ثاني أكسيد كربون بركاني يمكن رؤيته من الفضاء الخارجي
ترجمة :روان دشتي
كان بركان جبل ياسور النشط باستمرار والذي يمكن للسياح الوصول إليه -في أقصى أرخبيل المحيط الهادي فانواتو -معلما محليا منذ فترة طويلة. أما الآن، فمن الممكن أن يتحول هذا البركان إلى معلم سياحي دولي. فبركان ياسور (كما هو موضح في الصورة من عام 2010) ربما يكون أول بركان تُرصد سحابة ثاني أكسيد الكربون الصادرة عنه من الفضاء الخارجي. ففي شهر مايو عام 2015، اكتشف الباحثون باستخدام مرصد ثاني أكسيد الكربون الدائر Orbiting Carbon Observatory-2 ( اختصارا: المرصد OCO-2 ) -والتابع لوكالة ناسا- أن البركان يطلق ثاني أكسيد الكربون إلى الهواء الجوي بمعدل 42 كيلو طن يوميا. وكان هذا الاكتشاف مفاجأة: فالفريق لم يتوقع إطلاقا أن يرصد انبعاثات من مصادر نقطة فردية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مثل البراكين أو محطات توليد الكهرباء المعتمدة على الفحم. وعلى الرغم من أن الانبعاثات البركانية من ثاني أكسيد الكبريت تبرز مقارنة بالمستويات الخلفية Background levels النزرة، إلا أن الغلاف الجوي يحتوي على مستويات خلفية أعلى من ثاني أكسيد الكربون. إضافة إلى ذلك، فإن الرياح تشتت كل إطلاقة غازية بشكل سريع، كما إن الغبار والغيوم والمسافة يمكن أن تؤدي إلى التباس النتائج، وذلك كما أعلن فريق الباحثين يوم 14 ديسمبر في الاجتماع السنوي للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي American Geophysical Union في سان فرانسيسكو بكاليفورنيا. لكن المرصد OCO-2 قام بالتحليق مباشرة فوق بركان ياسور عندما كانت انبعاثاته تبرز مقارنة بالمستويات الخلفية للهواء النقي فوق المحيط الهادي. ويشير هذا الاكتشاف المحظوظ إلى وسيلة نحو التحقق من انبعاثات غازات الدفيئة، وهو أمر مطلوب لتطبيق معاهدات تغيير المناخ – وتأذن ببدء الرصد الفضائي للأبخرة التي تنذر بالثورات البركانية.
The ©2016 American Association for the advancement of Sciences. All right reserved.