لماذا قد تكون الأشناتُ مصانعَ مثالية لصنع وقود الصواريخ على المريخ
بقلم: ليا كرين Leah Crane
ترجمة: مي منصور بورسلي
عندما يذهب أول البشر إلى المريخ، قد يرغبون في أخذ الأشنات Lichens معهم. ولما كانت الأشنات أنظمة إيكولوجية مُصغَّرة تتألف من كل من الفطريات والطحالب أو البكتيريا، فهي جيدة بشكل خاص في البقاء على الرغم من الظروف القاسية على المريخ، ويمكن حتى استخدامها لإنتاج وقود الصواريخ في الفضاء.
وأخضع كيرياكوس كوتزاباسيس Kiriakos Kotzabasis من جامعة كريت University of Crete في اليونان وزملاؤه الأشنات لظروف قاسية مماثلة لتلك التي شوهدت على سطح المريخ – دون ماء، ولدرجات حرارة منخفضة تصل إلى -196 درجة سيليزية، ومستويات منخفضة من الأكسجين – لمعرفة كيف تبقى على قيد الحياة.
لقد وجدوا أنه طالما حُرمت الأشنات من الماء قبل أن تتعرض لدرجات حرارة منخفضة للغاية – رصدها الفريق عن طريق غمس الأشنات في النيتروجين السائل – فإنها تتمكن من التعافي بشكل كامل تقريبًا.
وعلى الرغم من أننا لا نعرف بالضبط سبب كون الأشنات جيدة في التكيف، إلا أنّ كوتزاباسيس يعتقد أنه من المحتمل أن يكون السبب وراء ذلك هو العلاقة التكافلية بين الفطريات والطحالب. وذلك لأنّ كلا الشريكين حساس لضغوط مختلفة؛ مما يمكنهما من دعم بعضها البعض.
ويقول كوتزاباسيس: “على الرغم من تعرضها لبيئة غير مواتية أو لظروف قاسية متكررة، فإنّ الأشنات لا تزال حية.” والباحثون يقولون إنّ البقاء على قيد الحياة في ظل هذه الظروف الصعبة قد يجعل الأشنات مُرشَّحة بشكل خاص لنقلها إلى مكان آخر، وهي فكرة تقول إن الحياة قد تنتشر عبر الفضاء عن طريق السفر تطفلًا بين النجوم على صخرة.
لم تكن الأشنات قادرة فقط على البقاء على قيد الحياة في ظروف مشابهة لظروف كوكب المريخ، وإنما عادت إلى إنتاج الكثير من الهيدروجين، بعد انعاشها ووضعها في بيئة أكثر ملاءمة، مثلما تفعل الأشنات عادةً.
وقد يكون هذا بمثابة هدية للمستكشفين في الرحلات الفضائية الطويلة؛ لأنّ الهيدروجين عنصر أساسي في بعض أنواع وقود الصواريخ. ويمكن للمستكشفين جلب الأشنات معهم وإنتاج وقودهم عن طريق إنعاش الأشن عندما يحتاجون إلى مزيد من الهيدروجين. ويمكنهم حتى ترك الأشنات خلفهم على المريخ من أجل أن تُنعِشها المجموعة القادمة من رواد الفضاء وتُعيد استخدامها، كما يقول كوتزاباسيس.
وستكون الخطوات التالية هي اختبار مدى كفاءة الأشنات في قدرتها على البقاء في ظل الظروف القاسية الأخرى في الفضاء، مثل مستويات الإشعاع العالية، كما يقول كوتزاباسيس.