أَفْضَلُ الألعابِ اللوجستية التي تجعلُ سلاسلَ التوريدِ ممتعةً (فعلاً)

بقلم: جاكوب آرون

ترجمة: محمد الرفاعي

لقد كنتُ أفكرُ كثيراً في سلاسل التوريد Supply chain مؤخراً. إنها لأعجوبةٌ علميةٌ أن أكثرَ من 1.7 بليون جرعةٍ من لقاحات الفيروس التاجي  Coronavirus قد أُعْطيتْ على مستوى العالم اعتباراً من 27 مايو 2021، أي بعد عامٍ ونصفٍ فقط من اكتشافِ الفيروسِ لأول مرةٍ، ولكنه أيضاً انتصارٌ للوجستيات Logistics.

   لقد كان إعطاءُ الحُقَنِ في الأذرع يعني زيادةَ القدرةِ التصنيعيةِ لكلِ شيءٍ بدءاً من الجسيمات النانوية Nanoparticle الدهنية Fatty إلى القنِّيناتِ الزجاجية، وكان علينا التأكدُ من أن كل شيءٍ في المكان الذي يجبُ أن يكونَ فيه بالضبط، في الوقت المناسبِ تماماً. إنه لأمرٌ مدهشٌ أننا أَدَرْنَا الأمرَ، إلا أنه يجبُ فعل الكثيرِ لإيصالِ اللقاحاتِ إلى البلدانِ ذات الدخلِ المنخفضِ.

   ما علاقةُ أيٍّ من هذا بألعاب الفيديو؟ حسناً، في يونيو 2021، كنتُ ألعبُ بعضَ الألعابِ التي تتلخصُ في إدارةِ سلاسلِ التوريد، وهذا ممتعٌ أكثر مما قد تتصور.

   أولاً، هناك لعبة المستعمرون The Colonists، التي أُطْلِقَتْ مؤخراً على مشغلاتِ ألعابِ الفيديو. فالأساسُ بسيطٌ، حتى وإن كانَ سخيفاً بعض الشيء: قررَتْ مجموعةٌ من الروبوتات التي طُبِعَتْ بصورةٍ ذاتيةٍ طباعةً ثلاثيةَ الأبعادِ الهروبَ من البشرية وإنشاءَ مستعمرتِهم الخاصةِ. لسببٍ ما، يحتاجون إلى الطعامِ والماءِ والمأوى تماماً مثل البشر، مما يعني أنه يتعينُ عليك بناءُ حضارةٍ من الصفر.

   يبدأُ الأمرُ بسيطاً – تهبطُ بسفينةِ مُسْتَعْمَرَةٍ قادرةٍ على إنتاجِ بعضِ المواردِ الأساسيةِ ثم تبدأُ التوسعَ. فقد أَنْشِئْ موقعٌ لقطع الأشجارِ وستبدأ الروبوتاتُ بقطعِ الأشجارِ التي يمكنُك استخدامُها لبناءِ منجمٍ لجمعِ الأحجارِ. مع تقدمِ اللعبةِ، يزداد تعقيد سلاسلُ التوريدُ بالتدريج.

   توزَعُ المواردُ جميعُها بواسطة الروبوتاتِ التي تَتَبِعُ الطرق التي تُحَدِدُها، مما قد يؤدي إلى حدوثِ اختناقاتٍ مروريةٍ إذا كانَتْ مهاراتُكُ في تخطيطِ المدنِ، مثلي، دون المستوى المطلوب. ومن الإيجابيات ، يوجد مقياسُ نسبةٍ مئويةٍ في أعلى الشاشة يتتبعُ مدى كفاءةِ روبوتاتِك في نقل المواردِ مقارنةً برحلةٍ مثاليةٍ نظريةٍ.

   يمكنك أن تتفحصَ بعمقٍ لتعرفَ أي الطرقِ هي الأسوأ أداءً ـ ربما يجب نقلُ تفاحِكَ عبر نصف مساحة الخريطةِ للوصول إلى معصرةِ تفاحٍ، لذلك يجب عليك تقريبُ المَعْصَرَةِ إلى بُستَانك. وإذا كان كل هذا يبدو كأنه عملٌ مضنٍ، أعتقدُ أنه عملٌ مضن نوعاً ما ـ إلا أنه ممتعٌ، أعدُك بذلك!

   اللعبةُ الأخرى لعبتها التي تُشبِهُ هذا النوع هي تحت الماء Subnautica، والتي تحتوي على قدر أكبر من عنصرَ الاستكشافٍ. فيها تهبطُ هبوطاً اضطرارياً على كوكبٍ فضائي مُغَطَى بمحيطٍ ضخمٍ، ويجب عليك جمع الأشياءِ لتنجو. تبدأُ بمجموعةِ أدواتٍ محدودةٍ، وتُنَقِبُ الخامَ، وتحصدُ النباتاتِ وتصطادُ الأسماكِ، ولكن في النهاية، ستتمكنُ من بناءِ غواصاتٍ وقواعدَ تحت الماء، مما يسمحُ لك بالتوسعِ أكثر في أعماقِ المحيطِ المخيفةِ. فقد جذَبَتني فعلاً، وأنا أتطلعُ إلى استكشافِ التتمةِ التي أُصْدِرَتْ مؤخراً، تحت الماء: تحت الصفر Subnautica: Below Zero.

   يوجد الآن الكثيرُ من الألعابِ من نوعِ محاكاةِ سلسلةِ التوريد/ المَصْنَعِ ـ إن لعبةَ المصنع Factorio ثنائيةِ الأبعاد هي إحدى أكثر الألعاب اتساعاً، بينما توفِقُ لعبةُ الرضا Satisfactory ثلاثيةُ الأبعادِ بين لعبة المصنع وتحت الماء بالسماح لك بالتجولِ في مصنَعِك المتنامي باستمرار. لعبة برنامج غلاف دايسون

 Dyson Sphere Program هي إحدى الألعاب التي لم ألعبْها بعد، ولكنني أودُ ذلك، وفيها تُعْطَى أنظمةً نجميةً كاملةً لتستخدِمها في بناء غلاف دايسون Dyson Sphere ، وهو هيكلٌ عملاقٌ يمكنُه التقاطُ طاقةِ نجمٍ.

   بالطبع، هناكَ سببٌ آخر لتفكيري في سلاسلِ التوريدِ. إنه النقصُ العالمي في شرائح الحاسوب Computer chip، الناجم جزئياً عن تبعات الجائحة Pandemic، ما يعني انخفاضَ عرضِ بلاي ستايشن 5 PlayStation 5. لحسنِ الحظ، بعد شهورٍ من المحاولة، تمكنْتُ أخيراً من الحصول على واحدٍ.

الألعاب

المُستَعمِرون The Colonists

شركة: كودبايفاير Codebyfire

منصة التشغيل: الحاسوب الشخصي، بلاي ستايشن 4، إكس بوكس ون Xbox One، نينتيندو سويتش Nintendo Switch

تحت الماء Subnautica

الشركة: آنّون ورلدز إنترتاينميت Unknown Worlds Entertainment

منصة التشغيل: الحاسوب الشخصي، بلاي ستايشن 4، إكس بوكس ون، نينتيندو سويتش

المصنع Factorio

الشركة: برمجيات ويب Wube Software

المنصة: الحاسوب الشخصي

الرضا Satisfactory

الشركة: استديوهات كوفي ستاين Coffee Stain Studios

المنصة: الحاسوب الشخصي

برنامج غلاف دايسون Dyson Sphere Program

الشركة: يوثكات ستوديو Youthcat Studio

المنصة: الحاسوب الشخصي

© 2021, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC