ترجمة: مايا سليمان
“اللاشيء بحد ذاته عمل حقيقي، إلا إذا كنت تفضل القيام بأمر آخر،” كما قال ذات مرة الكاتب جي. إم. بارّي J. M. Barrie. وبينما تخفت ضوضاء أعياد رأس السنة وتحوم في أفق السنة الجديدة غيوم العمل، تصبح استراتيجية أحد أشهر اختراعات بارّي ؟، بيتر بان Peter Pan لتجنب العمل لكسب القوت اليومي، والبقاء أطفالاً إلى الأبد، حكمةً مغريةً.
غير أن علينا تجنُّب صفارات إنذار نيفيرلاند! فحصولك على وظيفة ذات معنى تمنحك إحساسًا بالقدرة والجدوى هو أمر مرتبط بتحسن الصحة، من تدني مستويات الاكتئاب والخرف إلى زيادة أمد الحياة. فقد أظهر تقرير أكاديمي نشرته الحكومة البريطانية عام 2006 أن الفوائد الإجمالية للعمل تفوق نتائجه السلبية الذهنية والجسدية وتفوق أضرار أن يكون الفرد عاطلًا عن العمل قسرًا.
وإذا لم تكن مدير نفسك، فقد تشعر أنك تفتقد إلى ضمان القدرة والجدوى في عملك، ناهيك عن القدرة على التخلص من مصادر الإزعاج التي تتصف بها معظم أماكن العمل، من نظام التكييف المركزي الذي يرفض أن يكون إلا أكثر بردًأ أو دفئًا من اللزوم، أو زملاء العمل الذين لا تحتملهم.
وكما يُظهر دليلنا العلمي لتعزيز فوائد العمل (انظر: النجاح في العمل: من الحصول على العلاوة إلى التغلب على الضغوط العصبية)، هناك أمور يمكننا القيام بها لنكون أكثر سعادةً وصحّة وإنتاجية في العمل، بدءًا من الاستفادة القصوى من استراحاتنا وصولًا إلى تنظيم مناضد عملنا بالطريقة المثلى وإدارة علاقاتنا بالآخرين بفعالية.
وعلى الموظِفين والحكومات أن ينتبهوا للآتي: الأبحاث العلمية المستجدة حول العمل تصطفُّ جميعها حول خيط ذهبي يقول إن القليل هو كثير. وقد يملي علينا المنطقُ البارد للسوق اعتصارَ المزيد من العمل من الموظفين. لكن الأدلة تقترح أن ساعات العمل الطويلة والضغط العالي لا يزيدان الإنتاجية على المدى الطويل بل يخفضانها. فالعمل يكون فعالاً، لكن حصرًا عندما نجعله ملائماً لنا.
© New Scientist