أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
علم الحيوان

منشأ الديناصورات الشرسة


منشأ الديناصورات الشرسة (التيرانوصورات)(*)
تضع مستحاثات جديدة الديناصور الشرس <T. ريكس> في مكانه التصنيفي المناسب.

<S. بروساتي>

 

باختصار

   كان علماء الأحافير (المستحاثات) على دراية بأمور كثيرة تتعلق بالزاحف الشرس <T. ريكس> وزواحف ضارية أخرى عملاقة لعدة عقود، غير أنهم بقوا عاجزين عن معرفة متى نشأت هذه الديناصورات ومن أين تطورت نظرا لقلة الأحافير المناسبة للإجابة عن هذه الأسئلة.

   ولكن اكتشاف أحافير حديثة أسهم إلى حد بعيد في سد تلك الثغرات في طريقة فهم العلماء لهذه المجموعة المتميزة.

   وقد بينت تلك المكتشفات أن الجذور(1) التطورية للديناصورات الشرسة كانت بالأحرى متواضعة الحجم وموغلة في القدم.

   زد على ذلك، أن هذه المجموعة تضم تشكيلة كبيرة من الأنواع أكثر مما كان يتوقعه الخبراء، بما في ذلك أنواع ذات خصائص تشريحية مدهشة حقا.

 

 

في يوم صيف قائظ من عام 2010، كان عامل بناء يقوم بحفر أساس لبناء في مدينة جانزهو Ganzhou الواقعة جنوب شرق الصين فاصطدمت حفارته بشيء صلب، فترجل ليرى ما هو، متوقعا الأسوأ ربما طبقة صخرية يصعب اختراقها، أو أنبوب ماء رئيسي قديم أو أية معضلة أخرى قد تؤخر بناء منطقة صناعية مترامية الأطراف كان يتسابق طاقمه إلى إنجازها. بيد أنه بعد انقشاع التراب والدخان تبين أن المسبب كان مختلفا تماما عما توقعه: إنها عظام، الكثير منها، وبعضها ضخم.

وفي ذلك اليوم، توقف العمل في البناء لأنه اتضح أن تلك العظام كانت تمثل اكتشافا مهما. فقد عثر العامل على هيكل عظمي كامل تقريبا لنوع ديناصور جديد وغريب من أقرباء الزاحف الشرس <T. ريكس>(2). وبعد سنوات قليلة تلقيت دعوة من زملائي الصينيين للمساعدة على دراسة العينة، وفي الشهر5/2014  اكتشفنا أنها تمثل أحدث نوع يضاف إلى شجرة نسب فصيلة الديناصور الشرس: كيانزهاوصوروس سينينسيس(3). ونظرا لصعوبة نطق هذا الاسم الرسمي أحيانا، فقد سميناه اسما ساخرا «پينوكيو ريكس»Pinocchio rex إشارة إلى خطمه(4) الطويل المميز.

ويعتبر الزاحف كيانزهاوصوروس جزءا من سلسلة مكتشفات جديدة من الديناصورات الشرسة (التيرانوصورات) على مدى السنوات العشر الماضية، التي غيّرت فهمنا لهذه المجموعة. فمنذ اكتشاف الديناصور الشرس <T. ريكس> منذ أكثر من قرن، استأثر هذا الحيوان الضخم (البهيمة)(5)، الذي يبلغ طوله 13 مترا ووزنه 5 أطنان، بتسليط الأضواء عليه. ومع ذلك، استعصى تاريخه التطوري على الباحثين. وخلال القرن العشرين، اكتشف العلماء عددا قليلا من أقرباء الديناصور الشرس <T. ريكس> والتي كانت أحجامها أيضا كبيرة بشكل ملحوظ، وأدركوا أن <T. ريكس> لم يكن مجرد حالة شاذة: فقد كونت هذه المفترسات الضخمة فرعا خاصا بها ضمن شجرة نسب الديناصورات. وقد سعى العلماء إلى فهم متى نشأت الديناصورات الشرسة، وعمّ تطورت وكيف كانت تنمو إلى أحجام كبيرة جدا وتصل إلى قمة السلسلة الغذائية، ولكن هذه الأسئلة بقيت بلا إجابة حتى الآن.

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2015/07-08/2015_08_07_27.jpg
تدافع الزواحف الشرسة ديلونگ Dilong صغيرة الحجم عن فريستها ضد اللص المفترض يوتيرانوس Yutyrannus، وهو ديناصور شرس آخر في غابة قديمة في الصين منذ 125 مليون سنة خلت.

 

وعلى مدار الخمس عشرة سنة الماضية اكتشف الباحثون نحو 20 نوعا جديدا من أنواع الديناصورات الشرسة في مواقع مختلفة من العالم، بما في ذلك صحاري منغوليا والمستنقعات المتجمدة في الدائرة القطبية الشمالية. وقد أسهمت تلك المكتشفات في إمكانية جمع شجرة أنساب فصيلة الديناصورات الشرسة، وكانت النتيجة مدهشة للغاية؛ إذ تبين أن الديناصورات الشرسة كانت أصلا حيوانات محدودة العدد من آكلات اللحوم وحجمها بحجم الإنسان في معظم تاريخها التطوري، ولكنها بلغت أحجاما ضخمة وهيمنة بيئية خلال العشرين مليون سنة الأخيرة من عصر الديناصورات، الذي بدأ ما قبل نحو 250مليون سنة من الآن، واستمر خلال العصور الجيولوجية الثلاثة: الترياسيTriassic والجوراسي Jurassic والطباشيري Cretaceous. إن أصول(6) ملك الديناصورات الشرس <TT. ريكس>، وبعيدا عن انتمائه إلى مجموعة الحيوانات المفترسة العملاقة، هي في واقع الأمر أسلاف متواضعة الحجم، وكان <T. ريكس> مجرد آخر الناجين من مجموعة مدهشة من الديناصورات الشرسة التي كانت تعيش في جميع أنحاء العالم حتى إبان تأثير اصطدام كويكب ما بالأرض(7) asteroid impact قبل 66 مليون سنة، الأمر الذي أدى إلى انتهاء حقبة الديناصورات وبدء عهد الثدييات.

ولادة نجم(**)

أصبحت قصة الكشف عن تاريخ فصيلة الديناصورات الشرسة والتي بدأت باكتشاف الديناصور <T. ريكس> ممكنة بفضل رجل يدعى <F .H. أوسبورن>، وهو أحد أكثر العلماء شهرة في الولايات المتحدة أوائل القرن العشرين، وكان رئيس المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في مدينة نيويورك، ورئيس الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، ونجما من نجوم غلاف المجلة TimeMagazine. وقد استغل منبره المعتبر للترويج لأفكار تعصبية حول تحسين النسل والتفوق العنصري، ومن ثم فهو غالبا مرفوض في الوقت الحاضر شأنه في ذلك شأن أي متعصب آخر من متعصبي السنوات الماضية. ولكن <أوسبورن> كان عالم أحافير ذكياً، حتى إنه كان أفضل مدير علمي لإدارة الأعمال العلمية، وكان أحد أفضل الإنجازات التي قام بها على الإطلاق هو إرسال جامع أحافير(8) اسمه <B. براون> إلى الغرب الأمريكي بحثا عن ديناصورات.

وكان <براون> شخصا غريب الأطوار، فقد كان يبحث عن المستحاثات في عز الصيف مرتديا معطف فرو طويل ويجني أموالا إضافية من تجسسه لصالح الحكومات وشركات النفط. ومع ذلك، فقد كان هذا الرجل يتمتع بمواهب جيدة، ففي عام 1902 قدم أحد أشهر الاكتشافات في تاريخ علم الأحافير: وهو ديناصور عملاق لاحم(9) تم اكتشافه في الأراضي الوعرة لولاية مونتانا(10)شمال أمريكا.

ولاحقاً، تم توصيف هذا الديناصور بعد بضع سنوات، سمَّاه <أوسبورن> اسما بقي متداولا عبر الزمن وهو: ملك الديناصورات الشرس (تيرانوصوروس ريكس Tyrannosaurus rex) أو ملك السحالي الشرس(11) tyrant lizard king، والمعروف اختصارا بـ (<T. ريكس> T. rex). وكان ذلك نبأ مثيرا وعاجلا وأصبح عنوانا رئيسيا في وسائل الإعلام في جميع أنحاء البلاد. فقد كشف <أوسبورن> و <براون> النقاب عن المفترس الأرضي الأكبر والأشرس على مرّ العصور.

وأصبح الديناصور الشرس <T. ريكس> رمز شهرة الديناصورات ونجما من نجوم معارض الأفلام والمتاحف في العالم. ولكن تلك الشهرة كانت تخفي لغزا: خلال كامل القرن العشرين تقريبا، كان لدى العلماء فكرة بسيطة عن كيفية انسجام هذا الديناصور<T. ريكس> مع الصورة الأشمل لتطور الديناصورات الأخرى. فقد كان مخلوقا غريبا، وأكبر بكثير من غيره من الديناصورات المفترسة المعروفة، ومختلفا عنها اختلافا كبيرا لدرجة أنه كان من الصعب وضعه في سجل فصيلة الديناصورات.

ومع ذلك، وعلى مدى العقود القليلة اللاحقة، اكتشف علماء أحافير آخرون، عددا قليلا من أقارب الديناصور الشرس <T. ريكس> مما كانت قد عاشت معه في الوقت نفسه تقريبا في بعض المواقع البيئية في أمريكا الشمالية وآسيا في أواخر العصر الطباشيري، أي منذ نحو 66 إلى 84 مليون سنة من قبل. ومن هذه الديناصورات، نذكر على سبيل المثال، جورجوصوروس Gorgosaurus(الديناصور المرعب) وألبرتوصوروس Albertosaurus (ديناصور ألبرتا، نسبة إلى مقاطعة ألبرتا الكندية) وتاربوصوروس Tarbosaurus  (الديناصور المفزع) – وهي مشابهة تماما للديناصور الشرس <T. ريكس> الذي يمثل ذروة الحيوانات المفترسة العملاقة التي عاشت خلال الجزء الأخير من تاريخ الديناصورات. ومع أن تلك الأحافير مهمة، إلا أنها لم تقدم إلا النزر اليسير لتسليط الضوء على أصول هذه المجموعة.

بدايات متواضعة(***)

إن عددا من الاكتشافات الحديثة التي تساعد على سد بعض الثغرات الكبيرة في طريق معرفتنا للديناصورات الشرسة جاءت من أماكن غير متوقعة. كما أن اكتشاف ديناصور نموذجي يتطلب وجود علماء أحافير لا يهابون الصعاب وقادرين على الحل والترحال إلى أماكن نائية من صحاري غرب أمريكا الشمالية والأرجنتين وجوبي أو الصحراء الكبرى متحملين الحرارة والغبار وخطر الثعابين لاستخراج الأحافير من قبورها الصخرية. ولكن اكتشاف الديناصورات الآن، بما في ذلك الشرسة منها، بدأ يتحقق في جميع أنحاء العالم تقريبا، حتى في المناطق الشمالية النائية من روسيا، حيث يحتاج علماء الأحافير، على عكس ما سبق، إلى التأقلم مع البرد القارس في الشتاء والرطوبة العالية في الصيف الذي ينتشر فيه البعوض.

وأحد هؤلاء العلماء هو <A. أڤريانوڤ> [وهو زميل لي من معهد علم الحيوان في الأكاديمية الروسية للعلوم في مدينة القديس بطرس(12)]. فقد أعلن فريقه عام 2010 عن اكتشاف مثير في منطقة Krasnoyarsk الشاسعة في وسط سيبيريا: وهو خليط من عظام ديناصور صغير من آكلات اللحوم عاش قبل الديناصور الشرس <T. ريكس> – أي قبل نحو 170 مليون سنة في منتصف العصر الجوراسي – ومن المحتمل أن يكون حجمه بحجم الإنسان تقريبا. وقد أطلقوا عليه اسم كيلسكوس Kileskus، استنادا إلى كلمة «عظاءة» (أو سحلية) باللغة المحلية. وقد تبين أنه يمثل دليلا حاسما على منشأ الديناصورات الشرسة.

ولا يبدو كيلسكوس مثيرا للدهشة عند الوهلة الأولى، لأنه بالتأكيد لا يشبه بأي حال من الأحوال الديناصور الشرس <T. ريكس>، ولو أن هذا الأخير كان معاصرا له في روسيا في منتصف العصر الجوراسي، لأمكنه ضرب كيلسكوس ضربة قاضية وكأنه ذبابة، حتى ولو بذراعيه الصغيرتين الضعيفتين. إلا أن كيلسكوس يبدي تشابها لا لبس فيه مع آكل لحوم آخر صغير الحجم، وهو گوانلونگ Guanlong، الذي عاش في الصين بعد كيلسكوس بنحو 10 ملايين سنة وتم توصيفه عام 2006. وعلى سبيل المقارنة، كان لكلا الحيوانين (كيلسكوس وكوانلونك) عرف عظمي بارز يمتد طول الجمجمة بما يشبه قصة شعر قبائل الموهاوك(13) mohawk  في أمريكا الشمالية. ويتمتع الديناصور گوانلونگ، الذي تمت دراسته من خلال عينات أكثر اكتمالا بكثير من كيلسكوس، بميزات موجودة فقط عند الديناصورات الشرسة، كالتحام العظام الأنفية في الخطم. وتمثل هذه الملامح المشتركة سمات تدل على سلف مشترك بين هذه الأنواع: حيث تمثل أعداد الديناصورات كيلسكوس و كوانلونك القليلة والمنسية تقريبا المخزون السلفي الذي نشأ عنه الزاحف الضخم <T. ريكس>.

إذا لم يكن وصف الديناصور الملكي الشرس قد أرعبك حتى الآن، فما عليك إلا أن تتخيله كطائر ضخم ذي براعة وطاقة من الجحيم.

 

لقد ساعد هذان الاكتشافان على رسم صورة مذهلة عن بزوغ فجر الديناصورات الشرسة؛ حيث أكدا أن أفراد هذه المجموعة لم تبدأ كحيوانات مفترسة فائقة الضخامة وواسعة الانتشار، كما كان يعتقد كثير من الباحثين عندما عثر على أول ديناصور شرس، وإنما بدأت بالأحرى كلواحم من الدرجة الثانية أو الثالثة وكانت تعيش في ظل مفترسات أخرى عملاقة تربطها بها علاقات قرابة بعيدة، مثل الألوصورات allosaurs والسيراتوصورات ceratosaurs. إضافة إلى ذلك، فإن جذور(14)  الديناصور الشرس موغلة في القدم أبعد مما كان متوقعا بكثير. فقد عاشت الديناصورات الشرسة في الوقت الذي كانت فيه الكرة الأرضية قارة عظمى واحدة، تسمى پانگيا Pangea غير مقسمة إلى أجزاء متباعدة، ولذلك تمكنت الحيوانات حينئذ من التوزع عبر كتل الأرض اليابسة بسهولة نسبيا. وتفسر تلك الجغرافيا غير المقسمة سبب وصول الديناصورات الشرسة باكرا إلى روسيا والصين منذ ذلك الحين، ثم ظهرت بعد ذلك بقليل أنواع أخرى في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وربما أستراليا أيضا (علما بأن الانتماء التصنيفي لبعض الديناصورات الأسترالية المفترسة لا يزال موضع نقاش). وإذا ما أخذنا جميع العينات بعين الاعتبار، فإنها تدل على أن الأمر استغرق وقتا طويلا للغاية لبلوغ الديناصورات الشرسة ذروة ضراوتها: فقد كانت هناك فترة زمنية طويلة تفصل بين أسلاف الديناصورات الشرسة والديناصور <T. ريكس> (على الأقل 100 مليون سنة) وهي فترة أطول بكثير من الفترة الفاصلة بين الديناصور <T. ريكس> والبشر (66 مليون سنة).

دفء وزغب(****)

ومع أن الديناصورات الشرسة كانت بطيئة في الوصول إلى أحجام عملاقة فعليا، إلا أن ذلك لا يعني جمود تطورها خلال تلك الفترة. إذ تشير أدلة متزايدة إلى أن هذه المجموعة قد خضعت لتنوع كبير قبل ظهور الديناصورين <T. ريكس> و تاربوصوروس وأمثالهما بفترة طويلة. وبعض الأمثلة المدهشة على ذلك التنوع تأتي من مقاطعة لياونينگ(15) شمال شرقي الصين.

ومقاطعة لياونينگ تلك، ليست المكان الأجمل في العالم، ومع أنني نشأت في السهول المضجرة في وسط غرب الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنني كنت أجد صعوبة في الحفاظ على عيني مفتوحتين أثناء ركوب القطار خلال ثلاث ساعات ونصف، كيلو مترا بعد آخر، في رحلة من بكين باتجاه ريف تلالي يكسوه سديم ضبابي وتتخلله مزارع ومداخن تنفث دخانها إلى الجو، ولكنها كانت أرضا مقدسة للباحثين عن المستحاثات.

فقد جمع مزارعون من جميع أنحاء تلك المنطقة آلاف الهياكل العظمية لديناصورات خلال العقدين الماضيين، حيث طمرت ثورات بركانية متعاقبة حدثت قبل نحو 130 إلى 120 مليون سنة تلك المخلوقات سيئة الحظ في الرماد والطين محافظة على بقاياها بتفاصيل دقيقة. ومن بين الوحوش العديدة التي تم العثور عليها هنا وتعود إلى العصر الطباشيري بومبيي CretaceousPompeii، نجد نوعان من الديناصورات الشرسة المثيرة للاهتمام. ففي عام 2004، كشف زميلي <X. كسينك> [من معهد علم أحافير الفقاريات وعلم الإنسان القديم (باليوأنثروبولوجيا)(16) في بكين] عن أول هذين النوعين وهو الزاحف ديلونگ Dilong الذي كان حجمه تقريبا بحجم كلب صيد الطيور اللقاط الذهبي(17) golden retriever، وكانت له ذراعان طويلتان لالتقاط الفرائس وهيكل عظمي رشيق، وساقان طويلتان متكيفتان لسرعة الحركة. أما النوع الثاني، الذي وصفه <كسينك> عام 2012، فهو طراز حيواني مختلف جدا، سُمِّي يوتيرانوس Yutyrannus ويبلغ طوله من 8 إلى 99 أمتار ووزنه نحو طن تقريبا، ومن المحتمل أنه كان يتربع على قمة السلسلة الغذائية أو ليس بعيدا منها. وقد تم العثور على كلا النوعين السابقين في التكوينات الصخرية نفسها، وربما يكونان قد عاشا أيضا في الحقبة نفسها منذ نحو 125 مليون سنة خلت. ويتميز كلا النوعين بالتحام عظام الأنف وسمات أخرى خاصة بالديناصورات الشرسة، الأمر الذي يشير إلى أن هذه الديناصورات قد بدأت بالتشعب باكرا في العصر الطباشيري إلى مجموعة من الأنواع الجديدة مؤدية بذلك أدوارا بيئية مختلفة، وأن بعض هذه الديناصورات كان يكتسب أحجاما ضخمة.

 

[اكتشافات]

الجميع في الفصيلة(*****)

   خولت سلسلة من الاكتشافات الأحفورية في السنوات الأخيرة ملء شجرة نسب عائلة الديناصور الشرس. وقد بينت تلك الاكتشافات أن الديناصورات الشرسة كانت مجموعة متنوعة بشكل مذهل، ولكنها بطيئة في وصولها إلى الأحجام العملاقة التي تميز الزاحف القوي <T. ريكس>.

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2015/07-08/2015_08_07_30.jpg

   الهيكل العام(18)

   (1) كيلسكوس Kileskus : اكتشف في وسط سيبيريا، ويعتبر هذا النوع القزم مع الزاحف بروسيراتوصوروس(19)  من إنكلترا من أقدم  أنواع الديناصورات الشرسة جميعا.

   (2) گوانلونگ Guanglong : كان يتميز هذا الديناصور الصيني الشرس بوجود عرف مميز مشابه لقصة شعر أفراد قبائل الموهاوك، وقد تكون وظيفته هي جذب الإناث وإرعاب المنافسين.

   (3) يوتيرانوس Yutyrannus : تم العثور على مستحاثات من هذا النوع العملاق في الصين، وكانت مغطاة بالزغب الأمر الذي يشير إلى أن الديناصورات الشرسة الصغيرة لم تكن الوحيدة المغطاة بالرياش.

   (4) ديلونگ Dilong : وهو الديناصور الشرس الأصغر، وقد بني جسم هذا النوع الصيني طويل الساقين للتكيف مع الجري السريع.

   (5) إيوتيرانوس Eotyrannus : عثر على مستحاثات من هذا النوع طويل الأصابع في جزيرة Wight قبالة الساحل الجنوبي لإنكلترا.

   (6) كيانزهاوصوروس Qianzhousaurus : اسم هذا الديناصور الشرس «پينوكيو ريكس» Pinocchio rex مستوحى من شكل أنفه الطويل (الشبيه بمخروط صنوبري طويل، ومنه كلمة پينوكيو المشتقة من كلمة صنوبرPin).

   (7) نانوكصوروس Nanuqsaurus : وهو الديناصور الشرس الوحيد المسجل في أقصى الشمال، وربما يكون هذا النوع من أنواع الديناصورات القطبية الشمالية قد طور حجمه الصغير تأقلما مع ندرة الموارد الغذائية.

   (8) ملك الديناصورات الشرسة (تيرانوصوروس ريكس، والمعروف اختصارا ب <T. ريكس> Tyrannosaurus rex : الملك الشرس، وهو أحد أكبر الحيوانات المفترسة التي مشت على الأرض على مرِّ العصور، ولم يكن له مثيل إلا بعض أنواع الديناصورات الأخرى التي تربطه بها صلة قرابة بعيدة.

   الجغرافية الحيوية للديناصورات الشرسة
يشير التسجيل المتزايد لأعداد مستحاثات الديناصورات الشرسة إلى أن هذه المجموعة كانت منتشرة أكثر مما كان يعتقد سابقا، تزامنا مع اكتشافات جديدة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين وروسيا وربما أستراليا. فقد كانت الديناصورات الشرسة قادرة على أن تتوزع على نطاق واسع؛ لأنها تطورت في وقت لم تكن فيه القارات قد انفصلت تماما عن بعضها بعضا، الأمر الذي جعل تنقلها من كتلة قارية إلى أخرى أسهل.

 

كما أن اكتشاف النوعين ديلونگ ويوتيرانوس يعد أمرا مهما لسبب آخر، وهو أن علماء الأحافير كانوا فيما مضى يعتبرون الديناصورات زواحف حرشفية ضخمة تتثاقل(20) على الأرض، إلا أنهم وجدوا في السنوات الأخيرة  بعض القرائن التي تدل على أن أجسام بعض أنواعها كانت مكسية بجلد ناعم بدلا من الحراشف، وكانت بشكل عام أكثر حركية وذكاء مما كان يعتقد سابقا. وهذا يعني، أنها كانت تشبه الطيور أكثر مما تشبه الزواحف. ومن ثم، فإن الزاحفين ديلونگ ويوتيرانوس يؤكدان بدون شك أن الديناصورات الشرسة تدخل ضمن إطار هذا الوصف. فأجسام هذه الأنواع مغطاة بزغب ريشي سميك وليس برياش قلمية كتلك التي تشكل أجنحة الطيور الحية وإنما برياش أبسط شبيهة بخيوط تشبه الشعر. وعلى عكس الطيور، فإن الديناصورات الشرسة لم تكن بالتأكيد حيوانات طائرة، وربما كانت وظيفة تلك الرياش هي التدفئة أو للمظهر فقط. إن وجود الريش على جسم الديناصورات المفترسة وأنواع أخرى عديدة من الديناصورات يزيد من احتمال كون جلد الديناصور الضخم <T. ريكس> كان أيضا مكسيا بالريش. وإذا لم يكن وصف الديناصور الملكي الشرس قد أرعبك حتى الآن بطريقة ما، فما عليك إلا أن تتخيله كطائر ضخم ذي براعة وطاقة من الجحيم.

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2015/07-08/2015_08_07_32.jpg
تقاسم الزاحف كيانزهاوصوروس Qianzhousaurus ذو الأنف الطويل، الذي وجد في أحد مواقع البناء في الصين عام 2010، النظمَ البيئية مع ديناصورات شرسة أكبر منه حجما بكثير، ربما من خلال قدرته على التسلل ومطاردة فرائس أصغر.

 

نشوء الملوك(******)

تُبين اكتشافات جديدة من روسيا والصين وأماكن أخرى من العالم أن الديناصورات المفترسة كانت مزدهرة بشكل جيد بدءا من منتصف العصر الجوراسي إلى بداية العصر الطباشيري. وربما لم تعش كحيوانات مهيمنة(21)، ولكنها وجدت الظرف البيئي المناسب(22) كمجموعة مستقرة، غير ملفتة للنظر، من الحيوانات المفترسة الحذرة والسريعة، ولكن طرأ تغير بعد ذلك، وهو إعادة هيكلة جذرية خضعت لها نظم الديناصورات البيئية خلال منتصف العصر الطباشيري، أي ما بين نحو 85 إلى 110 ملايين سنة خلت. فقد تناقصت أعداد الألوصورات والسيراتوصورات إلى حد كبير بعد أن شغلت قمة الهرم الغذائي لفترة طويلة ثم تولت الديناصورات الشرسة دور المفترس في القارات الشمالية. ولم يعرف بالضبط سبب حدوث ذلك التغير نظرا لندرة الأحافير الخاصة بالديناصورات التي تعود إلى منتصف العصر الطباشيري. ولكن يمكن أن يعزى الأمر إلى انقراض جماعي ناجم عن ارتفاع درجات الحرارة وتذبذب مستوى سطح البحر قبل نحو 94 مليون سنة.

ومع ذلك، فقد وصلت الديناصورات الشرسة إلى هناك، وازدهرت حالما وصلت إلى قمة السلسلة الغذائية. وخلال العشرين مليون سنة الأخيرة من العصر الطباشيري في أمريكا الشمالية وآسيا، سادت سيادة قصوى كحيوانات عملاقة مفترسة بجماجم ضخمة وأذرع صغيرة وأوزان ثقيلة (بالأطنان)، وكانت تتميز بقدرة كبيرة على العض بقوة بحيث تسحق عظام فرائسها سحقا. كما أنها كانت تنمو بسرعة كبيرة حتى إن وزنها كان يزداد بضعة كيلوغرامات في اليوم الواحد خلال سنوات المراهقة. وكانت تكابد حياة قاسية جدا لدرجة أن علماء الأحافير لم يعثروا بعد على فرد واحد بعمر يزيد على 30 سنة عند نفوقه.

وفي الوقت الذي كانت فيه الديناصورات الشرسة الضخمة مزدهرة في أمريكا الشمالية وآسيا، إلا أنها على ما يبدو لم تحصل على موطئ قدم قط في أوروبا أو القارات الجنوبية، حيث كانت تزدهر هناك مجموعات أخرى من الحيوانات الكبيرة المفترسة. وقد تكون إعادة هيكلة مناخ الكرة الأرضية وتشكيل القارات أواخر العصر الطباشيري هي السبب وراء ذلك؛ حيث كانت بيئة العالم في ذلك الوقت مختلفة للغاية عن البيئة التي تطورت فيها ديناصورات شرسة صغيرة الحجم في بادئ الأمر. وبعد ذلك تباعدت القارات بعضها عن بعض تدريجيا إلى أن وصلت إلى مواقع مشابهة لتلك التي تشغلها اليوم؛ زد على ذلك، فإن ارتفاع مستويات مياه البحار قد شطر قارة أمريكا الشمالية إلى شطرين وقلصت قارة أوروبا إلى عدد قليل من الجزر الصغيرة. بمعنى آخر، إن الكوكب الذي كان يعيش عليه الديناصور الشرس <T. ريكس> كان كوكبا مقسما بشكل كبير. ومن ثم، فإن الأنواع المهيمنة في إحدى المناطق لم تكن قادرة على غزو مناطق أخرى لسبب واحد بسيط وهو أنه لا يمكنها الوصول إليها بسبب التقسيم الجغرافي الطبيعي.

تنوع مُصِرّ(*******)

وفي المناطق التي بلغت فيها الديناصورات الشرسة العملاقة مثل <T. ريكس> ذروة جبروتها، يمكن للمرء أن يتوقع أن تتفوق تلك الكائنات القوية على أي نمط آخر من الديناصورات الأقل شراسة، بيد أن أحدث الاكتشافات الأحفورية تشير إلى خلاف ذلك؛ حيث أظهرت مكتشفات جديدة مدهشة تنوعا غير مفهوم الأسباب للديناصورات الشرسة في أدنى وأعلى مستويات السلسلة الغذائية، حتى خلال تلك الملايين القليلة من السنوات الأخيرة من العصر الطباشيري، عندما كان الديناصور <T. ريكس> وأقرباؤه يسيطرون على المنطقة دون منازع.

وأوضح مثال على ذلك هو الزاحف كيانزهاوصوروس ذو الأنف الصنوبري الطويل(23) Pinocchio-nosed، الذي تم العثور عليه في موقع ورشة البناء الصينية. وعندما عرض عليَّ زميلي <J. لو> [من معهد علوم الأرض(24) التابع للأكاديمية الصينية لعلوم الأرض] صورا للعينة في مؤتمر عقد عام 2013، أدهشتني جدا تلك الصور، فهي كانت لديناصور شرس من العصر الطباشيري يختلف اختلافا صارخا عن ملك السحالي الشرس <T. ريكس>. وكان باديا للعيان أنه كان أصغر منه حجما، بطول 8 إلى 9 أمتار تقريبا، ووزنه نحو الطن. بيد أنه لا يمكن للمرء مصادفة حيوان في زقاق مظلم من العهد الطباشيري إلا أن يكون حيوانا ضالا أو شاردا بالنسبة إلى الديناصور الشرس <T. ريكس>. والأغرب من ذلك، أن جمجمته كانت مكونة بإتقان، متطاولة ونحيلة، بشكل يختلف عن الجمجمة العريضة والعضلية القاسية(25) لأبناء عمومته.

وقد دعاني <لو> إلى مساعدته على وصف الأحفورة الصينية الجديدة؛ لأنني كنت قد درست نموذجين آخرين مميزين من الديناصورات الشرسة من ذوات الخطوم الطويلة التي تم اكتشافها منذ عقود وحيرت العلماء لفترة طويلة. وتم التعرف على أول هذين المخلوقين من خلال جزء من هيكل عظمي عثر عليه في سبعينات القرن الماضي في منغوليا من قبل فريق روسي. وقد سُمِّي هذا النوع آليوراموس روموتوس(26) مقترحين أنه كان ديناصورا شرسا غريبا ذا جمجمة متطاولة. ولكن، خلال الحرب الباردة استطاع بعض علماء الأحافير دراسة تلك العينة الأمر الذي جعلها موضع جدل حتى الآن فيما ما إذا كانت تمثل نوعا جديدا أو أنها مجرد ممثل فتي لأحد أنواع الديناصورات الشرسة التي كانت موجودة آنذاك وتنتمي إلى النوع تاربوصوروس(27). وبعد بضعة عقود، أي في أوائل القرن الواحد والعشرين، اكتشف فريق مشترك أمريكي منغولي بقيادة المشرف على أطروحتي للدكتوراه <M. نوريل> في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي، عينة أكثر اكتمالا وسلامة من آليوراموس. وفي اليوم الأول من بدء دراستي، اصطحبني <نوريل> إلى مختبر الإعداد في المتحف، وأراني الهيكل العظمي وأخبرني ببدء العمل على دراسته. وفي عام2009، أعلنا عنه كنوع جديد، أسمياه آليوراموس آلتاي(28). وقد ظهر ذلك الهيكل مختلفا عن الهيكل العظمي للنوع تاربوصوروس، ولكن نظرا لأنه يعود إلى فرد فتي (كما اتضح من البنية الداخلية لعظامه)، فإننا لم نستبعد فرضية أن تكون ملامحه التي بدت فريدة هي بالأحرى نتاج نمو غير مكتمل وليست خصائص نوع جديد.

 

إن مثل هذه التناقضات أحيانا تغيظ الباحثين لعقود، بانتظار أن يكتشف علماء الأحافير مستحاثات جديدة تساعد على الخروج من ذلك المأزق. أما في حالتنا، ولحسن حظ عامل الحفارة، فلم يستغرق الأمر سوى بضع سنوات. حيث كان لهيكل كيانزهاوصوروس المكتشف في كانزهو الخطم الطويل نفسه، وبنية الجسم الصغير للزاحف آليوراموس، ولكن كان من الواضح أنه يعود إلى فرد أكثر نضجا وعمرا. وهنا بيت القصيد: كانت الديناصورات الشرسة ذات الأنف الطويل تشكل أنواعا متمايزة عاشت في آسيا في نهاية العصر الطباشيري، وربما أدت دور الحيوان المفترس من الدرجة الثانية في السلسلة الغذائية تحت الزاحف المرعب تاربوصوروس.

ولم يكن كيانزهاوصوروس الديناصور الصغير الشرس الوحيد الذي كان يتقاسم كوكب الأرض مع حيوانات من الوزن الثقيل. فقبل نحو شهرين من نشرنا وصفا للزاحف كيانزهاوصوروس، قام زميلاي الأمريكيان <A. فيوريلو> و<R. تيكوسكي>، وكلاهما من متحف پروت Perot للطبيعة والعلوم في دالاس بتكساس، بالكشف عن أحد أحدث وأغرب ديناصور شرس من ديناصورات العصر الطباشيري، وذلك في الدائرة القطبية المتجمدة الشمالية من ألاسكا، الذي سمي نانوكصوروس(29). وقد تم تعرف هذا الديناصور من خلال عدد قليل من العظام التي بدت مشابهة إلى حد كبير لنظيراتها من عظام الديناصور الشرس <T. ريكس>، ولكن مع فارق واحد بسيط وهو أن حجمها كان نحو نصف حجم عظامه. والتفسير الواضح لذلك، هو أن تلك العظام كانت تعود إلى ديناصور شرس صغير السن، ولكن المثير في الأمر هو أن مفاصل العظام كانت سميكة – وهذه الخاصية لا تُرى عادة إلا عند الأفراد البالغين. وقد خطرت على بال كل من <فيوريلو> و< تيكوسكي> فكرة قد تبدو مستبعدة، ولكنني شخصيا أعتقد أنها معقولة جدا وهي أن ديناصورات القطب الشمالي كانت ذات أجسام صغيرة لأن موائلها(30)  هي بيئات فقيرة الموارد الغذائية ولا يمكن أن تلبي حاجة أنواع كبيرة الحجم من الغذاء. وللسبب نفسه، خضعت العديد من الحيوانات الحديثة المعزولة في جزر(31)  إلى القزامة. وهكذا، في الوقت الذي ساد فيه الديناصور الشرس العملاق <T. ريكس> في الجنوب، كان الديناصور الشرس القزم يجوب(32) براري الشمال.

 

خارج نطاق سيطرة الديناصورات(********)

إن الإضافات الحديثة إلى شجرة نسب فصيلة الديناصورات الشرسة قد أسهمت في توضيح التاريخ التطوري لهذه المجموعة المثيرة للاهتمام، ولكن ثمة أسئلة أساسية لا تزال بلا أجوبة: أين نشأت الديناصورات الشرسة؟ وهل ظهرت قبل منتصف العصر الجوراسي أو ربما بدايته، وهو الوقت الذي ليس لدينا عنه إلا بعض المستحاثات في جميع أنحاء العالم؟

وهل عاشت الديناصورات الشرسة في القارات الجنوبية أيضا ما بين منتصف العصر الجوراسي إلى منتصف العصر الطباشيري؟ علما بأنه تم العثور على معظم مستحاثاتها في القارات الشمالية، باستثناء عظم واحد ملغز عثر عليه في أستراليا. ولكننا نعلم أن مجموعات كثيرة من الديناصورات كانت منتشرة على نطاق واسع في مختلف أنحاء العالم في الفترة ما بين منتصف العصر الجوراسي إلى منتصف العصر الطباشيري، وكذلك ربما كانت الديناصورات الشرسة. وثمة أمور أخرى مجهولة أيضا تتعلق بتكوينها الحيوي. مثلا، ما هو نوع الرياش الذي كان يغطي أجسام الديناصورات الشرسة الكبرى مثل <T. ريكس>، ولأي أغراض كانت تستخدم؟ وكيف كان يستخدم كل من كيانزهاوصوروس وآليوراموس الخطمَ الطويل المميز؟

وعلى الرغم من أن قصة الديناصورات الشرسة غير مكتملة حتى الآن، بيد أنها تؤكد على حقيقة أعمق حول التطور، وهي أنه لا يمكن التنبؤ به. فعندما نشأت الديناصورات الشرسة قبل أكثر من 170 مليون سنة خلت، لم يكن بمقدور أحد الظن بأن هكذا حيوانات مفترسة (أو صيادة)(33) صغيرة الحجم ستهيمن على قارات بأكملها. ولكن لم يكن قدرها النجاح، فقد اضطرت إلى التنقل أكثر من 80  مليون سنة والعيش في الظل بانتظار لحظة مناسبة لحدوث تغيرات بيئية أعطتها الفرصة السانحة لتصبح حيوانات مفترسة مهيمنة. وفي أحد الأيام، عندما كانت الديناصورات الشرسة في ذروة تطورها، سقط كويكب ما من السماء على الأرض وأدى إلى انقراضها. ولم ينقذها جبروتها ولا حجمها لأن حرائق الغابات أحرقت الأخضر واليابس، فانهارت النظم البيئية وبدأت الثدييات بمسيرتها نحو القمة.

المؤلف

  Stephen Brusatte
 <بروساتي> هو عالم أحافير بجامعة إدينبرگ في سكوتلاندا. وتتمركز أبحاثه حول تشريح وتطور الديناصورات، وقد ألّف أكثر من 70 مقالة تقانية وخمسة كتب عن الديناصورات، ويعمل الآن يعمل «كباحث أحافير مقيم» لتقديم برنامج السير مع الديناصورات في القناة BBC. http://oloommagazine.com/Images/Articles/2015/07-08/2015_08_07_28.png

 

  مراجع للاستزادة

 

Tyrannosaur Paleobiology: New Research on Ancient Exemplar Organisms. Stephen L. Brusatte et al. in Science, Vol. 329, pages 1481–1485; September 17, 2010.
A Diminutive New Tyrannosaur from the Top of the World. Anthony R. Fiorillo and Ronald S. Tykoski in PLOS ONE, Vol. 9, No. 3, Article No. e91287; March 12, 2014.
A New Clade of Asian Late Cretaceous Long-Snouted Tyrannosaurids. Junchang Lü et al. in Nature Communications, Vol. 5, Article No. 37898; May 7, 2014.

(*)RISE OF THE TYRANNOSAURS

(**)A STAR IS BORN

(***)MODEST BEGINNINGS

(****)WARM AND FUZZY
(*****)All in the Family

(******)RISE OF THE KINGS

(*******)PERSISTENT VARIETY

(********)BEYOND THEIR CONTROL

(1) أو: الأسلاف.

(2) Tyrannosaurus rex = تيرانوصوروس ريكس.

(3) Qianzhousaurus sinensis

(4) الخطم: أنف الحيوان.

(5) behemoth: حيوان ضخم، بالأصل مشتقة من كلمة بهيمة أو بهيموث الموجودة في الديانات السماوية الثلاث وتعني الحيوان أو بهيمة الأنعام. (التحرير)

(6) أو: أسلاف.

(7) اصطدام كويكب ما بالأرض؛ فنتج منه غبار كثيف حَجَب الشمس عن النباتات؛ فنفقت حيوانات عاشبة ولاحمة كثيرة وتغيرت نظم بيئية كاملة.

(8) أو: مستحاثات.

(9) أو: آكل للحوم.

(10) Montana: ولاية تقع في شمال الولايات المتحدة الأمريكية.

(11) أو: ملك السحالي «المستبد أو الطاغية».

(12) أو: سانت بطرسبورغ.

(13) يقص أفراد قبائل الموهاوك في أمريكا شعرهم على جانبي الرأس ويتركون منتصف الرأس ليشكل ما يشبه العرف أعلى الرأس.

(14) أو: أسلاف.

(15) Liaoning

(16) Paleoanthropology: فرع من العلوم المتخصصة بدراسة المستحاثات القديمة بحثا عن أصل الجنس البشري.

(17) اللقاط الذهبي (أو المسترد الذهبي): نوع من أنواع الكلاب متوسط الحجم لالتقاط ما يتم صيده في الماء كالطيور المائية أو الألعاب التي يلقيها صاحبه ليقوم الكلب بالتقاطها وإعادتها إليه. وسُمّي الذهبي نسبة إلى اللون الأصفر للوبر الذي يغطي جسمه. (التحرير)

(18) Cast: مستحاثة الهيكل العام للحيوان بعد نفوقه وامتلائه بمواد حاشية كالطين أو المعدن؛ فيعطي المظهر الخارجي العام للحيوان النافق. (التحرير)

(19) Proceratosaurus

(20) plodding: تثاقل أو مشي مجهد بسبب حجم كبير أو وزن ثقيل.

(21) top dogs: تعبير اصطلاحي يعني مهيمناً أو مسيطراً.

(22) niche: الظرف البيئي الذي يلائم مجموعة أفراد فتنمو وتتكاثر. (التحرير)

(23) Pinocchio: مشتقة من Pin أي الصنوبر.

(24) أو: الجيولوجيا.

(25) bone-crunching: قاس أو قوي.

(26) Alioramus remotus

(27) Tarbosaurus

(28) Alioramus altai (التحرير)

(29) Nanuqsaurus

(30) habitats؛ أو: مواطنها؛ بيئاتها.

(31) island-dwelling animals: الحيوانات التي تعيش معزولة في الجزر وليست لديها إلا موارد تلك الجزر.

(32) أو: يَسْرح.

(33) stalkers (التحرير)

 

http://oloommagazine.com/Images/none.gif

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Back to top button