هل يزداد تلوث الهواء سوءا؟
بقلم: نيك فليمنغ
تختلف جودة الهواء من بلد إلى آخر ففي حين بات الضباب الدخاني الكثيف مألوفاً في بعضها، تنعم بلدان أخرى بهواء أنظف حتى من ذي قبل
ترتفع معدلات تلوث الهواء بصورة واضحة في الاقتصاديات التي تشهد نمواً سريعاً، لكن الأمر يختلف تماماً في معظم الدول الغنية.لنأخذ -على سبيل المثال- الجسيمات الدقيقة PM2.5 -التي يبلغ طولها 2.5 ميكرومتر، فهي تُعد المسبب الرئيسي للمشكلات الصحية الناجمة عن تلوث الهواء (انظر: ما الذي يحويه الهواء). على مستوى العالم ككل، ارتفعت تركيزات هذه الجسيمات في الهواء بنسبة 11% بين عامي 1990 و2015 وفق تقرير نشره معهد الآثار الصحية Health Effects Institute ومعهد القياسات الصحية والتقييم Institute for Health Metrics and Evaluation وكلاهما في الولايات المتحدة الأمريكية. ويعكس هذا الاتجاه الزيادة الكبيرة في تلوث الهواء في الهند وبنغلادش والصين، إذ إن تركيزات المواد الملوثة العالقة تراجعت خلال الفترة نفسها في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وكندا وأستراليا (انظر: الرسم البياني).
غالباً لا تشير التقارير الإعلامية حول تلوث الهواء في الغرب إلى التحسن الكبير الذي تحقق منذ خمسينات القرن العشرين. ولكن معدل التحسن قد تباطأ وليس هناك ما يدل على أن أوروبا ومن ضمنها المملكة المتحدة ستكون قادرة قريباً على الالتزام بتوجيهات منظمة الصحة العالمية WHO بشأن جودة الهواء. ويقول غافن شاديك Gavin Shaddick، من جامعة باث University of Bath في المملكة المتحدة وهو الذي طور نماذج تلوث الهواء لمنظمة الصحة العالمية: «إن المعلومات المستقاة من مواقع الرصد عبر أوروبا الغربية تُظهر تراجعاً في مستويات الجسيمات الدقيقة PM2.5 … لكنها لا تتراجع بالسرعة الكافية.»
نيك فليمنغ Nic Fleming كاتب غير متفرغ يقيم في بريستول بالمملكة المتحدة
الجسيمات الدقيقة PM
منشأها: محطات توليد الكهرباء والمصانع ومواقد الطهي بالغاز، والنشاط الصناعي، والبراكين، وعواصف الغبار، وحرائق الغابات وعوادم السيارات.
تأثيراتها الصحية: أي جسيمات يقل قطرها عن 10 ميكرومترات أو 10 ميكرون μm، أو ما يسمى الجسيمات الدقيقة PM10، يمكن أن تدخل إلى عمق الرئتين. أما الجسيمات الأصغر من 2.5 ميكرومتر –أو الجسيمات PM 2.5- فهي أكثر ملوِّثات الهواء ضرراً وهي تتضمن جسيمات متناهية الدقة يقل طولها عن 0.1 ميكرومتر. ومن شأن التعرض لفترة طويلة لجسيمات صلبة ذات 2.5 ميكرومتر تعطيل وظائف الرئتين والقلب وزيادة خطر الوفاة لا سيما لدى من هم معرضون بصورة مرتفعة لخطر الإصابة بأمراض القلب والجلطة أو النزيف الدماغي.
أكاسيد النيتروجين NOX
منشأها: وسائل النقل والمواصلات البرية ولا سيما محركات الديزل وكذلك أجهزة التدفئة داخل المباني ومحطات الكهرباء.
تأثيراتها الصحية: يعد ثنائي أكسيد النيتروجين NO2 المُلوِّث الثاني الأكثر ضرراً بعد الجسيمات العالقة بطول 2.5 ميكرومتر –الجسيمات الدقيقة PM2.5 – ويسبب التعرض لهذا الغاز مشكلات في الجهاز التنفسي. وفي تجارب مخبرية أصيب متطوعون عُرِّضوا لكميات إضافية من ثنائي أكسيد النيتروجين بالتهابات، ولكن تأثيره لم يتضح على المدى البعيد.
الأوزون الأرضي O3
منشأه: التفاعل مع مواد كيميائية أخرى من بينها أكسيدات النيتروجين ومركبات عضوية طيارة، لا سيما في الأيام الدافئة المشمسة.
تأثيراته الصحية: يمكن أن يتسبب الأوزون بأزيز أو صفير عند التنفس وضيق النفس والتهاب أو تلف في المجاري التنفسية وعدد من أمراض الرئة وداء الربو الحاد. والأكثر عرضة لهذه المشكلات هم الأطفال وكبار السن ومن هم أكثر حركة ونشاطا. الأوزون هو عنصر مؤكسِد قوي ومن ثم يُحدث تلفاً في الخلايا والأنسجة.
ثنائي أكسيد الكبريت SO2
منشأه: احتراق الوقود الأحفوري ولا سيما الفحم. نتيجة لذلك، انخفضت مستويات ثنائي أكسيد الكبريت بصورة كبيرة في الغرب، حيث حلَّ الغاز الطبيعي محل الفحم بصورة عامة. تأثيراته الصحية: تهيُّج المجاري التنفسية والعينين، مشكلات في التنفس، مشكلات في القلب والدورة الدموية. وبذلك، فإن الأكثر عرضة للإصابة بمشكلات صحية هم المصابون بالربو التحسسي وغيره من الأمراض التنفسية. ويمكن أن يشكل ثنائي أكسيد الكبريت أملاح حمض الكبريت أو كبريتات تتحول بدورها إلى جسيمات عالقة دقيقة 2.5 ميكرومتر وينجم عنها مطر حمضي.
الأمونياك أو غاز النشادر NH3
منشأه: مواد عضوية متحللة والماشية والأسمدة. تأثيراته الصحية: من غير المرجح أن يسبب غاز النشادر NH3 أي ضرر لصحة الإنسان عند مستوى التراكيز الحالية في الهواء. ويكمن تأثيره الرئيسي في زيادة حامضية التربة.