لا يوجد مؤشر على أن لقاح أسترازينيكا يسبب جلطات دموية، كما تقول الجهات التنظيمية
بقلم: ليال لفربول
ترجمة: مي بورسلي
أوقف عدد من الدول الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والسويد، استخدام لقاح أكسفورد/أسترا زينيكا المضاد لكوفيد-19 بسبب مخاوف من تجلط الدم.
أكدت كل من منظمة الصحة العالمية World Health Organization (اختصارا: المنظمة WHO) ووكالة الأدوية الأوروبية European Medicines Agency (اختصارا: الوكالة EMA) أنه لا يوجد دليل حاليًا يربط اللقاح بجلطات الدم ويوصيان الدول بمواصلة استخدامه. وأكد إيمير كوك Emer Cooke، مدير الوكالة EMA، في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت في 16 مارس 2021 أن الوكالة لا تزال مقتنعة تمامًا بأن فوائد اللقاح تفوق أي مخاطر.
وكلتا المنظمتين تجريان تحليلا شاملا لجميع البيانات المتاحة، وستنشر الوكالة EMA استنتاجاتها يوم الخميس 18 مارس.
ومن بين 17 مليون شخص تلقوا اللقاح في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، أُبلغ عن 15 حالة من تجلط الأوردة العميقة Deep-vein thrombosis (اختصارا: التجلط DVT) و22 حالة انسداد رئوي اعتبارًا من 8 مارس، حسبما ذكرت شركة أسترازينيكا AstraZeneca في بيان يوم 14 مارس. تجلط الأوردة العميقة هو جلطة دموية في الوريد، والتي لديها القدرة على الانتقال إلى الرئتين، مسببة انسدادًا، أو ما يعرف بالانسداد الرئوي Pulmonary emblism.
وفي بيان من الوكالة EMA قالت: “يصاب آلاف الأشخاص بجلطات دموية سنويًا في الاتحاد الأوروبي لأسباب مختلفة”. وعدد حوادث تخثر الدم في الأشخاص الذين تلقوا التطعيم ” ليس أعلى من المتوسط المرصود في مجموع السكان عموما”. وفي ألمانيا، قال معهد بول إيرليش Paul Ehrlich Institute، الذي يقدم المشورة للحكومة حول كوفيد -19، إنه أوصى بالتعليق المؤقت للقاح بعد “زيادة ملحوظة” في حالات تجلط الجيوب الوريدية الدماغي Cerebral venous sinus thrombosis (اختصارا: التجلط CVST)، وهو جلطة دموية في وريد رئيسي في الدماغ بعد التطعيمات بوقت قصير.
وفي مؤتمر صحافي عقد في 15 مارس، قال وزير الصحة الألماني، ينس سبان Jens Spahn، إنه تم الإبلاغ عن سبع حالات قد تكون مرتبطة بالجلطات CVST من أصل 1.6 مليون لقاح في ألمانيا. تختلف تقديرات عدد حالات الجلطات CVST التي قد تتوقعها في عموم السكان على مدار عام من حالتين إلى خمس حالات لكل مليون شخص إلى أكثر من 15 حالة لكل مليون، اعتمادًا على الدراسة.
يقول سيزار مونيوز فونتيلا César Muñoz-Fontela، من معهد برنارد نوخت للطب الاستوائي Bernhard Nocht Institute for Tropical Medicine في ألمانيا: “لا توجد أي بيانات تدعم قرار [الحكومة الألمانية]”. يقول إن كبار السن والأشخاص الذين يعانون ظروف صحية سابقة، والذين هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بجلطات الدم عموما، قد منحوا الأولوية لأخذ اللقاح، مما قد يؤدي إلى انحراف في بيانات الآثار الجانبية الظاهرية. وهو يود أن يرى مقارنة مع مجموعة تحكم (مقارنة) Control لها خصائص الأشخاص نفسهم الذين أخذوا اللقاح حتى الآن.
هذا وتوصي الجمعية الدولية للتخثر والركود الدموي International Society on Thrombosis بأن يستمر جميع البالغين المؤهلين في تلقي لقاحات ضد كوفيد-19. وقالت في بيان: “في هذا الوقت، العدد الصغير من أحداث الجلطات المبلغ عنها بالنسبة إلى ملايين التطعيمات ضد كوفيد-19 لا يشير إلى وجود صلة مباشرة”.
وتقول لوسي ووكر Lucy Walker من كلية لندن الجامعية University College London: “عند تقييم مزايا التدخل الطبي، من المهم حقًا النظر في كلا الجانبين من الحجة: ما مدى خطورة أن يحصل عليها شخص ما مقابل مدى عمل عكس ذلك”. “إن زيادة خطر الإصابة بالتجلط هو أحد المضاعفات المعروفة لعدوى [الفيروس التاجي Coronavirus]. اللقاحات التي لدينا جيدة جدا في الوقاية من المرض الذي يسببه هذا الفيروس. ومن ثم، فإنها ستمنع الناس من الإصابة بتجلط الدم المرتبط بالعدوى نفسها”.
وتضيف والكر إن قرار وقف استخدام اللقاح قد يكون له عواقب وخيمة. أحدها أنه يمكن أن يقلل من قبول اللقاح عموما نتيجة زيادة القلق حوله. وللتغلب على الفيروس التاجي، نحتاج أيضًا إلى تطعيم الناس في أسرع وقت ممكن لقمع تطور المتغيرات الخطيرة. وتقول: “إن عدم استخدام مخزون لقاح آمن وفعال، مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة، من المحتمل أن يعيق هذه المهمة”.
© 2021, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC