تعكس تقييمات التدريس التحيزات بين الجنسين في الأوساط الأكاديمية
يتلقى الأساتذة من الأقلية الجنسانية في أقسامهم تقييمات أسوأ، مما قد يضر بفرصهم في المناصب والترقيات
روتينياً، تستخدم الجامعات تقييمات تدريس الطلبة للمساعدة على اتخاذ قرارات بشأن أعضاء هيئة التدريس الذين سيحصلون ترقياتهم ويثبتون في مراكزهم. ولكن العوامل غير المرتبطة بأداء التدريس، مثل الجنس والعرق وحتى الجاذبية، يمكن أن تحرِف هذه التقييمات، مما قد يؤدي إلى تفاقم عدم المساواة القائمة في الأوساط الأكاديمية.
الآن، تقترح دراسة جديدة مصدراً إضافياً للتحيز: أن تكون ضمن الأقلية من الجنسين في القسم الأكاديمي. على سبيل المثال، في دورات المستوى الأعلى، تميل النساء اللائي يدرسن في الأقسام التي يغلب عليها الرجال إلى أن يكون حالهن أسوأ في تقييمات الطلبة، وفقاً لدراسة نُشرت في يناير 2023 في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم .Proceedings of the National Academy of Sciences ويشير الباحثون إلى أن المبدأ نفسه ينطبق على الرجال الذين يدرسون في الأقسام التي يغلب عليها النساء، ولكن نظراً لأن النساء غالباً ما ينتمين إلى أقلية الجنسين، فإنهن يتأثرن تأثراً غير متناسب.
«إنها تضيف فقط إلى الكم الهائل المستمر من المعلومات التي تشير إلى مدى [قدر] احتمال حدوث خطأ في استخدام التقييمات كشكل من أشكال تحديد العمالة»، كما تقول جيني سويت كوشمان ،Jennie Sweet-Cushman أستاذة العلوم السياسية من جامعة تشثام Chatham University والتي لم تشارك في الدراسة.
تشير الأبحاث السابقة إلى أنه في ظروف معينة، قد يعاقب الأفراد على تحديهم التوقعات الجنسانية في حياتهم المهنية. فعلى سبيل المثال، في رعاية الأطفال المبكرة – وهي مهنة مرتبطة تقليدياً بالنساء – يمكن أن يتعرض الرجال للتحيز السلبي في التقييمات، كما تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة، أوريانا أراغون Oriana Aragón، عالمة النفس الاجتماعي من جامعة سينسيناتي .University of Cincinnati وتضيف أن الأمر نفسه ينطبق على النساء اللواتي يشغلن مناصب إدارية في المجالات التي يهيمن عليها الرجال.
لمعرفة ما إذا كان هذا التحيز ينطبق على أساتذة الجامعات، أجرت أراغون وزملاؤها أكثر من 100 ألف تقييم من 4,700 مقررٍ (مساقٍ) أكاديميٍّ في جامعة كليمسون ،Clemson Universityوهي جامعة أمريكية عامة من الفئة التصنيفية .R1 ووجدوا أنه إذا كان هناك عدد أكبر من الرجال في القسم، فإن معدل تقييم النساء أقل عند تدريسهم مقررات المستوى الأعلى، والعكس صحيح. في المقاطعات التي بها أعداد متساوية تقريباً من الرجال والنساء، اختفى هذا التحيز. وبالنسبة إلى دورات المستوى الأدنى، لم تكن الفروق ذات دلالة إحصائية.
تقول آسيا إيتون ،Asia Eaton الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي من جامعة فلوريدا الدولية :Florida International University«إن حقيقة معاقبة النساء والرجال على حد سواء توضح كيف أن القوالب النمطية Stereotypes ضارة على نطاق واسع… والدراسات الواردة في هذه الورقة تؤدي عملاً ممتازاً في دراسة التحيز الجنساني في السياق».
بعد ذلك، صمم الباحثون تجربة، تظهر للطلبة موقعاً إلكترونياً لقسم أكاديمي افتراضي، وعمدوا إلى تنويع نسبة الإناث إلى الذكور في هيئة التدريس المعروضة في الصور على الصفحة الإلكترونية للكلية. بعد ذلك قدم الباحثون إلى الطلبة دروسا صُوريَّة Mock من القسم، متضمنة صورة وسيرة ذاتية لمُحاضِر أو مُحاضِرة. أخيراً، ملأ الطلبة تقييما للتدريس كما لو أنهم أخذوا تلك الدورة التدريبية الصورية. في الأقسام النظرية التي يهيمن عليها الذكور، صنف الطلبة المحاضرات بدرجة أقل في مقررات المستوى الأعلى، والرجال بدرجة أقل في مقررات المستوى الأدنى.
ويقترح المؤلفون أن تقريب الأقسام من المساواة بين الجنسين يمكن أن يساعد على تخفيف التحيز في تقييمات التدريس. وإلى أن يحدث ذلك، فإنهم يقترحون التركيز بشكل مماثل على إنجازات الرجال والنساء داخل أقسام الجامعة، وأن يقوم الرجال والنساء على حد سواء بتدريس مقررات المستوى الأدنى والعليا.
ومع ذلك، تشير سويت كوشمان إلى أن التركيبة الجنسانية للقسم تعكس على الأرجح التحيزات الموجودة داخل النظام، وأن هذه التحيزات تسبب تفاوتات في التقييم. «النسبة في حد ذاتها ليست الآلية، على ما أعتقد».
هذا، وتشيد أنجيلا لينس Angela Linse، العميد المشارك للتدريس في جامعة ولاية بنسلفانيا Pennsylvania State University في يونيفرسيتي بارك، بالدراسة لاستخدامها لمجموعة بيانات كبيرة وتصميمها التجريبي الجديد، لكنها تحذر من المبالغة في تفسير النتائج. «التحيز الجنساني موجود بالتأكيد، في كل من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس»، كما تقول. ولكن الاختلافات في التصنيفات التي وجدها المؤلفون – أجزاء من نقطة على مقياس مكون من خمس نقاط – «ليست بالضرورة دليلاً قاطعاً على التحيز الجنساني. ليست كل الفروق ذات الدلالة الإحصائية هي اختلافات ذات مغزى».
بشكل عام، توافق لينس على أن الفوارق في تقييمات التدريس لا ينبغي أن تؤدي إلى تحديد مصير الأستاذ الجامعي المهني أو تحطمه.
تقول أراغون: «إن عدم التثبيت في الوظيفة بسبب اختلاف بسيط في درجات التدريس سيكون بمثابة مأساة حقاً».
© 2023, American Association for the Advancement of Science. All rights reserved
بقلم لويس ميليسيو-زامبرانو