رحلات السلاحف البحرية الخضراء الملحمية كشفت عنها 50 عاما من البيانات
باستخدام أكثر من 50 عامًا من بيانات التتبع عبر الأقمار الاصطناعية، وجد فريق أن السلاحف البحرية الخضراء -عند البحث عن موقع للبحث عن علف- ستتخطى المناطق التي لا تعرفها حتى إذا كانت مناسبة
تقف هذه السلحفاة البحرية الخضراء كيلونيا مايداس (Chelonia mydas)بين مخاريط الإسفنج الصفراء الفاقعة اللون والشعاب المرجانية، وسوف تشق طريقها قريبًا عبر المحيط في رحلة ملحمية.
تهاجر السلاحف الخضراء البالغة من مناطق تكاثرها وشواطئ التعشيش، حيث تضع بيضها إلى مواقع الرعي المتخصصة التي تستخدمها في الرعي بحثًا عن الطعام ولتوفير الملاذ الآمن. وقد تمتد الرحلة من مئات إلى آلاف الكيلومترات، وهي رحلة تقطعها السلحفاة كل سنتين إلى ثلاث سنوات طوال حياتها.
وباستخدام أكثر من 50 عامًا من بيانات التتبع عبر الأقمار الإصطناعية لمتابعة مسارات السلاحف البحرية، اكتشفت نيكول إستيبان Nicole Esteban من جامعة سوانزي Swansea University بالمملكة المتحدة، وزملاؤها أن هذه الحيوانات ستتخطى المناطق التي لا تعرفها أثناء تنقلها بين مواقع الملائمة للرعي، حتى وإن بدت هذه المناطق كمناطق مناسبة (Journal of Animal Ecology, doi.org/dvqt). ويقول الباحثون إن السبب قد يكون أن السلاحف تجد مثل هذه الأماكن مواقع محفوفة بالمخاطر، لأنها لا تعرف مدى جودتها كموائل للبحث عن الطعام على المدى الطويل.
إحدى السلاحف الخضراء التي تعقبها الفريق كانت عبارة عن “مثال لا يصدق” عن مدى وفاء هذه الحيوانات لمواقع رعيها، كما تقول إستيبان. فهي تقطع مسافة 5000 كم إلى موقع محدد بعينه قبالة ساحل كينيا، حيث وُضع جهاز التتبع على السلحفاة قبل 12 عامًا. وتقول تقول إستيبان هذه واحدة من أولى الدراسات التي توضح الإخلاص الصارم للسلاحف لمواقع البحث عن الطعام.
© 2020, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC