قبل ثلاث سنوات كانت المؤسسات في أنحاء العالم كله تعاني خطراً متوقعاً منذ فترة طويلة لم يكن ظهوره مفاجئاً لأي شخص كان يولي اهتماماً جاداً لمسائل الصحة العامة العالمية. لقد أعادت الجائحة إلى الأذهان أهمية اتخاذ وجهة نظر أوسع وأكثر منهجية للقوى والأحداث المزعزعة المحتملة، وجعلت من كلمة المرونة Resilience كلمة طنانة من الكلمات التي تستخدمها الشركات.
تأخذ أنانيا شيث Ananya Sheth وجوزيف في سينفيلد Joseph V. Sinfield مقاربة نظرية الأنظمة لعملهما في مجال المخاطر والمرونة، إذ يريان الشركات كأنظمة تكيف معقدة لا تكون فيها المرونة مجرد مفهوم نظري بل خاصية ديناميكية. ويقدم مسار البحث المشترك الذي استمر خمس سنوات، والذي شمل عملاً مدعوماً من المؤسسة الوطنية للعلوم National Science Foundation، غوصاً عميقاً في كيفية اكتساب القادة نظرة أكثر شمولاً للمخاطر، مع تقديم أطر وأدوات جديدة للتفكير من خلال تبيان معلومات المخاطر. ويمكن أن تساعد الممارسات الجديدة التي يصفانها القادةَ على تحديد الأدوات التي يمكن أن تقلل من درجات المخاطر وإيجاد مسارات من خلال الأحداث المزعزعة لتحقيق توليد قيمة مستدامة.
هذا شيء تمكنت شركات الخدمات المهنية إلى حد كبير من الاضطلاع به، على الرغم من التوقعات القاتمة لعديد من النقاد لهذا القطاع على مدى العقد الماضي. لكن الاستشارات الإدارية ومكاتب المحاماة لم تكن الأهداف السهلة التي كان من المفترض أن تكونها: يروي جوليان بيركينشو Julian Birkinshaw وديفيد لانسفيلد David Lancefield كيف تجنبت هذه الشركات الخسارة أمام المنافسين الجدد، واستخدمت تكنولوجيات جديدة ربما تكون قد هددت ذات يوم مقترح قيمها Value proposition. وتعرض الرؤى العميقة (التبصرات) المستمدة من أبحاثهما دروساً مهمة للشركات في قطاعات أخرى حول كيفية ركوب موجات التغيير العملاقة بدلاً من الغرق في طياتها.
إن التحليلات المتطورة – ولاسيما النمذجات التوقعية الديناميكية Dynamic predictive models – أداة حاسمة للشركات التي تحتاج إلى نمذجة المخاطر في البيئات السريعة التغير. لكن كما يشرح فيرن إل. غلاسر Vern L. Glaser وأميد أميدوار Omid Omidvar ومهدي صفوي Mehdi Safavi، فإن المديرين الذين يعتمدون على نمذجات كهذه من دون الاهتمام ببعض المسائل الإدارية والمؤسسية الحاسمة يمكن أن يقعوا ضحية لما يسميه المؤلفون القصور الذاتي للخوارزميات Algorithmic inertia. ويحلل هؤلاء الثلاثة الخطأ الذي حدث في نمذجة تصنيف الرهون العقارية المحفوفة بمخاطر الذي استخدمته موديز Moody’s في الفترة التي سبقت الأزمة المالية للعام 2008، ويحددون الأسباب الأربعة الأكثر أهمية لإخفاقات كهذه. وينبغي أن تؤخذ توصياتهم لتحسين ممارسات علوم البيانات Data science practices في الاعتبار من قبل القادة الذين يحتاجون إلى الاستفادة من التحليلات المتقدمة لإدارة عدم اليقين وسط ظروف الأعمال المتغيرة بسرعة.
– محررو إم آي تي سلون مانجمنت ريفيو