علاج مناعي للسرطان يُكرَّم بجائزة نوبل في الطب
فاز كل من جيمس أليسون James Allison وتاسوكو هونجو Tasuku Honjo بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب Nobel Prize in physiology or medicine
بقلم: سام وونغ Sam Wong
ترجمة: مي منصور بورسلي
مُنحت جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب Nobel Prize in Physiology or Medicine للعالمين اللذين اكتشفا كيفية علاج السرطان من خلال استهداف جهاز المناعة.
وبما أنّ الخلايا السرطانية تتميز بالطفرات، فهذا يعني إمكانية تعرّف جهاز المناعة عليها بأنها دخيلة. لكن ردود الأفعال المناعية ضد السرطان عادة ما تكون ضعيفة للغاية.
واكتشف جيمس أليسون James Allison وتاسوكو هونجو Tasuku Honjo، والجدير بالذكر أنهم يعملان بشكل منفصل، بروتيناتٍ تعمل بمثابة مكابح على جهاز المناعة. ووجدا لاحقا أنّ تحفيز هذه المكابح سيسمح لجهاز المناعة بمهاجمة الخلايا السرطانية.
ومنذ ذلك الحين، طُوّر العديد من الأدوية المعروفة بمثبطات نقاط التفتيش Checkpoint Inhibitors بناء على هذا المبدأ. إذ يُنظر إلى العلاج المناعي باعتباره أحد آفاق أبحاث السرطان الواعدة.
حلم لعلاج للسرطان A dream to cure cancer
لطالما كان هونجو مُلهمًا للعمل في مجال السرطان منذ أن كان طبيبًا متدربًا في الستينات من القرن العشرين عندما تُوفي زميلٌ له من سرطان المعدة. صار حلمي علاج السرطان،” كما قال لمجلة نيوساينتست في عام 2016.
وفي عام 1992 اكتشف هونجو البروتين PD-1 ، ووجد أنّ تعطيله قد جعل نظام المناعة مفرط النشاط في الفئران. “إنّ جهاز المناعة يحتاج إلى الكوابح والمسرعات، وكانت بروتينات PD-1 تُمثّل الكوابح بشكل واضح،” كما قال.
ووجد في وقت لاحق أنّ الخلايا السرطانية تنتج في الغالب بروتينًا آخر يتفاعل مع PD-1. ويسمح هذا التفاعل للخلايا السرطانية بقمع ردة الفعل المناعية ضدها. ولكن إذا صُمّمت الفئران للافتقار إلى البروتينات PD-1، فلن تنمو الأورام.
وقد واجه هونجو في البداية صعوبة هائلة في إقناع الصناعات الدوائية بمتابعة نتائج أبحاثه. والآن، تبيّن أنّ مثبطات بروتينات PD-1 مثل نيفولوماب Nivolumab وبيمبروليزوماب Pembrolizumab تقلّص الأورام بشكل أكثر فاعلية من العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي مع تأثيرات جانبية أخف.
واكتشف جيمس أليسون الذي يعمل في الولايات المتحدة بروتين “نقطة تفتيش” آخر، هو البروتين CTLA-4، ووجد أنّ تثبيطه باستعمال جسم مضاد جعل الخلايا المناعية أكثر نشاطًا. وصار الدواء الذي يستهدف هذا البروتين، إبيليموماب Ipilimumab، أوّل مثبط نقطة تفتيش معتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية US Food and Drug Administration في عام 2011.
وقال أليسون في بيان: “لم أحلم قط بأنّ بحثي سينحو هذا الاتجاه.”، وأضاف قائلًا بعد مقابلته للمرضى الذين استفادوا من عمله: “إنه شرف عظيم وعاطفي.” “إنهم دليل حي على قوة العلوم الأساسية، وعلى ضرورة تتبعنا لإلحاح رغبتنا في التعلم وفهم كيفية عمل الأشياء،” كما قال.
نُشرت المقالة في مجلة نيوساينتست، 1 أكتوبر 2018