لدينا أخيراً الأدوات التي ستمكننا من بناء عالمٍ بصافٍ صفري
إن الشعار السياسي لباراك أوباما Barack Obama “أجلْ نستطيع” هو الشعار المثالي لأهداف الصافي الصفري Net-zero والتي تنطبق الآن على أكثر من ثلثي الاقتصاد العالمي. وكما تُظْهِرُ مقالتُنا التي تتخيلُ يوماً في حياةٍ بصافٍ صفري، فإن معظم التكنولوجيا المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف موجودةٌ حالياً، أو في مرحلة التطوير المبكر.
هذا ليس تفاؤلا أخرق متحمسا للتكنولوجيا في مواجهة النتائج المُريعة لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيّر المُناخي Intergovernmental Panel on Climate Change (اختصاراً: الهيئة IPCC) الأخير. نحن لا نتجاهل التحديات التقنية، والتنظيمية، والاقتصادية، والاجتماعية التي ستنطوي عليها إزالةُ الكربون من الأبنيةDecarbonising building، وتحويلُ المواصلات، وتغييرُ الأنظمة الغذائية تغيراً هائلاً، وإعادةُ تشكيل أراضينا.
كما أننا لا نقول إنه سيكون سهلاً إزالةُ الكمية الكبيرة من ثنائي أكسيد الكربون من الغلاف الجوي Atmosphere التي تعتقدُ الهيئةُ IPCC أنه تجب علينا إزالتها إن أردنا تجنب التأثيرات المناخية لعالمٍ يتجاوز ارتفاعُ درجة حرارته الـ 1.5° س.
ولكن ما هو واضحٌ هو أن الأدوات متاحةٌ للبلدان للوصول إلى صافٍ صفري بحلول عام 2050. لدينا التكنولوجيا، ولدينا تصور يزداد وضوحا حول التكلفة والنطاقُ المناسبين. ويمكن لطاقة الرياح والطاقة الشمسية جعل الكهرباء نظيفةً. اجعلْ كل شيءٍ تقريباً يعمل بالكهرباء، بما في ذلك التدفئة والسيارات؛ ثم اخترْ وقوداً أخضرَ فعلياً -كالهيدروجين الأخضر وما يشبه ذلك -للأشياء التي يصعُبُ التعامل معها مثل الصناعات الثقيلةِ، والشاحناتِ، والسفن.
سيكون مدى قدرة الحكومات على الترويج لسياساتها لتسريع تقدم هذه التكنولوجيا أمراً أساسياً لكسب تأييد المواطنين الذين سيتحملون تكاليف الانتقال. وستواجه المملكة المتحدة United Kingdom هذا الاختبار في الأسابيع المقبلة، إذ ستنشر استراتيجيتها لـ “الصافي الصفري”. ويوضحُ الطقسُ القاسي لعام 2021 كيف تجب موازنة تكاليف التحول إلى الصافي الصفري مقارنة بثمن عدم القيام بأي شيء.
ستساعدُ السياسيين أيضاً حقيقةُ أنّ العالمَ ذا الصافي الصفري أفضل: أكثرَ صحةً، وأنظفَ وطبيعياً أكثر. “أجل نستطيع” هي الرسالةُ الموجهة إلى جميع البلدان على طريق الوصول إلى الصافي الصفري. هل يستطيعُ العالم كله فعل ذلك؟ هذا هو السؤال المفتوح الذي واجه القادة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغيّر المناخي السادس والعشرين United Nations Climate Change Conference (اختصاراً: المؤتمر UN COP26) الذي انعقد في نوفمبر 2021.
بقلم: مجلة نيو ساينتست New Scientist
ترجمة: د. محمد الرفاعي
© 2021, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC