مقابلةٌ مع إليزابيث مريما: يجب أن نكون متفائلين حول التنوع البيولوجي
ستحدد محادثاتٌ حاسمةٌ في وقتٍ لاحقٍ من هذا العام إذا كان بإمكاننا تقليلُ تأثيرنا في أنظمة الأرض الإيكولوجية ـ وتقول الدبلوماسية المسؤولة عن العملية إن هناك مؤشراتٍ إيجابيةً
بقلم: غرايام لاوتون
ترجمة: محمد الرفاعي
غرايام لاوتون Graham Lawton: ما الذي نعرفه عن موعد عقد محادثات اتفاقية التنوع البيولوجي Convention for Biological Diversity في كونمينغ Kunming؟
إليزابيث مريما: ما زلنا نتشاورُ مع الصين، مضيفِنا. فالمواعيد التي أُعْلِنَ عنها كانت الأسبوعين الأخيرين من شهر مايو 2021، ولكن بالنظر إلى الوضع، مايو هو قريب جدا!
ولكن ليس هذا فقط: فقبل مؤتمرنا، لدينا هيئاتٌ فرعيةٌ يجب أن تجتمعَ للتفاوضِ والاستعدادِ لجميع القرارات التي ستُتَخَذُ. وستوجِّه هذه المناقشاتُ المهمةُ العالمَ خلال الأعوام العشرة المقبلة. فلا يفي التواصل بتقنيات الواقع الافتراضي بالغرض، نحن بحاجةٍ إلى الالتقاء شخصياً.
هذا عامٌ حاسمٌ على جميع الأصعدة، إذ تجري مفاوضاتٌ مهمةٌ أخرى، وتُطْلِقُ منظمة الأمم المتحدة (اختصاراً: المنظمة UN) “عقدٌ من إعادة تأهيل النظام الإيكولوجي”
نعم، عام 2021 هو العام المُنْتَظَرُ لجميع اتفاقيات ريو Rio الثلاث : التنوع البيولوجي Biological diversity، والتغيّر المُناخي Cimate change، وتدهور الأراضي Land degradation. عقدٌ من إعادة تأهيل النظام الإيكولوجي يجمعهم جميعاً. وعندما تتحدُث عن الإعادة تأهيل الإيكولوجي، فأنت تتحدث عن تدهور الأراضي، وعن التنوع البيولوجي كذلك، وعن المُناخ. وسيكون هذا العقدُ عقدَ التقاء الاتفاقيات. فهناك فرصٌ هائلةٌ للتآزر.
ما هو حال التنوع البيولوجي العالمي؟
العلم واضحٌ جداً. فيما يتعلق بخسارة الأنواع Species loss، وتدهور الأراضي، وإزالة الغابات Deforestation، وفقدان الموائل وتَجَزُئِها Habitat loss and fragmentation، والأنواع المُجْتاحَة Invasive species الغريبة، وتأثيرات المواد الكيميائية، يعطينا العلماء رسالةً متسقةً: لقد قَوضنا الطبيعةَ. والحلول هي العودة إلى الطبيعة.
لم يتَحَقَقْ أيٌّ من أهداف اتفاقية أيشي بخصوص التنوع البيولوجي Aichi Convention on Biological Diversity المُنْعَقِدَةِ عام 2010. فما هي وجوه اختلاف الجديد عنها؟
أعلم أننا جميعاً قلقون. إذا فشلتْ اتفاقية أيشي، فما الذي يجعلنا نعتقد أن إطار العمل الجديد سيكون أفضل؟ لكننا تعلمنا الدروس. فقد فشلنا في تحقيق الأهداف؛ لأننا افترضنا أن الحكومات هي المسؤولة عن التنفيذ. ولم نأخذ بعين الاعتبار السكان الأصليين والمجتمعات المحلية والشباب والنساء. فلم نأخذْ بعين الاعتبار القطاعَ الخاص: التمويل، والأعمال، والصناعة. فقد وجدَ المنتدى الاقتصادي العالمي World Economic Forum مؤخراً أن نصف الناتج المحلي الإجمالي (اختصاراً: الناتج GDP) العالمي يعتمد على الطبيعة. فلا يريد القطاعُ الخاص أن يخسرَ هذا الأمر، ولذا فهو على وشك الانخراط. ولم يكن هذا هو الحال في الأعوام العشرة الماضية.
هل أدى الوباء إلى تسريع الإجراءات؟
أظهر كوفيد بوضوحٍ، وبصورةٍ لا تدعُ مجالاً للشك، اعتمادَ صحةِ الإنسان على الطبيعة. وإذا كانتْ تعتمدُ على الطبيعة، فيجبُ أن نحميها، لا أن نتدخلَ في المساحات البرية ونعاني مما يعانيه العالم كله الآن. وستحتلُ صحةُ الإنسانِ مركزَ الصدارةِ في الإطار الجديد، لأنه يُنْظَرُ إليها الآن أيضاً على أنها إطارُ عملٍ سيوفر حلولاً للوقاية من الأوبئة في المستقبل، وتَجَنُبِهَا.
هل سَيُحْدِثُ تغيّرُ رئيس الولايات المتحدة فرقاً؟
أنا أحبس أنفاسي حقاً. وتبدو المؤشراتُ الأولية إيجابيةً، لأن الإدارة المقبلة تتحدثُ إلينا بالفعل. لذلك نشعرُ بالتفاؤل. فاتفاقيةُ التنوع البيولوجي هي اتفاقيةٌ عالميةٌ من 196 طرفاً، ونحن نفتقد اثنين فقط: أحدهما هو الولايات المتحدة، والآخر هو مدينة الفاتيكان.
لقد اقتُرِحَ أن تُنْشِئ المنظمة UN هيئةً ذات مسؤوليةٍ شاملةٍ عن الطبيعة، بالشكل نفسه الذي لدينا فيه هيئاتٌ للأمن، والتجارة، والغذاء، والصحة. هل توافقين؟
أنا شخصياً متَحَفِظَةٌ. إن التحديات التي تواجهنا هائلةٌ جداً وكثيرةٌ جداً. ففي اللحظة التي سنُنْشَئ فيها هيئاتٍ جديدةٍ، سنرجِعُ إلى الخلف عامين أو ثلاثة أعوام. ولا أعتقد أن ما يَنْقَصُنا هو الهيئات. فما يَنقُصُنا هو التطبيقُ والتنفيذُ. الوقت لن ينتظرنا.
أشعر بتفاؤلٍ حقيقي هنا.
يجب أن نكون متفائلين! إذا لم نكن إيجابيين، فستَسْتَمِرُ المعاناةُ. أمامنا عشرة أعوامٍ لإحداث فرق.
إليزابيث مريما هي الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، ومقرُها مونتريال Montreal في كندا.
© 2021, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.