أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
Advertisement
غير مصنف

هل يمكن أن يسهم جهاز مراقبة نسبة السكر في الدم حقاً في تعزيز صحتك؟

مع تزايد عدد الأشخاص الذين يراقبون مستويات غلوكوز الدم ممن لا يعانون داء السكري، لنلق نظرة على ما تقوله الأدلة حول الحد من الارتفاع السريع لنسبة السكر في الدم بعد تناول الطعام

بقلم كلير ويلسون

بمجرد أن لاحظت أولها، صرت ألحظها في كل مكان: جهاز قرصي أبيض مثير للفضول، يكون موضوعاً على الجزء العلوي من الذراع. كان الناس يرتدونها في صالة الألعاب الرياضية، وفي مترو الأنفاق، في المكتب. وجدت من بحثي على الإنترنت أنها كانت أجهزة مراقبةٍ مستمرةٍ للغلوكوز Glucose، تعطي قراءة فورية لمستوى السكر في الدم.

وفي الوقت نفسه تقريباً، لاحظت تغطية إعلامية لبرنامج زوي ZOE، وهو برنامج نصائح غذائية مبني جزئياً على اختلاف نسبة السكر في الدم استجابة للطعام، والذي تصدّر البودكاستُ الخاص به مؤخراً معدلاتِ الاستماع في المملكة المتحدة. كما أن حسابات وسائل التواصل الاجتماعي كانت مليئة بالمشاركات حول كيفية التحكم بمستويات الغلوكوز لديك. من الواضح أن الغلوكوز حاز على انتباه العالَم.

عادة ما نفكر بسكر الدم على أنه متعلق بداء السكري، حيث لا يستطيع الجسم تنظيم مستويات الغلوكوز لديه، مما تنتج منه آثار صحية خطيرة. فقد اختُرعت أجهزة المراقبة المستمرة للغلوكوز ليسهل على المصابين بداء السكري معرفة – ومن ثم التحكم في – مستويات سكر الدم لديهم.

ولكن الآن، توفر بعض الشركات هذه الأجهزة للأشخاص الذين لا يعانون داء السكري كجزء من برنامج نصائح غذائية مخصصة للشخص، حيث تعتبرها مؤشراً على استجابة الفرد للنظام الغذائي، وهو ما يمكن أن يحدد الأطعمة التي يجب عليهم تناولها من أجل الصحة المثلى. فالفكرة وراء مراقبة الغلوكوز هي تقليل «الارتفاعات السريعة» Spikes التي تحدث بعد تناول الطعام، حيث سيساعد ذلك على إنقاص الوزن وتعزيز المزاج ومستويات الطاقة والنوم، أو على الأقل هذا ما تقوله القصة. إذن، ماذا نعرف عن الآثار الصحية للارتفاعات السريعة للغلوكوز؟ وهل مراقبتها فكرة جيدة للجميع أم يمكن أن تكون هناك أي سلبيات؟ قررت أنني بحاجة إلى الغوص في مزيد من البحث وتجربة أجهزة المراقبة هذه بنفسي.

يؤدي الغلوكوز بالتأكيد دوراً مهما في صحتنا. يعد جزيء السكر عالي الذوبان هذا أحد الطرق الرئيسية لنقل الطاقة في جميع أنحاء الجسم لأنه طريقة سهلة لتخزين الطاقة وإطلاقها. عندما نأكل، ترتفع مستوياته في الدم بشكل طبيعي، ومن ثم فإن البنكرياس يصنع هرمون الإنسولين، مما يؤدي إلى احتجاز بعض الجلوكوز في جزيئات تخزين ضخمة، مثل الغلايكوجين Glycogen. بعد عدة ساعات من تناول الطعام، وعندما يُستخدم الغلوكوز كوقود، يحول الجسم الغلايكوجين مرة أخرى إلى غلوكوز.

يحدث داء السكري عندما يحدث خلل في نظام التحكم في الغلوكوز هذا. ففي داء السكري من النوع الأول Type 1 diabetes، يتوقف البنكرياس عن القدرة على إنتاج الإنسولين، لذلك يحتاج الناس إلى حقن أنفسهم بالهرمون عدة مرات في اليوم لمنع ارتفاع مستويات السكر لديهم. في داء السكري من النوع الثاني Type 2 diabetes الأكثر شيوعاً، والذي يرتبط غالباً بزيادة الوزن، تصبح خلايا الجسم أقل حساسية للإنسولين. غالباً ما يُنصح الأشخاص الذين يعانون داء السكري من هذا النوع بإنقاص الوزن وتجنب الأطعمة الغنية بالسكر أو النشا، والذي يحلله الجسم بسرعة إلى سكر.

أجهزة المراقبة المستمرة للغلوكوز
يمكن أن تكون لكلا النوعين عواقب صحية. إذا انخفض مستوى السكر في دم شخص ما بشكل كبير، فقد يغمى عليه أو حتى يدخل في غيبوبة. ولكن، إن كانت نسبة الغلوكوز مرتفعة بشكل مستمر، يمكن له أن يلتصق ببروتينات أكبر داخل الخلايا التي يوجد فيها، وحتى إنه قد يلتصق بالحمض النووي DNA، مما يؤدي إلى الإخلال بعدد كبير من عمليات الاستقلاب Metapolism. بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى أمراض الكلى والعمى وتلف الأوعية الدموية التي يمكن أن تسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية. أظهرت دراسة محورية في عام 2000 أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني والذين يحافظون على مستويات غلوكوز أقل، يكون لديهم في المعدل عدد أقل من هذه المشكلات الصحية.

وصلت أجهزة المراقبة المستمرة للغلوكوز في عام 1999 لمساعدة المصابين بداء السكري من النوع الأول على معرفة كمية الإنسولين التي يجب حقنها دون إجراء الكثير من اختبارات الدم يومياً. الآن، يقوم مستشعر على الذراع بتقدير مستوى الغلوكوز في السائل بين الخلايا، وهو مشابه جداً لمستوى السكر في الدم، ويرسل إشارات مستمرة إلى تطبيق هاتف. تقول شيفاني ميسرا Shivani Misra، وهي اختصاصية في داء السكري في جامعة إمبريال كوليدج لندن Imperial College London: «لقد أحدث تغييرات جذرية بالنسبة للمصابين بداء السكري من النوع الأول». كما يمكنها أيضاً مساعدة الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني. يوقول ديفيد أونوين David Unwin، وهو طبيب من ساوثبورت في المملكة المتحدة، إن أجهزة مراقبة الغلوكوز تساعد بعض مرضاه المصابين بداء السكري على الحفاظ على نظام غذائي جيد؛ حيث يقول: «تجعلك هذه الأجهزة تفكر أكثر فيما تأكله. فأنت ترى أن هذا البسكويت يرفع نسبة السكر في دمك».

وبسبب افتتاني بمعرفة إن كان هناك أي أنماط مثيرة للاهتمام في كيفية تغير مستويات السكر في الدم على مدار اليوم، قررت تجربة اثنين من أجهزة مراقبة الجلوكوز، الأول مقدم من شركة زوي ZOE، والتي توفر مراقبة الجلوكوز إضافة إلى بعض الفحوصات، والتي تشمل على تحليل ميكروبيوم الأمعاء. والجهاز الآخر مقدم من خدمة تسمى لينغو Lingo من شركة آبوت Abbott، والتي تركز على غلوكوز الدم. فعندما وصل الجهاز الأول، فوجئت بالإبرة التي يبلغ طولها سنتيمتراً واحداً تقريباً. ولكن استخدامها كان سهلاً وغير مؤلم -وهو ما كان مفاجئة بالنسبة إلى، وسرعان ما كنت أحمل جهازي مراقبة، كل منهما مثبت على كل ذراع. علي القول إنني لم أجرب ميزة التدريب على النظام الغذائي Diet coaching في أي من البرنامجين.

والخبر السار هو أنه خلال الأسبوعين الذين ارتديت فيهما جهازي المراقبة، ظلت قيم الغلوكوز الخاصة بي ضمن النطاق المستهدف من 3.9 إلى 10 ملليمول/لتر، وعادة ما يعتبران الحد الأدنى والأقصى المثاليان للمصابين بداء السكري. وقال تقريري الشخصي من زوي إن التحكم في الغلوكوز كان ممتازاً. لكن هذا لا يعني أنه يمكنني الاسترخاء بالضرورة. ضمن ذلك النطاق، كان هناك العديد الارتفاعات والانخفاضات. في بعض الأحيان بعد تناول وجبة كبيرة، مثل طبق المعكرونة أو الكاري مع الأرز وخبز النان، ارتفع الغلوكوز بأكثر من 1.7 مليمول/لتر، وهو ما يمثل أحد تعريفات الارتفاع السريع بحسب لينغو.

كانت رؤية هذه الارتفاعات السريعة مقلقة، لذلك حان الوقت لإلقاء نظرة فاحصة على الأدلة التي تشير إلى أنها مضرة لمن لا يعانون داء السكري. عادة ما تشير الشركات التي تقف وراء هذه البرامج إلى قوائم طويلة من الدراسات التي تشير إلى وجود ارتباطات بين ارتفاع نسبة السكر في الدم وضعف الصحة. يقول تيم سبيكتور Tim Spector، من جامعة كينغز كوليدج لندن King’s College London، وهو أحد مؤسسي شركة زوي: «إذا كنت تعاني عدة ارتفاعات سريعة في اليوم الواحد، فسيرتفع متوسط مستوى الغلوكوز لديك. ونعلم أن هذا يزيد من خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب». كما أشار لي متحدث باسم لينغو إلى مراجعة أجريت لـ38 دراسة تظهر أن الأشخاص الذين لا يعانون داء السكري ولديهم مستويات أعلى من الغلوكوز يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب في وقت لاحق مقارنة بذوي المستويات الأقل من الغلوكوز، ويمكن القول إن أمراض القلب تمثل أخطر المخاطر التي تنتج عن ضعف التحكم في نسبة السكر في الدم.

ولكن هناك تحذيرين لأي شخص يأخذ هذا النوع من الأبحاث كدليل على أنه يجب علينا جميعاً محاولة تقليل الارتفاعات السريعة للغلوكوز لدينا. الأول هو أن معظم هذه الدراسات لا تنظر إلا إلى الارتباطات بين ارتفاع الغلوكوز والنتائج الصحية السيئة – وهذا لا يثبت أن الأول يسبب الأخير. يمكن أن يكون الارتباط ناتجاً من عامل ثالث: على سبيل المثال، قد يكون الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً يحتوى على سكر أكثر غير صحيين بطرق أخرى، وقد يكون ذلك السبب وراء سوء صحتهم. وهذه مشكلة واسعة التأثير في أبحاث النظام الغذائي.

التحذير الثاني أقل وضوحاً. تقفز مستويات الغلوكوز صعوداً وهبوطاً عدة مرات على مدار اليوم، لذلك هناك عدة طرق يمكن من خلالها قياس كميتها. استخدمت الدراسات في المراجعة التي وجدت ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب العديد من التدابير الشائعة، بما في ذلك اختبار «A1C» – الذي يعكس متوسط نسبة السكر في الدم لشخص ما على مدى أسابيع عديدة – واستجابة الناس لمشروبٍ سكريٍّ موحد، والذي يقيس الزيادات في نسبة سكر الدم التي تستمر لمدة ساعتين على الأقل. ولكن الكثير من الحديث السلبي عن الزيادات يعني أن أي زيادة ستكون ضارة، حتى ولو كانت قصيرة، بحسب ما تقول ميسرا. وتقول: «من الطبيعي تماماً أن يرتفع مستوى السكر في الدم إذا كنت تأكل الكربوهيدرات، ثم ينخفض مرة أخرى، لأن البنكرياس قد أنتج الأنسولين».

الارتفاعات السريعة لغلوكوز الدم
إضافة إلى ذلك، ما زلنا لا نعرف ما هو حد الارتفاع السريع الذي نقول عنده إنه ارتفاع كبير. تقول ميسرا إن معظم معرفتنا بغلوكوز الدم تأتي من دراسة الأشخاص المصابين بداء السكري ومن غير المعروف ما إذا كانت الأرقام نفسها تنطبق على أولئك الذين لا يعانون هذه الحالة. وتقول نيكولا غيس Nicola Guess، وهي اختصاصية تغذية في جامعة أوكسفورد University of Oxford: «ليست لدينا هذه البيانات للأشخاص الأصحاء لأننا لم نمتلك هذه الأجهزة من قبل».

وأما عندما يتعلق الأمر بالفوائد الأخرى المزعومة للحد من الارتفاعات السريعة، فقد بدأت الأبحاث تتزايد مشيرة إلى أن مستويات الغلوكوز المرتفعة ترتبط بانخفاض جودة النوم وانخفاض مستويات المزاج والطاقة. ولكن هذه الأبحاث لا تزال في أيامها الأولى، إذ إن معظم الدراسات حتى الآن صغيرة وتراقب الارتباطات Corellations. سيكون أفضلَ أنواع الأدلة تجربةٌ عشوائية Randomised trial كبيرة تُظهر أن الأشخاص الذين يحدون من الارتفاعات السريعة للغلوكوز يحصلون على نوم أفضل، على سبيل المثال.

وهناك ادعاء مهم آخر وهو أن تجنب الارتفاعات السريعة للغلوكوز والانخفاضات السريعة اللاحقة يمكن أن تساعد على فقدان الوزن. وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على 1,070 من مستخدمي زوي أن بعض الناس عرضة لانخفاضات سريعة كبيرة في الغلوكوز بعد ساعتين إلى 3 ساعات من تناول الطعام. وكان ذلك مرتبطاً بشعورهم بالجوع وتناول المزيد من السعرات الحرارية بشكل عام في ذلك اليوم، بحسب ما تقول المؤلفة المشاركة في الدراسة سارة بيري Sarah Berry من جامعة كينغز كوليدج لندن، وهي أيضاً عالمة في فريق علماء زوي. في الواقع، علمت بيري من استخدامها لجهاز مراقبة الغلوكوز أنها حصلت على هذا التأثير. تقول: «لقد أنار هذا الأمر بصيرتي حقاً، حيث جمعت بين ما شعرت به مع ما يجري داخل جسدي».

يقول المشككون إن هذا أمر لا يحتاج إلى فحص دم لقياسه. «الناس لديهم بالفعل أجسادهم لتخبرهم ‘أنا جائع، ولم أنم جيداً’»، بحسب ما تقول دون ديفيس Dawn Davis، اختصاصية داء السكري في جامعة ويسكونسن – ماديسون University of Wisconsin-Madison. وتقول: «الحقيقة هي أن معظم المعلومات التي سيحصلون عليها من جهاز المراقبة هي على الأرجح أشياء كان بإمكانهم اكتشافها بمفردهم».

بينما يرد آخرون بأن أجهزة المراقبة تساعد الناس على رؤية ما يحدث. يقول مايكل سنايدر Michael Snyder في جامعة ستانفورد Stanford University في كاليفورنيا، والمؤسس المشارك لتطبيق للتدريب على التحكم بالغلوكوز يسمى January AI: «يمكن لهذه الأجهزة تدريبك حقاً على رؤية ما يحدث». ويقول إن استخدامها يتيح للناس تجنب الأطعمة التي تسبب أكبر الارتفاعات السريعة.

نظراً لأننا نعلم بالفعل أن الأطعمة السكرية تسبب ارتفاعاً ثم تراجعاً في نسبة الجلوكوز في الدم، فلماذا نحتاج إلى أجهزة مراقبة لإخبارنا بشكل فردي بالأطعمة ذات التأثير الأكبر؟ الحجة هنا هي أن مختلف الأشخاص تختلف استجابة سكر الدم عندهم لنفس الأطعمة. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجرتها زوي على 1,002 شخص لا يعانون داء السكري أن هذه هي الحال – حتى بالنسبة إلى التوائم المتطابقة. وقد ثبت ذلك من خلال تجربتي الخاصة، عندما كان لدي ارتفاع سريع أعلى قليلاً مقارنة زوجي، الذي كان يرتدي أيضاً جهاز مراقبة، بعد تناول عشاء الدجاج المشوي.

ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الاختلافات متسقة أو حتى ذات مغزى. نظرت إحدى الدراسات التي لم تتم مراجعتها بعد إلى 30 شخصاً لا يعانون داء السكري ووجدت أن ارتفاع نسبة الغلوكوز لدى الشخص استجابة لنفس الوجبة في يومين مختلفين يمكن أن يكون مختلفاً كاختلاف استجابته لوجبتين مختلفتين تختلف نسبة الكربوهيدرات فيهما. يقول المؤلف المشارك في الدراسة آرون هينجيست Aaron Hengist في المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة US National Institutes of Health: «على الأرجح أن الاستجابة متباينة أكثر مما يظن الناس». حتى الاختلافات بين أجهزة المراقبة يمكن أن يكون لها تأثير – أعطاني جهاز لينغو عموما قراءات أعلى من جهاز زوي، في بعض الأحيان بنسبة تصل إلى 0.8 ملليمول/لتر.

بدأت بعض الدراسات بالنظر على وجه التحديد فيما إذا كانت أجهزة مراقبة الجلوكوز أو نصائح التغذية الشخصية يمكن أن تساعد على إنقاص الوزن. أجريت إحدى هذه الدراسات على 40 شخصاً يعانون زيادة الوزن ممن لا يعانون داء السكري، حيث قارنت مجموعةً تلقت نصيحة غذائية شخصية جنباً إلى جنب مع جهاز مراقبة مستمر للغلوكوز مع مجموعة تلقت النصيحة فقط. بعد ثمانية أسابيع، فقدت المجموعة التي تستخدم أجهزة المراقبة 3.1 كغم في المتوسط، مقارنة بمتوسط 2.3 كجم في المجموعة الأخرى. استنتج الفريق أن أجهزة المراقبة ساعدت الناس على تغيير وجباتهم الغذائية.

كما أن هناك بيانات من تجربة عشوائية أكبر بكثير أجرتها زوي قُدِّمت في مؤتمر التغذية الأوروبي European Nutrition Conference لعام 2023 في بلغراد، صربيا، حيث قارنت الأشخاص الذين اتبعوا برنامجها الكامل، وسجلوا استهلاكهم الغذائي كل يوم وتلقوا المشورة المستمرة من خلال التطبيق، مع الأشخاص الذين تلقوا نشرة وموارد عبر الإنترنت تحتوي على نصائح غذائية صحية، ودرس فيديو يشرح النصائح وتسجيل الوصول المنتظم عبر البريد الإلكتروني لتشجيع الالتزام. كان لدى مجموعة المقارنة أيضاً إمكانية الوصول إلى المدربين عن طريق البريد الإلكتروني، ولكن ليس بمستوى الوصول نفسه للمجموعة التي استخدمت برنامج زوي.

وجدت الدراسة أن أولئك الذين استخدموا برنامج زوي تحسنوا قليلاً في العديد من المعاملات الاستقلابية Metabolic parameters مقارنة بمجموعة المقارنة (التحكم) Control group، وأنه بعد أربعة أشهر فقدوا كيلوغرامين مقارنة بزيادة 0.3 كغم في مجموعة المقارنة. لكن يمكن القول إن هذه لم تكن مقارنة عادلة حقاً، حيث وجدت تجارب برامج إنقاص الوزن المختلفة حتماً أن الناس ينجحون في إنقاص المزيد من الوزن عندما يحصلون على المزيد من المشورة والاهتمام والدعم، بحسب ما تقول غيس. يقول سبيكتور إن هذا التفاوت أمر لا مفر منه عند مقارنة أي برنامج تغذية مخصص بالنصائح الغذائية القياسية. ويقول: «يعتبر هذا من الممارسات الشائعة في التجارب التي تقارن النتائج مع معايير الصناعة في هذا المجال».

قد يجادل البعض في أن فقدان كيلوغرامين بعد أربعة أشهر ليس مثيراً للإعجاب. يقول سبيكتور إن هدف زوي ليس فقدان الوزن السريع، ولكن جعل الناس يتناولون طعاماً صحياً على المدى الطويل.

كان المعتاد أن يحتاج المصابون بالسكري من النوع الأول إلى فحصِ وخز الإصبع عدة مرات في اليوم. صورة: BURGER / PHANIE / SCIENCE PHOTO LIBRARY

نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات
لكي نكون منصفين، فإن معظم الوجبات الغذائية لا تؤدي إلى الكثير من فقدان الوزن في التجارب العشوائية، لذلك يمكنك القول إن هذا النهج على قدم المساواة مع أي نظام غذائي آخر. ولكن التركيز على نسبة السكر في الدم يقلق بعض اختصاصيي التغذية، مثل غيس، لأنه لمنع حدوث الارتفاعات السريعة في السكر، قد يميل الناس إلى تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والنشا، بكلمات أخرى، فإنهم يميلون إلى نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات.

لطالما نوقشت مسألة ما إذا كان النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات صحياً. بحسب المشورة الغذائية التقليدية، فإننا يجب أن نختار وجباتنا بحيث تحتوي على أطعمة نشوية مثل الخبز الكامل والمعكرونة والأرز والبطاطس. ومع ذلك، يميل الأشخاص الذين يتناولون وجبات منخفضة الكربوهيدرات إلى الحصول على المزيد من السعرات الحرارية من البروتينات والدهون، سواء من اللحوم أو منتجات الألبان أو المصادر النباتية. وتقول غيس: «أشعر بالقلق من أن النصيحة الغذائية التي تفعل في الواقع شيئاً نحتاج إليه – وهو خفض ضغط الدم، وخفض الكوليسترول – تُخرَّب بسبب [المخاوف بشأن] نسبة السكر في الدم لدى الأشخاص الذين ليس لديهم سبب للقلق بشأن نسبة السكر في الدم. يُطلب إلى الناس التركيز على عامل خطر غير موجود، مما قد يكون على حساب عوامل الخطر الفعلية».

تقول بيري: «إذا ركزت على أي مقياس واحد، مثل سكر الدم فقط أو دهون الدم فقط، فأنت ترى فقط قطعة صغيرة جداً من أحجية ضخمة. لهذا السبب، نستخدم في زوي مدخلات متعددة لتوليد نصيحتنا القائمة على الغذاء».

أما الجانب الذي لا يثير الجدل حول أجهزة مراقبة الغلوكوز، فهو مساعدتها على تحديد الأشخاص المصابين بداء السكري وما قبل السكري Pre-diabetes، حيث تكون مستويات الغلوكوز أعلى من المتوسط، ولكن أقل من حد داء السكري. ويقدم الأطباء اختبارات رخيصة وبسيطة لهذه الحالات، لكن العديد من الأشخاص لا يتلقونها لأنهم لا يخضعون لفحوصات منتظمة. من الممكن أن يساعد الهوس بمراقبة الجلوكوز في اكتشاف حالات إضافية من خلال تشجيع الناس على زيارة الطبيب.

أما بالنسبة لي، فلم أكن آسفاً على خلع جهازي المراقبة والتوقف عن القلق بشأن الارتفاعات السريعة للغلوكوز. في حين أن الأدلة حول فوائد الحد من هذه الارتفاعات السريعة في الأشخاص الذين لا يعانون داء السكري لا تزال غير واضحة، إلا أن هناك المزيد من اليقين حول اختبارات A1C، لأنها تعكس متوسطات الغلوكوز على المدى الطويل، ولحسن الحظ بالنسبة لي، كان تقدير A1C من زوي أقل من المستوى الذي يشير إلى مرحلة ما قبل السكري. سأعتبر ذلك علامة مطمئنة – على الرغم من أنني أظن أنني سأتحقق من نتيجتي في السنوات المقبلة – ليس من خلال برنامج غذائي تجاري، ولكن مع طبيبي.

© 2024, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى