أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
أخبار العلوم

عاش البشر القدماء داخل نفق من حُمم بركانية في الصحراء العربية

قدمت الأنفاق تحت الأرض التي شكلتها تدفقات الحمم البركانية للبشر المأوى لآلاف السنين تحت التضاريس الطبيعية الصحراوية الحارّة في المملكة العربية السعودية

حقل بركاني في أم جرسان، حرة خيبر. صورة: NASA Johnson Space Center

بقلم جيمس وودفورد

عثر علماء الآثار على دليل على أن الإنسان سكن في أنابيب من حمم بركانية لأول مرة، في صحارى شمال المملكة العربية السعودية.

أنابيب الحُمم البركانية Lava tube هي كهوف تتشكل أثناء الانفجار البركاني. يبرد سطح نهر الحمم البركانية ويتصلب، في حين تستمر الصخور المنصهرة الساخنة بالتدفق تحته. في نهاية المطاف، تتدفق الحمم البركانية من الأنبوب، تاركة وراءها نفقاً.

حفر ماثيو ستيوارت Mathew Stewart – من جامعة غريفيث Griffith University في بريسبان بأستراليا – وزملاؤه خندقاً داخل كهف أم جرسان. ويبلغ طوله 1.5 كيلومتر، وهو أكبر أنبوب للحمم البركانية في المملكة العربية السعودية. واكتشف الباحثون عظامَ حيواناتٍ وأدواتٍ حجريةً وأوانيَ فخاريةً يعود تاريخها إلى ما لا يقل عن 7 آلاف عام وربما يصل إلى 10 آلاف عام. وقد عمل ستيوارت وفريقه في المنطقة لأكثر من 15 عاماً، وقد عثروا سابقاً على العديد من الهياكل الحجرية على السطح، مما يؤكد وجود الإنسان فيها. ومع ذلك، فإن مناخ الصحراء الحار والجاف قد تسبب في تحلل المواد العضوية، مما يجعل من الصعب تحديد تاريخها.

على السطح، تبدو التضاريس الطبيعية بمثابة «صحراء بازلتية حارة وجافة ومسطحة»، كما يقول ستيوارت. «ولكن عندما تكون في أنبوب الحمم البركانية، يكون الأمر أكثر برودة بكثير. إنه محمي جداً وكان من الممكن أن يكون مكاناً رائعاً للجوء».

ويقول: «إنه يغير فهمنا لعصور ما قبل التاريخ في شبه الجزيرة العربية».

وفي أجزاء من شبكة تحت الأرض في كهف أم جرسان، عثر الباحثون أيضاً على عظام بشرية، لكن يُعتقد أنها جُرَّت بواسطة الضباع.

وفي أنابيب الحمم البركانية الأخرى القريبة، عثر ستيوارت وزملاؤه على فن صخري، بما في ذلك رسومات تمثل الأغنام والماعز المحلية التي كان من الممكن أن يرسمها «المثقفون المعاصرون» في المجموعات التي تستخدم أنابيب الحمم البركانية كملجأ لها، كما يقول.

ويصف مايك مورلي Mike Morley، من جامعة فليندرز Flinders University في أديليد بأستراليا، أنابيب الحمم البركانية بأنها تشبه «مساحات جاهزة للأنشطة».

يقول مورلي: «باعتباري عالماً يعمل بشكل أساسي في الكهوف، فأنا متحمس لأن لدينا نوعاً آخر من أنظمة الكهوف التي استخدمها البشر السابقون… تمثل هذه الاكتشافات كنزاً من المعلومات الأثرية عن شبه الجزيرة العربية، وهي منطقة ضخمة لم تُدرس فحصاً إلا مؤخراً من قبل علم آثار ما قبل التاريخ».

كما اقتُرح أنابيب الحمم البركانية كأماكن محتملة للبشر للاحتماء على القمر والمريخ.

© 2024, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى