تأثيرُنا في أنظمة الأرض الإيكولوجية ـ بالمخططات
ترجمة: محمد الرفاعي
التنوع الحيوي: تقرير حالة
إذا أردنا أن نبدأ بإعادة التوازن إلى علاقتنا بالطبيعة، فيجب علينا أولاً أن نحدِّد مقدار خروج الأشياء عن حالتها الطبيعية. ولكن الأنظمة الإيكولوجيةَ معقدةٌ، ولا يوجد مقياسٌ واحدٌ يمكنه استيعاب جميع التغييراتِ التي أحدثَتْها الأنشطةُ البشرية.
وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك طرقاً مختلفةً لمراجعة التنوع الحيوي وتأثير البشرية فيه، ابتداءً من الانقراضات Extinction وثراء الأنواع Species richness إلى استخدام الأراضي، ومقدار مساحة الكوكب المخصصة للطبيعة. ويرسمُ كلها تقريباً صورةً مقلقةً.
ربما يكون مقياس تأثير البشرية الأكثر لفتاً للنظر هو تسريعُ معدل الانقراضات. فمعدل انقراض الخلفية Background extinction، أو المعدل الطبيعي، هو 0.1 إلى 2 انقراض لكل مليون نوع كل عام. وتشيرُ البياناتُ المأخوذة من القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض Red List of Threatened Species التابعة للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة International Union for Conservation of Nature إلى معدل انقراضٍ يساوي 34 لكل مليون نوع كل عامٍ الآن. وقد وثِّقَ ما لا يقل عن 680 حالة انقراض و750 حالة انقراض إضافيةٍ محتملةٍ من أصل 112,400 نوعٍ خلال الـ 500 عام الماضية، وقد كانت الثدييات والبرمائيات هي الأكثر تضرراً بين الفقاريات.
ففي الأعوام الأخيرة سَبَّبَ ارتفاعُ درجةِ حرارة المحيطات وتَحَمضِها انخفاضَ أنواع المرجان. وبالنظر إلى عدد الأنواع التي تُعْتَبَرُ ضعيفةً Vulnerable أو مهددةً بالانقراضEndangered ، فإن المجموعة الواقعة تحت الضغط الأكبر هي النخيل السرخسي Cycads، وهي مجموعةٌ من النباتات المدارية الشبيهة بالنخيل. كما توجد هناك مجموعتان نباتيتان أخريان هما: ثنائيات الفلقة Dicots ، والصنوبريات Conifers.
تغطي القائمةُ الحمراءُ أقل من 5% من الأنواع المعروفة في العالم. وتقول المنصة الحكومية الدولية للعلوم والسياسات في مجال التنوع الحيوي وخدمات
الأنظمة الإيكولوجية The Intergovernmental Science-Policy Platform on Biodiversity and Ecosystem Services (اختصاراً: المنصة IPBES) إن نصف مليون نوعٍ آخر من الحيوانات والنباتات الأرضية قد يكون محكوماً عليه الآن بالانقراض.
هناك العديد من المجموعات التصنيفية التي لا يمكن استخلاص استنتاجاتٍ مؤكدةٍ بشأنها بسبب نقص البيانات، أحدها هو الحشرات. إذ خلصَتْ مراجعةٌ حديثةٌ إلى أنه “على الرغم من أن سلسلةً من التقارير قد لفتَتْ الانتباه للانخفاضات في وفرة Abundance الحشرات، والكتلة الحيويةBiomass ، وثراء الأنواع، وأحجام النطاق، إلا أن كون معدلات انخفاض الحشرات مساوياً المجموعات الأخرى أو أكبر منها أمرٌ لا يزال غير معروفٍ”.
الانقراض
في الأعوام الأخيرة سَبَّبَ ارتفاعُ درجةِ حرارة المحيطات وتَحَمضِها انخفاضَ أنواع المرجان. وبالنظر إلى عدد الأنواع التي تُعْتَبَرُ ضعيفةً أو مهددةً بالانقراض، فإن المجموعة الواقعة تحت الضغط الأكبر هي النخيل السرخسي، وهي مجموعةٌ من النباتات المدارية الشبيهة بالنخيل. كما توجد هناك مجموعتان نباتيتان أخريان هما : ثنائيات الفلقة، والصنوبريات.
تغطي القائمةُ الحمراءُ أقل من 5% من الأنواع المعروفة في العالم. وتقول المنصة IPBES إن نصف مليون نوعٍ آخر من الحيوانات والنباتات الأرضية قد يكون محكوماً عليه الآن بالانقراض.
هناك العديد من المجموعات التصنيفية التي لا يمكنُ استخلاصُ استنتاجاتٍ مؤكدةٍ بشأنها بسبب نقص البيانات. أحدها هو الحشرات. إذ خلصَت مراجعةٌ حديثةٌ إلى أنه “على الرغم من أن سلسلةً من التقارير قد لفتَتْ الانتباه إلى الانخفاضات في وفرة الحشرات، والكتلة الحيوية، وثراء الأنواع، وأحجام النطاق، إلا أن كون معدلات انخفاض الحشرات مساوياً المجموعات الأخرى أو أكبر منها أمرٌ ما يزال غير معروفٍ”.
استخدامات الأراضي
يمكن الحصول على قياسٍ أقل دقةً لتأثير البشرية بإجراء قياساتٍ مختلفةٍ لمدى تحكمنا في سطح الأرض.
أُزيلَتْ أكثرُ من 25% من الغابات إزالةً دائمةً، وجُفِفَتْ أكثر من نصف مساحة الأراضي الرطبة الأصلية البالغة 12.6 مليون كم2. ومن أصل نحو 16 مليون كم2 من الغابات الاستوائية المطيرة التي كانت موجودةً، بقيت أقل من 9 ملايين كم2. ويبلغ المعدل الحالي لإزالة الغابات 160,000 كم2 في العام، أي أنّ هناك خسارة نحو 1% من الغابات الأصلية كل العام.
في المناطق المزروعة زراعةً مكثفةً في العالم، تصل كمية الكتلة الحيوية التي تستخلِصُها الأنشطةُ البشريةُ من الأرض إلى 100% ؛ مما تسمح الظروف الطبيعية له بالنمو. وكانت إحدى نتائج ذلك انخفاضَ الكربون العضوي في التربة -وهو مقياسٌ لخصوبة التربة -في أجزاءٍ كثيرةٍ من العالم. كما أن الانخفاض في ثراء الأنواع أكثرُ وضوحاً في هذه المناطق.
لا يشمل أيٌّ من هذه المقاييس المحيطاتِ، التي تغطي نحو 70% من سطح الأرض. وهنا تكون سهولة تكميم تأثيرنا أقل، ولكن آثار الصيد الجائر والتلوث شديدةٌ لدرجة أن نحو 3% فقط من محيطات العالم تُعْتَبَرُ بريةً حقيقيةً.
سلامة الأنظمة الإيكولوجية
تخبرُنا معدلاتُ الانقراض عن مصائر الأنواع المنفردة، لكنها لا توضحُ تأثير انتزاعِ البشرية للأراضي في التنوع الوظيفي، وهو مقياسٌ لصحة النظام الإيكولوجي بصورةٍ شاملةٍ. وإحدى المحاولات للوصول إلى مقياسٍ كهذا هي مؤشر الكوكب الحي Living Planet Index، الذي أعدّه الصندوق العالمي للطبيعة (اختصاراً: الصندوق WWF) بالاشتراك مع جمعية علم الحيوان في لندن Zoological Society of London. وقد حُسِبَ باستخدام عينةٍ حجمها 20,811 من 4392 نوعٍ من الثدييات والطيور والأسماك والزواحف والبرمائيات من الموائل الأرضية والمائية العذبة والبحرية في أنحاء العالم. ويُظهر تحديث عام 2020 أن وفرةَ الفقاريات عالمياً قد انْخَفَضَتْ بنسبة 68% منذ عام 1970.
مؤشر سلامة التنوع الحيوي Biodiversity Intactness Index هو مقياسٌ بديلٌ لمقدار التنوع الحيوي الذي كان موجوداً في فترة ما قبل الصناعة وبقي إلى الآن. ويُعتَبَرُ التنوعُ متضرراً تضرراً شديداً إذا كان المؤشر أقل من 90% (بعبارةٍ أخرى، إذا تجاوزتْ الخسارةُ أكثر من 10% من التنوع الحيوي). فالرقمُ العالمي حالياً هو 79%، وهو في انخفاض.
المناطق المحمية
إن نسبة الأراضي المُهِمَة بالنسبة إلى التنوع الحيوي، والتي تتمتع بنوعٍ ما من الحماية، هي إحدى قصص النجاح. فقد ازدادتْ هذا النسبة في جميع أنحاء العالم. وقد جَمَعَتْ وكالة التقييم البيئي الهولندية Netherlands Environmental Assessment Agency التزامات مشروعات الإعادة التأهيل الحالية في 115 دولة، ووجدتْ أنها تصل إلى نحو 10 ملايين كم2، أي ما يساوي مساحة الصين تقريباً، أو أقل بقليلٍ من 7% من إجمالي مساحة اليابسة في العالم. أمّا كيف يتوافق ذلك مع الواقع على الأرض؛ فهو موضوعٌ آخر.
© 2020, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.