الذكاء الاصطناعي يلقي الضوء على الأصول القديمة لأسماء الأماكن في إنجلترا
لقد نجح نموذج الذكاء الاصطناعي في كشف بعض التأثيرات اللغوية الخفية وراء أسماء الأماكن في إنجلترا، وهو ما يمكن أن يساعدنا على فهم معناها
بقلم ماثيو سباركس
إن محاولة الكشف عن الأصول القديمة لأسماء الأماكن الإنجليزية قد شغلت الأكاديميين والهواة لفترة طويلة، حيث غالباً ما يدور حول كل اسم العديد من الأفكار المتضاربة. والآن، يوفر الذكاء الاصطناعي Artificial intelligence طريقة لتحليل أوجه التشابه بين الأسماء ومجموعة من اللغات الأوروبية الأخرى، ويكشف عن تلميحات حول جذورها.
أخذ مايكل دالفين Michael Dalvean من جامعة أستراليا الغربية University of Western Australia قائمة تضم 18,799 اسم مكان من إنجلترا و84,687 اسماً من أيرلندا واسكتلندا وويلز والدنمارك والنرويج والسويد وفرنسا وألمانيا وهولندا وروما القديمة. بعد ذلك، استخدم تعلم الآلة Machine learning لتحليل أوجه التشابه بين الأسماء في إنجلترا وتلك الموجودة في أماكن أخرى، ومقارنة 263 متغيراً، مثل نمط وموقع كل حرف من الحروف الأبجدية داخل الكلمات.
يقول دالفين إنه بدلاً من دراسة اللغة والتاريخ، كما يفعل عادةً الباحثون في مجال أسماء الأماكن، كان الاعتماد على الإحصائيات البحتة يعني أنه يمكنه اكتشاف معلومات جديدة أو على الأقل تلميحات تشير إلى طرق جديدة للبحث.
بعد مقارنة الأسماء الإنجليزية بتلك الموجودة في أماكن أخرى، وجد دالفين أن هارلينغتون Harlington هي أكثر الأسماء الإنجليزية نموذجية، ومن ثم اختارها الأشخاص الذين يتحدثون هذه اللغة.
وتبع ذلك عن كثب أماكن أخرى باللاحقة Suffix نفسها، مثل ويدنغتون Widdington، وبيكنغتون Beckington، وديدلينغتون Didlington، وتودنغتون Toddington. على الطرف الآخر من الطيف، كانت آنا Anna هي أقل إنجليزية بين أسماء الأماكن، تليها أسماء أخرى مثل لامانفا Lamanva، ولايرا Laira، ولانا Lana.
يقر دالفين بأن بعض أسماء الأماكن يمكن أن تسبق اللغات الهندية الأوروبية Indo-European languages وأن هذه اللغات السابقة نادراً ما كانت تُكتب، هذا إن حدث ذلك، مما يجعل تحليل اللغة الإحصائي صعباً أو مستحيلاً عند الكشف عن أصول هذه الأسماء المحددة. ومع ذلك، فهو يأمل أن تساعد دراسته على توجيه الآخرين نحو طرق بحث مثمرة. ويقول: «الخطوة الأولى هي التوصل إلى اللغة الأساسية، وإلا فلن تعرف ما المعاني التي يجب النظر فيها».
لكن بعض الأكاديميين المعنيين بأسماء الأماكن يشككون في تقنية الذكاء الاصطناعي. يقول كيث بريغز Keith Briggs من جامعة أكسفورد University of Oxford إن تحليل تهجئة الأماكن من المحتمل أن يكشف القليل عن أسمائها الأصلية، حيث إن التهجئة تتحول وتتغير بمرور الوقت. ويقول إنه منذ آلاف السنين، لم تكن أسماء الأماكن تُكتب، ربما لم تُسجَّل إلا حين بدأ بتسجيلها الزوار من مثل جامعي الضرائب أو القائمين على التعداد.
يقول بريغز: «إحدى النقاط الأساسية في دراسة أسماء الأماكن هي أنه لا يمكنك استنتاج أي شيء من التهجئة الحديثة للاسم… التهجئة تتغير بمرور الوقت، والتهجئة في الماضي هي ما يهم».
© 2024, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC