بقلم: ليا كراين Leah Crane
ترجمة: مي منصور بورسلي
مطاردة موجات الجاذبية تعود مرة أخرى. وبعد ما يزيد قليلًا على عام من التحسينات، يستعد مرصد مقياس التداخل للكشف عن موجات الجاذبية Laser Interferometer Gravitational-Wave Observatory (اختصارًا: المرصد لايغو LIGO) لجولة ثالثة من عمليات الرصد.
وموجات الجاذبية هي تموجات في الزمكان space-time تنبثق من الأجرام الضخمة أثناء حركتها وتتسبب في تمدد وانكماش كل شيء في طريقها. ويكشف المرصد لايغو عنها باستخدام أشعة ليزر قوية تُسلّط على المرايا وتُرسل عبر أنفاق طويلة. حتى الآن، رصدت الإشارات الناتجة عن اندماج عشرة أزواج من الثقوب السوداء وزوج واحد من النجوم النيوترونية المتصادمة.
وخلال عام التوقف عن العمل خضع مرصد لايغو لتحسينات بتركيب مرايا جديدة، ولوحات للتحكم في أي ضوء منحرف قد يتسرب إلى الكاشف والمضخمات الجديدة لتقوية أشعة الليزر أكثر. ومن شأن هذه التحديثات أن توسع وصول مرصد لايغو إلى الكون من حوالي 326 مليون سنة ضوئية إلى حوالي 391 مليون سنة ضوئية.
“يأمل أحد مقتفي موجات الجاذبية برؤية اندماج ثقب أسود مع نجم نيوتروني. سيكون ذلك عرضًا مذهلًا.”
يجب أن تكون لدينا أيضًا أجهزة كشف أكثر من ذي قبل. إذ يتكون مرصد لايغو بذاته من زوج من الأجهزة، واحد في هانفورد بولاية واشنطن، وواحد في ليفينغستون بولاية لويزيانا. وهناك أيضا واحدٌ ثالث، كاشف Virgo في إيطاليا. ويأمل الباحثون بأن يبدأ الرابع العملَ في اليابان بحلول نهاية فترة الرصد الجديدة. وتساعد كل إضافة على تحديد منبع الإشارة حتى نتمكن من معرفة أين نوجه التلسكوبات لتتبع الرصد.
وصائدو موجات الجاذبية متحمسون لإمكانية اكتشاف شيء جديد باستخدام أنظمتهم التي خضعت للترقية. ويأمل جوزيف جيامي Joseph Giaime، رئيس مرصد لايغو في ليفينغستون، بأن يرى اندماج ثقب أسود ونجم نيوتروني، بدلاً من أن يكونا جرمين من النوع نفسه. ويقول: “وجب أن يكون عرضًا رائعًا بينما يتهتك النجم النيوتروني إلى أجزاء “.
ومن المقرر أن تبدأ أجهزة الكشف التي خضعت للتحسينات العمل أثناء فبراير عام 2019 وتستمر لمدة عام كامل. وإذا سار كل شيء وفق الخطة؛ فسنرى حدث موجة جاذبية جديد كل أسبوعين على الأقل.
© Copyright New Scientist Ltd.