قادة العالم يحذرون من تداع إيكولوجي وانهيار تكنولوجي
“من الصعب المبالغة في تقدير مدى اعتمادنا على التكنولوجيا ومدى سرعة تطور التقنيات. إنّ مجتمعاتنا المترابطة عبر الشبكات ستتأثر بصورة كبيرة.” بورغ بريندي Børge Brende، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي
بقلم: غرايام لاوتن Graham Lawton
إن أهم خمسة أخطار يواجهها العالم إما تكنولوجية أو بيئية، وفقا لاستطلاع رأي سنوي رئيسي.
ذكر تقرير المخاطر العالمية Global Risks Report 2019 المقدم إلى المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2019 World Economic Forum أنّ الظواهر المناخية الشديدة، وفشل سياسات المناخ، والكوارث الطبيعية، هي على الأرجح المخاطر التي ستسبب اضطرابًا للبشرية في عام 2019. وهذه المخاطر البيئية الثلاثة تتصدر المراتب الأولى للمخاطر الخمسة التي تواجه البشرية.
وتأتي في المرتبتين الخامسة والرابعة على التوالي تزوير البيانات أو سرقتها، والهجمات الإلكترونية.
ويستند التقرير إلى الاستطلاع السنوي لإدراك المخاطر الذي شمل آراء نحو 1000 من رجال الأعمال والقادة السياسيين في العالم، كما يقول أينغس كولنز Aengus Collins، كاتب التقرير ورئيس فريق المخاطر العالمية في المنتدى الاقتصادي (اختصارًا: المنتدى WEF).
وكانت الأخطار الخمسة الرئيسية قبل عشر سنوات هي: انهيار أسعار الأصول، والتباطؤ الاقتصادي في الصين، والأمراض المزمنة، والثغرات في الحوكمة العالمية، ومقاومة العولمة.
وهناك خطران من الأخطار البيئية الأخرى، هما الكوارث البيئية التي يسببها البشر وفقدان التنوع البيولوجي أو انهيار النظام الإيكولوجي، يحتلان المرتبتين السادسة والثامنة. وجميع الأخطار البيئية الواردة في الاستطلاع محتملة جدًا وعالية التأثير.
وتظهر نتائج الاستطلاع الإدراك المتزايد بين النخب العالمية بأن القضايا البيئية مثل تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي تُشكل “تهديدًا وجوديًا،” كما قال بورغ بريندي Børge Brende، رئيس المنتدى WEF.
والأخطار الخمسة الأولى هي نفسها التي كانت في استطلاع العام الماضي، لكن ترتيبها كان مختلفا؛ إذ صعد تغير المناخ من المرتبة الخامسة إلى الثانية بعد عام آخر من التحذيرات الشديدة من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ Intergovernmental Panel on Climate Change (اختصارا: الهيئة IPCC)، والإجراءات القليلة الجادة التي اتخذها العالم حيال تلك الظاهرة.
وتفوّقت هذه الأخطار على قضايا كثيرة غالباً ما تحظى باهتمام أكبر، مثل الأزمة المالية الجديدة، والإرهاب، والصراع بين الدول، والهجرة الجماعية.
وجاء الهجوم باستخدام أسلحة الدمار الشامل ليمثل أكبر خطر ربما يكون له تأثير في المستقبل، لكن حدوثه أيضًا أمر أقل احتمالًا.
وقال بريندي إنّ الأخطار التكنولوجية يجب أن تؤخذ على محمل الجد أيضًا. “من الصعب المبالغة في تقدير مدى اعتمادنا على التكنولوجيا ومدى سرعة تطور التقنيات. إنّ مجتمعاتنا المترابطة عبر الشبكات ستتأثر بصورة كبيرة.”
ونشرت القضايا التي أثيرت في التقرير في الاجتماع السنوي للمنتدى WEF الذي عقد في دافوس، والذي يُنظر إليه تقليديًا على أنه منتدى النخبة العالمية لحل المشكلات التي تواجه العالم.
© Copyright New Scientist Ltd