تحدي السنوات 10: كيف تغيّر العِلم والعالم
بقلم: سام وونغ Sam Wong
ترجمة: مي منصور بورسلي
في الآونة الأخيرة وضع مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورهم قبل عشر سنوات بجانب صورهم الحالية مع وسم #تحدي العشر سنوات #10YearChallenge؛ مما جعلنا نفكر في الكيفية التي تغيّر بها العلم بمرور الزمن. وقد شهد العقد الأخير، من تراجع الكُتل الجليدية على كوكبنا إلى أقاصي أصقاع نظامنا الشمسي، تقدمًا كبيرًا في معرفتنا بها، إضافة إلى تغيرات جليّة في عالَمنا الطبيعي. وفي هذه الأثناء، تعلمت الحواسيب إنشاء صور تخيلية تمامًا لكنها شبه حقيقية. وقد اخترنا أربعة أزواج من الصور التي تحكي قصصًا مختلفة عن السنوات العشر الماضية في مجال العلوم.
كُتلة كولومبيا الجليدية بآلاسكا
كُتلة كولومبيا الجليدية هي إحدى أسرع الكُتل الجليدية المتغيرة في العالم. ومنذ عام 1980 كانت في حالة تراجع، كما هو موضح في هذه الصور ذات الألوان “الزائفة” (أي المُعدّلة) من القمر الاصطناعي Landsat التابع لوكالة ناسا NASA. وقد تراجعت حافتها أكثر من 20 كيلومترًا نحو الشمال في العقود الثلاثة الأخيرة. وتكسّرت أجزاء من قاعدتها الجليدية؛ مما ساهم في ارتفاع عالمي لمستوى سطح البحر. وفي الوقت نفسه، انخفضت سماكة الكتلة الجليدية إلى حد كبير؛ مما مدد المساحة الصخرية البنيّة الظاهرة في الصور.
2008
2018
بلوتو
قبل عشر سنوات كان بلوتو في مستوى متدنٍ عندما نزع الاتحاد الفلكي الدولي The International Astronomical Union منه لقب كوكبٍ في عام 2006، وأعاد تصنيفه ككوكب قزم. وبذلك لم يعد بلوتو يلقى إقبالا من الراصدين، وكانت أفضل صور نمتلكها له، والتي التقطها تلسكوب هابل الفضائي Hubble Space Telescope، صورا ضبابية.
ولكن ذلك قد تغيّر في عام 2015 حينما منحتنا مركبة الفضاء نيو هورايزون New Horizons التابعة لوكالة ناسا نظرة مقربة إلى بلوتو لأول مرة. والصور الجميلة التي أرسلتها إلينا قد سحرتنا وفاجأتنا بأجوائه الضبابية، ومساحاته الممهدة وجباله المتجمدة، مما أكسب بلوتو جيلًا جديدًا من المعجبين.
وجوه وهمية تولدها الشبكات العصبية
في السنوات العشر الماضية، تعلمت أجهزة الحاسوي إنشاء صور شبيهة بالصور الحقيقية لأشخاص خياليين كليًا. تعمل الشبكات العصبية عن طريق تحليل مجموعة كبيرة من البيانات، مثل الصور الفوتوغرافية، والبحث عن الأنماط. وفي نوع معين يسمى الشبكة المولدة المواجهة Generative Adversarial Network (اختصارًا: الشبكة GAN)، يُنشئ جزءٌ من النظام بياناتً مزيفة في حين يحاول جزء آخر استنباط كونها حقيقية أو لا. ومن خلال تحريض الشبكة ضد نفسها، تتعلم الشبكة إنتاج صور أفضل. كما تُظهر الصور أدناه، وقد كان معدل التقدم في هذا المجال مذهلاً.
2014
2018
مجلة نيو ساينتيست
في عام 2008 نشرت مجلة نيو ساينتيست تقريرًا عن أول التنبؤات لمحاولة توقع كيفية تغيّر المناخ على مدى عشر سنوات. وتنبأت نمذجة أجراها مركز هادلي التابع لمكتب الأرصاد الجوية Met Office Hadley Centre، وهو المركز الرسمي في المملكة المتحدة لأبحاث التغير المناخي، بقاء درجات حرارة الهواء السطحي ثابتة مدة ست سنوات تقريباً، بما أنّ درجات حرارة سطح البحر البارد حافظت على الأجواء باردة. لكن، وقد توقع المركز أن ترتفع درجات الحرارة السطحية مرة أخرى بحلول عام 2014، وأن تصل إلى “سلسلة من الارتفاعات القياسية في نهاية العقد المقبل.” وقد ثبت أنّ هذا قريب جدًا من الحد الفعلي.
وعلى الرغم من الثروة المعرفية التي نمتلكها حول تغير المناخ، فإنّ السنوات بينهما شهدت تقدمًا قليلًا جدًا ولكنه ثمين. وقد أسهم في توجيهنا بعيداً عن الكارثة الوشيكة. وعلى غلاف عدد عام 2018، سألنا عما إذا كان البشر يزدادون غباءً، لكننا أجبنا عن هذا السؤال بالنفي. وكتبنا “إذا كنا نرى أنّ العالم يزداد غباءً، ربما لأن ذلك جاء نتيجة لتوسع الفجوة بين الحلول العقلانية التي يقترحها العلم والواقع الفوضوي للعالم، والتي صرنا نراها بعد أن أثرى العلمُ معرفتَنا.”
© Copyright New Scientist Ltd