أكثر من 100 دولة في قمة المناخ 26 تعهدت بإنهاء عمليات إزالة الغابات بحلول عام 2030
إعلان إزالة الغابات يأتي جنبًا إلى جنب مع 14 بليون جنيه إسترليني من التمويل الجديد لمكافحة فقدان الغابات على مدى خمس سنوات
بقلم: آدم فوغان
ترجمة: مي بورسلي
التزمت البلدان التي تحتوي على 85% من غابات العالم بإنهاء إزالة الغابات في غضون تسع سنوات، في جهد متجدد لوقف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تطلقها الأشجار المقطوعة في الغالب الأعم بغرض الزراعة.
في 2 نوفمبر صدر إعلان قادة غلاسكو حول الغابات واستخدامات الأراضي Glasgow Leaders’ Declaration on Forests and Land Use عن أكثر من 100 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي European Union في قمة المناخ (اختصارا: القمة COP26)، مصحوبا بتعهد بـ 14 بليون جنيه إسترليني من التمويل الجديد لمكافحة فقدان الغابات على مدى خمس سنوات. وهي مِنَحٌ ستوفرها 12 دولة، ما في ذلك المملكة المتحدة، والمنظمات غير الحكومية بما فيها صندوق بيزوز للأرض Bezos Earth Fund.
وفي مبادرة أخرى، أعلنت 30 مؤسسة مالية تدير أصولًا بقيمة 8.7 تريليون دولار، بما في ذلك شركتي أڤيڤا Aviva وشرودرز Schroders ، مقرهما المملكة المتحدة، أنها لن تستثمر بعد الآن في الأنشطة المرتبطة بإزالة الغابات.
وقد رحب الخبراء بالتركيز المتجدد على الغابات والتمويل الجديد، لكنهم حذروا من أن الطريقة التي تُعالج بها إزالة الغابات ستكون أساسية لتحقيق هدف 2030.
وتقول فرانسيس سيمور Frances Seymour ، من معهد الموارد العالمية World Resources Institute، وهي مؤسسة فكرية في واشنطن العاصمة: “لا يمكننا تحقيق أهداف المناخ إذا لم نبقِ الأشجار قائمة”. وتقول إنه من الجيد أن تكون الأشجار إحدى الأولويات الأربع لحكومة المملكة المتحدة في القمة COP26، إلى جانب اقتصاد المناخ Climate finance، وإنهاء استخدام الفحم والتخلص التدريجي من السيارات التي تستخدم الوقود الأحفوري.
وهدف عام 2030 مطابق لهدف قد حققته بالفعل مجموعة أصغر من البلدان قبل سبع سنوات، ويسمى إعلان نيويورك حول الغابات New York Declaration on Forests. كما حددوا هدفًا مؤقتًا يتمثل بخفض إزالة الغابات إلى النصف بحلول عام 2020، وهو هدف عجزوا عن تحقيقه بهامش كبير.
ومع ذلك، فإن الاختلاف الرئيس هو أن الخطة الجديدة قد وقعتها العديد من البلدان التي لم تكن حاضرة في المرة الماضية، بما في ذلك تلك التي لديها أسوأ ممارسات إزالة الغابات. وقد كانت البرازيل، حيث ارتفعت معدلات عمليات إزالة الغابات في عهد الرئيس جايير بولسونارو Jair Bolsonaro، هي من بين تلك الدول. وتقول ستيفاني رو Stephanie Roe من جامعة فيرجينيا University of Virginia: ” إن وجود جميع الشخصيات الرئيسية في القمة COP26 مهم، وهذه خطوة كبيرة”.
على الرغم من أن مبلغ 14 بليون جنيه إسترليني يبدو كبيرًا، إلا أنه لا يزال غير متكافئ مع ما هو مطلوب لتحقيق أهداف وقف عمليات إزالة الغابات وفقا لاتفاقية باريس Paris Agreement لعام 2015 للتصدي لتغير المناخ. إن تلبية هذه الأهداف يعني إنفاق ما يقدر بـ 45 بليون دولار إلى 460 بليون دولار سنويًا لحماية الغابات وترميمها وتعزيزها. ومع ذلك، تقول رو إن التمويل: “إضافة مرحب بها جداً ومطلوبة بشدة”.
إذن، هل من الواقعي أن عمليات إزالة الغابات يمكن أن تتوقف بحلول عام 2030؟ “نعم، أعتقد أنها ممكنة. هي صعبة لكنها ممكنة”، كما تقول سيمور. وتتابع قائلة: “العقبة الرئيسية في معظم الأماكن هي الإرادة السياسية”.
وتقول إن هناك سابقة للعمل، مستشهدة بمثال البرازيل في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والتي نجحت في استخدام السياسات لإبطاء معدلات عمليات إزالة الغابات في ذلك الوقت. ومن بين الأسباب الأخرى الداعية إلى الأمل هو تزايد الوعي بين الحكومات بأن الأشجار ليست مهمة فقط لحبس الكربون، ولكن أيضًا للحماية من تأثيرات الطقس الشديد، مثل منع تآكل التربة. وتضيف أن المراقبة الحديثة بالأقمار الاصطناعية ورصدها لفقدان الغابات تساعد على ذلك أيضًا.
لكن، هناك القليل من التفاصيل في الإعلان الجديد حول الكيفية التي يمكن بها تحقيق الهدف – مثل تقديم المنح إلى الدول التي لديها خطط إزالة للحيلولة دون ذلك، أو كيفية رصد التقدم. كما أن الهدف أيضًا ليس ملزمًا. وتضيف سيمور أن التمويل الجديد لن يساعد ما لم تُبذل جهود متزامنة لإنهاء الدعم الزراعي الذي يؤدي إلى الكثير من قطع الأشجار.
تقول كونستانس ماكديرموت Constance McDermott ، من جامعة أكسفورد University of Oxford، إننا بحاجة إلى معرفة أنه سيجري بالفعل استخدام التدابير لوقف فقدان الغابات. وتقول: “ليس من الممكن التعليق على هذه الوعود الجريئة والبراقة دون أن نرى الخطة الكاملة وجميع تفاصيلها، والكيفية التي ستُفعّل بها”. وتقول إنه من المهم أن تعود الجهود بالفائدة على المجتمعات المحلية ومجتمعات السكان الأصليين إضافة إلى التنوع البيولوجي، بدلاً من تركيز المال والسلطة في أيدي عدد قليل من الدول والشركات.
وفي المتوسط، أزيلت عشرة ملايين هكتاراتٍ من الغابات على مستوى العالم كلَّ عام ٍ بين عامي 2015 و2010، ونشر تحليل في العام الماضي يفيد بأن معدلات إزالة الغابات يجب أن تنخفض بمعدل مليون هكتار سنويًا للقضاء على عمليات إزالة الغابات بحلول عام 2030. وعلى الرغم من التحدي الهائل الذي يمثله هذا الهدف، تقول رو إننا يجب ألا نكون متشائمين من إمكانية تفعيل المبادرة الجديدة، إذ ستتحقق فوائد مناخية سريعة إذا كبح العالم إزالة الغابات. وتقول: “إذا قللنا قطع الغابات، فسيحقق ذلك خفضا فورياً للانبعاثات”.
© 2021, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC