مئات الملايين من الجراد تشكل أسراباً أكبر من المدن
أسوأ غزو للجراد الصحراوي منذ عقود ضرب كينيا وإثيوبيا والصومال. وتدمر هذه الأسراب المحاصيل وقد يقتضي الأمر ملايين الدولارات لاحتوائها.
عدسة Aperture
بقلم: كريس سيمز
ترجمة: أنوار البغلي
لا يمكن لهذه المزارعة إلا أن تنظر باستياء وأسراب جراد بمقاييس تشبه ما ذكر في قصص الإنجيل تلتهم محاصيلها خارج قرية كاتيتيكا في كينيا. وهذا الغزو أسوأ غزوٍ للجراد الصحراوي شيزتوسُركا غريغاريا Schistocerca gregaria يضرب كينيا وإثيوبيا والصومال منذ عقود، والذي يؤدي إلى تدمير المحاصيل في منطقة تعاني بالفعل انعدام الأمن الغذائي. هذا، وقد أعلنت الصومال حالة طوارئ وطنية.
وتشكِّل ملايين من الجراد أسرابًا أكبر من حجم مدن بأكملها. وسيتطلب وقفها رش المبيدات من الجو، والتي قد تكلف 70 مليون دولار، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة United Nations Food and Agriculture Organization (اختصارًا: الفاو FAO).
ويخشى أن تزداد أعداد الجراد بمقدار 500 ضعف في شهر مارس 2020 عندما تهطل الأمطار التي تؤدي إلى نمو النباتات. ويمكن للجرادة البالغة أن تأكل ما يعادل وزن جسمها من الطعام يوميًا، ويمكن لسرب بحجم باريس أن يأكل ما يصل إلى معدل ما يأكله نصف عدد سكان فرنسا في يوم واحد، وفقًا للفاو.
وعادة ما يكون الجراد الصحراوي فرديّا، لكن الأمطار بعد الجفاف قد تسبب طفرة في الغطاء النباتي وفي تكاثر الجراد. وعندما تتكدس الحوريات عديمة الأجنحة Wingless nymphs، والمعروفة بالنطاطات Hoppers، يغير محفز الاتصال الجسدي المتكرر لون الجراد ونمط سلوكه. تغير الجرادات النطاطة لونها عندما تتحرك في قطعان. كما تغير الجرادات البالغة أيضاً لونها، فتتحول إلى الوردي اذا كانت غير بالغة أو إلى الأصفر ان كانت بالغة.
تبدو الجرادات هنا غير بالغة، لذلك لا يمكنها إنتاج جيل جديد.
© 2020, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.