الحواسيب الكمّيّة تتجاوز الآلات العاديّة
إذا سار كل شيء كما هو مخطّط له عام 2018 فإنّ غوغل ستكشف النقاب عن جهاز قادر على أداء حسابات لا يمكن لأيّ جهاز حاسوب آخر على وجه الأرض التعامل معها. نحن على مشارف الدخول في عصر الحوسبة الكمّيّة.
حسنا، نوعا ما. غوغل في طريقها لتحقيق التفوّق الكمّيّ؛ أوّل عرض طال انتظاره لقدرة الحواسيب الكمّيّة على التفوق على الآلات العاديّة في مهام معيّنة. ويمكن لبتات Bits الحواسيب العادية أن تكون في حالة من اثنتين: 1 أو0. أمّا أقاربها الكمّيّة “الكوابتات/البت الكمّيّ Qubits، فإنّها تحصل على تحسين لأدائها من خلال تخزين مزيج من كلتا الحالتين في الوقت نفسه.
ويمتلك جهاز غوغل المُخطَّط له 49 بتا كمّيّا فقط، وهو بالكاد يكفي لتهديد الحواسيب الفائقة عالية السرعة في العالم. لكن الكفّة قد ترجح لصالح عملاق التقنية، وذلك باختياره لمهاجمة مشكلة تنطوي على محاكاة سلوك الأشياء الكمّيّة العشوائية، وهي ميزة أساسية مهمة لآلة الكمّ.
وهذه المهمة عديمة الجدوى، فحلها لن يساهم في بناء ذكاء اصطناعي أفضل، ولن يحسّن من خاصّية التعرف على الصور، ولن يساعد حتى على تصنيف رسائل البريد الإلكتروني. ولكن كدليل على المبدأ العلمي، فإنّ أوّل حساب كمّيّ من نوعه تحوزه غوغل سيكون بمثابة حدث بارز يتساوى في أهمّيته مع إطلاق سبوتنك Sputnik (أول قمر اصطناعي يسبح في الفضاء) أو تقسيم الذرّة.
وسوف يفتح هذا الكشف الأبواب على مصراعيها للاستثمارات التي ستتسابق لتطوير التكنولوجيا الكمّيّة، وهو حقل متقدم تقدما يثير الاستغراب في مجال التسويق. وفي العقد القادم، فإن الحواسيب الكمّيّة ستنتقل من الفضول المختبري إلى تكنولوجيا فعلية ومفيدة.
يبدو أن غوغل تسير على الطريق الصحيح للوصول إلى 49 بتا كمّيّا العام المقبل، ولكن هناك فقط عقبة صغيرة. ففي شهر أكتوبر، فاجأت شركةIBM غوغلَ عند إجرائها محاكاة بحجم 56 بتا كمّيّا على جهاز حاسوب عادي، ممّا رفع سقف التوقعات للتفوق الكمّيّ. سيتعيّن على غوغل أن تثبت أنها قادرة على قبول هذا التحدّي.