسين. وحتى لو بلغتْ القوى الكبرى استقرارا، فلن يحقق إنجاز كهذا أي ضمان لأن يحافظ كلا الجانبين على هذا الاستقرار. ففي اللحظة التي يجد فيها أحد الجانبين أنه آخذ في التخلف عن الآخر، قد يتعرض لإغراء شديد للبدء بضربة وقائية قبل أن تنحوَ الأمور نحو ما هو أسوأ. ومن سخرية الأقدار أن ينطبق الأمر نفسه على الجانب الذي يشعر أنه قد نال مزية ما. فمرة أخرى سيكون هنالك إغراء شديد بتسديد ضربة أولى قبل تَمَكن منافسه من اللحاق به. وأخيرا يزيد سباق التسلح في الفضاء من إمكانية تفجير معركة بمجرد حدوث خطأ تقاني. إضافة إلى جميع ذلك، فإن التمييزَ الموثوق به بين عمل مُتَعَمَد وآخر عرضي سيكون إشكالا صعب الحل. أسلحة اعتراضية تدمر بالصدم(*****)
تُرَجح تقييمات عسكريّي الولايات المتحدة ومسؤولي المخابرات وأخصائيين مستقلين أن الصينيين دمروا ساتلَهم المخصصَ للمناخ بآلية ذات طاقة حركية معززة بصاروخ بالستي متوسط المدى ذي مرحلتين. من الناحية التقانية، يُعَد إطلاق أسلحة الصعود المباشر للتصدي للسواتل(7) إحدى أبسط الطرائق لإسقاط ساتل [انظر المؤطر في الصفحة المقابلة]. تتمكن قرابة دستتين من الدول والاتحادات المالية الكبرى من الوصول بصاروخ متوسط المدى إلى مدار أرضي منخفض (أي إلى ارتفاع يراوح بين 100 و2000 كيلومتر تقريبا. وتستطيع ثمانٍ من تلك الدول الوصولَ إلى مدار أرضي مستقر متزامن مع دوران الأرض(8) (أي على ارتفاع نحو 000 36 كيلومتر أو 000 22 ميل فوق سطح الأرض). لكن العقبة التقنية الحقيقية لا تكمن في صنع مركبة التدمير بالصدم في الطاقة الإطلاقية، إنما في دقة القدرة على المناورة وفي تقانة التوجيه الضروريتين لتوجيه المركبة إلى هدفها. ليس من الواضح مدى إتقان الصين لهاتين التقنيتين. ونظرا إلى أن الساتل المناخي كان يعمل عندما دُمّرَ، فالعاملون الصينيون الذين يديرون مشروعهم كانوا يعرفون موقع الساتل بالضبط في جميع الأوقات. ليزرات ذات قواعد أرضية(******)
في الشهر 9/2006، تناولت تقارير صحفيّة الاختبار الصيني لتجهيزات الصعود المباشر للتصدي للسواتل وذكرت أن الصينيين تمكنوا من إضاءة سواتل الولايات المتحدة للتجسس بواسطة ليزر من قاعدة أرضية [انظر المؤطر السفلي في الصفحة 19]. تُرى، هل كانت بكين تحاول في الواقع تَعْميةَ أو إعطابَ السواتل الأمريكية؟ لا أحد يعلم، ولا يبدو أن ثمة إجماعا في الرأي من الأوساط الرسمية في العاصمة الأمريكية على النوايا الصينية. ربما كانت الصين تجرّب مدى جودة أداء شبكة محطاتها لإرسال أشعة الليزر ذي القدرة المنخفضة في تتبع مَنَصّات المراقبة الأمريكية المدارية. وحتى لو صحّ هذا التفسير فالاختبار كان استفزازيا.
لا يتطلب أن «تهاجم» جميع أنواع السواتل إلكترونيا كي تتوقف صلاحيتها للاستعمال، إذ إن الاختبارَ الذي أجْرَتْه سنة 1997 المنظومة Midinfrared AdvancedChemical Laser ـ المعروفة اختصارا بالحروف MIRACL والتابعة للجيش الأمريكي ـ بَيّنَ أن السواتلَ المصَمَّمةَ لتَجْميع صور ضوئية تكون قابلة للتوقف عن إنجاز وظيفتها مؤقتا، وذلك باستعمال حزمة أشعة ذات قدرة منخَفضة. ونتيجة لهذا، تكون سواتل التجسس المدارية من ضمن السواتل المعرضة لمثل ذلك الهجوم. في السبعينات، بدأ كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوکييتي السابق بإجراء تجارب بأسلحة ضد السواتل تستعمل أشعة الليزر. وفي كلا البلدين ركّز المهندسون اهتماماتهم على المشكلات المتعددة لإنشاء منظومات ليزرية عالية القدرة تُطلق من الأرض وتمكنها بطريقة معوّل عليها من تدمير سواتل متحركة وهي على ارتفاع منخفض. إن منظومة كهذه يمكن أن تُوَجّهَ ببَصريات تَكَيفيّةadaptive optics، أي مرايا قابلة للتشوه بطرائقَ متعددة تمكّنها من أن تُعَدّلَ باستمرار الانحرافات التي يسببها الجو. لكنها تحتاج إلى كميات هائلة من الطاقة لتغذية الليزرات العالية القدرة. إضافة إلى هذا، يتحدد المدى والفعالية لحزم الأشعة تحديدا شديدا بتأثير التشتيت والتوهين عند مرورها خلال الدخان أو الغيوم، ويتحدد أيضا بالصعوبة في إبقاء الحزم مدة زمنية كافية فوق هدفها كي تحْدثَ فيه ضررا. أجرتْ الولايات المتحدة ـ أثناء تطويرها مبادرة الدفاع الاستراتيجي (SDI) ـ تجاربَ عديدة على أشعة الليزر في ولاية هاواي الأمريكية، من ضمنها تجربة على حزمة أشعة جُعلتْ تَثب مرتدة عن مرآة مركّبة على ساتل. لم تتوقف التجارب على الليزر، بل استمرتْ في مختبر ستارفاير رَيْنْج للبصريات في قاعدة للقوة الجوية بكيرتلاند في ولاية نيوميكسيكو الأمريكية. وقد أدرجتْ وثائق موازنات وزارة الدفاع الأمريكية للسنوات المالية بين 2004 و 2007 العمليات المتعلقةَ بمضادات السواتل ضمن قائمة أهداف أبحاث مختبر ستارفيلد. لكن حُذفَتْ تلك اللغة من وثائق السنة المالية 2008 بعد قيام الكونگرس بطرح بعض التساؤلات حولها. وتُدخل منظومة تجارب مختبر ستارفاير أسلوبَ بصريات تَكَيفيّة تضَيَّق فيها الحزمة الصادرة لأشعة الليزر، وهذا يزيد من كثافة طاقتها. ومن الجدير بالذكر أن تلك القدرات غير مطلوبة لأغراض التصوير أو التتبع، وهذا يرفد إمكانية استغلال مختبر ستارفاير كسلاح. وعلى الرغم مما بذلَ من جهود خلال عقود من الزمن، يبدو أن توافرَ صيغة أسلحة ذات طاقة موجهة ومهيأة لمعركة مازال بعيد المنال. وعلى سبيل المثال، توقعتْ إحدى وثائق تخطيط القوى الجوية عام 2003 أنه من الممكن ابتكار سلاح قادر على «بَثّ حزَم ليزرية عبر الجو لصَعْق أو لتدمير سواتل تدور حول الأرض على مدار منخفض» بين سنتي 2015 و 2030. وبناء على الحالة الراهنة للأبحاث، فحتى هذه التواريخ تبدو تفاؤلية. سواتل مشتركة المدارات(********)
ساعدت التطورات الحديثة في المجسات المنمنمة والحواسيب القديرة وصواريخ الدسر التحكمي(10) الفعالة على استحداث تقانة من نوع ثالث لإنتاج أسلحة ضد السواتل الميكروية الهجومية (انظر المؤطر العلوي في الصفحة المقابلة). إن المشروعَ التجريبي لسلسلة السواتل(XSS) الذي تقوم به القوة الجوية الأمريكية إنما هو مثال يوضح هذه الإمكانية. وهو مشروع يهدف إلى تطوير سواتل ميكروية يراد منها إجراء «عمليات اقتراب مستقلة» حول سواتل أكبر. وفي سنتي 2003 و 2005 أُطْلقَ أول ساتلين ميكرويين من هذا المشروع هما XSS-10 و XSS-11. وعلى الرغم من أن المهمة الظاهرية للسواتل الميكروية هي مراقَبة سواتل أكبر منها، فإنه يمكنها أيضا أن تصدم الساتل المستهدف، أو أن تُحَمّلَ بمتفجرات أو بطاقة موجَّهة مثل منظومة تشويش على الترددات الراديوية أو بمصَدِرات موجات ميكروية عالية القدرة. وتُبَين وثائق موازنة القوى الجوية أن مساعي السلسلة XSS مرتبطة ببرنامج يسمى تقانة الأسلحة المتقدمة، وهو برنامج مكرّس لأبحاث تُجرى على منظومات الليزر والموجات الميكروية.
وخلال الحرب الباردة، قام الاتحاد السوکييتي السابق بتطوير واختبار بل حتى بالإعلان عن تشغيل منظومة مضادة للسواتل المشتركة المدارات ـ وهي أسلحة اعتراضية سهلة المناورة ومحَمّلة بمتفجرات تطْلق بوساطة صاروخ إلى مدار قريب من هدف ساتلي يدور حول الأرض في مدار منخفض. وتشكّل هذه المنظومة في الواقع «ألغاما فضائية» ذكية. وقد جرّبتْ آخر مرة سنة 1982، ولعلها لم تَعدْ الآن صالحة للعمل. أما اليوم فربما يكون سلاح اعتراضي من هذا القبيل ساتلا ميكرويا يوضع في مدار متقاطع تصالبيا مع مدارات تابعة لعديد من أهدافه المحتملة. ومن ثَمَ يمكن ـ أثناء مواجهة قريبة ـ الإيعاز إليه بالعمل. في سنة 2005، قدّمت القوة الجوية برنامجا من شأنه تزويد مجموعة السواتل الصديقة الواقعة على مدار أرضي مستقر بوصفه يوافر «توعية موقعيّة» «للفضاء المحلي». ويدعى هذا البرنامج «الحارس المستقل للسواتل النانوية من أجل تقييم الفضاء المحلي»(11)، ويلقب اختصارا بالأحرف الأولى لاسمه بالإنگليزية، أي ANGELS. ويركز خط الموازنة، الذي من المعتقد أنه يمثل البرنامج، على اكتساب «كنز عالي القيمة لقدرات دفاعية في الفضاء،» وهو يحوي «مجَسَ إنذار للكشف عن صعود مباشر أو مَركَبَة مشتركة المدار.» من الواضح أن حراسا كتلك السواتل النانوية يمكن أن تؤديَ أيضا أدوارَ أسلحة هجومية إذا جُعلَتْ تناور بالقرب من سواتل العدو. وهكذا تتوالى القائمة. فثمة «ساتل طفيلي» يتتبع هدفا على مدار أرضي مستقر، بحيث يلازمه ملازمة الظل أو حتى قد يلصق نفسَه به. وقد ذُكرَ الساتل «فارسات Farsat» سنة 2001 في ملحق لتقرير لجنة دونالد رامسفيلد للفضاء. يوضع هذا الساتل (وربما مع كثير من سواتلَ ميكروية تُؤوى معه) في مدار «تخزن» فيه المعدات العسكرية، وهذا المدار بعيد نسبيا عن هدفه، لكنه على استعداد ليُناوَرَ به للتدمير. وأخيرا اقترحتْ ـ قبل زمن ما ـ القوة الجوية منظومةَ سلاح تردد راديوي ذات قاعدة فضائية، «ستكوّن كوكبة من سواتلَ تحوي مصَدّرات تردد راديوي عالي القدرة يمكنها تعطيل أو تهديم أو إفقاد أهلية تشكيلة واسعة من الإلكترونيات ومن نظم السيطرة والتحكم على المستوى الوطني.»
تصَوِّر وثائق تخطيط القوة الجوية منذ سنة 2003 أن تقانة كهذه ستنبثق بعد سنة 2015. لكن يَعتقد خبراء من خارج القوة الجوية أن الترددَ الراديوي المداري والأسلحةَ الميكروية الموجة قابلة حاليا للتنفيذ من الناحية التقنية، ويمكن إعدادها لمعركة حربية في المستقبل القريب نسبيا. قاذفات فضائية(**********)
على الرغم من عدم انطباق تعريف المصطلح «سلاح فضائي» على «مركبة الطيران الاعتيادية/ مَركَبة التقانة فرط الصوتية» الخاصة بالپنتاگون(12)(المعروفة غالبا بالحروف CAV)، فإنها ستترك تدخل في هذا النقاش ـ مثل الصاروخ العابر للقارات ICBM ـ عبر الفضاء لضرب أهداف أرضية (انظر المؤطر العلوي في الصفحة 20). وهي مَركَبة انزلاقيّة لكنها فرط صوتية ومناوِرَة بقابلية عالية وغير مدارة بقوة آلية(13). ويمكن إعدادها لعملية عسكرية من طائرة فضائية مستقبلية فرط صوتية لتنقضّ هابطة من مدار إلى الغلاف الجوي وتلقي قنابلَ تقليديّة على أهداف أرضية. وحديثا شَرَعَ الكونگرس بتخصيص مبالغ للمشروع ولكنه ـ كي يتجنب حدوث سباق محتمل للتسلح في الفضاء ـ مَنَعَ أيَ عمل يهدف إلى وَضْع أسلحة على مركبة الطيران CAV. ومع أن المهندسين يحققون تقدما مطّردا في التقانات الأساسية لبرنامج CAV، فإن إنتاجَ كل من المَركَبة نفسها وطائرة الفضاء الأم لا يزال بعيدا عن الإنجاز بعقود من الزمن على الأغلب.
لعل بعضَ حساسية الكونگرس من تصميم المركبة CAV قد نتج من موضوع مثير للخلاف بقدر أكبر، يتعلق بأسلحة فضائية أخرى لها أهداف موازية، وهي حُزَم قضبان تُسْقَط على الأرض من منصات مداريّة بسرَع مفرطة. لقد فكّر مخططو القوة الجوية لعقود من الزمن في وَضع أسلحة في مدار للأرض قادرة على ضَرْب أهداف أرضية، وبخاصة تلك الأهداف المدفونة والمستودعات المحصّنة ومخابئ أسلحة التدمير الشامل. إن الحزَمَ المسماةَ عادة «قضبانا من عند الله»(14) مصَنّعة من قضبان تنگستينية طول كل منها ستة أمتار وقطرها 30سنتيمترا. ويُقذف كل منها إلى الأسفل من سفينة فضائية مدارية، ويوَجّه إلى هدفه بسرعة هائلة. ومع ذلك، تشَكّل التكلفة العالية وقوانين الفيزياء عوائق تتحدى قابليتها للتنفيذ؛ إذ إن من الصعوبة بمكان ضمانَ عدم اشتعال القذائف أو تشوهها بفعل الاحتكاك الناجم عن عودتها إلى الغلاف الجوي، والحفاظَ في الوقت نفسه على مسارها القريب من الشاقولي. وتدل الحسابات على احتمال ألا تكون فعّالية تلك القضبان غير الانفجارية أعلى من الذخيرة المعهودة أكثر. إضافة إلى هذا، فَرفعُ القذائف الثقيلة إلى مدار لا بد أن يكون فادحَ التكاليف. لذلك ـ وعلى الرغم من استمرار الاهتمام بها ـ يبدو أن ا«لقضبان من عند الله» ستصنف في عالَم الخيال العلمي. عوائق أمام أسْلَحَة الفضاء(*************)
إذًا، ما الذي يمنع الولايات المتحدةَ ودولا أخرى من مواصلتها السعي الحثيث لإنتاج أسلحة فضائية؟ الضغوط المعوّقة ثلاثة: المعارضة السياسية والتحديات التقانية والتكلفة العالية. إن الكيان السياسي الأمريكي ينقسم انقساما شديدا حول الحكمة من أن يجعلَ الصراع الفضائي جزءا من الاستراتيجية العسكرية الوطنية، فالمخاطر متعددة. ذكرت سابقا في هذه المقالة النقاشات العامة حول جدوى سباق التسلح، لكن هنالك قضية إضافية حول الاستقرار متعلقة بالقوى النووية. لقد أدت سواتل الإنذار المبكّر والتجسس دورا حاسما في تخفيض المخاوف من هجوم نووي مباغت. أما إذا ما عَطّلَتْ الأسلحة ضد السواتل تلك العيون في السماء، فيمكن للحيرة والارتياب الناتجين أن يؤديا إلى كارثة عاجلة.
في هذه المقالة، أشرت (المؤلفة) سابقا إلى إحدى أكبر صعوبات التحدي التقانية خطورة، وهي التي تطرحها أسلحة الفضاء والتي تتعلق بانتشار حطام الفضاء. وتشير التحريات التي قامتْ بها القوة الجوية ووكالة الفضاء الأمريكية الوطنية (ناسا) والسيليستراك (وهو موقع مستقل على شبكة الإنترنت لمراقبة الفضاء) إلى أن عددَ ما تركه اختبار التصدي للسواتل الصيني يتجاوز 2000 قطعة من الحطام، حجم كل منها كحجم كرة القاعدة (البيسبول) أو أكبر منها، وجميعها تحوم حول الكرة الأرضية مشَكّلَة سحابة واقعة بين حوالي200 كيلومتر (أي 125 ميلا) و 4000 كيلومتر (أي 2500 ميل) فوق سطح الأرض. وربما ترك الاختبار أيضا 000 150 قطعة صغيرة قطر كل منها زهاء سنتيمتر (أي نصف إنش). إن السرعَ المدارية العالية تجعل حتى قطعة ضئيلةَ الحجم من حطام فضائي خَطَرا على المركَبات الفضائية بجميع أنواعها. لا تستطيع المحطات الأرضية ـ بطريقة معَوّل عليها ـ مراقبةَ أو متابعةَ أجسام قطرها أقل من نحو خمسة سنتيمترات وهي في مدار منخفض حول الأرض (قرابة متر إذا كانت الأجسام في مدار أرضي مستقر). وهذه ميزة قد تمكن السواتل من المناورة للإفلات من الاصطدام بتلك الأجسام. وفي الواقع اضطر ساتلان للولايات المتحدة إلى تغيير مساريهما تجنبا لأضرار قد يحدثها الحطام الفضائي الصيني. وأي حرب فضائية حقيقية سوف تثير شبحَ بيئة فضاء ملَوّث لم يَعدْ صالحا لملاحة سواتل تدور حول كوكب الأرض.
كذلك يشَكّل وضع أسلحة في مدار عقبات صعبة تقنيا. فهذه الأسلحة ـ تماما كالسواتل ـ غير حصينة ضد أي نوع من أنواع العوامل الخارجية: حطام فضائي، قذائفَ، إشارات كهرمغنطيسية، وحتى نيازك صغيرة طبيعية. أما حماية أسلحة الفضاء بواقيات تحميها من تهديدات كهذه، فهي غير عملية بسبب ضخامة الواقيات وكبر كتلها في الأغلب، وهذا يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الإطلاق ارتفاعا كبيرا. فالأسلحة المداريّة آلات تلقائية قد تخطئ وتفشل من الناحية العملياتية. ومن السهل نسبيا التنبؤ بمسارات الأجسام التي تسبح في مدار، وهذا يجعل إخفاءَ أسلحة كبيرة مشكلة صعبةَ الحل. ولما كانت السواتل في مدار منخفض تبقى في السماء فوق رؤوسنا بضع دقائق في كل دورة لها، فإن إبقاء أحدها ضمن المرمى على الدوام يتطلب أسلحة كثيرة. وأخيرا، فإن الوصول إلى الفضاء والقيام بمَهَمات فيه مكلفان للغاية: إذ يكلف إيصال پاوند واحد إلى مدار منخفض حول الأرض 2000 إلى 000 10 دولار، كما يكلف وضع پاوند واحد في مدار أرضي مستقر 000 15 إلى 000 20 دولار. إضافة إلى هذا، يتطلب أي سلاح ذي قاعدة فضائية استبدالا كل 7 إلى 15 سنة، كما أن الترميم في المدار عملية مكلفة أيضا.
بدائل للصراع الحربي في الفضاء(*****************)
نظرا إلى مخاطر حروب الفضاء على الأمنين الوطني والعالمي، والى العوائق التقنية والمالية الواجب التغلب عليها، يبدو أنه لم يبقَ أمام الدول المهتمة بالفضاء سوى الحكمة والتعقل لإيجاد سبل لمنع سباق تسلح في الفضاء. تركّز الولايات المتحدة على تخفيض قابلية استهداف أسطول سواتلها، وعلى تحري بدائل لاعتمادها في خدمات السواتل. أما أغلب الدول الأخرى ذات القدرات الفضائية، فتبحث بدلا من ذلك عن إجراءات دبلوماسية وقانونية متعددة الأطراف، فتمتد خياراتها من معاهدات لمَنْع مضادات السواتل والأسلحة المنشورة في الفضاء إلى إجراءات طوعية قد تساعد على بناء شفافية وثقة متبادلة. عارضتْ إدارة الرئيس الأمريكي <بوش> بإصرار كلّ شكل من أشكال المفاوضات المتعلقة بأسلحة الفضاء. يزعم المعارضون لعقد اتفاقيات متعددة الأطراف بشأن أسلحة الفضاء أن الآخرين (وبخاصة الصينيون) سيسهمون في التوقيع، لكنهم في الوقت نفسه سوف ينشئون ترسانات سرية لا يمكن اكتشافها، إذ لا يمكن ضبط انتهاكات لمعاهدات كهذه. وهم يحاجّون في أنه لا يمكن للولايات المتحدة الوقوف مكتوفةَ الأيادي، في حين يكسب خصومها المحتملون وسائلَ محمولة فضائيا تمكّنهم من تعزيز قدراتهم القتالية على الأرض. يردّ المؤيدون لعقد معاهدات دولية بأن الإخفاق في التفاوض على اتفاقيات يستلزم كنتيجة لا بد منها تكاليف باهظة. قد ينتهي سباق تسلح في الفضاء نهاية موَفّقَة لأمن جميع الأمم، من ضمنها أمن الولايات المتحدة، لكن هذا السباق قد يؤدي بالأوضاع الاقتصادية للمتنافسين إلى الانهيار. وفي حين يقرّ كثير من دعاة منع أسلحة الفضاء بصعوبة التوصل إلى معاهدة يمكن التحقق التام منها ـ بسبب إمكانية استعمال تقانة الفضاء عسكريا ومدنيا على حد سواء ـ فإنه توجد فعلا معاهدات نافذة المفعول لا تتطلب تحققا صارما. ولعل خير مثال هو اتفاقية الأسلحة البيولوجية. من المؤكد أن حظر اختبار واستعمال (خلافا لانتشار) أكثر الأصناف خطرا من أسلحة الفضاء ـ وهي المنظومات التي تدمر السواتل (خلافا للمنظومات التشويشية) ـ يكون قابلا للتحقق بسهولة بسبب سرعة تمكن المراقبين على الأرض من اكتشاف الحطام الفضائي. يضاف إلى ذلك أن أي طرف موَقّع على المعاهدة يعلم أن كلّ إطلاق فضائي ينفذه سُيراقب ويجري تعقبه فورا من الأرض، وأن أي جسم مثير للشكوك سيكتشف. ولعل الاحتجاجَ العالمي العنيف الذي ينشأ نتيجة انتهاكات صريحة لمعاهدة كتلك قد يمنع أي منتهكين محتملين للاتفاقية من الإخلال بها. ومع ذلك، فقد توقفَ منذ منتصف تسعينات القرن الماضي أي تقدم في تأسيس نظام جديد متعدد الأطراف. فقد أعاقتْ الولايات المتحدة جهودا في مؤتمر الأمم المتحدة لنزع السلاح الذي عقد في جنيک للبدء بمباحثات حول منع أسلحة الفضاء. وفي الوقت نفسه، رفضت الصين قبولَ أي شيء دون ذلك. لذا بقيت إجراءات الحلول الوسطية ـ مثل بناء الثقة الطوعية، أو التحكم في الحركة في الفضاء، أو اعتماد قواعد للسلوك المسؤول للدول التي لها نشاطات فضائية ـ تراوح مكانها. ليس الصراع الحربيّ في الفضاء حتميا. لكن التَحَوّلَ الذي جرى منذ عهد قريب في سياسة الولايات المتحدة وأعمال الصين الاستفزازية، أبرزا حقيقةَ اقتراب العالَم من مفترق طرق. فيجب على البلدان الدفاع عن مصالحها الذاتية، وذلك بالتصدي لاختبار واستعمال الأسلحة المدارية. ويجب على أمم الأرض أن تبت بسرعة في مسألة إمكانية الحفاظ على الطابع السلمي لاستكشافات البشر للفضاء، وهو طابع لازم تلك الاستكشافات طوال نصف قرن مضى. أما الخيار المحتمل الآخر فلن يكون مرْضيّا للجميع
المؤلفة
مراجع للاستزادة Report of the commission to Assess United States National Security space Management and Organization. Rumsfeld space Commission report, 2001. Available at www.fas.org/spp/military/commission/report.htm
the U.S. Air Force Transformation Flight plan. Future Concepts and Transformation Division, November 2003. Available at www.af.mi/library/posture/AF_RAINS_FLIGHT_PLAN-2003.pdf
The Physics of space security: A Referece Manual, davd Wright, Latura Grego and Lisbeth Gronund. American Academy of Arts and Sciences, 2005. Acailable at www,ususa.org/global_security/space weapons/the physics-of-space-security.html
China’s ASAT Test: Motivations and Implications, Phillips C. Saunders and Charles D. Lutes. INSS Special Report, Institute for National Strategic Studies National Defense University, 2007. Available at www.ndu.edu/inss/Research/SRjun07.pdf
The world Security institute’s Center for Defense Information: www.cdi.org
(*) SPACE WARS (**)”Star Wars” Redux (***) International Power Plays (****) THE PLAYERS (*****) Hit-to-Kill Interceptors (******) Ground-Based Lasers (*******) KINETIC-ENERGY INTERCEPTORS (********) Co-orbital Satellites (*********) THE CASE AGAINST (**********) Space Bombers (***********) CO-ORBITAL SATELLITES (************) DIRECTED-ENERGY SYSTEMS (*************) Obstacles to Space Weapons (**************) SPACE BOMBER (***************) OTHER ANTISATELLITE SYSTEM (****************) WHEN THE DUST WON’T CLEAR (*****************) Alternatives to Space Warfare (1)كان ذلك في 19/12/2007. (2) كُتِبَتْ هذه المقالة قبل أن تُسْقطَ الولايات المتحدة ساتلها التجسسي في 19/12/2008. (التحرير) (3) bunker busters: نوع من قنابل صنعَتْ خصيصا لاختراق الأبنية الأسمنتية المسلحة والمستودعات المحصنة بعمق يتجاوز 12 قدما. (4) rods from God (التحرير) (5) think tanks: مصطلح يطلق على مؤسسة دراسات مكونَّة من مختصين وتقَدّم مشورة إلى حكومات مَعْنيّة. (6) China hawks (7) direct – ascent antisatellite weapons، والصعود المباشر مصطلح يستعمل في أوساط العاملين في إطلاق الصواريخ ويصف صاروخا مصمما ليصل إلى هدفه مباشرة من دون إكمال دورة كاملة حول الأرض. (التحرير) (8) geostationary orbit: هو مدار أرضي مستقر متزامن مع دوران الأرض حول نفسها، وعليه يبدو الساتل لمراقب أرضي وكأنه ثابت. (9) Arming the Heavens (التحرير) (10) efficient rocket thruster (11) autonomous nanosatelite guardian for evaluating local space (12) The Pentagon’s Common Aero Vehicle/Hypersonic Technology Vehicle (13) unpowered (14) rods from God |
||||||||||||||||