أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
تكنولوجيا

نيورالينك: ماذا فائدة الشرائح الدماغية ولماذا يُصنِّعها إيلون ماسك؟

تجري شركة نيورالينك التابعة لشركة إيلون ماسك أول تجاربها البشرية، حيث تزرع شريحة صغيرة على سطح دماغ الشخص للسماح له بالتحدث مباشرة مع أجهزة الحاسوب

بقلم ماثيو سباركس

ا نيورالينك؟
تأسست شركة نيورالينك Neuralink في عام 2016 على يد إيلون ماسك Elon Musk، الذي يدير أيضاً سبيس أكس SpaceX وتسلا Tesla وأكس X، المعروف سابقاً بــ تويتر Twitter، لإنشاء واجهات بين الدماغ والحاسوب Brain-computer interfaces: أجهزة متصلة بالدماغ تسمح للأشخاص بالتواصل مع أجهزة الحاسوب بالتفكير وحده.

يمكن أن تسمح لك هذه الأجهزة بتنفيذ مهام بسيطة مثل البحث عن المعلومات أو إجراء حسابات معقدة باستخدام أجهزة الحاسوب. ومن الناحية النظرية، يمكنها أيضاً إنشاء تخاطر تكنولوجي، واستعاد بصر المكفوفين، وتمكين الأشخاص المصابين بالشلل من التحكم في الأطراف الاصطناعية واستعادة حركتهم. قال ماسك في الماضي إن تكنولوجيا شركته يمكن أن تسمح للبشر بتشكيل «نوع من التعايش» Symbiosis مع الذكاء الاصطناعي.

جهاز نيورالينك بحجم العملة المعدنية تقريباً، وهو مصمم ليتم زرعه تحت الجمجمة، مع أسلاك صغيرة تصل إلى مسافة قصيرة داخل الدماغ لقراءة نشاط الخلايا العصبية

ما الذي حققته شركة نيورالينك حتى الآن؟
يبلغ حجم جهاز نيورالينك Neuralink حجم العملة المعدنية تقريباً، وهو مصمم ليتم زرعه تحت الجمجمة، مع أسلاك صغيرة تصل إلى مسافة قصيرة داخل الدماغ لقراءة نشاط الخلايا العصبية. وقد أجرت الشركة بالفعل تجارب على الخنازير وأظهرت أن القرد يمكنه لعب لعبة الفيديو الكلاسيكية بونغ Pong باستخدام الجهاز. وفي مايو 2023، قالت شركة نيورالينك إنها حصلت على الموافقة لإجراء الاختبارات البشرية.

وبحسب تغريدة لماسك، فإن هذه التجربة تجري الآن. وقال ماسك إن شخصاً لم يُفصح عن هويته تلقى عملية الزرع في 28 يناير 2024، وهو «يتعافى جيداً». ولم تُنشر أي تفاصيل أخرى عن التجربة بعد ولم تستجب شركة نيورالينك لطلب مجلة نيوساينتست New Scientist للتعليق.

هل تم القيام بمثل هذا من قبل؟
شركة ماسك ليست المجموعة الوحيدة التي تعمل على هذه الفكرة. لقد أجرت العديد من المجموعات الأكاديمية والشركات التجارية الناشئة بالفعل تجارب بشرية ونجحت في تفسير إشارات الدماغ بشكل صحيح إلى نوع ما من المخرجات.

فزرع فريق من جامعة ستانفورد Stanford University في كاليفورنيا جهازي استشعار صغيرين تحت سطح دماغ رجل مصاب بالشلل أسفل الرقبة. وتمكن الباحثون من تفسير إشارات دماغ الرجل عندما فكر في كتابة كلمات بقلم على الورق، وتحويلها إلى نص قابل للقراءة على جهاز الحاسوب.

هل التكنولوجيا آمنة؟
وهذا ما تهدف التجربة إلى اكتشافه. لكن التجارب السابقة التي أجرتها شركة نيورالينك على الحيوانات لم تكن جميعها ناجحة، وفقاً للتقارير.

في عام 2022، أرسلت لجنة الأطباء للطب المسؤولPhysicians Committee for Responsible Medicine، وهي منظمة مناصرة Advocacy organisation، خطاباً إلى وزارة الزراعة الأمريكية US Department of Agriculture تطلب إجراء تحقيق فيما أسمته «الانتهاكات الصارخة الواضحة لقانون رفاه الحيوان المتعلقة بوضعية القرود المستخدمة في تجارب الدماغ الباضعة Invasive».

واستشهد تقرير لرويترز Reuters في العام نفسه بوثائق ومصادر أشارت إلى أن اختبارات نيورالينك قتلت 1,500 حيوان، وتسببت في بعض الحالات في «معاناة ووفيات لا داعي لها».

سيحتاج أي جهاز مخصص للزراعة البشرية إلى تجاوز عدد من العقبات التنظيمية للتأكد من أن الجهاز نفسه وعملية التثبيت واستمرار استخدامه آمنة نسبياً وأن أي أخطار محتملة مفهومة جيداً.

متى ستكون الشريحة نيورالينك متاحة وكم ستكون تكلفتها؟
نحن بعيدون جداً عن أن يكون هذا منتجاً تجارياً، حيث ينتظرنا الكثير من الاختبارات والاعتماد، لذلك من السابق لأوانه معرفة ذلك. لكن ماسك أوضح أنه ينوي تسويق هذه التكنولوجيا. أُطلق على المنتج الأول المخطط له اسم «التخاطر» Telepathy وسيسمح للمستخدمين بالتحكم به باستخدام هواتفهم وأجهزة الحاسوب الشخصية.

قالت تارا سبايرز جونز Tara Spires-Jones، من جامعة إدنبرة University of Edinburgh بالمملكة المتحدة، لمركز الإعلام العلمي Science Media Centre، وهي منظمة غير ربحية في المملكة المتحدة، إن شركة نيورالينك لديها إمكانات كبيرة وأن العديد من المجموعات البحثية تعمل على أفكار مماثلة.

«في التجارب البحثية الأخيرة (غير المرتبطة بالشركة نيورالينك)، تمكن العلماء من زرع واجهات بين الدماغ والعمود الفقري تساعد الأشخاص المصابين بالشلل على المشي، وتظهر أبحاث أخرى نتائج واعدة في أجهزة الحاسوب؛ التي تفسر موجات الدماغ ومسحات الدماغ، تُمكّن الأشخاص الذين لا يستطيعون التحدث بالتواصل»، كما قالت. ومع ذلك، «فإن معظم هذه الواجهات تتطلب جراحة أعصاب باضعة ولا تزال في مراحل تجريبية، ومن ثم من المحتمل أن تمر سنوات عديدة قبل أن تصبح متاحة وشائعة».

© 2024, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Back to top button