دونا ستريكلاند هي ثالث امرأة على الإطلاق تفوز بجائزة نوبل في الفيزياء
بقلم: دوغلاس هيفن Douglas Heaven
ترجمة: مي منصور بورسلي
مُنحت جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2018 لثلاثة علماء فيزياء لعملهم على أشعة الليزر. إذ ذهبت نصف الجائزة إلى آرثر آشكين Arthur Ashkin الذي ابتكر ملاقط بصرية – طريقة للتحكم في الأشياء الصغيرة باستخدام أشعة الضوء المركزة – والنصف الآخر من الجائزة مشترك بين جيرارد مورو Gérard Mourou ودونا ستريكلاند Donna Strickland لطريقتهما في توليد ومضات بصرية فائقة الشدة والقِصر يمكن استخدامها لقطع أو حفر ثقوب دقيقة جدًا في المادة، بما في ذلك الأنسجة الحية.
وهذه هي المرة الأولى التي تفوز فيها امرأة بجائزة نوبل في الفيزياء منذ خمسة وخمسين عامًا، وبذلك يصل العدد الإجمالي للنساء اللاتي تلقين الجائزة إلى ثلاث نساء.
وقد اخترع آشكين الملاقط البصرية في عام 1986. إذ يُمكن للملاقط البصرية التقاط أشياء صغيرة مثل الذرات والفيروسات والبكتيريا والخلايا الحية الأخرى، عن طريق الإمساك بها من قبل القوى الضعيفة الناشئة عن تفاعلها مع الضوء. واكتشف آشكين لأول مرة أنه يستطيع استخدام الليزر لدفع الجسيمات، مثل دفع كرات تنس الطاولة باستخدام قوة دفع هواء مجفف الشعر، إلّا أنّ سرعان ما صارت ملاقطُهُ دقيقة لدرجة تُمكّنها من إمساك البكتيريا الحية دون الإضرار بها.
وقد استخدم الفيزيائيون وعلماء الأحياء ملاقط بصرية لفحص وقياس القوى بين الجسيمات ومدى تمدد الحمض النووي DNA. كما استُخدمت لإزالة الانسداد من الأوعية الدموية.
جراحة العيون بالليزر Laser eye surgery
في عام 1985 تحقق اكتشاف مورو وستريكلاند، عندما كانت ستريكلاند تدرس للحصول على درجة الدكتوراه مع مورو وتمكنت من تمديد شعاع ليزر قصير، ثم تضخيمه وضغطه مرة أخرى لتعبئة المزيد من الضوء في مساحة أصغر – وهي تقنية تُعرف بتضخيم الومضات المتقطعة – وبذلك أصبحا قادرين على توليد ومضات ليزر قصيرة جدًا ومكثفة يمكنها قطع مجموعة كبيرة من المواد.
وتُستخدم تقنية الليزر التي طوراها في ملايين الجراحات التصحيحية للعيون كل عام. وقالت ستريكلاند في المؤتمر الصحفي لجائزة نوبل: “التقنية تعمل على العين بجودة عملها على الزجاج.” وردًا على سؤال حول انخفاض نسبة النساء اللاتي يتلقين الجائزة، قالت اللجنة إنها تتخذ تدابير لدعم المزيد من الترشيحات للنساء.
وقالت أولغا بوتنر Olga Botner، عالمة فيزياء الجسيمات في جامعة أوبسالا Uppsala University في السويد، التي ترأست لجنة نوبل للفيزياء هذا العام: “تعكس النسبة عدد النساء في مجال العلوم إذا عدت إلى عشرين أو ثلاثين سنةً إلى الوراء،” وأضافت قائلة: “إلا أن العدد يتزايد.”
نُشرت المقالة في مجلة نيوساينتست عدد 1 أكتوبر 2018