مهارات الزراعة: الدليل العلمي لأيدٍ أكثر خضارا
نصائح البستنة كثيرة لا تعد ولا تحصى، من وضع الحصى داخل أواني الزراعة إلى وضع أعمدة حول الأشجار. لكن أيها أساسية وأيها يمكننا طمرها بأمان
أصيص: ضع بعض الحصى كقاعدة لأصيصك
يقولون: قم بتحسين تصريف المياه من خلال تغطية الثقوب في قاع أواني الزراعة بكسرات من أنية فخارية وطبقة من الحصى.
هذه النصيحة التي قد تكون مكتوبة على ملصق النباتات – قد تكون منطقية لكنها تعصي قوانين الفيزياء. فقد يؤدي تطبيقها إلى إغراق التربة بالماء وخنق جذور نباتاتك.
يعود ذلك إلى توتر سطح الماء. “يحُبَس الماء في مساحات ضيقة بقوة تعتمد بشكل عكسي على عرض المساحة،” كما يقول مارتن شابلن من جامعة لندن ساوث بانك London South Bank University. ونتيجة لذلك، فلن تتحرك جزيئات الماء بسهولة من المسافات الضيقة بين جزيئات التراب إلى النطاقات الأوسع التي تفصل بين الحصى.
فقط عندما تصبح طبقة التربة تقريبًا مشبعة بالمياه، ستتدفق المياه إلى الطبقة الخشنة من الحصى كما يقول ستيفن نيثلينغ Stephen Neethling من جامعة إمبريال كوليدج لندن Imperial College London. وفي تلك النقطة ستوفر طبقة الحصى بالفعل قنوات أكثر من مجرد ثقب واحد في قاع الإناء لدفع الماء إلى الخارج. لكن ربما من الأفضل عدم تغطية أسفل أوانيك الزراعية من البداية. فإذا كنت قد غطيت ثقوب الأواني الزراعية بقطع الحصى لوقف تساقط التربة، حاول استخدام قطع من النايلون أو وضع شبكة بدلا من ذلك.
الري في منتصف النهار
يقولون: تُركِّأ قطراتُ الماء المتبقية على أوراق الشجر أشعةَ الشمس في منتصف النهار مما يؤدي إلى حرق النباتات.
هذه النصيحة ربما تنطبق فقط في ظروف محددة وتعتمد على كمية الزغب على أوراق نباتاتك كما يقول غابور هورفيث Gábor Horváth من جامعة يورفوس لوراند Eötvös Loránd في المجر.
ففي تجاربه مع أوراق القيقب Maple leaves، وجد فريقه أنه من المستحيل حرق النباتات باستخدام الماء وأشعة الشمس. وأحد أسباب ذلك هو أن قطرات الماء تبُرِّد سطح ورقة النبات بمجرد ملامستها لها، مما يجعل من الصعب حرقها. وإضافة على ذلك، يجب أن تكون أشعة الشمس تحديدا في الزاوية الصحيحة لتتركز شدتها عبر قطرات الماء على ورقة النبتة. كما حسب هذا الفريق من الباحثين خطر الحرق ووجدوا أنه سيكون أعظم إما في الصباح الباكر أو في وقت متأخر بعد الظهر. لكن ضوء الشمس في هذه الأوقات يكون أضعف من أن يسبب أي ضرر. وأخيرا، فإن احتمالات ثبات مكان قطرة المياة دون حركة على ورقة ناعمة لفترة طويلة كافية لتسبب الحرق هي بذاتها ضئيلة في أي وقت من اليوم.
لكن الوضع يختلف مع أوراق الأشجار ذات الزغب. إذ يمكن أن يمسك الزغب بقطرات الماء فوق سطح ورقة، فهي لا تلمسها مباشرة ومن ثم لا تبردها. كما وجد فريق الباحثين أنه إذا تموضعت قطيرة مياه في الارتفاع الصحيح، فإنه يمكن لأشعة الشمس في منتصف النهار في بعض الأحيان حرق ورقة السرخس العائمة.
إذا بدأ النبات بالذبول، لاتنتظر. فقد يدبُّ الذبول النهائي فيه
على الرغم من أن الخطر صغير، فإنه يجب عليك تجنب سقي النباتات في منتصف النهار. إذ أنه لا فائدة منه: النصيب الأكبر من الماء سيتبخر. روي النباتات في الصباح أفضل. فمن غير المرجح أن ري النباتات في الصباح يشجع نمو الفطريات مقارنة بالسقي في المساء، حيث تبقى النباتات رطبة لفترة أطول. لكن إذا بدأ النبات بالذبول، لا تنتظر، بغض النظر عن الوقت من اليوم. فقد تذبل لتموت وعندها يكون قد فات الأوان.
وضع أعمدة حول شتلاتك لدعمها
يقولون: اربط شجرة أو شجيرة مزروعة حديثًا بعمود لحمايتها من هبوب الرياح التي يمكن أن تقتلع الجذور قبل أن تشتد.
لكن الحقيقة هي: الرياح تساعد على تقوية الشتلات. “ضغط الرياح يشجع على تقوية الجذور وتقول أيضا ليندا شوكر-سكوت Linda Chalker-Scott من جامعة ولاية واشنطن Washington State University: “الرياح تزيد نمو النبتة وسماكة جذعها.” فتمايل الجذع يحدث اضطرابا يُحفِّز استجابة التَشَكُّل اللمسي Thigmomorphogenesis. وقد وجد ترابط بين هذه الإضطرابات مع مجموعة من التغييرات الكيميائية داخل النباتات. وهذه التغييرات تُفعِّل الجينات التي تساعد على زيادة سمك جدران الخلية وترسيب بوليمر خشبي قوي يسمى اللغنين Lignin. وهذا يقوي الجذع الذي يرسل بعد ذلك إشارات إلى الجذور في التربة تخبرها أن تعزز نموها ليمكن للنبتة أن تستعد ضد الرياح.
والنتيجة النهائية هي نباتات أقصر وأثخن جذعا. كما تقيد هذه العملية نمو النباتات من الفروع والأوراق، ومن ثم فإن الجذعالجذور يمكنها دعم وزنها بشكل أفضل. لذلك، فالأشجار المشدودة إلى دعاماتها بشدة أو لفترة طويلة جدًا تنمو أطول وأنحف، وأكثر عرضة للكسر أو الاقلع في حالة إزالة الدعامات. وينطبق الشيء نفسه على أي نبات – حتى الخضراوات مثل البروكلي.
“اقتراحي هو الانتظار لمدة يوم أو يومين، وانظر كيف تتأقلم الشتلة مع الرياح،” كما تقول شوكر-سكوت. “فإذا بدأت الشتلة بالتمايل، يمكنك عندها تدعيمها، فهناك نوعان من الاستثناءات: إضافة الدعامات ستكون ذات فائدة إذا كانت حديقتك تتعرض لرياح شديدة بشكل متكرر، على سبيل المثال إذا كنت تعيش على ساحل عاصف. وفي هذه الحالة، فمن الأفضل استخدام أعمدة لا تزيد على ثلثي ارتفاع الشتلة وربطها بشكل فضفاض ربطة مرنة بحيث يمكن للجذع كله التأرجح قليلا. فإذا كنت تستخدم الأسلاك المعدنية، فمررها عبر شريط مطاطي أولا لتجنب الاضرار بلحاء الشجر.
الزهور هي استثناء آخر. فنحن ننتج نباتات الزينة بكميات كبيرة لبيعها، ونزرع أزهارا كبيرة متمايلة، في كثير من الأحيان دون اعتبار لبنية النبات الضرورية لدعمها في مواجهة الرياح. فإذا كنت من محبي الزهور الثقيلة كالبيوني والفاونيا، ربما تريد أن تدعمها عندما تزهر من أجل أشكالها الجميلة.
طحين مشكوك فيه: استخدام البن كسماد
يقولون: قم باستخدام تفل (بقايا) القهوة في الحديقة لتخصيب نباتاتك وخفض النفايات.
يحتوي تفل القهوة عادة على الكثير من النيتروجين، وهذا هو السبب الذي يجعل بعض الناس يعتقدون أنها مصدر جيد للسماد. لكنها، إحدى الخرافات المحببة لدى مناصرين البيئة. لاختبار هذه الخرافة، فقد زرعت سارة هاردغروف Sarah Hardgrove وستيفن ليفسلي Stephen Livesley، من جامعة ملبورن القرنبيط والكراث والفجل والكمان وعباد الشمس في تربة تحتوي على سماد عادي أو قهوة أو كليهما. فجميع محاصيلهما التي استخدمت فيها القهوة كسماد نمت بقدر أقل. كما استنتجت دراسات أخرى أن الكافين أو البوليفينولات polyphenols في القهوة قد تكون سامة للنباتات بتراكيز عالية.
وإذا كنت عازما على إعادة تدوير بقايا قهوتك، الفكرة الأفضل قد تكون تحويلها إلى سماد بمزجها في بقايا الطعام الأخرى وتركها تتخمر. فبهذه الطريقة نقوم بالإستفادة من النيتروجين التي تحتوي عليها، في حين نخفض تركيز المواد الكيميائية الضارة. لكن هذه الطريقة غير مثبتة، لذلك قد لا تكون تستحق المخاطرة.