تصوير الأقمار الرقيقة

إن تصوير القمر عموماً هو أحد أنواع التصوير الفلكي الأقل تطلباً فهو ساطع بوضوح، وعليه كثير من المعالم المتباينة لتركز عليها بدقة، كما أن تألُّقه في سماء الليل يجعل تحديد موقعه باستخدام الكاميرا أمراً سهلاً. ومع ذلك ليست كل مراحل أطوار القمر متماثلة، وهناك واحدة منها خاصةً ستدفع مهاراتك التصويرية إلى أقصى الحدود: إنها طور القمر الرفيع.

القمر الرفيع هو طور هلال رفيع جداً نراه قبل طور قمر المحاق وبعده. وتعتمد رؤية هذه الأهلة على عدة أمور، بما في ذلك حالةُ الطقس والتوقيت والتاريخ. دعونا نأخذ هذه الأمور بالترتيب. 

حالة الطقس ستكون واضحة إلى حد ما، لأن الطقس الغائم سيُخفي القمر. ومع ذلك، لما كان القمر الرفيع يفتقر إلى تألُّق وتباين القمر في أطواره العادية، فيمكن حتى للضباب أو السحب الرقيقة أن تحجبه بسهولة. ولأنه قريب نسبياً من الشمس، فإن انتظار إعتام السماء بدرجة كافية لرؤيته يعني أن ارتفاعه سيكون منخفضاً. وهذا يضعه بنحو طبيعي في منطقة من السماء هي ضبابية دائماً.

ويتأثر هذا بدرجة كبيرة بتاريخ رصده، كما سنوضح بعد قليل. ومع ذلك هناك جانب آخر للتوقيت يتعلق بالوقت الذي يصير فيه القمر الرقيق مرئياً. ومن أجل الحصول على فرصة لرؤية قمر رقيق، ستحتاج إلى محاولة رصده خارج حد دانجون Danjon limit، الذي هو أصغر مسافة فاصلة بين القمر الرقيق والشمس تسمح برؤيته. وعادةً لا يكون القمر الأقل مسافة من حد دانجون مرئياً لأن سطحه لا يكون مُضاء بدرجة كافية تسمح برؤيته. تبلغ مسافة حد دانجون 7° تقريباً. 

يتحرك القمر كل يوم بمعدل 12° أمام نجوم الخلفية. ولذلك فقد يؤدي التوقيت السيئ إلى ظهور هلال قديم (قبل طور المحاق) أو هلال جديد (بعد المحاق) على مسافة قريبة جداً من الشمس تمنع رؤيته. إضافة إلى ذلك لن يمكن رؤية هلال قديم في توقيت جيد في فصل الربيع، أو هلال جديد في توقيت جيد في فصل الخريف بسبب هذا الوقت من العام. هذا هو التاريخ المهم جداً، أو الجانب المتعلق بالفصل من العام.

يميل مدار القمر على خط مسار الشمس Ecliptic بزاوية 5° تقريباً. وهذا يعني أن رؤية الأهلة الرفيعة تتأثر بنحو كبير بميل مسار الشمس على الأفق عند شروقها أو غروبها. في الربيع يكون خط مسار الشمس الصباحي (وقت شروقها) منخفضاً على الأفق الشرقي، وتكون زاوية خط مسار الشمس المسائية (وقت غروبها) شديدة الانحدار بالنسبة إلى الأفق الغربي. وفي فصل الخريف يكون العكس هو الصحيح، حيث يكون خط مسار الشمس الصباحي شديد الانحدار، وخط مسار الشمس المسائي منخفضاً. تمنح الزاوية الشاهقة فرصة أفضل لرؤية القمر الرفيع مما تمنحه الزاوية المنخفضة. ومن ثم يكون من الأسهل رؤية أقمار المساء الرفيعة في فصل الربيع، في حين تكون أقمار الصباح في فصل الخريف هي الأوضح.

في صباح 14 أكتوبر، يؤدي ميل مدار القمر إلى وضعه على مسافة 3° في شمال خط مسار الشمس. يعني هذا أن القمر سيظهر عمودياً فوق موقع الشمس قبل شروقها مباشرة. ومع مسافة فاصلة تبلغ 8.9° عن الشمس (من المركز إلى المركز)، فإن هذه تُعَد فرصة مثالية لالتقاط هذا المشهد الصعب والمستحق للعناء.

المعدات: كاميرا رقمية DSLR أو ما يعادلها، عدسة مقرِّبة أو تلسكوب، متتبع استوائي موجه (اختياري). 

---