شقائق النعمان هي أول حيوانات معروفة تتبع الشمس مثل النباتات
شقائق النعمان الثعبانية Snakelocks هي أول حيوانات تظهر سلوك الانتحاء الشمسي - حيث تشير لوامسها نحو الشمس، وتتتبع حركاتها كما تفعل النباتات
شقائق النعمان البحرية، التي تقوم بالبناء الضوئي، تقوم بشيء اعتقدنا أنه يقتصر على النباتات حتى الآن: فهي توجه نفسها نحو الشمس، متتبعة حركتها اليومية عبر السماء. هذه هي أول حيوانات «الهيليوتروبيك» Heliotropic، أي الانتحاء الشمسي.
لاحظ فينجامانايدو موديبالي Vengamanaidu Modepalli – من الجمعية البيولوجية البحرية Marine Biological Association في بليموث – أن شقائق النعمان الثعبانية (أنيمونيا فيريديس Anemonia viridis) الموجودة في حوض السمك في معهده كانت جميعها توجه لوامسها Tentacles نحو أشعة الشمس المتدفقة من النافذة القريبة. وعندما أغلق مودبالي الساتر، سقطت لوامس شقائق النعمان على الفور في شبكة متشابكة غير منظمة. وسرعان ما عادت تتوجه نحو أشعة الشمس في غضون دقائق بمجرد إعادة فتح الساتر.
تستضيف شقائق النعمان Snakelocks الطحالب التكافلية Symbiodinium في أنسجتها، مثلما يفعل المرجان. تستخدم هذه الطحالب عملية البناء (التمثيل) الضوئي لتوفير الغذاء لشريكها الحيواني.
لمعرفة ما إذا كانت شقائق النعمان هذه تستجيب للشمس بشكل مماثل في بيئتها الطبيعية، صورها مودبالي وزملاؤه في منطقة المد والجزر Intertidal zone على مدار اليوم، ووجدوا أن لوامس شقائق النعمان تتبعت موقع الشمس. فقد قامت الحيوانات بالأمر نفسه مع مصدر ضوء متحرك ببطء عبر حوض السمك في المختبر.
كشفت المزيد من التجارب التي أخضعت شقائق النعمان لألوان مختلفة من الضوء أن شقائق النعمان، تماماً مثل النباتات التي تتبع الشمس، تتأثر بشكل أساسي بأطوال موجات الضوء الأزرق والتي تمتصها الكائنات الحية في عملية التمثيل الضوئي. وعندما عمد الفريق إلى تبييض شقائق النعمان، وإزالة شركاءها من الطحالب، انخفض عدد اللوامس المتوجهة نحو الضوء الأزرق من نحو 61% إلى لا شيء تقريباً على الإطلاق. يقول مودبالي: «لم تظهر [شقائق النعمان المبيضة] أي سلوك، لقد فقد السلوك تماماً». أثناء عملية البناء الضوئي، تنتج الطحالب مواد كيميائية شديدة التفاعل تعتمد على الأكسجين، ويعتقد مودبالي أن تراكم هذه المواد في أنسجة شقائق النعمان يمكن أن يكون إحدى الطرق التي يحفز بها ضوء الشمس لوامس هذه الحيوانات على التحرك. لكن هذه الفكرة تحتاج إلى اختبار.
من المعروف أن بعض شقائق النعمان الأخرى وقناديل البحر وغيرها من الحيوانات تظهر انجذاباً ضوئياً Phototaxis، إذ تحرك أجسامها لتكون بالقرب من مصدر الضوء. ولكن شقائق النعمان الثعبانية هي أول حيوان يظهر سلوكا ثابتا من الانتحاء الشمسي. ويعتقد مودبالي أن هذا السلوك قد يكون تكيفاً مفيداً في موائل البرك الصخرية المكتظة، حيث يصعب التحرك للحصول على قدر أكبر أو أقل من ضوء الشمس من أجل بناء ضوئي أمثل. نظراً لافتقارها إلى القدرة على الحركة، تطورت النباتات أيضاً للقيام بذلك.
يقول مودبالي: «كلاهما يقوم بالبناء الضوئي ويظهر النوع نفسه من السلوك». «يبدو أنه إذا عرضت هذه الكائنات للضغط البيئي، فإنها [تطور] سلوكا مماثلا».
من المحتمل أن شقائق النعمان الثعبانية ليست الوحيدة التي تتمتع بهذه القدرة، كما تقول كلوديا بوغوريتز من جامعة بربينيان فيا دوميتيا في فرنسا، والتي لم تشارك في البحث.
«أتوقع أن الانتحاء الشمسي من المحتمل أن يكون عالمياً في نمط الحياة الضوئي بدلاً من أنواع شقائق النعمان البحرية المستهدفة»، إن إجراء تجارب مماثلة على أنواع شقائق النعمان الأخرى يمكن أن يكشف عن المزيد من سلوك الانتحاء الشمسي.
بقلم جيك بوهلر
© 2023, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC