ستة اكتشافات أثرية تنافس مقبرة توت عنخ آمون
من جيش الطين إلى إنسان فلوريس القزم، هذه هي الاكتشافات التي يجادل العلماء في أنها أكثر أهمية من اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
كشف علماء الآثار عن العديد من الاكتشافات المذهلة على مر السنين؛ منها ما غيّر نظرتنا حول كيف صار النوع Species البشري الوحيد على هذا الكوكب وكيف نشأت الحضارات في معظم أنحاء العالم وكيف بدأت التجارة الدولية لأول مرة.
بينما يحتفل العالم بالذكرى المئة لواحدة من أشهر الاكتشافات الأثرية على مر العصور، وهو اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في مصر، سألت نيو ساينتست New Scientist علماء الآثار الذين يعملون في مواقع منتشرة في معظم أنحاء العالم، من اليونان إلى إندونيسيا، عن أهم الاكتشافات التي يعتقدون أنها أكثر أهمية.
حلقة مقابر موكناي Mycenae Grave Circle
في أواخر القرن التاسع عشر، اكتشف عالم الآثار هاينريش شليمان Heinrich Schliemann حلقة تحتوي على ست مقابر ملكية في قلعة موكناي Mycenae في جنوب اليونان. كما وجد كنوزاً ذهبية تعود إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد، بما في ذلك قناع أغاميمنون Mask of Agamemnon، الذي يعتقد شليمان أن الحاكم الأسطوري لموكناي كان يرتديه، وحارب به خلال حرب طروادة. يقول جاك ديفيس Jack Davis من جامعة سينسيناتي Cincinnati في ولاية أوهايو، أن ذلك احتمال مستبعد، لكن الاكتشاف «أحدث ثورة في فهمنا لمنطقة البحر الأبيض المتوسط»، كما كشف عن حضارات بحر إيجة التي سبقت اليونان التاريخية ولم تكن معروفة من قبل.
جيش الطين Terracotta Army وموقع ينشو Yinxu الأثري
في عام 1974، اكتشف عمال حفر بالقرب من مدينة شيان Xi’an بالصين، جندياً من الطين بالحجم الطبيعي متأهباً للمعركة. سرعان ما وجد علماء الآثار جيشاً بكامله من الطين يحرس مقبرة الإمبراطور تشين شي هوانج Qin Shi Huang من القرن الثالث قبل الميلاد. يسلط روان فلاد Rowan Flad، من جامعة هارفارد، الضوء على المقبرة إضافة إلى موقع ينشو Yinxu، والتي تعد العاصمة الأخيرة لمملكة شانغ Chang Dynasty. تلك المدينة التي يعود تاريخها إلى أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد وهي أقدم بكثير من جيش الطين، كشفت عن عصر ذهبي للثقافة الصينية القديمة، بما في ذلك القصور ونظام التحكم في الفيضانات والنقوش العظمية، الدليل الأقدم على اللغة الصينية المكتوبة. كلاهما، كما يقول فلاد: «اكتشافان حقيقيان لأشياء وقصص نسيت منذ زمن بعيد».
الفأس الحجري بهوكسن
في عام 1797، كتب جون فرير John Frere، جامع الأثريات، إلى زملائه يصف صواناً حاداً، اكتشفه عمال الطوب في هوكسن Hoxne بإنجلترا. فقد كانت الحجارة مدفونة على عمق 4 أمتار تحت الأرض بجانب عظام حيوانات عملاقة غير معروفة وتحتها طبقات على ما يبدو كانت قاع البحر في يوم من الأيام. اقترح فرير أنها تنتمي إلى «فترة بعيدة جداً، أبعد بكثير من العالم الحالي». يقول مايك باركر بيرسون Mike Parker Pearson، من جامعة يونيفيرسيتي كوليدج لندن University College London، إن اكتشاف فرير والذي يعرف حالياً بالفؤوس الحجرية من العصر الحجري القديم، «كشف لنا للمرة الأولى عن الماضي العميق والسحيق للبشر، مما يتحدى الفكرة التوراتية القائلة إن العالم قد خلق في عام 4004 قبل الميلاد».
سفينة أولوبورون Uluburun
يقول بريندان فولي Brendan Foley من جامعة لوند Lund بالسويد، إن حطام سفينة أولوبورون، الذي يعود إلى العصر البرونزي، وتم العثور عليه قبالة سواحل تركيا في عام 1982، يعد «أحد أهم الاكتشافات العظيمة التي تمت تحت الماء»، فقد غيرت من نظرة المؤرخين لذلك العصر من خلال الكشف عن شبكة مذهلة من العلاقات التجارية، حتى أنها وصفت مرة بكونها «وول ستريت في سفينة». أظهرت بقايا الحطام الهائلة أدلة من 11 ثقافة مختلفة على الأقل، وشملت على الأسلحة والمجوهرات وبيض النعام والصمغ والتوابل وسبائك النحاس من مناطق بعيدة مثل مصر وقبرص وآسيا.
إنسان فلوريس القزم Flores ‘Hobbit’
يقول آدم بروم Adam Brumm من جامعة جريفيث Griffith بأستراليا، إن الاكتشاف الصادم بوجود البشر الضئيلي الحجم الذين عاشوا في جزيرة فلوريس الإندونيسية كان اكتشافا مذهلا في علم الآثار الحديث، حيث لا يزال العلماء في هذا المجال يتذكرون أين كانوا عندما سمعوا الأخبار. أظهرت العظام الصغيرة، التي اكتشفت في كهف في عام 2003، أن الأفراد الذين أطلق عليهم لاحقاً اسم هومو فلوريسنسيس Homo floresiensis كان يبلغ طوله نحو متر واحد أو أكثر قليلاً وعاش جنباً إلى جنب مع السحالي العملاقة. وبالنسبة إلى بروم، «كان اكتشافاً مثيراً وغير متوقع تماماً».
© 2022, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.
بقلم جو مارشينت